عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م, 09:20 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 51 إلى 75]

{وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55) إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59) وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60) أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66) فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74) وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75)}

تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد وصّلنا لهم القول} [القصص: 51] أخبرناهم به، بما أهلكنا الأمم السّالفة، قوم نوحٍ، وعادًا وثمود، ومن بعدهم بتكذيبهم رسلهم.
[تفسير القرآن العظيم: 2/598]
قال: {لعلّهم يتذكّرون} [القصص: 51] لكي يتذكّروا فيحذروا لا ينزل بهم ما نزل بهم فيؤمنوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/599]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولقد وصّلنا لهم القول...}

يقول: أنزلنا عليهم القرآن يتبع بعضه بعضاً.). [معاني القرآن: 2/307]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولقد وصّلنا لهم القول }: أي: أتمناه، قال:

= جعلت عمامتي صلةً لحبلى
وقال الأخطل:
فقل لبني مروان ما بال ذمة= وحبلٍ ضعيفٍ لا يزال يوصّل.).
[مجاز القرآن: 2/108]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وصلنا له القول}: أتممناه). [غريب القرآن وتفسيره: 292]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولقد وصّلنا لهم القول} أي: اتبعنا بعضه بعضا، فأتّصل عندهم, يعني: القرآن). [تفسير غريب القرآن: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولقد وصّلنا لهم القول لعلّهم يتذكّرون }
أي : فصّلناه بأن فصّلنا ذكر الأنبياء وأقاصيصهم، وأقاصيص من مضى، بعضها ببعض.
{لعلّهم يتذكرون}: أي : لعلهم يعتبرون). [معاني القرآن: 4/148]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون}
أي: أتبعنا بعضه بعضاً.
قال مجاهد :يعني : لقريش , وقرأ الحسن : صلنا مخففاً.
ومعنى :{إنا كنا من قبله مسلمين }: أنهم وجدوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم في كتابهم من قبل أن يبعث , فآمنوا به , ثم آمنوا به بعد ما بعث.). [معاني القرآن: 5/185-186]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {وَصَّلْنَا}: تممنا.). [العمدة في غريب القرآن: 235]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الّذين آتيناهم الكتاب من قبله} [القصص: 52] من قبل القرآن.
{هم به} [القصص: 52] بالقرآن.
{يؤمنون} [القصص: 52]، يعني: من آمن من أهل الكتابين، يعني: من كان مستمسكًا بدين موسى وعيسى ثمّ آمن بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
حمّادٌ، عن عمرو بن دينارٍ، عن يحيى بن جعدة، عن رفاعة القرظيّ قال: نزلت هذه الآية في عشرةٍ من اليهود، أنا أحدهم: {الّذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون} [القصص: 52] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/599]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {الّذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون}

جاء في التفسير : أن هؤلاء طائفة من أهل الكتاب كانوا يأخذون به , وينتهون إليه , ويقفون عنده.
كانوا يحكمون بحكم اللّه، بالكتاب الذي أنزل قبل القرآن.
فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم , وتلا عليهم القرآن , قالوا :{آمنا به إنه الحق من ربّنا}.
وذلك أنّ ذكر محمد صلى الله عليه وسلم كان مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل، فلم يعانده هؤلاء , وآمنوا, وصدقوا، فأثنى اللّه عليهم خيرا وقال: {أولئك يؤتون أجرهم مرّتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السّيّئة وممّا رزقناهم ينفقون}). [معاني القرآن: 4/148]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذا يتلى عليهم} [القصص: 53] القرآن.
{قالوا آمنّا به إنّه الحقّ من ربّنا إنّا كنّا من قبله} [القصص: 53] من قبل القرآن.
{مسلمين} [القصص: 53] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/599]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال الكلبيّ: هم أناسٌ من أهل الكتاب لم يكونوا يهودًا ولا نصارى، وكانوا على دين أنبياء اللّه ورسله , وكرهوا ما عليه اليهود والنّصارى، وأخذوا بأمر اللّه، فكانوا ينتظرون النّبيّ عليه السّلام، فلمّا سمعوا به وهو بمكّة أتوه، فلمّا رأوه عرفوه بنعته وسألوه أن يقرأ عليهم القرآن، فلمّا سمعوه {قالوا آمنّا به} [القصص: 53] بالقرآن {إنّه الحقّ من ربّنا إنّا كنّا من قبله مسلمين} [القصص: 53] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/600]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّا كنّا من قبله مسلمين...}

يقال: كيف أسلموا قبل القرآن , وقبل محمدٍ صلى الله عليه وسلم؟, وذلك أنهم كانوا يجدون صفة النبي صلى الله عليه وسلم في كتابهم , صّدّقوا به, فذلك إسلامهم.
و{من قبله} هذه الهاء للنبي عليه السّلام, ولو كانت الهاء كناية عن القرآن , كان صواباً، لأنهم قد قالوا: إنه الحقّ من ربنّا، فالهاء ها هنا أيضاً تكون للقرآن ولمحمد صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 2/307]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإذا يتلى عليهم}:أي: يقرأ عليهم). [مجاز القرآن: 2/108]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أولئك يؤتون أجرهم مرّتين بما صبروا} [القصص: 54] على دينهم.
{ويدرءون بالحسنة السّيّئة} [القصص: 54] يعفون عن السّيّئة ويأخذون بالحسنة.
والسّيّئة هاهنا: الجهل، والعفو: الحلم، وإذا حلم فعفا عن السّيّئة فهو حسنةٌ.
وقال السّدّيّ: يقول: ويدفعون بالقول المعروف، والعفو الأذى والأمر القبيح.
قال: {وممّا رزقناهم ينفقون} [القصص: 54] الزّكاة الواجبة). [تفسير القرآن العظيم: 2/599]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه عزّ ذكره: {أولئك يؤتون أجرهم مرّتين بما صبروا} [القصص: 54] يقول بأخذهم الكتاب الأوّل، وإيمانهم بالكتاب الآخر.
- حمّادٌ، عن عمرو بن دينارٍ، عن يحيى بن جعدة أنّ رسول اللّه قال: " ثلاثةٌ يؤتون أجرهم مرّتين: من آمن بالكتاب الأوّل والكتاب الآخر، والعبد إذا أطاع اللّه وأطاع سيّده، والرّجل إذا أعتق أمته ثمّ تزوّجها "). [تفسير القرآن العظيم: 2/600]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ويدرءون بالحسنة السّيّئة}: مجازه: يدفعون السيء بالحسن).
[مجاز القرآن: 2/108]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أولئك يؤتون أجرهم مرّتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السّيّئة وممّا رزقناهم ينفقون}
أي : يؤتون أجرهم بإيمانهم بالكتاب الذي من قبل محمد صلى الله عليه وسلم .
و{يؤتون أجرهم مرّتين}: بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم , والقرآن.
{ويدرءون بالحسنة السّيّئة}: معنى {ويدرءون} : يدفعون - بما يعلمون من الحسنات - ما تقدم لهم من السيّئات.
{وممّا رزقناهم ينفقون}:أي : يتصدقون.). [معاني القرآن: 4/149]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال الله جل وعز: {أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا}
يجوز أن يكون المعنى : من قبل النبي صلى الله عليه وسلم , وأن يكون من قبل القرآن .
ومعنى قوله تعالى: {ويدرءون بالحسنة السيئة} : أي : يدفعون بعملهم الحسنات السيئات التي عملوها). [معاني القرآن: 5/186]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإذا سمعوا اللّغو} [القصص: 55] الباطل، الشّرك.
وقال بعضهم: الشّتم والأذى من كفّار قومهم.
[تفسير القرآن العظيم: 2/599]
{أعرضوا عنه} [القصص: 55]، يعني: عن اللّغو فلم يردّوا عليهم.
{وقالوا} للمشركين.
{لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلامٌ عليكم} [القصص: 55] كلمة حلمٍ عن المشركين وتحيّةً بين المؤمنين.
{لا نبتغي الجاهلين} [القصص: 55] لا نكون من الجاهلين هذا تفسير الحسن.
وقال بعضهم: هم مسلمو أهل الإنجيل). [تفسير القرآن العظيم: 2/600]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال الكلبيّ: {وإذا سمعوا اللّغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم} [القصص: 55] قال أبو جهلٍ وأصحابٌ له لهؤلاء الرّهط الّذين أسلموا من أهل الكتاب: أفٍّ لكم من قومٍ منظورٍ إليكم تبعتم غلامًا قد كرهه قومه وهم أعلم به منكم.
[تفسير القرآن العظيم: 2/600]
فقالوا لهم: {سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين} [القصص: 55] وقال السّدّيّ: وقالوا: {سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين} [القصص: 55]، يعني: ردّوا خيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/601]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال السّدّيّ: وقالوا: {سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين} [القصص: 55]، يعني: ردّوا خيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/601]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وإذا سمعوا اللّغو أعرضوا عنه} مجازه هاهنا : الفحش ,والقبيح).
[مجاز القرآن: 2/108]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا سمعوا اللّغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين}: أي : إذا سمعوا ما لا يجوز ,
وينبغي أن يلغى , لم يلتفتوا إليه.
{وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين}: ليس يريدون بقولهم ههنا سلام عليكم التحيّة.
المعنى فيه : أعرضوا عنه , وقالوا سلام عليكم، أي : بيننا وبينكم المتاركة والتسلم, وهذا قبل أن يؤمر المسلمون بالقتال ). [معاني القرآن: 4/149]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه}
أي : ما لا يجوز , وما ينبغي أن يلغى .
قال مجاهد : هؤلاء قوم من أهل الكتاب أسلموا , فكان المشركون يؤذونهم .
ومعنى :{سلام عليكم }: قد تاركناكم , وليس من التحية في شيء , وهذا كلام متعارف عند العرب). [معاني القرآن: 5/186-187]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ اللّه يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} [القصص: 56] نزلت في أبي طالبٍ حيث أراده النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على أن يقول: لا إله إلا اللّه، فأبى.
- وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه قال: قال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «قل كلمة الإخلاص، وهي التّوحيد، أجادل بها عنك يوم القيامة» فقال: يابن أخي، ملّة الأشياخ.
وقال مجاهدٌ في قوله: {وهو أعلم بالمهتدين} [القصص: 56] قال: من قدّر له الهدى والضّلالة). [تفسير القرآن العظيم: 2/601]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّك لا تهدي من أحببت...}

يكون الحبّ على جهتين ها هنا:
إحداهما: إنك لا تهدي من تحبّه للقرابة.
والوجه الآخر يريد: إنك لا تهدي من أحببت أن يهتدي؛ كقولك: إنك لا تهدي من تريد، كما تراه كثيراً في التنزيل.
{ولكنّ اللّه يهدي من يشاء} أن يهديه). [معاني القرآن: 2/307]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ اللّه يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}
أجمع المفسرون : أنها نزلت في أبي طالب، وجائز أن يكون ابتداء نزولها في أبي طالب, وهي عامّة، لأنه لا يهدي إلا اللّه، ولا يرشد , ولا يوفق إلا هو، وكذلك هو يضلّ من يشاء.). [معاني القرآن: 4/149]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}
روى الزهري , عن سعيد بن المسيب , عن أبيه قال : جاء أبو جهل بن هشام, وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة إلى أبي طالب في العلة التي مات فيها , وجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال :(( يا عم , قل : لا إله إلا الله , كلمة أحاج لك بها عند الله جل وعز.)).
فقال له أبو جهل : يا أبا طالب , أترغب عن دين عبد المطلب , فكان آخر ما قال لهما : هو على ملة عبد المطلب .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا أدع الاستغفار لك )).
فأنزل الله جل وعز: {إنك لا تهدي من أحببت} , ونزل فيه :{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى }
قال أبو جعفر : يجوز أن يكون معنى : من أحببت أن تهدي
ويجوز أن يكون المعنى : من أحببت لقرابته.
ثم قال جل وعز: {ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}: أي: الله أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية , ولله الحكمة التامة.). [معاني القرآن: 5/187-189]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقالوا إن نتّبع الهدى معك} [القصص: 57]، يعني: التّوحيد، وهو تفسير السّدّيّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/601]
قوله: {وقالوا إن نتّبع الهدى معك نتخطّف من أرضنا} [القصص: 57] لقلّتنا في كثرة العرب وإنّما ننفي الحرب عنّا أنّا على دينهم، فإن آمنّا بك واتّبعناك خشينا أن يتخطّفنا النّاس.
قال اللّه للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {أولم نمكّن لهم حرمًا آمنًا يجبى إليه ثمرات كلّ شيءٍ رزقًا من لدنّا} [القصص: 57] {ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} [القصص: 57]، أي: قد كانوا في حرمي يأكلون رزقي ويعبدون غيري وهم آمنون أفيخافون إن آمنوا أن أسلّط عليهم من يقتلهم ويسبيهم ما كنت لأفعل.
قوله عزّ وجلّ: {يجبى إليه ثمرات كلّ شيءٍ} [القصص: 57] كقوله: {يأتيها رزقها رغدًا من كلّ مكانٍ}.
سعيدٌ عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ سيلا أتى على المقام فاقتلعه، فإذا في أسفله كتابٌ، فدعوا له رجلا من حمير فزبره لهم في جريدةٍ ثمّ قرأه عليهم، فإذا فيه: هذا بيت اللّه المحرّم جعل رزق أهله من معبره يأتيهم من ثلاثة سبلٍ، مباركٌ لأهله في الماء واللّحم، وأوّل من يحلّه أهله.
أشعث، عن عبد اللّه بن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: وجد عند المقام كتابٌ فيه: أنّي أنا اللّه ذو بكّة، صغتها يوم خلقت الشّمس والقمر، وحرّمتها يوم خلقت السّموات والأرض، وحففتها بسبعة أملاكٍ حنفاء، يأتيها رزقها من ثلاثة سبلٍ، مباركٌ لأهلها في الماء واللّحم، أوّل من يحلّها أهلها.
قال: {رزقًا من لدنّا} [القصص: 57] من عندنا.
{ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} [القصص: 57]، يعني: جماعتهم لا يعلمون، يعني: من لا يؤمن منهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/602]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أولم نمكّن لّهم حرماً آمناً...}

قالت قريش: يا محمد , ما يمنعنا أن نؤمن بك ونصدّقك إلاّ أن العرب على ديننا، فنخاف أن نصطلم إذا آمنّا بك, فأنزل الله {أولم نمكّن لّهم} : نسكنهم {حرماً آمناً}, لا يخاف من دخله أن يقام عليه حدّ ولا قصاص , فكيف يخافون أن تستحلّ العرب قتالهم فيه؟!.
وقوله: {يجبى إليه ثمرات كلّ شيءٍ} و{تجبى}:ذكّرت يجبى، وإن كانت الثمرات مؤنثة ؛ لأنك فرقت بينهما بإليه، كما قال الشاعر:
إنّ امرءًا غرّه منكنّ واحدةٌ = بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور
وقال آخر:
لقد ولد الأخيطل أمّ سوء = على قمع استها صلب وشام).
[معاني القرآن: 2/308]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( { يجبى إليه ثمرات كلّ شيءٍ }: مجازه يجمع كما يجئ الماء في الجابية , فيجمع للواردة.). [مجاز القرآن: 2/108]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أولم نمكّن لهم حرماً آمناً} : أي : ألم نسكنهم إيّاه ونجعله مكانا لهم؟!). [تفسير غريب القرآن: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقالوا إن نتّبع الهدى معك نتخطّف من أرضنا أولم نمكّن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كلّ شيء رزقا من لدنّا ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}
كانوا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا نعلم أن ما أتيت به حق، ولكنا نكره إن آمنّا بك أن نقصد , ونتخطّف من أرضنا , فأعلمهم الله أنه قد تفضّل عليهم بأن آمنهم بمكة، فأعلمهم أن قد آمنهم بحرمة البيت، ومنع منهم العدو, أي : فلو آمنوا , لكان أولى بالتمكن, والأمن ,والسّلامة.). [معاني القرآن: 4/149-150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا}
قال الضحاك : هذا قول المشركين الذين بمكة .
وقال غيره : قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : نحن نعلم أن ما جئت به حق , ولكنا نكره أن نتبعك , فتُقْصَدَ، ونتخطف لمخالفتنا الناس .
قال الله جل وعز: {أو لم نمكن لهم حرما آمنا}
أي : قد كانوا آمنين قبل الإسلام, فلو أسلموا, لكانوا أوكد .
قال قتادة : كان أهل الحرم آمنين , يخرج أحدهم , فإذا عرض له , قال: أنا من أهل الحرم , فيترك , وغيرهم يقتل ويسلب .
قال مجاهد , عن ابن عباس: {يجبى إليه ثمرات كل شيء} : أي : ثمرات الأرضين.). [معاني القرآن: 5/189-190]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وكم أهلكنا من قريةٍ بطرت معيشتها} [القصص: 58] كقوله: {فكفرت بأنعم اللّه} [النحل: 112].
قال: فأهلكتهم: يعني: من أهلك من القرون الأولى.
{فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنّا نحن الوارثين} [القصص: 58] كقوله: {إنّا نحن نرث الأرض ومن عليها} [مريم: 40] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/603]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وكم أهلكنا من قريةٍ بطرت معيشتها...}

بطرتها: كفرتها, وخسرتها , ونصبك المعيشة من جهة قوله: {إلاّ من سفه نفسه}, إنما المعنى والله أعلم : أبطرتها معيشتها؛ كما تقول: أبطرك مالك ,وبطرته، وأسفهك رأيك, فسفهته. فذكرت المعيشة ؛ لأن الفعل كان لها في الأصل، فحوّل إلى ما أضيفت إليه, وكأنّ نصبه كنصب قوله: {فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً} : ألا ترى أن الطيب كان للنفس , فلمّا حوّلته إلى صاحب النفس , خرجت النفس منصوبة لتفسّر معنى الطيب.
وكذلك {ضقنا به ذرعاً} : إنما كان المعنى: ضاق به ذرعنا.
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لم تسكن مّن بعدهم إلاّ قليلاً}, معناه: خربت من بعدهم فلم يعمر منها إلاّ القليل، وسائرها خراب, وأنت ترى اللفظ كأنها سكنت قليلاً , ثم تركت، والمعنى على ما أنبأتك به , مثله: ما أعطيتك دراهمك إلاّ قليلاً، إنما تريد: إلاّ قليلاً منها.). [معاني القرآن: 2/309]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بطرت معيشتها} , مجازها : أنها أشرت, وطغت, وبغت.). [مجاز القرآن: 2/108]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بطرت معيشتها}: أي: أشرت, وكأن المعنى: أبطرتها معيشتها كما تقول: أبطرك مالك، فبطرت.). [تفسير غريب القرآن: 334]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها}
{معيشتها}: منصوبة بإسقاط في , وعمل الفعل.
وتأويله: بطرت في معيشتها , والبطر الطغيان بالنعمة.). [معاني القرآن: 4/150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها}
البطر : الطغيان بالنعمة
قال أبو إسحاق : المعنى : بطرت في معيشتها .
قال الفراء : أبطرتها معيشتها .
ثم قال جل وعز: {فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا}
قال الفراء : والمعنى : أنها خربت فلم يسكن منها إلا القليل , والباقي خراب.). [معاني القرآن: 5/190]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَطِرَتْ}: أي: أشرت , وطغت. والبطر: الأشر, وقيل: البطر: الاستعانة بنعم الله على معاصيه.
وأكثر المفسرين يقول: الأشر: البطر, والأشر: المرح.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: قال: {وما كان ربّك مهلك القرى} [القصص: 59]، يعني: معذّب القرى، يعني: هذه الأمّة.
{حتّى يبعث في أمّها} [القصص: 59]، يعني: مكّة.
{رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنّا مهلكي القرى} [القصص: 59] تفسير السّدّيّ: يعني: لم يكن يهلك، يعني: يعذّب القرى.
{إلا وأهلها ظالمون} [القصص: 59] مشركون، وأمّها مكّة، وهي أمّ القرى، والرّسول محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال في آيةٍ أخرى مدنيّةٍ في النّحل بعد هذه الآية: {وضرب اللّه مثلا قريةً كانت آمنةً مطمئنّةً يأتيها رزقها رغدًا} [النحل: 112] والرّغد لا يحاسبها أحدٌ بما رزقها اللّه، قال: {من كلّ مكانٍ فكفرت بأنعم اللّه} [النحل: 112]، يعني: كفر أهلها، وهي مكّيّةٌ{فأذاقها اللّه لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون {112} ولقد جاءهم رسولٌ منهم} [النحل: 112-113] محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم{فكذّبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون} [النحل: 113] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/603]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {حتّى يبعث في أمّها...}

أمّ القرى : مكة, وإنما سمّيت أمّ القرى ؛ لأن الأرض - فيما ذكروا- دحيت من تحتها.). [معاني القرآن: 2/309]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وما كان ربّك مهلك القرى حتّى يبعث في أمّها رسولاً }: أم القرى : مكة , وأم الأرضين في قول العرب , وفي آية أخرى: {لتنذر أمّ القرى ومن حولها } ). [مجاز القرآن: 2/108]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يبعث في أمها رسولا}: يعني أم القرى وهي مكة). [غريب القرآن وتفسيره: 293]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {في أمّها رسولًا} : أي : في أعظمها.
{ثمّ هو يوم القيامة من المحضرين}: أي: محضري النار.). [تفسير غريب القرآن: 334]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وما كان ربّك مهلك القرى حتّى يبعث في أمّها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنّا مهلكي القرى إلّا وأهلها ظالمون}
يعني بأمّها : مكة، ولم يكن ليهلكها إلا بظلم أهلها.). [معاني القرآن: 4/150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا}
أي : في أعظمها , وأم القرى : مكة.). [معاني القرآن: 5/191]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {في أُمِّهَا}: مكة). [العمدة في غريب القرآن: 235]

تفسير قوله تعالى:{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما أوتيتم من شيءٍ فمتاع الحياة الدّنيا وزينتها وما عند اللّه خيرٌ وأبقى} [القصص: 60] الجنّة.
{أفلا تعقلون} [القصص: 60] يقوله للمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/603]

تفسير قوله تعالى:{أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال على الاستفهام: {أفمن وعدناه وعدًا حسنًا} [القصص: 61]، يعني: الجنّة.
وهو تفسير السّدّيّ.
قال: {فهو لاقيه} [القصص: 61] داخلٌ الجنّة.
{كمن متّعناه متاع الحياة الدّنيا ثمّ هو يوم القيامة من المحضرين} [القصص: 61] في النّار، أي: أنّهما لا يستويان، لا يستوي من يدخل الجنّة ومن يدخل النّار، وبعضهم يقول: نزلت في النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وفي أبي جهل بن هشامٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/604]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {من المحضرين}: أي من المشهدين.).
[مجاز القرآن: 2/109]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الّذين حقّ عليهم القول}، أي : وجبت عليهم الحجة , فوجب العذاب). [تفسير غريب القرآن: 334]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متّعناه متاع الحياة الدّنيا ثمّ هو يوم القيامة من المحضرين}
يعني : المؤمن والكافر، فالمؤمن من آمن باللّه ورسوله , وأطاعه , ووقف عند أمره , فلقيه جزاء ذلك، وهو الجنّة، والذي متّع متاع الحياة الدنيا كافر, لم يؤمن باللّه , ثم أحضر يوم القيامة العذاب , وذلك قوله عز وجل:{ثمّ هو يوم القيامة من المحضرين}
وجاء في التفسير : أن هذه الآية نزلت في محمد صلى الله عليه وسلم , وأبي جهل ابن هشام , فالنبي صلى الله عليه وسلم وعد وعداًَ حسناً, فهو لاقيه في الدنيا , بأنه نصر على عدوّه في الدنيا، وهو في الآخرة في أعلى المراتب من الجنة، وأبو جهل من المحضرين). [معاني القرآن: 4/150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا}
يعني به : المؤمن , والكافر.
وقيل : نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم , وأبي جهل .
وقوله تعالى: {ثم هو يوم القيامة من المحضرين}
قال مجاهد: أي: أهل النار أحضروا.). [معاني القرآن: 5/191]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {من الْمُحْضَرِينَ}: أي : من محضري النار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويوم يناديهم} [القصص: 62] في الآخرة، يعني: المشركين.
{فيقول أين شركائي الّذين كنتم تزعمون} [القصص: 62] في الدّنيا أنّهم شركائي، فأشركتموهم في عبادتي). [تفسير القرآن العظيم: 2/604]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ويوم يناديهم}: مجازه: يوم يقول لهم).
[مجاز القرآن: 2/109]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الّذين كنتم تزعمون}
أي : يوم ينادي الإنس, وسماهم {شركائي} على حكاية قولهم.
المعنى : أين شركائي في قولكم، واللّه واحد لا شريك له.). [معاني القرآن: 4/151]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي}
أي : ويوم ينادي الله الإنس : أين شركائي ؟! أي : على قولكم.). [معاني القرآن: 5/192]

تفسير قوله تعالى:{قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال الّذين حقّ عليهم القول} [القصص: 63] الغضب، يعني: الشّياطين الّذين دعوهم إلى عبادة الأوثان.
{ربّنا هؤلاء الّذين أغوينا} [القصص: 63] أضللنا.
{أغويناهم} [القصص: 63] أضللناهم.
{كما غوينا} [القصص: 63] كما ضللنا.
{تبرّأنا إليك ما كانوا إيّانا يعبدون} [القصص: 63]، يعني: يطيعون في الشّرك، تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: أي: ما كانوا إيّانا يعبدون بسلطانٍ كان لنا عليهم استكرهناهم به، وإنّما دعوهم بالوسوسة كقول إبليس: {وما كان لي عليكم من سلطانٍ إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي} [إبراهيم: 22] وكقولهم: {وما كان لنا عليكم من سلطانٍ} [الصافات: 30]، وكقول اللّه: {وما كان له عليهم من سلطانٍ} [سبأ: 21] إلى آخر الآية، وكقوله: {ما أنتم عليه
[تفسير القرآن العظيم: 2/604]
بفاتنين} [الصافات: 162] بمضلّين {إلا من هو صال الجحيم} [الصافات: 163] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/605]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {الّذين حقّ عليهم القول}: مجازه: وجب عليهم العقاب.

{إيّانا يعبدون}: مجازه: مجاز إياك نعبد ؛ لأنه بدأ بالكناية قبل الفعل.). [مجاز القرآن: 2/109]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال الّذين حقّ عليهم القول ربّنا هؤلاء الّذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرّأنا إليك ما كانوا إيّانا يعبدون}
وقال: {أغويناهم كما غوينا} , لأنه من "غوى" "يغوي" , مثل : "رمى" "يرمي"). [معاني القرآن: 3/24]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال الّذين حقّ عليهم القول ربّنا هؤلاء الّذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرّأنا إليك ما كانوا إيّانا يعبدون}: الجنّ، والشياطين.
{هؤلاء الّذين أغوينا أغويناهم كما غوينا}:يعنون الإنس، أي: سولنا لهم الغيّ والضلال.
{أغويناهم كما غوينا}: أي: أضللناهم كما ضللنا.
وقوله عزّ وجلّ: {تبرّأنا إليك}: برئ بعضهم من بعض، وصاروا أعداء، كما قال الله عزّ وجلّ: {الأخلّاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلّا المتّقين}). [معاني القرآن: 4/151]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا}
قال قتادة :{حق عليهم القول}, يعني : الشياطين .
وقال غيره : {حق عليهم القول}, أي : وجبت عليهم الحجة , فعذبوا .
{ربنا هؤلاء الذين أغوينا}: أي : دعوناهم إلى الغي .
{أغويناهم كما غوينا} : أي: أضللناهم كما ضللنا .
{تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون }: فبرئ بعضهم من بعض , وعاداه , كما قال تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}). [معاني القرآن: 5/193]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {حَقَّ}: وجب). [العمدة في غريب القرآن: 235]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وقيل ادعوا شركاءكم} [القصص: 64]، يعني: الأوثان.
{فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب} [القصص: 64]، أي: ودخلوا العذاب.
{لو أنّهم كانوا يهتدون} [القصص: 64]، أي: لو أنّهم كانوا مهتدين في الدّنيا ما دخلوا العذاب.
وبعضهم يقول: لو كانوا مهتدين في الدّنيا كما أبصروا الهدى في الآخرة ما دخلوا العذاب، وإيمانهم في الآخرة لا يقبل منهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/605]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنّهم كانوا يهتدون}

{فدعوهم فلم يستجيبوا لهم}:أي : لم يجيبوهم بحجة.
{ورأوا العذاب لو أنّهم كانوا يهتدون}: جواب " لو " محذوف - واللّه أعلم - , المعنى : لو كانوا يهتدون لما اتبعوهم , ولا رأوا العذاب.). [معاني القرآن: 4/150]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون}
أي: دعوهم , فلم يجيبوهم بحجة .
{ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون }: جواب لو محذوف , أي : لو أنهم كانوا يهتدون ما دعوهم ). [معاني القرآن: 5/193]

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويوم يناديهم} [القصص: 65]، يعني: المشركين.
{فيقول ماذا أجبتم المرسلين} [القصص: 65] يستفهمهم يحتجّ عليهم وهو أعلم بذلك، ولا يسأل العباد عن أعمالهم إلا اللّه وحده). [تفسير القرآن العظيم: 2/605]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(ومنه أن يأتي الكلام على مذهب الاستفهام وهو تقرير كقوله سبحانه: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ}، {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}، و{مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}، {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ}).

[تأويل مشكل القرآن: 279] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فعميت عليهم الأنباء} [القصص: 66] تفسير مجاهدٍ: الحجج.
{يومئذٍ فهم لا يتساءلون} [القصص: 66] أن يحمل بعضهم عن بعضٍ من ذنوبهم شيئًا في تفسير الحسن.
وقال مجاهدٌ: لا يتساءلون بالأنساب.
وفي تفسير الحسن أيضًا أنّه لا يسأل القريب أن يحمل من ذنوبه شيئًا.
كقوله: {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى} [فاطر: 18] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/605]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فهم لا يتساءلون...}

يقول القائل: قال الله {وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون}, كيف قال هنا: {فهم لا يتساءلون}, فإن التفسير يقول: عميت عليهم الحجج يومئذ , فسكتوا,
فذلك قوله: {فهم لا يتساءلون} : في تلك السّاعة، وهم لا يتكلّمون). [معاني القرآن: 2/309]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فعميت عليهم الأنباء }: مجازه: فخفيت عليهم الأخبار، يقال: عمي على خير القوم.). [مجاز القرآن: 2/109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فعميت عليهم الأنباء} : أي ": عموا عنها - من شدة الهول يومئذ - ", فلم يجيبوا, و«الأنباء»: الحجج هاهنا).
[تفسير غريب القرآن: 334]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال: {الأنباء}: الحجج , {فهم لا يتساءلون}, قال: بالأنساب ). [معاني القرآن: 5/193-194]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( و{الْأَنبَاء}: الحجج , وفي غير هذا الموضع: الأخبار ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى:{فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأمّا من تاب} [القصص: 67] من شركه.
{وآمن} [القصص: 67] وأخلص الإيمان للّه.
{وعمل صالحًا} [القصص: 67] في إيمانه.
{فعسى أن يكون من المفلحين} [القصص: 67] وعسى من اللّه واجبةٌ، والمفلحون الشّهداء وهم أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/605]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فعسى أن يكون من المفلحين...}

وكلّ شيء في القرآن من {عسى}, فذكر لنا أنها واجبة). [معاني القرآن: 2/309]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وربّك يخلق ما يشاء ويختار} [القصص: 68] من خلقه للنّبوّة.
{ما كان لهم الخيرة} [القصص: 68] أن يختاروا هم الأنبياء فيبعثونهم، بل اللّه الّذي اختار وهو أعلم حيث يجعل رسالاته.
{سبحان اللّه} [القصص: 68] ينزّه نفسه.
{وتعالى} [القصص: 68] ارتفع.
{عمّا يشركون} [القصص: 68] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/606]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ما كان لهم الخيرة...}

يقال : الخيرة , والخيرة , والطّيرة , والطّيرة, والعرب تقول: أعطني الخيرة منهن , والخيرة , وكلّ ذلك الشيء المختار من رجل , أو امرأة , أو بهيمة، يصلح إحدى هؤلاء الثلاث فيه ). [معاني القرآن: 2/309]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وتعالى عمّا يشركون }: مجازه: من الذين يشركون به ). [مجاز القرآن: 2/109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وربّك يخلق ما يشاء ويختار}: أي : يختار للرسالة,{ما كان لهم الخيرة}: أي : لا يرسل اللّه الرسل على اختيارهم ).
[تفسير غريب القرآن: 334]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان اللّه وتعالى عمّا يشركون}
أجود الوقوف على {ويختار}, وتكون " ما " نفياً.
المعنى : ربك يخلق ما يشاء، وربك يختار , ليس لهم الخيرة.
{وما كانت لهم الخيرة}:أي: ليس لهم أن يختاروا على اللّه، هذا وجه.
ويجوز أن يكون (ما) في معنى الذي , فيكون المعنى : ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة.
ويكون معنى الاختيار ههنا : ما يتعبدهم به، أي: ويختار لهم فيما يدعوهم إليه من عبادته ما لهم فيه الخيرة، والقول الأول أجود , أي: أن تكون (ما) نفياً.
وقوله: {سبحان اللّه وتعالى عمّا يشركون}: معنى : سبحان الله : تنزيه له من السوء, كذا هو في اللغة , وكذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 4/151-152]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وربك يخلق ما يشاء ويختار} : هذا التمام , أي: ويختار الرسل .
{ما كان لهم الخيرة}: أي: ليس برسل من اختاروه هم.). [معاني القرآن: 5/194]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}: أي : لا يختص أحدٌ برحمته , ولا برسالته على اختيار، ولكن الله يختار.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وربّك يعلم ما تكنّ صدورهم} [القصص: 69] ما تخفي صدورهم، ما يسرّون.
{وما يعلنون} [القصص: 69] العلانية). [تفسير القرآن العظيم: 2/606]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
({ تكنّ صدورهم }: أي تخفى، ويقال: أكننت ذلك في صدري، وكننت الشيء بغير ألف: صنته).
[مجاز القرآن: 2/109]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تكن صدورهم}: تخفي). [غريب القرآن وتفسيره: 293]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {تُكِنُّ}: تخفي). [العمدة في غريب القرآن: 235]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وهو اللّه لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة} [القصص: 70] في الدّنيا والآخرة.
{وله الحكم} [القصص: 70] القضاء.
{وإليه ترجعون} [القصص: 70] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/606]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدًا} [القصص: 71] قال مجاهدٌ: أي: دائمًا لا ينقطع.
{إلى يوم القيامة من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بضياءٍ} [القصص: 71] وهذا على الاستفهام.
{يأتيكم بضياءٍ} [القصص: 71] بنهارٍ.
{أفلا تسمعون} [القصص: 71] أمره أن يقوله للمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/606]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمداً...}: دائماً لا نهار معه, ويقولون: تركته سرمداً سمداً، إتباع.). [معاني القرآن: 2/309]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمداً}: جازه: دائماً لا نهار فيه، وكل شيء لا ينقطع من عيش , أو رخاء , أو غم , وبلاءٍ دائم, فهو سرمد.). [مجاز القرآن: 2/109]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({سرمدا}: دائما. وكل شيء لا ينقطع من عيش أو غم أو غير ذلك فهو سرمد). [غريب القرآن وتفسيره: 293]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {السرمد}: الدائم). [تفسير غريب القرآن: 334]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير اللّه يأتيكم بضياء أفلا تسمعون}: السّرمد في اللغة : الدائم.
وقوله: {من إله غير اللّه يأتيكم بضياء}: أي: بنهار تبصرون فيه , وتتصرفون في معايشكم، وتصلح فيه ثماركم ومنابتكم ؛ لأن اللّه عزّ وجلّ جعل الصلاح للخلق بالليل مع النهار، فلو كان واحد منهما دون الآخر لهلك الخلق، وكذلك قوله في النهار: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم النّهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير اللّه يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون}: أعلمهم أن الليل والنهار رحمة فقال:
{ومن رحمته جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون}
المعنى : جعل لكم الزمان ليلا ونهارا، لتسكنوا بالليل , وتبتغوا من فضل الله بالنهار, وجائز أن تسكنوا فيهما، وأن تبتغوا من فضل اللّه فيهما.
فيكون المعنى : جعل لكم الزمان ليلاًونهارا ً, لتسكنوا فيه , ولتبتغوا من فضله.). [معاني القرآن: 4/152-153]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {سرمداً}: أي: دائماً). [ياقوتة الصراط: 400]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {سَرْمَدًا}: دائماً). [العمدة في غريب القرآن: 235]

تفسير قوله تعالى:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم النّهار سرمدًا} [القصص: 72]، أي: دائمًا لا ينقطع.
{إلى يوم القيامة من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه} [القصص: 72] كقوله: {وجعل اللّيل سكنًا} [الأنعام: 96] يسكن فيه الخلق.
{أفلا تبصرون} [القصص: 72] أمره أن يقوله للمشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/607]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله...}

إن شئت جعلت الهاء راجعةً على الليل خاصّة , وأضمرت للابتغاء هاء أخرى تكون للنهار، فذلك جائز, وإن شئت جعلت الليل والنهار كالفعلين ؛ لأنهما ظلمة وضوء، فرجعت الهاء في (فيه) عليهما جميعاً، كما تقول: إقبالك وإدبارك يؤذيني؛ لأنهما فعل , والفعل يردّ كثيره وتثنيته إلى التوحيد، فيكون ذلك صواب.). [معاني القرآن: 2/309-310]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير اللّه يأتيكم بضياء أفلا تسمعون}: السّرمد في اللغة : الدائم.
وقوله: {من إله غير اللّه يأتيكم بضياء}: أي: بنهار تبصرون فيه , وتتصرفون في معايشكم، وتصلح فيه ثماركم ومنابتكم ؛ لأن اللّه عزّ وجلّ جعل الصلاح للخلق بالليل مع النهار، فلو كان واحد منهما دون الآخر لهلك الخلق، وكذلك قوله في النهار: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم النّهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير اللّه يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون}: أعلمهم أن الليل والنهار رحمة فقال:
{ومن رحمته جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون}
المعنى : جعل لكم الزمان ليلا ونهارا، لتسكنوا بالليل , وتبتغوا من فضل الله بالنهار, وجائز أن تسكنوا فيهما، وأن تبتغوا من فضل اللّه فيهما.
فيكون المعنى : جعل لكم الزمان ليلاًونهارا ً, لتسكنوا فيه , ولتبتغوا من فضله.). [معاني القرآن: 4/152-153] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة}
قال مجاهد : {سرمداً}: أي: دائماً.
{من إله غير الله يأتيكم بضياء }:أي : بنهار تتعيشون فيه , ويصلح ثماركم ,وزرعكم.). [معاني القرآن: 5/194]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ومن رحمته جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه} [القصص: 73] في اللّيل.
{ولتبتغوا من فضله} [القصص: 73] بالنّهار، وهذا رحمةٌ من اللّه للمؤمن والكافر.
فأمّا المؤمن فتتمّ عليه رحمة اللّه في الآخرة، وأمّا الكافر فهي رحمةٌ له في الدّنيا وليس له في الآخرة نصيبٌ.
قال: {ولعلّكم تشكرون} [القصص: 73] ولكي تشكروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/607]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( { ومن رحمته جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضه}: مجازه: لتسكنوا في الليل , ولتبتغوا في النهار من فضل الله).
[مجاز القرآن: 2/110]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير اللّه يأتيكم بضياء أفلا تسمعون}:
السّرمد في اللغة : الدائم.
وقوله: {من إله غير اللّه يأتيكم بضياء}: أي: بنهار تبصرون فيه , وتتصرفون في معايشكم، وتصلح فيه ثماركم ومنابتكم ؛ لأن اللّه عزّ وجلّ جعل الصلاح للخلق بالليل مع النهار، فلو كان واحد منهما دون الآخر لهلك الخلق، وكذلك قوله في النهار: {قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم النّهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير اللّه يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون}: أعلمهم أن الليل والنهار رحمة فقال:{ومن رحمته جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون}المعنى :
جعل لكم الزمان ليلا ونهارا، لتسكنوا بالليل , وتبتغوا من فضل الله بالنهار, وجائز أن تسكنوا فيهما، وأن تبتغوا من فضل اللّه فيهما.
فيكون المعنى : جعل لكم الزمان ليلاًونهارا ً, لتسكنوا فيه , ولتبتغوا من فضله.). [معاني القرآن: 4/152-153] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله}
فيه قولان:
أحدهما: أن المعنى لتسكنوا في الليل , ولتبتغوا من فضله بالنهار .
والقول الآخر : أن يكون المعنى لتسكنوا فيهما , وقال فيه : لأن الليل والنهار ضياء وظلمة , كما تقول في المصادر : ذهابك , ومجيئك يؤذيني .
فيكون المعنى : جعل لكم الزمان, لتسكنوا فيه , ولتبتغوا من فضله .
والقول الأولى : أعرف في كلام العرب يأتون بالخبرين , ثم يجمعون تفسيرهما إذا كان السامع يعرف ذاك .
كما روى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه قال : ما أحسن الحسنات في إثر السيئات , وما أقبح السيئات في إثر الحسنات , وأحسن من ذا وأقبح من ذا السيئات في آثار السيئات , والحسنات في آثار الحسنات .
قال أبو جعفر: فجاء بالتفسير مجملاً, وهذا فصيح كثير.). [معاني القرآن: 5/195-196]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الّذين كنتم تزعمون} [القصص: 74] وهي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/607]

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيدًا} [القصص: 75] تفسير مجاهدٍ: رسولا، جئنا برسولهم.
كقوله: {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء: 41] وكقوله: {يوم ندعو كلّ أناسٍ بإمامهم} [الإسراء: 71] بنبيّهم.
وقال بعضهم: بكتابهم.
قال: {فقلنا هاتوا برهانكم} [القصص: 75] حجتكم في تفسير الحسن بأنّ اللّه أمركم بما كنتم عليه من الشّرك.
[تفسير القرآن العظيم: 2/607]
وقال قتادة: {هاتوا برهانكم} [القصص: 75] هاتوا بيّنتكم.
قال: {فعلموا} [القصص: 75] يومئذٍ.
{أنّ الحقّ للّه} [القصص: 75]، يعني: التّوحيد وهو تفسير السّدّيّ.
{وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} [القصص: 75] أوثانهم الّتي كانوا يعبدونها). [تفسير القرآن العظيم: 2/608]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( { ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيداً }: مجازه: وأحضرنا من كل أمة، لها موضعان أحدهما: من كل أمةٍ نبيٍ، والآخر: من كل قرن وجماعة، وشهيد في موضع شاهد بمنزلة عليم في موضع عالم، ويقال: نزع فلان بحجته , أي : أخرجها , وأحضرها.).
[مجاز القرآن: 2/110]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ونزعنا من كل أمة شهيدا}: أحضرنا، وفلان ينزع بحجته). [غريب القرآن وتفسيره: 293]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيداً}: أي: أحضرنا رسولهم المبعوث إليهم.). [تفسير غريب القرآن: 334]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (... وقال عز وجل: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} أي خلق العجل من الإنسان، يعني العجلة. كذلك قال أبو عبيدة.
ومن المقلوب ما قلب على الغلط كقول خِدَاش بن زهير:
وتركبُ خيلٌ لا هوادَة بينها = وتعصِى الرِّمَاح بالضَّيَاطِرَةِ الحُمْرِ
أي: (تعصي الضياطرة بالرّماح) وهذا ما لا يقع فيه التّأويل، لأن الرماح لا تعصى بالضّياطرة وإنما يعصى الرجال بها، أي يطعنون.
ومنه قول الآخر:
أسلَمْتُه في دمشقَ كما = أسلمَتْ وحشيَّةٌ وَهَقَا

أراد: (كما أسلم وحشية وهق) فقلب على الغلط.
وقال آخر:
كانت فريضةَ ما تقول كَمَا = كان الزِّنَاءُ فريضةُ الرَّجْمِ
أراد (كما كان الرجم فريضة الزنى).
وكان بعض أصحاب اللغة يذهب في قول الله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} إلى مثل هذا في القلب، ويقول: وقع التشبيه بالراعي في ظاهر الكلام، والمعنى للمنعوق به وهو الغنم. وكذلك قوله سبحانه: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} أي: تنهض بها وهي مثقلة.
وقال آخر في قوله سبحانه: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} أي: وإن حبّه للخير لشديد.
وفي قوله سبحانه: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} أي: اجعل المتّقين لنا إماما في الخير.
وهذا ما لا يجوز لأحد أن يحكم به على كتاب الله عزّ وجلّ لو لم يجد له مذهبا، لأنّ الشعراء تقلب اللفظ، وتزيل الكلام على الغلط، أو على طريق الضرورة للقافية، أو لاستقامة وزن البيت.
فمن ذلك قول لبيد:
نحن بنو أمّ البنين الأربعة
قال ابن الكلبي: هم خمسة، فجعلهم للقافية أربعة.
وقال آخر يصف إبلا:
صبَّحن من كاظمة الخصَّ الخَرِب = يحملْنَ عَبَّاسَ بنَ عبدَ المطَّلِب
أراد: (عبد الله بن عباس) فذكر أباه مكانه.
وقال الصّلتان:
أرى الخطفيَّ بذَّ الفرزدقَ شعرُه = ولكنَّ خيرًا مُن كُليب مُجَاشع
أراد: «أرى جريراً بذَّ الفرزدق شعره» فلم يمكنه فذكر جدّه.
وقال ذو الرّمة:
عشيَّةَ فرَّ الحارثيُّون بعدَما = قضى نَحْبَه في ملتقى القوم هَوْبُرُ
قال ابن الكلبي: هو (يزيد بن هوبر) فاضطرّ.
وقال (أوس):
فهل لكم فيها إليَّ فإنّني = طبيب بما أعيا النِّطاسيَّ حِذْيَمَا
أراد: (ابن حذيم) وهو طبيب كان في الجاهلية وقال ابن ميّادة وذكر بعيرا:
كأنَّ حيثُ تلتقي منه المُحُلْ = من جانبيه وَعِلَينِ وَوَعِل
أراد: وَعِلَينِ من كل جانب، فلم يمكنه فقال: وَوَعِل.
وقال أبو النجم:
ظلَّت وَوِرْدٌ صادقٌ مِن بالِها = وظلَّ يوفِي الأُكُمَ ابنُ خالِها
أراد فحلها؛ فجعله ابن خالها.
وقال آخر:
مثل النصارى قتلوا المسيح
أراد: اليهود.
وقال آخر:
ومحور أخلص من ماء اليَلَب
واليلب: سيور تجعل تحت البيض، فتوهّمه حديدا.
وقال رؤبة:
أو فضّة أو ذهب كبريتُ
وقال أبو النجم:
كلمعة البرق ببرق خلَّبُه
أراد: بخلّب برقه، فقلب.
وقال آخر:
إنَّ الكريم وأبيك يعتَمِلْ = إن لم يجد يوماً على مَن يَتَّكِلْ
أراد: إن لم يجد يوما من يتكل عليه.
في أشباه لهذا كثيرة يطول باستقصائها الكتاب.
والله تعالى لا يغلطُ ولا يضطرُّ، وإنما أراد: ومثل الذين كفروا ومثلنا في وعظهم كمثل الناعق بما لا يسمع، فاقتصر على قوله: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وحذف ومثلنا،
لأنّ الكلام يدل عليه. ومثل هذا كثير في الاختصار.
وقال الفراء: أراد: ومثل واعظ الذين كفروا، فحذف، كما قال: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا}، أي: أهلها.
وأراد بقوله: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ}، أي: تميلها من ثقلها.
[تأويل مشكل القرآن: 203-197]
قال الفراء أنشدني بعض العرب:
حتى إذا ما الْتَأَمَتْ مفاصِلُه = وَنَاءَ فِي شِقِّ الشِّمَالِ كَاهِلُه
يريد: أنه لما أخذ القوس ونزع، مال عليها.
قال: ونرى قولهم: (ما سَاءك ونَاءَك)، من هذا.
وكان الأصل (أناءك) فألقي الألف لما اتبعه (ساءك) كما قالوا: (هَنَّأَنِي وَمَرَّأَنِي)، فاتبع مرأني هنأني. ولو أفرد لقال: أمرأني.
وأراد بقوله: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}، أي: وإنه لحبّ المال لبخيل، والشدة: البخل هاهنا، يقال: رجل شديد ومتشدّد.[تأويل مشكل القرآن: 204]
وقوله سبحانه: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}، يريد: اجعلنا أئمة في الخير يقتدي بنا المؤمنون، كما قال في موضع آخر: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا}، أي: قادة، كذلك قال المفسّرون.
وروي عن بعض خيار السلف: أنه كان يدعو الله أن يحتمل عنه الحديث، فحمل عنه.
وقال بعض المفسرين في قوله:{وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}أي: اجعلنا نقتدي بمن قبلنا حتى يقتدي بنا من بعدنا. فهم على هذا التأويل متّبعون ومتّبعون).
[تأويل مشكل القرآن: 205] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ونزعنا من كلّ أمّة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أنّ الحقّ للّه وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}
أي: نزعنا من كل أمّة نبيّا, أي: اخترنا منها نبيّا، وكلّ نبيّ شاهد على أمته.
وقوله: {فقلنا هاتوا برهانكم}: أي: هاتوا فيما اعتقدتم برهاناً، أي: بيانًا أنكم كنتم على حقّ.
{فعلموا أنّ الحقّ للّه} أي : فعلموا أنّ الحق توحيد اللّه، وما جاء به أنبياؤه.
وقوله: {وضلّ عنهم ما كانوا يفترون}:أي: لم ينتفعوا بكل ما عبدوه من دون اللّه، بل ضرّهم أعظم الضّرر). [معاني القرآن: 4/153]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم}
قال مجاهد: شهيداً ، أي: نبياً.
{فقلنا هاتوا برهانكم }, قال :أي : حجتكم بما كنتم تقولون، وتعملون .
فعلموا أن الحق لله، أي : أن الله واحد، وأن الحق : ما جاءت به الأنبياء .
{وضل عنهم ما كانوا يفترون}: أي: لم ينتفعوا بما عبدوا من دون الله بل ضرهم). [معاني القرآن: 5/196-197]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا}: أي: أحضرنا رسولهم الذي بعث إليهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 182]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {وَنَزَعْنَا}: أحضرن). [العمدة في غريب القرآن: 235]


رد مع اقتباس