عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 11:51 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)}

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):(قوله تعالى: {لَيسَ عَلى الأَعمى حَرَجٌ} الآية.
قال ابن عباس: (لما أنزل الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تَأَكُلوا أَموالَكُم بَينَكُم بِالباطِلِ} تحرج المسلمون عن مؤاكلة المرضى والزمنى والعمي والعرج وقالوا: الطعام أفضل الأموال وقد نهى الله تعالى عن أكل المال بالباطل والأعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام والمريض لا يستوفي الطعام فأنزل الله تعالى هذه الآية).
وقال سعيد بن جبير والضحاك: (كان العرجان والعميان يتنزهون عن مؤاكلة الأصحاء لأن الناس يتقذرونهم ويكرهون مؤاكلتهم وكان أهل المدينة لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا أعرج ولا مريض تقذرًا فأنزل الله تعالى هذه الآية).
وقال مجاهد: نزلت هذه الآية ترخيصًا للمرضى والزمنى في الأكل من بيوت من سمى الله تعالى في هذه الآية وذلك أن قومًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا لم يكن عندهم ما يطعمونهم ذهبوا بهم إلى بيوت آبائهم وأمهاتهم أو بعض من سمى الله تعالى في هذه الآية. فكان أهل الزمانة يتحرجون من أن يطعموا ذلك الطعام لأنه أطعمهم غير مالكيه ويقولون: إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم فأنزل الله تعالى هذه الآية.
- أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول في هذه الآية: أنزلت في أناس كانوا إذا خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وضعوا مفاتيح بيوتهم عند الأعمى والأعرج والمريض وعند أقاربهم وكانوا يأمرونهم أن يأكلوا مما في بيوتهم إذا احتاجوا إلى ذلك فكانوا يقفون أن يأكلوا منها ويقولون: نخشى أن لا تكون أنفسهم بذلك طيبة فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 342-344]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):(قوله تعالى: {لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَأكُلوا جَميعًا أَو أَشتاتًا} الآية.
قال قتادة والضحاك: نزلت في حي من كنانة يقال لهم: بنو ليث بن عمرو فكانوا يتحرجون أن يأكل الرجل الطعام وحده فربما قعد الرجل والطعام بين يديه من الصباح إلى الرواح والشول حفل والأحوال منتظمة تحرجًا من أن يأكل وحده فإذا أمسى ولم يجد أحدا أكل فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال عكرمة: نزلت في قوم من الأنصار كانوا لا يأكلون إذا نزل بهم ضيف إلا مع ضيفهم فرخص الله تعالى لهم أن يأكلوا كيف شاءوا جميعًا متحلقين أو أشتاتًا متفرقين). [أسباب النزول: 344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ):(قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: كان الرجل يذهب بالأعمى والأعرج والمريض إلى بيت أبيه أو بيت أخيه أو بيت أخته أو بيت عمته أو بيت خالته فكانت الزمنى يتحرجون من ذلك يقولون: إنما يذهبون بنا إلى بيوت غيرهم فنزلت هذه الآية رخصة لهم: {ليس على الأعمى حرج} الآية.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: (لما أنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} تحرج المسلمون وقالوا: الطعام من أفضل الأموال فلا يحل لأحد منا أن يأكل عند أحد فكف الناس عن ذلك، فنزل: {ليس على الأعمى حرج} إلى قوله: {أو ما ملكتم مفاتحه} الآية).
وأخرج عن الضحاك قال: كان أهل المدينة قبل البعث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعمى ولا مريض ولا أعرج، لأن الأعمى لا يبصر طيب الطعام، والمريض لا يستوفي الطعام كما يستوفي الصحيح، والأعرج لا يستطيع المزاحمة على الطعام، فنزلت رخصة في مؤاكلتهم.
وأخرج عن مقسم قال: كانوا يتقون أن يأكلوا مع الأعمى والأعرج فنزلت.
وأخرج الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس قال: خرج الحارث غازيا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخلف على أهله خالد بن زيد فحرج أن يأكل من طعامه وكان مجهودا فنزل قوله تعالى: {ليس عليكم جناح} الآية.
أخرج البزار بسند صحيح عن عائشة قالت: (كان المسلمون يرغبون في النفر مع رسول صلى الله عليه وسلم فيدفعون مفاتحهم إلى زمناهم ويقولون لهم: قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما أحببتم، وكانوا يقولون: إنه لا يحل لنا أنهم أذنوا من غير طيب نفس فأنزل الله: {ليس عليكم جناح} إلى قوله: {أو ما ملكتم مفاتحه}).
وأخرج ابن جرير عن الزهري أنه سئل عن قوله: {ليس على الأعمى حرج} ما بال الأعمى والأعرج والمريض ذكروا هنا؟ فقال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله قال: إن المسلمين كانوا إذا غزوا خلفوا زمانهم، وكانوا يدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم ويقولون: قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما في بيوتنا وكانوا يتحرجون من ذلك، ويقولون: لا ندخلها وهم غيب، فأنزلت الله هذه الآية رخصة لهم.
وأخرج عن قتادة قال: نزلت: {ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا} في حي من العرب كان الرجل منكم لا يأكل طعامه وحده، وكان يحمله بعض يوم حتى يجد من يأكله معه.
وأخرج عن عكرمة وأبي صالح قالا: كانت الأنصار إذا نزل بهم الضيف لا يأكلون حتى يأكل الضيف معهم، فنزلت رخصة لهم). [لباب النقول: 189-190]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ):(قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ}.
قال الإمام أحمد بن عمرو بن عبد الخالق الشهير بالبزار كما في[كشف الأستار: 3 /61]: حدثنا زيد بن أخزم أبو طالب الطائي ثنا بشر بن عمر ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيدفعون مفاتيحهم إلى ضمناهم ويقولون لهم: قد أحللنا لكم أن تأكلوا ما أحببتم فكانوا يقولون إنه لا يحل لنا أنهم أذنوا من غير طيب نفس فأنزل الله عز وجل {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ} إلى قوله: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ}).
قال البزار: لا نعلمه رواه عن الزهري إلا صالح.
قال الحافظ الهيثمي في [المجمع:7 /84]: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
وقال السيوطي: في لباب النقول سنده صحيح). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 170]

رد مع اقتباس