عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 04:04 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (................... قال أهل إنطاكية [الآية: 13]). [تفسير الثوري: 249]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون (13) إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ فقالوا إنّا إليكم مرسلون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: ومثّل يا محمّد لمشركي قومك مثلاً أصحاب القرية ذكر أنّها أنطاكيّة {إذ جاءها المرسلون} اختلف أهل العلم في هؤلاء الرّسل، وفيمن كان أرسلهم إلى أصحاب القرية، فقال بعضهم: كانوا رسل عيسى ابن مريم، وعيسى الّذي أرسلهم إليهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون. إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ} قال: ذكر لنا أنّ عيسى ابن مريم بعث رجلين من الحواريّين إلى أنطاكيّة مدينة بالرّوم فكذّبوهما، فأعزّهما بثالثٍ {فقالوا إنّا إليكم مرسلون}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، وعبد الرّحمن، قالا: حدّثنا سفيان، قال: حدّثني السّدّيّ، عن عكرمة {واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية} قال: أنطاكيّة.
وقال آخرون: بل كانوا رسلاً أرسلهم اللّه إليهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثنا ابن إسحاق فيما بلغه، عن ابن عبّاسٍ، وعن كعب الأحبار، وعن وهب بن منبّهٍ، قال: كان بمدينة أنطاكيّة فرعون من الفراعنة يقال له أبطيحس بن أبطيحس يعبد الأصنام، صاحب شركٍ، فبعث اللّه المرسلين، وهم ثلاثةٌ: صادقٌ، وصدوقٌ، وشلومٌ، فقدم إليه وإلى أهل مدينته منهم اثنان فكذّبوهما، ثمّ عزّز اللّه بثالثٍ؛ فلمّا دعته الرّسل ونادته بأمر اللّه، وصدعت بالّذي أمرت به، وعابت دينه، وما هم عليه، قال لهم: {إنّا تطيّرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ} ). [جامع البيان: 19/412-414]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 13 – 27
أخرج الفريابي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية} قال: هي أنطاكية). [الدر المنثور: 12/335]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن بريدة {أصحاب القرية} قال: أنطاكية). [الدر المنثور: 12/335]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} قال: أنطاكية). [الدر المنثور: 12/335]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} قال: ذكر لنا أنها قرية من قرى الروم بعث عيسى بن مريم إليها رجلين فكذبوهما). [الدر المنثور: 12/335]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني حيوة بن شريح عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال: {الغاسق إذا وقب} الشمس إذا غربت، والقرية التي قال الله في كتابه: {كانت حاضرة البحر}، طبرية، والقرية التي قال الله: {إذ أرسلنا إليهم اثنين} أنطاكية، والقرية التي قال الله: {كانت آمنة مطمئنة}، قال: هي يثرب). [الجامع في علوم القرآن: 1/15] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى إذ أرسلنا إليهم اثنين قال بلغني أن عيسى ابن مريم بعث إلى أهل القرية أهل انطاكية رجلين من الحواريين ثم أتبعهم بثالث). [تفسير عبد الرزاق: 2/140-141]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {فعزّزنا} [يس: 14] : «شدّدنا»). [صحيح البخاري: 6/122]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ فعزّزنا فشددنا سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ). [فتح الباري: 8/541]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {فعززنا} شددنا {يا حسرة على العباد} كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل {أن تدرك القمر} لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك {سابق النّهار} يتطالبان حثيثين {نسلخ} نخرج أحدهما من الآخر ونجري كل واحد منهما من مثله من الأنعام {فاكهون} معجبون {جند محضرون} عند الحساب ويذكر عن عكرمة {المشحون} الموقر وقال ابن عبّاس {طائركم} مصابكم {ينسلون} يخرجون {مرقدنا} مخرجنا {أحصيناه} حفظناه {مكانتكم} ومكانكم واحد
أما قول مجاهد فتقدم بعضها في بدء الخلق
وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 14 يس {فعززنا بثالث} قال شددنا). [تغليق التعليق: 4/290-291] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: فعزّرنا: شددنا
أي: قال مجاهد في قوله: (فعززنا بثالث) ، (يس: 14) أي: شددنا، ورواه أبو محمّد بن أبي حاتم عن حجاج بن حمزة. حدثنا شبابة حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ولفظه في تفسير عبد بن حميد شددنا بثالث، وكانت رسل عيسى، عليه السّلام، الّذين أرسلهم إلى صاحب أنطاكية ثلاثة، صادق وصدوق وشلوم، والثّالث هو شلوم، وقيل: الثّالث شمعون). [عمدة القاري: 19/132]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي ({فعززنا}) أي (شددنا) بتشديد الدال الأولى وتسكين الثانية والمفعول محذوف أي فشددناهما بثالث). [إرشاد الساري: 7/311]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (فعززنا شددنا) وقال غيره، أي: قوينا، وهما متقاربان). [حاشية السندي على البخاري: 3/66]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ} يقول تعالى ذكره: حين أرسلنا إليهم اثنين يدعونهم إلى اللّه فكذّبوهما فشدّدناهما بثالثٍ، وقوّيناهما به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {فعزّزنا بثالثٍ} قال: شدّدنا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قوله {فعزّزنا بثالثٍ} قال: زدنا.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فعزّزنا بثالثٍ} قال: جعلناهم ثلاثةً، قال: ذلك التّعزّز، قال: والتّعزّز: القوّة.
وقوله: {فقالوا إنّا إليكم مرسلون} يقول: فقال المرسلون الثّلاثة لأصحاب القرية: إنّا إليكم أيّها القوم مرسلون، بأن تخلصوا العبادة للّه وحده، لا شريك له، وتتبرّءوا ممّا تعبدون من الآلهة والأصنام.
وبالتّشديد في قوله: {فعزّزنا} قرأت القرّاء سوى عاصمٍ، فإنّه قرأه بالتّخفيف، والقراءة عندنا بالتّشديد لإجماع الحجّة من القرّاء عليه وأنّ معناه إذا شدّد: فقوّينا، وإذا خفّف: فغلبنا، وليس لغلبنا في هذا الموضع كثير معنًى). [جامع البيان: 19/414-415]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فعززنا بثالث يعني شددنا). [تفسير مجاهد: 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان موسى بن عمران عليه السلام بينه وبين عيسى ألف سنة وتسعمائة سنة ولم يكن بينهما وإنه أرسل بينهما ألف نبي من بني إسرائيل ثم من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسع وستون سنة بعث في أولها ثلاثة أنبياء، وهو قوله {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} والذي عززبه: شمعون، وكان من الحواريين وكانت الفترة التي ليس فيها رسول أربعمائة سنة وأربعة وثلاثين سنة). [الدر المنثور: 12/336]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إذ أرسلنا إليهم اثنين} قال: بلغني أن عيسى بن مريم بعث إلى أهل القرية - وهي أنطاكية - رجلين من الحواريين وأتبعهم بثالث). [الدر المنثور: 12/336]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} قال: لكي تكون عليهم الحجة أشد فأتوا أهل القرية فدعوهم إلى الله وحده وعبادته لا شريك له فكذبوهم). [الدر المنثور: 12/336]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال: اسم الرسولين اللذين قالا: {إذ أرسلنا إليهم اثنين} شمعون، ويوحنا، واسم (الثالث) بولص). [الدر المنثور: 12/336-337]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فعززنا بثالث} مخففة). [الدر المنثور: 12/337]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {إذ أرسلنا إليهم اثنين}،، قال: اسم الثالث الذي عزز به سمعون بن يوحنا، والثالث بولص فزعموا أن الثلاثة قتلوا جميعا وجاء حبيب وهو يكتم إيمانه {قال يا قوم اتبعوا المرسلين} فلما رأوه أعلن بإيمانه فقال {إني آمنت بربكم فاسمعون} وكان نجارا ألقوه في بئر وهي الرس وهم أصحاب الرس). [الدر المنثور: 12/337]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن كعب أن ابن عباس سأله عن أصحاب الرس فقال: إنكم معشر العرب تدعون البئر رسا وتدعون القبر رسا فخدوا خدودا في الأرض وأوقدوا فيها النيران للرسل الذين ذكر الله في {يس} {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} وكان الله تعالى إذا جمع لعبد النبوة والرسالة منعه من الناس وكانت الأنبياء تقتل فلما سمع بذلك رجل من أقصى المدينة وما يراد بالرسل أقبل يسعى ليدركهم فيشهدهم على إيمانه فأقبل على قومه فقال {يا قوم اتبعوا المرسلين} إلى قوله {لفي ضلال مبين} ثم أقبل على الرسل فقال {إني آمنت بربكم فاسمعون} ليشهدهم على إيمانه فأخذ فقذف في النار فقال الله تعالى {ادخل الجنة} قال {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} ). [الدر المنثور: 12/340] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا ما أنتم إلاّ بشرٌ مثلنا وما أنزل الرّحمن من شيءٍ إن أنتم إلاّ تكذبون (15) قالوا ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون (16) وما علينا إلاّ البلاغ المبين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: قال أصحاب القرية للثّلاثة الّذين أرسلوا إليهم حين أخبروهم أنّهم أرسلوا إليهم بما أرسلوا به: ما أنتم أيّها القوم إلاّ أناسٌ مثلنا، ولو كنتم رسلاً كما تقولون، لكنتم ملائكةً {وما أنزل الرّحمن من شيءٍ} يقول: قالوا: وما أنزل الرّحمن إليكم من رسالةٍ ولا كتابٍ ولا أمركم فينا بشيءٍ.
{إن أنتم إلاّ تكذبون} يقول: ما أنتم في شيءٍ إلاّ إنّكم تكذّبون في قيلكم إنّكم إلينا مرسلون). [جامع البيان: 19/415-416]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قالوا ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون} يقول: قال الرّسل: ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون فيما دعوناكم إليه، وإنّا لصادقون). [جامع البيان: 19/416]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وما علينا إلاّ البلاغ المبين} يقول: وما علينا إلاّ أن نبلّغكم رسالة اللّه الّتي أرسلنا بها إليكم بلاغًا يبين لكم أنّا أبلغناكموها، فإن قبلتموها فحظّ أنفسكم تصيبون، وإن لم تقبلوها فقد أدّينا ما علينا، واللّه وليّ الحكم فيه). [جامع البيان: 19/416]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى إنا تطيرنا بكم قال يقولون إن أصابنا شر فهو بكم قالوا طئركم معكم أين ذكرتم تطيرتم بنا). [تفسير عبد الرزاق: 2/141]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا إنّا تطيّرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: قال أصحاب القرية للرّسل: {إنّا تطيّرنا بكم} يعنون: إنّا تشاءمنا بكم، فإن أصابنا بلاءٌ من أجلكم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {قالوا إنّا تطيّرنا بكم} قالوا: إن أصابنا شرٌّ، فإنّما هو من أجلكم.
وقوله: {لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم} يقول: لئن لم تنتهوا عمّا ذكرتم من أنّكم أرسلتم إلينا بالبراءة من آلهتنا، والنّهي عن عبادتنا {لنرجمنّكم}. قيل: عني بذلك لنرجمنّكم بالحجارة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم} بالحجارة.
{وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ}. يقول: ولينالنّكم منّا عذابٌ موجعٌ). [جامع البيان: 19/416]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ابن عباس - رضي الله عنهما -) قال: كان بمدينة أنطاكية فرعونٌ من الفراعنة، فبعث الله إليهم المرسلين، وهم ثلاثةٌ، قدّم اثنين، فكذّبوهما فقوّاهم بثالث، فلما دعته الرّسل، وصدعت بالذي أمرت به، وعابت دينه، قال لهم: {إنّا تطيّرنا بكم} {قالوا طائركم معكم} [يس: 18-19]، أي: مصائبكم. أخرجه رزين.
[شرح الغريب]
(تطيرنا بكم): تشاءمنا بكم). [جامع الأصول: 2/331]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {قالوا إنا تطيرنا بكم} قال: يقولون إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم {لئن لم تنتهوا لنرجمنكم} بالحجارة {قالوا طائركم معكم} أي أعمالكم معكم {أئن ذكرتم} يقول: أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا). [الدر المنثور: 12/337]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله {لنرجمنكم} قال: لنشتمنكم قال والرجم في القرآن كله الشتم وفي قوله {طائركم معكم أئن ذكرتم} يقول: ما كتب عليكم واقع بكم). [الدر المنثور: 12/338]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {طائركم} [يس: 19] : «مصائبكم»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاس طائركم عند الله مصائبكم وتقد م في أحاديث الأنبياء وللطّبريّ من وجهٍ آخر عن بن عبّاسٍ قال طائركم أعمالكم وقال أبو عبيدة طائركم أي حظّكم من الخير والشّرّ). [فتح الباري: 8/541]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن جرير ثنا ابن حميد ثنا سلمة عن ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عبّاس في قوله 19 يس {طائركم} قال أعمالكم). [تغليق التعليق: 4/292]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: طائركم مصائبكم
أشار به إلى قوله تعالى: {قالوا طائركم معكم} (يس: 19) وفسره بقوله: (مصائبكم) وعن قتادة: أعمالكم، وقال الحسن والأعرج: طيركم). [عمدة القاري: 19/133]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا طائركم معكم أئن ذكّرتم بل أنتم قومٌ مسرفون (19) وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى قال يا قوم اتّبعوا المرسلين (20) اتّبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: قالت الرّسل لأصحاب القرية: {طائركم معكم أئن ذكّرتم} يقولون: أعمالكم وأرزاقكم وحظّكم من الخير والشّرّ معكم، ذلك كلّه في أعناقكم، وما ذلك من شؤمنا إن أصابكم سوءٌ فيما كتب عليكم، وسبق لكم من اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قالوا طائركم معكم} أي أعمالكم معكم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، فيما بلغه عن ابن عبّاسٍ، وعن كعبٍ، وعن وهب بن منبّهٍ، قالت لهم الرّسل: {طائركم معكم} أي أعمالكم معكم.
وقوله: {أئن ذكّرتم} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: {أئن ذكّرتم} بكسر الألف من إن وفتح ألف الاستفهام: بمعنى إن ذكّرناكم فمعكم طائركم، ثمّ أدخل على إن الّتي هي حرف جزاءٍ ألف استفهامٍ في قول بعض نحويّي البصرة، وفي قول بعض الكوفيّين منويٌّ به التّكرير، كأنّه قيل: قالوا طائركم معكم إن ذكّرتم فمعكم طائركم، فحذف الجواب اكتفاءً بدلالة الكلام عليه.
وإنّما أنكر قائل هذا القول القول الأوّل، لأنّ ألف الاستفهام قد حالت بين الجزاء وبين الشّرط، فلا تكون شرطًا لما قبل حرف الاستفهام.
وذكر عن أبي رزينٍ أنّه قرأ ذلك: {أئن ذكّرتم} بمعنى: ألأن ذكّرتم طائركم معكم؟ وذكر عن بعض قارئيه أنّه قرأه: قالوا: طائركم معكم أين ذكرتم بمعنى: حيث ذكرتم بتخفيف الكاف من ذكّرتم.
والقراءة الّتي لا نجيز القراءة بغيرها القراءة الّتي عليها قرّاء الأمصار، وهي دخول ألف الاستفهام على حرف الجزاء، وتشديد الكاف على المعنى الّذي ذكرناه عن قارئيه كذلك، لإجماع الجحّة من القرّاء عليه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أئن ذكرتم} أي إن ذكّرناكم اللّه تطيّرتم بنا؟! {بل أنتم قومٌ مسرفون}.
وقوله: {بل أنتم قومٌ مسرفون} يقول: قالوا لهم: ما بكم التّطيّر بنا، ولكنّكم قومٌ أهل معاصٍ للّه وآثامٍ، قد غلبت عليكم الذّنوب والآثام). [جامع البيان: 19/417-419]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ابن عباس - رضي الله عنهما -) قال: كان بمدينة أنطاكية فرعونٌ من الفراعنة، فبعث الله إليهم المرسلين، وهم ثلاثةٌ، قدّم اثنين، فكذّبوهما فقوّاهم بثالث، فلما دعته الرّسل، وصدعت بالذي أمرت به، وعابت دينه، قال لهم: {إنّا تطيّرنا بكم} {قالوا طائركم معكم} [يس: 18-19]، أي: مصائبكم. أخرجه رزين.
[شرح الغريب]
(تطيرنا بكم): تشاءمنا بكم). [جامع الأصول: 2/331] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {قالوا إنا تطيرنا بكم} قال: يقولون إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم {لئن لم تنتهوا لنرجمنكم} بالحجارة {قالوا طائركم معكم} أي أعمالكم معكم {أئن ذكرتم} يقول: أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا). [الدر المنثور: 12/337] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله {لنرجمنكم} قال: لنشتمنكم قال والرجم في القرآن كله الشتم وفي قوله {طائركم معكم أئن ذكرتم} يقول: ما كتب عليكم واقع بكم). [الدر المنثور: 12/338] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {طائركم معكم} قال: شؤمكم معكم). [الدر المنثور: 12/338]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن يحيي بن وثاب أنه قرأها أئن ذكرتم بالخفض وقرأها زر بن حبيش أن ذكرتم بالنصب). [الدر المنثور: 12/338]


رد مع اقتباس