عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 04:27 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويوم يحشرهم جميعًا ثمّ يقول للملائكة أهؤلاء إيّاكم كانوا يعبدون (40) قالوا سبحانك أنت وليّنا من دونهم بل كانوا يعبدون الجنّ أكثرهم بهم مؤمنون (41) فاليوم لا يملك بعضكم لبعضٍ نفعًا ولا ضرًّا ونقول للّذين ظلموا ذوقوا عذاب النّار الّتي كنتم بها تكذّبون (42)}.
يخبر تعالى أنّه يقرع المشركين يوم القيامة على رؤوس الخلائق، فيسأل الملائكة الّذين كان المشركون يزعمون أنّهم يعبدون الأنداد الّتي هي على صورة الملائكة ليقرّبوهم إلى اللّه زلفى، فيقول للملائكة: {أهؤلاء إيّاكم كانوا يعبدون}؟ أي: أنتم أمرتم هؤلاء بعبادتكم؟ كما قال في سورة الفرقان: {أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلّوا السّبيل} [الفرقان: 17]، وكما يقول لعيسى: {أأنت قلت للنّاس اتّخذوني وأمّي إلهين من دون اللّه قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقٍّ} [المائدة: 116]. وهكذا تقول الملائكة: {سبحانك} أي: تعاليت وتقدّست عن أن يكون معك إلهٌ {أنت وليّنا من دونهم} أي: نحن عبيدك ونبرأ إليك من هؤلاء، {بل كانوا يعبدون الجنّ} يعنون: الشّياطين؛ لأنّهم هم الّذين يزيّنون لهم عبادة الأوثان ويضلّونهم، {أكثرهم بهم مؤمنون}، كما قال تعالى: {إن يدعون من دونه إلا إناثًا وإن يدعون إلا شيطانًا مريدًا} [النّساء: 117]). [تفسير ابن كثير: 6/ 524]

تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {فاليوم لا يملك بعضكم لبعضٍ نفعًا ولا ضرًّا} أي: لا يقع لكم نفعٌ ممّن كنتم ترجون نفعه اليوم من الأنداد والأوثان، الّتي ادّخرتم عبادتها لشدائدكم وكربكم، اليوم لا يملكون لكم نفعًا ولا ضرًّا، {ونقول للّذين ظلموا} -وهم المشركون- {ذوقوا عذاب النّار الّتي كنتم بها تكذّبون} أي: يقال لهم ذلك، تقريعًا وتوبيخًا). [تفسير ابن كثير: 6/ 524]

رد مع اقتباس