عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18 محرم 1440هـ/28-09-2018م, 09:40 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإنّه لتنزيل ربّ العالمين (192) نزل به الرّوح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ (195)}.
يقول تعالى مخبرًا عن الكتاب الّذي أنزله على عبده ورسوله محمّدٍ، صلوات اللّه وسلامه عليه: {وإنّه} أي: القرآن الّذي تقدّم ذكره في أوّل السّورة في قوله: {وما يأتيهم من ذكرٍ من الرّحمن محدثٍ} [الآية]. {لتنزيل ربّ العالمين} أي: أنزله اللّه عليك وأوحاه إليك). [تفسير ابن كثير: 6/ 162]

تفسير قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({نزل به الرّوح الأمين}: وهو جبريل، عليه السّلام، قاله غير واحدٍ من السّلف: ابن عبّاسٍ، ومحمّد بن كعبٍ، وقتادة، وعطيّة العوفيّ، والسّدّيّ، والضّحّاك، والزّهريّ، وابن جريجٍ. وهذا ما لا نزاع فيه.
قال الزّهريّ: وهذه كقوله {قل من كان عدوًّا لجبريل فإنّه نزله على قلبك بإذن اللّه} الآية [البقرة:97].
وقال مجاهدٌ: من كلّمه الرّوح الأمين لا تأكله الأرض). [تفسير ابن كثير: 6/ 162]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({على قلبك لتكون من المنذرين} [أي: نزل به ملكٌ كريمٌ أمينٌ، ذو مكانةٍ عند اللّه، مطاعٌ في الملأ الأعلى، {على قلبك} يا محمّد، سالـمًا من الدّنس والزّيادة والنّقص؛ {لتكون من المنذرين}] أي: لتنذر به بأس اللّه ونقمته على من خالفه وكذّبه، وتبشّر به المؤمنين المتّبعين له). [تفسير ابن كثير: 6/ 162]

تفسير قوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ} أي: هذا القرآن الّذي أنزلناه إليك [أنزلناه] بلسانك العربيّ الفصيح الكامل الشّامل، ليكون بيّنًا واضحًا ظاهرًا، قاطعًا للعذر، مقيمًا للحجّة، دليلًا إلى المحجّة.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عبد اللّه بن أبي بكرٍ العتكيّ، حدّثنا عبّاد بن عبّادٍ المهلّبي، عن موسى بن محمّد بن إبراهيم التّيميّ، عن أبيه قال: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مع أصحابه في يوم دجن إذ قال لهم: "كيف ترون بواسقها؟ ". قالوا: ما أحسنها وأشدّ تراكمها. قال: "فكيف ترون قواعدها؟ ". قالوا: ما أحسنها وأشدّ تمكّنها. قال: "فكيف ترون جونها ؟ ". قالوا: ما أحسنه وأشدّ سواده. قال: "فكيف ترون رحاها استدارت ؟ ". قالوا: ما أحسنها وأشد استدارتها. قال: "فكيف ترون برقها، أوميض أم خفو أم يشق شقّا ؟ ". قالوا: بل يشقّ شقًّا. قال: "الحياء الحياء إن شاء اللّه". قال: فقال رجلٌ: يا رسول اللّه، بأبي وأمّي ما أفصحك، ما رأيت الّذي هو أعرب منك. قال: فقال: " حقّ لي، وإنّما أنزل القرآن بلساني، واللّه يقول: {بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ}.
وقال سفيان الثّوريّ: لم ينزل وحيٌ إلّا بالعربيّة، ثمّ ترجم كلّ نبيٍّ لقومه، واللّسان يوم القيامة بالسّريانيّة، فمن دخل الجنّة تكلّم بالعربيّة. رواه ابن أبي حاتمٍ). [تفسير ابن كثير: 6/ 162-163]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإنّه لفي زبر الأوّلين (196) أولم يكن لهم آيةً أن يعلمه علماء بني إسرائيل (197) ولو نزلناه على بعض الأعجمين (198) فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين (199)}.
يقول تعالى: وإنّ ذكر هذا القرآن والتّنويه به لموجودٌ في كتب الأوّلين المأثورة عن أنبيائهم، الّذين بشّروا به في قديم الدّهر وحديثه، كما أخذ اللّه عليهم الميثاق بذلك، حتّى قام آخرهم خطيبًا في ملئه بالبشارة بأحمد: {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إنّي رسول اللّه إليكم مصدّقًا لما بين يديّ من التّوراة ومبشّرًا برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد} [الصّفّ: 6]، والزّبر هاهنا هي الكتب وهي جمع زبور، وكذلك الزّبور، وهو كتاب داود. وقال تعالى: {وكلّ شيءٍ فعلوه في الزّبر} [القمر:52] أي: مكتوبٌ عليهم في صحف الملائكة). [تفسير ابن كثير: 6/ 163]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {أولم يكن لهم آيةً أن يعلمه علماء بني إسرائيل} أي: أو ليس يكفيهم من الشّاهد الصّادق على ذلك: أنّ العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكر هذا القرآن في كتبهم الّتي يدرسونها؟ والمراد: العدول منهم، الّذين يعترفون بما في أيديهم من صفة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ومبعثه وأمّته، كما أخبر بذلك من آمن منهم كعبد اللّه بن سلامٍ، وسلمان الفارسيّ، عمّن أدركه منهم ومن شاكلهم. وقال اللّه تعالى: {الّذين يتّبعون الرّسول النّبيّ الأمّيّ الّذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل} الآية [الأعراف:157]). [تفسير ابن كثير: 6/ 163]

رد مع اقتباس