عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20 شعبان 1433هـ/9-07-2012م, 12:02 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

الآثار الواردة في جمع عثمان رضي الله عنه

أثر أنس بن مالك رضي الله عنه
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدثنا موسى، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب، أنَّ أنس بن مالك حدَّثه: (أن حذيفة بن اليمان قَدِم على عثمانَ وكان يُغازِي أهل الشأم في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفةَ اختلافُهم في القراءة، فقال حذيفةُ لعثمانَ: يا أمير المؤمنين، أدركْ هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلافَ اليهود والنصارى! فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيدَ بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف. وقال عثمانُ للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفقٍ بمصحفٍ مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق)). [صحيح البخاري/كتاب فضائل القرآن/باب جمع القرآن]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة الترمذيُّ (ت: 279هـ): (حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبدالرحمن بن مهدي قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أنس: (أن حذيفة قدم على عثمان بن عفان، وكان يُغازِي أهلَ الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فرأى حذيفة اختلافهم في القرآن، فقال لعثمان بن عفان: يا أمير المؤمنين، أدرِكْ هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلفتِ اليهود والنصارى! فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت حفصة إلى عثمان بالصحف، فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام وعبدالله بن الزبير أن انسخوا الصحف في المصاحف، وقال للرهط القرشيين الثلاثة: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، حتى نسخوا الصحف في المصاحف، بعث عثمان إلى كل أفق بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوا.
قال الزهري: وحدثني خارجة بن زيد بن ثابت، أن زيد بن ثابت، قال: فُقدت آية من سورة «الأحزاب» كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر}، فالتمستُها فوجدتُها مع خزيمةَ بن ثابت أو أبي خزيمة فألحقتها في سورتها، قال الزهري: فاختلفوا يومئذ في التابوت و التابوه، فقال القرشيون: التابوت، وقال زيد: التابوه، فرفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت؛ فإنه نزل بلسان قريش.
قال الزهري: فأخبرني عبيدالله بن عبدالله بن عتبة أن عبدالله بن مسعود كُرِه لزيد بن ثابت نسخ المصاحف، وقال: يا معشر المسلمين، أعزل عن نسخ كتابة المصحف ويتولَّاها رجل، والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر، يريد زيد بن ثابت، ولذلك قال عبدالله بن مسعود: يا أهل العراق، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها؛ فإن الله يقول: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}، فالقوا الله بالمصاحف. قال الزهري : فبلغني أن ذلك كرهه من مقالة ابن مسعود رجالٌ من أفاضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)). [جامع الترمذي/أبواب القراءات/باب ومن سورة التوبة]
قال أحمدُ بنُ شُعيبِ بنِ عليٍّ النسائيُّ (ت: 256هـ): (أخبرنا الهيثم بن أيوب قال: أخبرنا إبراهيم -يعني: ابن سعد- قال ابن شهاب: وأخبرني أنس بن مالك: (أن حذيفة قدم على عثمان، وكان يغازِي أهل الشام مع أهل العراق في فتح أرمينية وأذربيجان، فأَفزَع حذيفةَ اختلافُهم في القرآن، فقال لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلفت اليهود والنصارى! فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها إليه، فأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوا الصحف في المصاحف، فإن اختلفوا وزيدَ بنَ ثابتٍ في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإن القرآن نزل بلسانهم، ففعلوا ذلك، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق مصحفًا مما نسخوا)). [سنن النسائي الكبرى/كتاب فضائل القرآن/باب بلسان من نزل القرآن].

الآثار المرويّة عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في شأن جمع عثمان.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن رجل، عن سويد بن غفلة، قال: قال علي رضي الله عنه: لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان.) [فضائل القرآن : ]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا معاذ، عن ابن عون، عن عمر بن قيس، عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة، قال: أتى علي رجل، وأنا أصلي، فقال: ثكلتك أمك ألا أراك تصلي, وقد أمر بكتاب الله أن يمزق؟، قال: فتجوزت في صلاتي، وكنت لا أحبس، فدخلت الدار فلم أحبس، ورقيت فلم أحبس، فإذا أنا بالأشعري وإذا حذيفة وابن مسعود يتقاولان، وحذيفة يقول لابن مسعود: «ادفع إليهم المصحف». فقال: «والله , لا أدفعه». فقال: ادفعه إليهم، فإنهم لا يألون أمة محمد إلا خيرا، فقال: والله لا أدفعه إليهم؛ أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وأدفعه إليهم؟ , والله لا أدفعه إليهم). [فضائل القرآن : ]


أثر ابن عباس رضي الله عنهما
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا مروان بن معاوية، عن عوف بن أبي جميلة، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)) ،وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتها في السبع الطول.) [فضائل القرآن : ] (م)


الآثار المرويّة عن ابن مسعود رضي الله عنه في شأن جمع عثمان
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (قال ابن شهاب: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن مسعود، كره أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف فقال:يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟ , يعني : زيدا.
قال: وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول:{ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}». فألقوا إليه المصاحف.
قال: قال ابن شهاب: فبلغني أنه كره ذلك من قول ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حدثنا أبو اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب، عن ابن السباق، أن زيد بن ثابت، قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل اليمامة. ثم ذكر مثل حديث إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن ابن السباق عن زيد، ومثل حديثه عن ابن شهاب عن أنس عن حذيفة في مقالته لعثمان، ومثل حديثه عن خارجة بن زيد في الآية في الأحزاب، ولم يذكر ما سوى ذلك من حديث إبراهيم بن سعد)[فضائل القرآن : ](م)

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (قال ابن شهاب: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن مسعود، كره أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف فقال:يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟ , يعني : زيدا.
قال: وقال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول:{ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}». فألقوا إليه المصاحف.
قال: قال ابن شهاب: فبلغني أنه كره ذلك من قول ابن مسعود رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
حدثنا أبو اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب، عن ابن السباق، أن زيد بن ثابت، قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل اليمامة. ثم ذكر مثل حديث إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن ابن السباق عن زيد، ومثل حديثه عن ابن شهاب عن أنس عن حذيفة في مقالته لعثمان، ومثل حديثه عن خارجة بن زيد في الآية في الأحزاب، ولم يذكر ما سوى ذلك من حديث إبراهيم بن سعد). [فضائل القرآن : ](م)


أثر مصعب بن سعد بن أبي وقاص
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم يعب ذلك أحد.) [فضائل القرآن : ]


أثر محمّد بن أبيّ بن كعب رحمه الله
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ)
: ( حدثنا أبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن محمد بن أبي بن كعب، أن ناسا من أهل العراق قدموا إليه، فقالوا: إنا قدمنا إليك من العراق، فأخرج إلينا مصحف أبي؟ .فقال محمد:قد قبضه عثمان. فقالوا: سبحان الله أخرجه إلينا. فقال: قد قبضه عثمان رضي الله عنه.) [فضائل القرآن : ]



أسباب جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي دعا بعض من يكتب من أصحابه فأمرهم أن يكتبوا الوحي، ولم يكن المصحف قد جُمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل كان مفرقاً في صحف ولخاف، وقد ذكر بعض العلماء من أسباب عدم جمعه في مصحف واحد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أن الوحي لم ينقطع في عهده صلى الله عليه وسلم وكان القرآن ينسخ الله منه ما يشاء ويثبت ما يشاء وينزل الوحي الجديد؛ وكان من الصحابة من جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، وقُتل جماعة من قرّاء الصحابة في وقعة اليمامة أشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي بكر بجمع المصحف فأمروا زيد بن ثابت بكتابة المصحف فجمعه في القصّة المعروفة.
إلا أنّ أبا بكر لم يمنع من بيده شيء من الصحف التي كتبها من القرآن لأن اختلاف الصحابة كان مأمونا لما أدّبهم النبي صلى الله عليه وسلم ولما عقلوا من نهيه عن الاختلاف في القرآن وأن يقرأ كل واحد منهم كما عُلّم، وقد ورد في ذلك أحاديث.
فلما كان في أوّل عهد عثمان رضي الله عنه - وكانت الفتوحات قد توسّعت في عهده - حدث الاختلاف؛ فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى . فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها أليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف).
والاختلاف هنا مجمل في هذه الرواية وقد فصّل في روايات أخرى وآثار أخرى.
فمن ذلك:
- ما ذكره ابن حجر والقسطلاني من رواية عمارة بن غزية أن حذيفة قال: يا أمير المؤمنين أدرك الناس قال: وما ذاك؟ قال: غزوت فرج أرمينية فإذا أهل الشام يقرأون بقراءة أُبيّ بن كعب ويأتون بما لم يسمع أهل العراق، وإذا أهل العراق يقرأون بقراءة ابن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهل الشام فيكفر بعضهم بعضًا).
- قال ابن حجر: (وفى رواية يونس فتذاكروا القرآن فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة).
- ومن ذلك ما رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف عن سويد بن غفلة قال: قال عليّ: (لا تقولوا في عثمان إلا خيرًا فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منّا.
قال: ما تقولون في هذه القراءة فقد بلغني أن بعضهم يقول قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفرًا.
قلنا: فما ترى؟ قال: أرى أن تجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف).
ومن ذلك ما رواه ابن أبي داوود في المصاحف أيضاً عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: سمع عثمان قراءة أبي وعبد الله ومعاذ ، فخطب الناس ثم قال : « إنما قبض نبيكم منذ خمس عشرة سنة ، وقد اختلفتم في القرآن ، عزمت على من عنده شيء من القرآن سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتاني به فجعل الرجل يأتيه باللوح ، والكتف والعسب فيه الكتاب ، فمن أتاه بشيء قال : أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ثم قال : أي الناس أفصح ؟ قالوا : سعيد بن العاص ، ثم قال : أي الناس أكتب ؟ قالوا : زيد بن ثابت قال : فليكتب زيد وليمل سعيد قال : وكتب مصاحف فقسمها في الأمصار ، فما رأيت أحدا عاب ذلك عليه »

وقد استوعب ابن حجر الروايات والآثار في أسباب جمع القرآن في عهد عثمان بما لم أجده عند غيره، وقد أحسن في ذلك.
ومن ذلك قوله: (وأخرج بن أبى داود أيضا من طريق يزيد بن معاوية النخعي قال: إنى لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة فسمع رجلا يقول قراءة عبد الله بن مسعود وسمع آخر يقول قراءة أبى موسى الأشعري فغضب ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال هكذا كان من قبلكم اختلفوا والله لأركبن إلى أمير المؤمنين.
-ومن طريق أخرى عنه: أن اثنين اختلفا في آية من سورة البقرة قرأ هذا {وأتموا الحج والعمرة لله} وقرأ هذا {وأتموا الحج والعمرة للبيت} فغضب حذيفة واحمرت عيناه.
-ومن طريق أبى الشعثاء قال: قال حذيفة: يقول أهل الكوفة قراءة بن مسعود ويقول أهل البصرة قراءة أبى موسى والله لئن قدمت على أمير المؤمنين لآمرنه أن يجعلها قراءة واحدة.
-ومن طريق أخرى أن ابن مسعود قال لحذيفة: بلغني عنك كذا!!
قال: نعم، كرهت أن يقال: قراءة فلان وقراءة فلان؛ فيختلفون كما اختلف أهل الكتاب).
قال ابن حجر: وهذه القصة لحذيفة يظهر لي أنها متقدمة على القصة التي وقعت له في القراءة؛ فكأنه لما رأى الاختلاف أيضا بين أهل الشام والعراق اشتد خوفه فركب إلى عثمان وصادف أن عثمان أيضا كان وقع له نحو ذلك فأخرج بن أبى داود أيضا في المصاحف من طريق أبى قلابة قال: لما كان في خلافة عثمان جعل المعلّم يعلم قراءة الرجل والمعلّم يعلم قراءة الرجل فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون حتى ارتفع ذلك إلى المعلّمين حتى كفّر بعضهم بعضا؛ فبلغ ذلك عثمان فخطب فقال: أنتم عندي تختلفون فمن نأى عنى من الأمصار أشد اختلافا).
قال ابن حجر: فكأنه والله أعلم لما جاءه حذيفة وأعلمه باختلاف أهل الأمصار تحقق عنده ما ظنه من ذلك.
قال: وفى رواية مصعب بن سعد فقال: عثمان تمترون في القرآن تقولون قراءة أبيّ قراءة عبد الله ويقول الآخر والله ما تقيم قراءتك.
-ومن طريق محمد بن سيرين قال: كان الرجل يقرأ حتى يقول الرجل لصاحبه كفرتُ بما تقول فرفع ذلك إلى عثمان فتعاظم في نفسه.
-وعند بن أبى داود أيضا من رواية بكير بن الأشج أن ناسا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية فإذا قرأها قال: ألا إنى أكفر بهذه ففشا ذلك في الناس؛ فكُلِّم عثمان في ذلك).ا.هـ
وهذا يدلّ على أن هذه الأسباب اجتمعت وتظافرت وكان جمع القرآن عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم لما رأوه من الاختلاف فجمعوا الناس على مصحف واحد نصحاً للأمّة ودرءا للاختلاف والتنازع في كتاب الله تعالى، وما كان من خلاف ابن مسعود في أوّل الأمر فإنّه رجع عنه). [مسائل التفسير]


رد مع اقتباس