عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م, 09:08 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من29 إلى 50]

{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)}

تفسير قوله تعالى:{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ(29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال عزّ وجلّ: {فلمّا قضى موسى الأجل} [القصص: 29] حدّثني أشعث، عن عطاء بن السّائب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: قضى أوفاهما وأبرّهما، العشر.
وقال السّدّيّ: {فلمّا قضى موسى الأجل} [القصص: 29]، يعني: أتمّ موسى شرطه.
قوله عزّ وجلّ: {وسار بأهله} [القصص: 29] أخبرني عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: {فلمّا قضى موسى الأجل وسار بأهله} [القصص: 29] قضى العشر السّنين ثمّ أقام بعد ذلك عشر سنين، فخرج بعد عشرين سنةً.
{آنس من جانب الطّور} [القصص: 29] والطّور الجبل.
{نارًا} [القصص: 29] وقال قتادة: أحسّ، أي: رأى نارًا، وإنّما كان نورًا، وكانت عند موسى نارًا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/589]
وقال السّدّيّ: {آنس من جانب الطّور نارًا} [القصص: 29] رأى من جانب الطّور نارًا {قال لأهله امكثوا إنّي آنست نارًا لعلّي آتيكم منها بخبرٍ} [القصص: 29] الطّريق، وكان على غير طريقٍ.
{أو جذوةٍ من النّار} [القصص: 29] قال قتادة: وهي أصل شجرةٍ.
{لعلّكم تصطلون} [القصص: 29] لكي تصطلوا وكان شاتيًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/590]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {أو جذوةٍ مّن النّار...}

قرأها عاصم : {أو جذوة} بالفتح , والقراءة بكسر الجيم , أو برفعها, وهي مثل : أوطأتك عشوةً وعشوةً وعشوة , والرّغوة والرّغوة والرّغوة, ومنه : ربوةً وربوة وربوة.).
[معاني القرآن: 2/305-306]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ آنس من جانب الطّور ناراً }: أي: أبصر، قال:

آنس خربان فضاءٍ فانكدر= دانى جناحيه من الطور فمرّ
الطور: الجبل.
{ أو جذوةٍ من النّار }: أي : قطعة غليظة من الحطب ليس فيها لهبٌ , وهي مثل الجذمة من أصل الشجرة , جماعها الجذاء، قال ابن مقبل:
باتت حواطب ليلى يلتمسن لها= جزل الجذا غير خوّارٍ ولا دعر).
[مجاز القرآن: 2/102-103]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {جذوة من النار}: قطعة من الخشب ليس فيها لهب). [غريب القرآن وتفسيره: 291]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({أو جذوةٍ من النّار} : أي قطعة منها, ومثلها الجذمة, وفي التفسير: «الجذوة عود قد احترق».). [تفسير غريب القرآن: 332]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فلمّا قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطّور نارا قال لأهله امكثوا إنّي آنست نارا لعلّي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النّار لعلّكم تصطلون}
يروى : أنه قضى أتم الأجلين، وهو عشر سنين.
وقوله:{آنس من جانب الطور ناراً}
آنس : علم وأبصر، يقال: قد آنست ذلك الشخص , أي: أبصرته.
{قال لأهله امكثوا إنّي آنست نارا لعلّي آتيكم منها بخبر}: أي : لعلي أعلم لم أوقدت.
{أو جذوة من النّار}: الجذوة : القطعة الغليظة من الحطب, ويقرأ: أو جذوة بالضم، ويقال: جذوة بالفتح.
, فيها ثلاث لغات.). [ معاني القرآن: 4/142]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :(وقوله جل وعز: {فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله}
روى الحكم بن أبان , عن عكرمة , عن ابن عباس , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( سألت جبريل , أي الأجلين قضى موسى ؟.
فقال : أتمهما وأكملهما .)).
ومعنى :{لعلي آتيكم منها بخبر }: لعلي أعلم لم أوقدت .
{أو جذوة من النار }: قال قتادة : الجذوة : أصل الشجرة فيها نار.
قال أبو جعفر : وكذلك الجذوة بضم الجيم , وكسرها , وفتحها , والجذوة : القطعة من الخشب الكبيرة فيها نار , ليس فيها لهب.). [معاني القرآن: 5/177]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {جذوة}: أي: شعلة.).. [ياقوتة الصراط: 399]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {جذْوَةٍ}: قطعة.). [العمدة في غريب القرآن: 234]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه عزّ وجلّ: {فلمّا أتاها} [القصص: 30] أتى موسى النّار عند نفسه.
{نودي من شاطئ الوادي الأيمن} [القصص: 30] تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: عن يمين موسى.
{في البقعة المباركة من الشّجرة} [القصص: 30] وقال قتادة: نودي عن يمين الشّجرة، أي: الأيمن من الشّجرة.
وفيهما تقديمٌ: نودي من شاطئ الوادي الأيمن من الشّجرة من البقعة المباركة.
{أن يا موسى إنّي أنا اللّه ربّ العالمين {30}). [تفسير القرآن العظيم: 2/590]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
({شاطئ الوادي الأيمن}: شط الوادي , وهو ضفة الوادي , وعدوته , وعدوتا وعدوتاه، ومنه شط السنام , لنصفه).

[مجاز القرآن: 2/103]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فلمّا أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشّجرة أن يا موسى إنّي أنا اللّه ربّ العالمين}
وقال: {من شاطئ الوادي الأيمن} : جماعة "الشّاطئ" , "الشواطئ" , وقال بعضهم "شطّ" , والجماعة "شطوطٌ".). [معاني القرآن: 3/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الشاطئ}: والشط واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 291]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {فلمّا أتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشّجرة أن يا موسى إنّي أنا اللّه ربّ العالمين}
[معاني القرآن: 4/142]
سميت مباركة : لأن اللّه كلم موسى فيها، وبعثه نبيّا، ويقال بقعة , وبقعة بالضم والفتح.
وقد قرئ بهما جميعا، فمن جمع بقاعا، فهي جمع بقعة بالفتح، مثل : قصعة وقصاع، ومن قال بقعة بالضم فأجود، الجمع بقع مثل: غرفة وغرف،
وقد يجوز في بقعة: بقاع، مثل حفرة وحفار.
وقوله:{أن يا موسى}: (أن) في موضع نصب, المعنى : نودي بأنه يا موسى , وكذلك: {وأن ألق عصاك}: عطف عليها.). [معاني القرآن: 4/143]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقال جل وعز: {في البقعة المباركة من الشجرة} , لأنه جل وعز كلمه فيها ,
وقوله جل وعز: {اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء} معنى {اسلك }:أدخل ). [معاني القرآن: 5/178]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({الشَاطِئِ}: جانب الوادي ). [العمدة في غريب القرآن: 234]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ (31) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأن ألق عصاك} [القصص: 31] فألقاها.
{فلمّا رآها تهتزّ كأنّها جانٌّ} [القصص: 31] كأنّها حيّةٌ.
{ولّى مدبرًا} [القصص: 31] هاربًا منها.
{ولم يعقّب} [القصص: 31]
[تفسير القرآن العظيم: 2/590]
قال قتادة: أي: ولم يلتفت من الفرق.
وقال مجاهدٌ: ولم يرجع.
فقال اللّه: {يا موسى أقبل ولا تخف إنّك من الآمنين {31}). [تفسير القرآن العظيم: 2/591]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
:({ تهتزّ كأنّها جانٌّ }, وفي آية أخرى:{فإذا هي حيّةٌ تسعى }, فالحيات أجناس فيها الجان , وغير ذلك , والأفعى , والحفاث , ومجازها : كأنها جان من الحيات , ومجاز الأخرى : فإذا هي حية من الجان.

{ولم يعقّب}: أي : لم يرجع , يقال: عقب على ما كان فرده, أي: رجع عليه.). [مجاز القرآن: 2/103]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ولم يعقب}: يرجع. يقال عقب على الأمر إذا رجع). [غريب القرآن وتفسيره: 291]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {وأن ألق عصاك فلمّا رآها تهتزّ كأنّها جانّ ولّى مدبرا ولم يعقّب يا موسى أقبل ولا تخف إنّك من الآمنين}
{فلمّا رآها تهتزّ كأنّها جانّ ولّى مدبرا ولم يعقّب}: معناه : لم يلتفت.
وقوله: {أقبل ولا تخف إنّك من الآمنين}: أي : قد آمنت من أن ينالك منها مكروه , وهي حيّة.). [معاني القرآن: 4/143]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({يُعَقِّبْ}: يرجع). [العمدة في غريب القرآن: 234]

تفسير قوله تعالى: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({اسلك يدك} [القصص: 32]، أي: أدخل يدك.
{في جيبك} [القصص: 32] قال قتادة: أي: في جيب قميصك.
{تخرج بيضاء من غير سوءٍ} [القصص: 32]، أي: من غير برصٍ، وهو تفسير السّدّيّ.
قرّة بن خالدٍ، عن الحسن، قال: أخرجها واللّه كأنّها مصباحٌ، فعلم موسى أن قد لقي ربّه.
قال: {واضمم إليك جناحك} [القصص: 32]، أي: يديك.
{من الرّهب} [القصص: 32] قال قتادة: أي: من الرّعب، إلى صدرك يذهب ما في صدرك من الرّعب، وكان قد دخله فزعٌ وفرقٌ من آل فرعون، فأذهب اللّه ذلك.
قال: {فذانك برهانان من ربّك} [القصص: 32]، أي: بيانان من ربّك، يعني: العصا واليد في قول مجاهدٍ.
وقال قتادة: {برهانان} [القصص: 32]، أي: بيّنتان {من ربّك} [القصص: 32] والبرهان في قول الحسن الحجّة، أي: حجّتان من ربّك.
[تفسير القرآن العظيم: 2/591]
وقال السّدّيّ: فذانك برهانان من ربّك، يعني: آيتين من ربّك.
{إلى فرعون وملئه} [القصص: 32]، أي: وقومه.
{إنّهم كانوا قومًا فاسقين} [القصص: 32] مشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/592]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {واضمم إليك جناحك من الرّهب...}

و{الرّهب} , قرأها أهل المدينة : {الرّهب}, وعاصم والأعمش :{الرّهب}
وقوله: {فذانك برهانان} اجتمع القراء على تخفيف النون من (ذانك) وكثير من العرب يقول (فذانّك) و(وهذانّ) قائمان
{واللذانّ يأتيانها منكم} فيشدّدون النون.
وقوله: {واضمم إليك جناحك} :يريد عصاه في هذا الموضع , والجناح في الموضع الآخر: ما بين أسفل العضد إلى الرّفغ , وهو الإبط). [معاني القرآن: 2/306]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({اسلك يدك في جيبك }: مجازه: أدخل , وهما لغتان : سلكته , وأسلكته , وقد فسرناه فوق هذا.
{بيضاء من غير سوء}: أي : من غير برص.
{واضمم إليك جناحك }:أي: يدك, و { الرّهب} مثل الرهبة , ومعناهما الخوف , والفرق.
{ فذانّك برهانان }: واحدهما برهان, وهو البيان يقال: هات على ما تقول ببرهان ونون , قوله : {فذانّك } مشددة لأنها أشد مبالغة منه إذا خففتها , وقد يخفف في الكلام ).
[مجاز القرآن: 2/103-104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوءٍ واضمم إليك جناحك من الرّهب فذانك برهانان من رّبّك إلى فرعون وملئه إنّهم كانوا قوماً فاسقين}
وقال: {فذانك برهانان} , ثقلّ بعضهم , وهم الذين قالوا : {ذلك} أدخلوا التثقيل للتأكيد , كما أدخلوا اللام في "ذلك " ). [معاني القرآن: 3/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الرهب}: والرهبة واحد.[غريب القرآن وتفسيره: 291]
(برهنان): تبيانان ومنه جيء على ما تقول ببرهان). [غريب القرآن وتفسيره: 292]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({اسلك يدك في جيبك} :أي : أدخل يدك يقال: سلكت يدي , وأسلكتها.
{الجناح}: الإبط, والجناح: اليد أيضاً.
{الرّهب} : والرّهب , والرّهب, والرّهبة واحد.
{برهانان} : أي : حجّتان.). [تفسير غريب القرآن: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرّهب فذانك برهانان من ربّك إلى فرعون وملأه إنّهم كانوا قوما فاسقين} أي: من غير برص.
{واضمم إليك جناحك من الرّهب}: والرّهب جميعاً, ومعناهما واحد، مثل الرّشد , والرّشد.
والمعنى : في جناحك ههنا , هو العضد، ويقال : اليد , كلها جناح.
وقوله:{فذانك برهانان}: تقرأ بتخفيف النون وتشديدها - فذانّك - , فكأن فذانّك تثنية ذلك , وذانك تثنية ذاك , جعل بدل اللام في ذلك تشديد النون في ذانك،
وبرهانان: آيتان بيّنتان.
{إلى فرعون وملئه}: أي : أرسلناك إلى فرعون وملئه بهاتين الآيتين.). [معاني القرآن: 4/143-144]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {واضمم إليك جناحك من الرهب}
قال الفراء : الجناح ههنا العصا، ولم يقل هذا أحد من أهل التفسير، ولا من المتقدمين علمته، وحكى أكثر أهل اللغة أن الجناح من أسفل العضد إلى آخر الإبط، وربما قيل لليد جناح، ولهذا قال أبو عبيدة :{جناحك }أي : يدك .
قال مجاهد :{من الرهب }: من الفرق.
وقوله جل وعز: {فذانك برهانان من ربك}
قال مجاهد : يعني : اليد، والعصا .
والبرهان : الحجة .
قال ابن عباس : جناحك : يدك.
وقال أبو زيد : العضد : هو الجناح .
حدثني محمد بن أيوب، قال : أنبأنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا محمد بن عامر، عن أبيه، عن بشر بن الحصين، عن الزبير بن عدي، عن الضحاك، عن ابن عباس :{واضمم إليك جناحك من الرهب}: أي: أدخل يدك , فضعها على صدرك حتى يذهب عنك الرعب.
قال : فقال ابن عباس : ليس من أحد يدخله رعب بعد موسى، ثم يدخل يده، فيضعها على صدره إلا ذهب عنه الرعب .
وقوله جل وعز: {فأرسله معي ردءا يصدقني} الردء : العون، وقد أردأه وردأه، أي: أعانه ). [معاني القرآن: 5/178-180]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {الرَّهْبِ}: الرهبة، {بُرْهَانَانِ}: تبيانان ). [العمدة في غريب القرآن: 234]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [القصص: 33] موسى: {ربّ إنّي قتلت منهم نفسًا} [القصص: 33]، يعني: القبطيّ.
{فأخاف أن يقتلون {33}). [تفسير القرآن العظيم: 2/592]

تفسير قوله تعالى: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأخي هارون هو أفصح مني لسانًا} [القصص: 34]، يعني: العقدة الّتي كانت في لسانه.
{فأرسله معي ردءًا} [القصص: 34]، أي: عونًا.
{يصدّقني} [القصص: 34] في تفسير الحسن، وابن مجاهدٍ، عن مجاهدٍ.
وقال الكلبيّ: {معي ردءًا يصدّقني} [القصص: 34] كيما يصدّقني، ويصدّقني يكون معي في الرّسالة.
{إنّي أخاف أن يكذّبون {34}). [تفسير القرآن العظيم: 2/592]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ردءاً يصدّقني...}

تقرأ جزماً رفعاًمن رفعها جعلها صلة للردء , ومن جزم فعلى الشرط, و الرّدء: العون, تقول: أردأت الرجل: أعنته, وأهل المدينة يقولون : {رداً يصّدّقني} بغير همزٍ , والجزم على الشرط: أرسله معي يصدّقني مثل {يرثني ويرث} ). [معاني القرآن: 2/306]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (وقوله: {هو أفصح منّي لساناً }:لأن موسى كانت في لسانه عقدة، ويقال للفرس والبعير إذا كان صافي الصهيل،
وصافي الهدير: إنه لفصيح الصهيل، وإنه لفصيح الهدير.
{ردءًا }أي: معيناً، ويقال: قد أردأت فلاناً على عدوه، وعلى ضيعته, أي: أكنفته , وأعنته , أي :صرت له كنفاً ). [مجاز القرآن: 2/104]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وأخي هارون هو أفصح منّي لساناً فأرسله معي ردءاً يصدّقني إنّي أخاف أن يكذّبون}
وقال: {ردءاً يصدّقني} أي: عوناً، فيمنعني، ويكون في هذا الوجه:{ردأته}:أعنته. و {يصدّقني} جزم إذا جعلته شرطاً, و{يصدّقني} إذا جعلته من صفة الردء.). [معاني القرآن: 3/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ردءًا}: عونا. يقال أرأدته على عدوه وأرديته بمعنى واحد أعنته. وقرئت {ردا}: بغير همز). [غريب القرآن وتفسيره: 292]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فأرسله معي ردءاً} :أي :معيناً, يقال: أردأته على كذا، أي: أعنته.). [تفسير غريب القرآن: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأخي هارون هو أفصح منّي لسانا فأرسله معي ردءا يصدّقني إنّي أخاف أن يكذّبون}
{فأرسله معي ردءا يصدّقني}:ويصدّقني - بالرفع والجزم - قرئ بهما جميعا، فمن قرأ :{يصدّقني } بضم القاف، فهو صفة قوله: {ردءاً}، والردء العون، تقول ردأته أردؤه ردءا،
إذا أعنته، والردء المعين.
ومن جزم {يصدّقني}، فعلى جواب المسألة، أرسله يصدقني، ومن رفع :يصدقني، فالمعنى : ردءا ًمصدّقاً لي ). [معاني القرآن: 4/144]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رِدْءًا}: أي :معيناً، ومن يهمز احتمل معنى الهمز، وروي عن نافع -رحمه الله- أنه قال في {رِدْاً}: بغير همز: إن معناه: الزيادة ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 181-182]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({رِدْءًا}: عوناً). [العمدة في غريب القرآن: 234]

تفسير قوله تعالى:{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [القصص: 35] اللّه تعالى: {سنشدّ عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانًا} [القصص: 35] حجّةً.
{فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتّبعكما الغالبون} [القصص: 35] فانطلق موسى نحو فرعون، وأوحى اللّه إلى هارون أن يستقبل أخاه، فاستقبله، فأتيا باب فرعون، فقالا للبوّاب: اذهب فأخبر فرعون أنّ بالباب رسول ربّ العالمين.
فدخل عليه البوّاب فقال: إنّ بالباب رجلا مجنونًا يزعم أنّه رسول ربّ العالمين.
فقال له فرعون: أتعرفه؟ قال: لا، ولكن معه هارون، وكان هارون عندهم معروفًا.
[تفسير القرآن العظيم: 2/592]
وكان موسى قد غاب عنهم زمانًا من الدّهر، قال فرعون: اذهب فأدخله، فدخل عليه، فعرفه، في تفسير الحسن.
وقال بعضهم: كأنّه عرف وجهه ولم يثبت من هو، فقال: من أنت؟ فقال: أنا رسول ربّ العالمين، فقال: ليس عن هذا أسألك ولكن من أنت، وابن من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران، وقد كان ربّاه، وكان في حجره حتّى صار رجلا.
فقال له فرعون: {ألم نربّك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين} [الشعراء: 18] وأنت لا تدّعي هذه النّبوّة {وفعلت فعلتك الّتي فعلت وأنت من الكافرين} [الشعراء: 19] بي أنّي إلهٌ، في تفسير الحسن.
وبعضهم يقول: من الكافرين لنعمتنا، أي: فيما ربّيناك). [تفسير القرآن العظيم: 2/593]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({سنشدّ عضدك بأخيك }:أي:سنقويك به , ونعينك به , يقال: إذا أعز رجل رجلاً , ومنعه: قد شد فلان على عضد فلان، وهو من عاضدته على أمره، أي : عاونته، وآزرته عليه.

قال ابن مقبل:
عاضدتها بعنودٍ غير معتلثٍ= كأنه وقف عاجٍ بات مكنونا
معتلث يعني القدح، العنود: السهم، والمعتلث: تكون السهام من قنا فيكون فيها السهم من غير قنأ، فذاك المعتلث وكذاك الخشب، وقف عاج: موقف فيه طرائق من حسنه والمعتلث يقال: امتلث وافتلث , واسم علاثة مشتق منه، وفلان يأكل العليث؛ إذا أكل خبز الشعير والحنطة، وافتلث واعتلث واحد , وهو المختلط , يعني: قوساً ؛ أنه عاضدها بسهم ).
[مجاز القرآن: 2/104-105]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ونجعل لكما سلطاناً}: أي : حجة). [تفسير غريب القرآن: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{قال سنشدّ عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتّبعكما الغالبون}
أي : سنعينك بأخيك، ولفظ العضد على جهة المثل، لأن اليد قوامها عضدها، فكل معين عضد, وتقول: قد عاضدني فلان على الأمر , أي: عاونني.
وقوله: {ونجعل لكما سلطاناً} أي : حجة نيرة بينة، وإنما قيل للزيت السليط ؛ لأنه يستضاء به, فالسلطان أبين الحجج.
وقوله: {فلا يصلون إليكما بآياتنا} أي : بسلطاننا , وحجتنا.
فـ {بآياتنا} صلة {يصلون}؛ كأنه قال: لا يصلون إليكما، تمتنعان منهم بآياتنا.
وجائز أن يكون { بآياتنا } متصل، بـ {نجعل لكما سلطانا بآياتنا}، أي : حجة تدلّ على النّبوة بآياتنا، أي : بالعصا، واليد، وسائر الآيات التي أعطي موسى صلى الله عليه وسلم .
ويجوز أن يكون بآياتنا مبينا ًعن قوله:{أنتما ومن اتّبعكما الغالبون} أي : تغلبون بآياتنا.). [معاني القرآن: 4/144-145]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {سنشد عضدك}
أي: سنعينك , ونقويك , وهو تمثيل ؛ لأن قوة اليد بالعضد .
{ونجعل لكما سلطاناً}: قال سعيد بن جبير :أي: حجة .
{فلا يصلون إليكما بآياتنا}: أي :تمنعان بآياتنا .
ويجوز أن يكون المعنى :{ونجعل لكما سلطانا بآياتنا }:أي: بالعصا , واليد ,وما أشبههما ). [معاني القرآن: 5/180]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إن هذا إلّا سحرٌ مفترىً } مجازه: ما هذا إلا سحر مفترى , يقال : إذا افتعل الرجل من قبله شيئاً: افتريته ).
[مجاز القرآن: 2/105]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فلمّا جاءهم موسى بآياتنا بيّنات قالوا ما هذا إلّا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين}
لم يأتوا بحجة يدفعون بها ما ظهر من الآيات إلا أن قالوا إنها سحر , فلما جمع السّحرة بينوا : أن آيات موسى عليه السلام ليست بسحر، فغلب موسى بآيات اللّه وبحجته , كما قال عزّ وجلّ به). [معاني القرآن: 4/145]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فلمّا جاءهم موسى بآياتنا بيّناتٍ قالوا ما هذا إلا سحرٌ مفترًى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين {36} وقال موسى ربّي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده} [القصص: 36-37] أي: أنّي أنا جئت بالهدى من عنده.
{ومن تكون له عاقبة الدّار} [القصص: 37] دار الآخرة الجنّة.
{إنّه لا يفلح الظّالمون} [القصص: 37] المشركون لا يدخلون الجنّة، والمفلحون هم أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/593]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
({ عاقبة الدّار }: وعاقبة الأمر , أي : آخره).
[مجاز القرآن: 2/105]


تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقال فرعون يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلهٍ غيري} [القصص: 38] تعمّد الكذب، في تفسير الحسن.
{فأوقد لي يا هامان على الطّين} [القصص: 38]، أي: فاطبخ لي آجرًّا فكان أوّل ما عمل الآجرّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/593]
{فاجعل لي صرحًا} [القصص: 38]، أي: فابن لي صرحًا.
{لعلّي أطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه من الكاذبين} [القصص: 38] فبنى له صرحًا عاليًا، وقد علم فرعون أنّ موسى رسول اللّه، وهذا القول منه كذبٌ.
قال اللّه عزّ وجلّ: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا} [النمل: 14] قال قتادة: والجحد لا يكون إلا من بعد المعرفة). [تفسير القرآن العظيم: 2/594]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فأوقد لي يا هامان على الطّين...}

يقول: اطبخ لي الآجر , وهو الأجور والآجرّ, وأنشد:
كأنّ عينيه من الغؤور = قلتان في جوف صفاً منقور
= عولي بالطين وبالأجور = ). [معاني القرآن: 2/306]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (الصرح " صرحاً " : البناء والقصر، قال الشاعر:
بهن نعام بناها الرجا= ل تحسب أعلامهن الصّروحا). [مجاز القرآن: 2/105]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فأوقد لي يا هامان على الطّين}: أي : اصنع لي الآجرّ, {فاجعل لي} منه {صرحاً} أي :قصراً عالياً ).
[تفسير غريب القرآن: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقال فرعون يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطّين فاجعل لي صرحا لعلّي أطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه من الكاذبين}
{فأوقد لي يا هامان على الطّين}:أي: اعمل آجرّا، ويقال: إنّ فرعون أول من عمل الآجرّ.
{فاجعل لي صرحاً}: لصرح كل بناء متسع مرتفع.
وقوله: {لعلّي أطّلع إلى إله موسى}: وظنّ فرعون أنه يتهيأ له أن يبلغ بصرحه نحو السماء، فيرى السماء وما فيها.
{وإنّي لأظنّه من الكاذبين}:الظن في اللغة ضرب يكون شكاً، يقيناً.
وقول فرعون: وإني لأظنه اعتراف بأنه شاك، وأنّه لم يتيقن أن موسى كاذب، ففي هذا بيان أنه قد كفر بموسى على غير يقين أنه ليس بنبيّ، وقد وقع في نفسه أنه نبيّ ؛
لأن الآيات التي هي النبوة لا يجهلها ذو فطرة، وقوله في غير هذا الموضع: {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلّا ربّ السّماوات والأرض بصائر}:
دليل على أنه قد ألزم فرعون الحجة القاطعة).[معاني القرآن: 4/145]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأوقد لي يا هامان على الطين}
روى سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : حتى يصير آجراً.
قال قتادة : بلغني أنه أول من صنع الآجر .
ثم قال تعالى: {فاجعل لي صرحا}
قيل :بنيانا ًمرتفعاً.). [معاني القرآن: 5/180-181]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {صرحاً}: أي: قصراً). [ياقوتة الصراط: 399]

تفسير قوله تعالى: (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تعالى: {واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحقّ وظنّوا أنّهم إلينا لا يرجعون} [القصص: 39] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/594]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ} [القصص: 40] في البحر.
وقد فسّرنا ذلك في غير هذه السّورة.
قال: {فانظر} [القصص: 40] يا محمّد.
{كيف كان عاقبة الظّالمين} [القصص: 40]، أي: دمّر اللّه عليهم ثمّ صيّرهم إلى النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/594]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({فأخذناه وجنوده}: أي : فجمعناه , وجنوده.

{فنبذناهم في اليمّ }: أي: فألقيناهم في البحر , فأهلكناهم وغرقناهم , قال العجاج:
= كبازخ اليمّ زهاه اليمّ
وقال أبو الأسود الدؤلي:
نظرت إلى عنوانه فنبذته= كنبذك نعلاً أطلقت من نعالكا).
[مجاز القرآن: 2/106]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ فانظر كيف كان عاقبة الظّالمين}
اليمّ: البحر, وهو الذي يقال له " إيساف " , وهو الذي غرق فيه فرعون , وجنوده بناحية مصر). [معاني القرآن: 4/146]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال عزّ وجلّ: {وجعلناهم أئمّةً يدعون إلى النّار} [القصص: 41] يتّبعهم من بعدهم من الكفّار.
{ويوم القيامة لا ينصرون} [القصص: 41] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/594]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ أئمّةً يدعون إلى النّار}:والإمام يكون في الخير , وفي الشر , { أتبعناهم}: مجازه: ألزمناهم).
[مجاز القرآن: 2/106]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجعلناهم أئمّة يدعون إلى النّار ويوم القيامة لا ينصرون}أي : من اتبعهم، فهو في النار.
{ويوم القيامة لا ينصرون} أي : لا ناصر لهم, ولا عاصم من عذاب اللّه). [معاني القرآن: 4/146]

تفسير قوله تعالى: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأتبعناهم في هذه الدّنيا لعنةً} [القصص: 42] العذاب الّذي عذّبهم اللّه به: الغرق.
قال: {ويوم القيامة هم من المقبوحين} [القصص: 42] في النّار، وأهل النّار مقبوحون مشوّهون، سودٌ، زرقٌ، حبنٌ، كأنّ رءوسهم آجام القصب،
[تفسير القرآن العظيم: 2/594]
كالحون، شفة أحدهم السّفلى ساقطةٌ على صدره، وشفته العليا قالصةٌ قد غطّت وجهه، رأس أحدهم مثل الجبل العظيم، وضرسه مثل أحدٍ، وأنيابه كالصّياصيّ، وهي الجبال , وغلظ جلده سبعون ذراعًا، وبعضهم يقول أربعون، يشتدّ الدّود ما بين جلده
ولحمه كما يشتدّ الوحوش في البرّيّة، وفخذه مسيرة يومين.
وقال عبد اللّه بن مسعودٍ: وإنّي أراه يشغل من جهنّم مثل ما بيني وبين المدينة، وهو بالكوفة). [تفسير القرآن العظيم: 2/595]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({من المقبوحين }:مجازه: المهليكن.).
[مجاز القرآن: 2/106]


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولقد آتينا موسى الكتاب} [القصص: 43] التّوراة.
{من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للنّاس وهدًى ورحمةً لعلّهم يتذكّرون} [القصص: 43]، يعني: يتفكّروا فكانت التّوراة أوّل كتابٍ نزل فيه الفرائض والحدود والأحكام.
وقوله: {من بعد ما أهلكنا القرون الأولى} [القصص: 43] قرنًا من بعد قرنٍ كقوله على مقرإ هذا الحرف: {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ} [هود: 102] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/595]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله:{ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للنّاس وهدى ورحمة لعلّهم يتذكّرون}

فكان خاتمة إهلاك القرون بالعذاب في الدّنيا : أن جعل المكذبين بموسى الذين عدوا في السبت قردة خاسئين عند تكذيبهم بموسى عليه السلام.
وقوله: {بصائر للنّاس} أي : مبينا للناس، المعنى: ولقد آتينا موسى الكتاب بصائر للناس , أي : هذه حال إيتائنا إياه الكتاب مبيناً، نبينه للناس.
{وهدى ورحمة) عطف على {بصائر}، ولو قرئت بالرفع على معنى : فهو هدى ورحمة , جاز والنصب أجود, ولا أعلم أحدا قرأ بالرفع , فلا تقرأنّ بها). [معاني القرآن: 4/146]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر}
أي: بيانا). [معاني القرآن: 5/181]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما كنت} [القصص: 44] يا محمّد.
{بجانب الغربيّ} [القصص: 44] غربيّ الجبل.
{إذ قضينا إلى موسى الأمر} [القصص: 44] الرّسالة.
وقال السّدّيّ: يعني: عهدنا إلى موسى، فأوصيناه إلى فرعون وقومه.
{وما كنت من الشّاهدين} [القصص: 44]، أي: لم تكن شاهدًا يومئذٍ لذلك.
وقال السّدّيّ: يعني: {من الشّاهدين} [القصص: 44]، يعني: من الحاضرين). [تفسير القرآن العظيم: 2/595]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({بجانب الغربيّ}: وهو حيث تغرب الشمس , والنجوم , والقمر.). [مجاز القرآن: 2/106]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما كنت بجانب الغربيّ إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشّاهدين} أي : وما كنت بجانب الجبل الغربي.).
[معاني القرآن: 4/146]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر}
قال قتادة : هو جبل). [معاني القرآن: 5/181]

تفسير قوله تعالى: {وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولكنّا أنشأنا} [القصص: 45] خلقنا.
{قرونًا فتطاول عليهم العمر} [القصص: 45] كان بين عيسى ومحمّدٍ عليهما السّلام خمس مائة سنةٍ.
قال: وقال قتادة: ستّ مائة سنةٍ.
قال: {وما كنت ثاويًا} [القصص: 45] ساكنًا.
{في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا} [القصص: 45] وقال السّدّيّ: لم تكن يا محمّد مقيمًا بمدين، فتعلم كيف كان أمرهم، فتخبر أهل مكّة بشأنهم وأمرهم.
قال: {ولكنّا كنّا مرسلين} [القصص: 45] كقوله: {أمرًا من عندنا إنّا كنّا مرسلين} [الدخان: 5] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/596]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ولكنّا أنشأنا قروناً }: أي: خلقنا قروناً، أي : أمماً.

{ العمر }, العمر واحد , وهما لغتان , وهما مثل :و الضعف والضعف , والمكث والمكث.
{ثاوياً في أهل مدين }:أي : مقيماً، قال الأعشى:
أثوى وقصّر ليلة ليزوّدا= فمضت وأخلف من قتيلة موعدا
ويروى أثوى الثوى الصيف، قال العجاج:
فبات حتى يدخل الثّوى= مجرمزاً وليله قسيّ).
[مجاز القرآن: 2/107]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ثاويا}: مقيما). [غريب القرآن وتفسيره: 292]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {وما كنت ثاوياً في أهل مدين} :أي :مقيماً, يقال: ثوبت بالمكان، إذا أقمت به, ومنه قيل للضيف: الثّويّ).
[تفسير غريب القرآن: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولكنّا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنّا كنّا مرسلين}
أي: ما كنت مقيما ًفي أهل مدين.). [معاني القرآن: 4/146-147]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله: {وما كنت ثاويا} أي: مقيما}). [معاني القرآن: 5/181]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ)
: ({ثاويًا} أي: مقيماً.). [ياقوتة الصراط: 400]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ثَاوِيًا} أي: مقيماً.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 182]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {ثَاوِيًا}: مقيماً.). [العمدة في غريب القرآن: 234]

تفسير قوله تعالى:{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما كنت بجانب الطّور} [القصص: 46] الجبل.
{إذ نادينا} [القصص: 46] أبو عبد اللّه الشّاميّ قال: وأخبرنيه محرزٌ، عن الأعمش، عن أبي زرعة بن عمرو بن جريرٍ البجليّ قال: نودي: يا أمّة محمّدٍ، أجبتكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني.
قال: {ولكن رحمةً من ربّك لتنذر قومًا} [القصص: 46]، يعني: قريشا، تفسير السّدّيّ.
{ما أتاهم من نذيرٍ من قبلك لعلّهم يتذكّرون} [القصص: 46]، أي: لكي يتذكّروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/596]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)
: ({وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا ولكن رّحمةً مّن رّبّك لتنذر قوماً مّا أتاهم مّن نّذيرٍ مّن قبلك لعلّهم يتذكّرون}

وقال: {ولكن رّحمةً مّن رّبّك}, فنصب {رحمةً} على: "ولكن رحمك ربّك رحمةً".). [معاني القرآن: 3/23-24]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا ولكن رحمة من ربّك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلّهم يتذكّرون}يعني : نادينا موسى.
{ولكن رحمة من ربّك}المعنى : إنك لم تشاهد قصص الأنبياء، ولا تليت عليك، ولكن أوحيناها إليك، وقصصناها عليك، رحمةً من ربّك لتنذر قوما، أي : لتعرفهم قصص من أهلك بالعذاب، ومن فاز بالثواب.
ولو قرئت {ولكن رحمة}: لكان جائزا على معنى : ولكن فعل ذلك رحمة من ربك، والنصب على معنى : فعلنا ذلك للرحمة، كما تقول: فعلت ذلك ابتغاء الخير، أي : فعلته لابتغاء الخير، فهو مفعول له.). [معاني القرآن: 4/147]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا}
روى عبد الرزاق , عن الثوري , عن الأعمش , عن علي بن مدرك , عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير رفع الحديث في قوله جل وعز: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} .
قال : نودوا: يا أمة محمد , أجبتكم قبل أن تدعوني , وأعطيتكم قبل أن تسألوني , فذلك قوله: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} .
وقوله جل وعز: {ولكن رحمة من ربك}
أي : لم تشهد قصص الأنبياء , ولا تليت عليك , ولكنا بعثناك , وأوحيناها إليك للرحمة لتنذر قوماً، فتعرفهم هلاك من هلك، وفوز من فاز، لعلهم يتذكرون). [معاني القرآن: 5/182]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولولا أن تصيبهم مصيبةٌ} [القصص: 47]، يعني: المشركين.
{بما قدّمت أيديهم} [القصص: 47] بالّذي هم عليه من الشّرك، والمصيبة في هذا
[تفسير القرآن العظيم: 2/596]
الموضع العذاب، يقول: ولو أنّا عذّبناهم لاحتجّوا فقالوا: {ربّنا لولا} [القصص: 47] هلا.
{أرسلت إلينا رسولا فنتّبع آياتك ونكون من المؤمنين} [القصص: 47] فقطع اللّه عذرهم بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فكذّبوه). [تفسير القرآن العظيم: 2/597]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ولولا أن تصيبهم مصيبةٌ }: وهي من كل نقمة وعذاب، نقمة بكسر القاف.

{بما قدّمت أيديهم }, مجازه: بما كانوا اكتسبوا , وليس هاهنا.
{ لولا أرسلت إلينا رسولاً }: مجازه هلاً، وفي آية أخرى: {لولا أوتي }, مجازه: هلا أوتتي). [مجاز القرآن: 2/107]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدّمت أيديهم فيقولوا ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتّبع آياتك ونكون من المؤمنين}
أي : لولا ذلك لم يحتج إلى إرسال الرسل، ومواترة الاحتجاج.). [معاني القرآن: 4/147]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم}
أي : لولا هذا لم نحتج إلى إرسال الرسل، وتواتر الاحتجاج.). [معاني القرآن: 5/182]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا} [القصص: 48]، يعني: القرآن، وهو تفسير السّدّيّ.
{قالوا لولا أوتي} [القصص: 48] يعنون النّبيّ عليه السّلام.
{مثل ما أوتي موسى} [القصص: 48] هلا أنزل عليه القرآن جملةً واحدةً كما أنزلت التّوراة على موسى جملةً واحدةً.
قال اللّه: {أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل} [القصص: 48] وقد كان كتاب موسى عليهم حجّةً في تفسير الحسن.
{قالوا سحران تظاهرا} [القصص: 48] موسى ومحمّدٌ في تفسير الحسن، وهذا قول مشركي العرب.
{وقالوا إنّا بكلٍّ كافرون} [القصص: 48] بالتّوراة والقرآن.
عاصم بن حكيمٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ.
قال: {قالوا سحران تظاهرا} [القصص: 48] موسى وهارون.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: {قالوا لولا} [القصص: 48] هلا {أوتي مثل ما أوتي موسى} [القصص: 48] هم أهل الكتاب.
[تفسير القرآن العظيم: 2/597]
وتفسير مجاهدٍ قال: {قالوا لولا} [القصص: 48] هلا {أوتي مثل ما أوتي موسى} [القصص: 48] من قبل هذا، قول يهود تأمر قريشًا أن يسألوا محمّدًا مثل ما أوتي موسى.
يقول اللّه لمحمّدٍ: قل لقريشٍ يقولون لهم: {أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا} [القصص: 48] قول يهود لموسى وهارون.
وبعضهم يقرؤها: سحران تظاهرا، التّوراة والقرآن.
{وقالوا} يهود تقوله.
{إنّا بكلٍّ كافرون} [القصص: 48] كفرت أيضًا لمّا أوتي محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم). [تفسير القرآن العظيم: 2/598]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {قالوا سحران تظاهرا...}

يعنون التوراة والقرآن، ويقال {ساحران تظاهرا} : يعنون محمّداً , وموسى صلى الله عليهما وسلم, وقرأ عاصم , والأعمش {سحران}.
... وحدثني غير واحدٍ , عن إسماعيل ابن أبي خالد , عن أبي رزين : أنه قرأ :{سحران تظاهرا}
قال: وقال سفيان بن عيينة , عن حميد قال: قال مجاهد: سألت ابن عباس , عنده عكرمة فلم يجبني، فلمّا كانت في الثالثة , قال عكرمة: أكثرت عليه , {ساحران تظاهرا},
فلم ينكر ابن عباس، أو قال: فلو أنكرها لغيّرها, وكان عكرمة يقرأ : {سحران} بغير ألفٍ , ويحتجّ بقوله: {قل فأتوا بكتابٍ من عند الله هو أهدى منهما أتّبعه} ,
وقرأها أهل المدينة , والحسن :{ساحران تظاهرا}.). [معاني القرآن: 2/306-307]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ساحران تظاهرا }: أي : تعاونا.). [مجاز القرآن: 2/107]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سحران تظاهرا}: تعاونا). [غريب القرآن وتفسيره: 292]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {سحران تظاهرا}: أي: تعاونا.). [تفسير غريب القرآن: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنّا بكلّ كافرون}
أي : فلما جاءتهم الحجة القاطعة التي كان يجوز أن يعتلّوا بتأخرها عنهم.
{قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى}:المعنى: هلّا أوتي محمد مثل ما أوتي موسى، صلى اللّه عليهما من أمر العصا , والحية , وانفلاق البحر، وسائر الآيات التي أتى بها موسى،
فقد كفروا بآيات موسى كما كفروا بآيات محمد عليهما السلام.
{قالواساحران تظاهرا} أي : تعاونا.
جاء في التفسير: أنهم عنوا موسى وهارون.
وقالوا : عنوا موسى وعيسى، وقيل : عنوا موسى ومحمدا عليهما السلام.
وقرئ : {سحران تظاهرا} يعنون : كتابين، فقالوا: الإنجيل والقرآن، ودليل من قرأ {سحران} قوله: {قل فأتوا بكتاب من عند اللّه هو أهدى منهما}.
وهذا لا يمنع {ساحران}، لأن المعنى يصير: قل فأتوا بكتاب من عند الله , هو أهدى من كتابيهما ). [معاني القرآن: 4/147-148]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلما جاءهم الحق من عندنا}
أي : الحجج الظاهرة البينة التي كان يجوز أن يحتجوا بتأخرها .
{قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى }: يعني من العصا , وانفلاق البحر, وما أشبه ذلك.
وروى ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال : أمرت يهود قريشً : ا أن يسألوا محمدا صلى الله عليه وسلم مثل ما أوتي موسى .
فقال الله جل وعز لمحمد صلى الله عليه وسلم : قل لهم يقولوا لهم : {أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل}.
ثم قال جل وعز: {قالوا ساحران تظاهرا}
روى سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت سعيد بن جبير يقول : {قالوا ساحران تظاهرا }, قال : موسى وهارون صلى الله عليهما.
وروى ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال : يعنون موسى وهارون عليهما السلام.
وروى شعبة , عن أبي حمزة, عن ابن عباس :{قالوا ساحران تظاهرا قال موسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم
وكذا روى شعبة, عن أبي حمزة, عن ابن عباس, وكذلك قال الحسن .
وقرأ عكرمة , وعطاء الخراساني, وأبو رزين : {قالوا سحران تظاهرا}
قال عكرمة: يعني : كتابين .
وقال أبو رزين : يعني : التوراة والإنجيل .
وقال الفراء : يعني : التوراة والقرآن .
واحتج بعض من يقرأ هذه القراءة بقوله: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه}
والمعنى على القراءة الأولى : هو أهدى من كتابيهما ). [معاني القرآن: 5/183-185]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَظَاهَرَا}: أي: تعاونا ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 182]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ({تَظَاهَرَا}: تعاونا ). [العمدة في غريب القرآن: 235]

تفسير قوله تعالى:{قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {قل فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما} [القصص: 49] من التّوراة والقرآن.
{أتّبعه إن كنتم صادقين} [القصص: 49] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/598]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {أتّبعه...}

رفع لأنها صلة للكتاب , لأنه نكرة , وإذا جزمت - وهو الوجه - جعلته شرطاً للأمر.). [معاني القرآن: 2/307]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فإن لم يستجيبوا لك} [القصص: 50] فيأتوا به، ولا يأتون به ولكنّها حجّةٌ عليهم.
{فاعلم أنّما يتّبعون أهواءهم ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدًى من اللّه} [القصص: 50] جاءه، أي: لا أحد أضلّ منه.
{إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين} [القصص: 50] المشركين الّذين يموتون على شركهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/598]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({فإن لّم يستجيبوا لك}: مجازه: فإن لم يجيبوك، وقال الغنوي:

وداعٍ دعايا من يجيب إلى النّدى= فلم يستجبه عند ذاك مجيب.).
[مجاز القرآن: 2/107]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنّما يتّبعون أهواءهم ومن أضلّ ممّن اتّبع هواه بغير هدى من اللّه إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين}
فاعلم أن ما ركبوه من الكفر لا حجّة لهم فيه، وإنما آثروا فيه الهوى , وقد علموا أنه هو الحق.). [معاني القرآن: 4/148]


رد مع اقتباس