عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 10:57 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآَيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120) وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)}

تفسير قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآَيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فكلوا ممّا ذكر اسم اللّه عليه إن كنتم بآياته مؤمنين}
معناه كلوا مما أخلصتم ذبحه للّه، والمنع من الميتة داخل في هذا.
وليس بين الناس اختلاف في أن المشركين ناظروا المسلمين، فقالوا لهم: تتركون ما سبقكم الله إلى إماتته وتأكلون ما أمتّم أنتم فأعلم جلّ وعزّ أن الميتة حرام وأن ما قصد بتزكيته اتباع أمر اللّه عزّ وجلّ فذلك الحلال). [معاني القرآن: 2/ 286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فكلوا مما ذكر اسم الله عليه} أي مما أخلص لله، وتحريم الميتة داخل في هذا).
[معاني القرآن: 2/ 479]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وما لكم ألاّ تأكلوا ممّا ذكر اسم اللّه عليه وقد فصّل لكم مّا حرّم عليكم إلاّ ما اضطررتم إليه وإنّ كثيراً لّيضلّون بأهوائهم بغير علمٍ إنّ ربّك هو أعلم بالمعتدين}
وقال: {وما لكم ألاّ تأكلوا ممّا ذكر اسم اللّه عليه} يقول -والله أعلم- "وأيّ شيءٍ لكم في ألاّ تأكلوا" وكذلك {وما لنا ألاّ نقاتل} يقول: "أيّ شيءٍ لنا في ترك القتال". ولو كانت {أن} زائدة لارتفع الفعل، ولو كانت في معنى "وما لنا وكذا" لكانت "ومالنا وألاّ نقاتل".
وقال: {وإنّ كثيراً لّيضلّون بأهوائهم} ويقرأ {ليضلّون}. أوقع "أنّ" على النكرة لأنّ الكلام إذا طال احتمل ودل بعضه على بعض). [معاني القرآن: 1/ 248-249]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {وقد فصل لكم ما حرم عليكم}.
أبو عمرو {فصل لكم ما حرم} وهي قراءة الأعرج لا يذكر فاعلاً.
[معاني القرآن لقطرب: 525]
عطية العوفي "وقد فصل لكم ما حرم عليكم"؛ وكأن المعنى: وقد خرج إليكم وأتاكم.
الأعمش وعاصم بن أبي النجود {وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما}.
ابن كثير عبد الله {ليضون بأهوائهم}، وهي قراءة أبي عمرو.
أصحاب عبد الله {ليضلون} بضم الياء). [معاني القرآن لقطرب: 526]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (فقال: {وما لكم ألّا تأكلوا ممّا ذكر اسم اللّه عليه وقد فصّل لكم ما حرّم عليكم إلّا ما اضطررتم إليه وإنّ كثيرا ليضلّون بأهوائهم بغير علم إنّ ربّك هو أعلم بالمعتدين}
وموضع (أن) نصب لأن "في" سقطت فوصل المعنى إلى (أن) فنصبها.
المعنى أي شيء يقع لكم في أن لا تأكلوا.
وسيبويه يجيز أن يكون موضع (أن) جرا وإن سقطت "في"، والنصب عنده أجود. -
قال أبو إسحاق: ولا اختلاف بين الناس في أن الموضع نصب.
(وقد فصّل لكم ما حرّم عليكم) وحرم جميعا، أي فصل لكم الحلال من الحرام، وأحلّ لكم في الاضطرار ما حرّم عليكم.
فموضع (ما) نصب في قوله: {إلا ما اضطررتم إليه}.
ومعنى ما اضطررتم دعتكم شدة الضرورة، أي شدة المجاعة إلى أكله.
{وإنّ كثيرا ليضلّون بأهوائهم بغير علم} أي إن الذين يحلّون الميتة ويناظرونكم في إحلالها، وكذلك كل ما يضلون فيه، إنما يتبعون فيه الهوى والشهوة ولا بصيرة ولا علم عندهم). [معاني القرآن: 2/ 286-287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه} وروى عكرمة عن ابن عباس أن المشركين قالوا للمسلمين لم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله لكم فأنزل الله جل وعز: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم}). [معاني القرآن: 2/ 479]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه}

قال قتادة فصل بين وقرأ عطية العوفي (وقد فصل لكم) خفيفة ومعناه أبان وظهر،
كما قرئ (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت) أي استبانت). [معاني القرآن: 2/ 480]


تفسير قوله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وذروا ظاهر الإثم وباطنه...}
فأما ظاهره فالفجور والزنى، وأما باطنه فالمخالّة: أن تتخذ المرأة الخليل وأن يتخذها). [معاني القرآن: 1/ 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ظاهر الإثم}: الزنا. وباطنه المخالّة). [تفسير غريب القرآن: 159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وذروا ظاهر الإثم وباطنه إنّ الّذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون}
جاء في التفسير أن ظاهره الزنا، وباطنه اتخاذ الأخدان والأصدقاء على جهة الريبة.
والذي يدل عليه الكلام أن المعنى -واللّه أعلم- اتركوا الإثم - ظهرا، أو بطنا، أي لا تقربوا ما حرّم اللّه عليكم جهرا ولا سرّا). [معاني القرآن: 2/ 287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وذروا ظاهر الإثم وباطنه}
قال قتادة: أي علانيته وسره. وقال غيره: ظاهر الإثم الزنا، وباطنه اتخاذ الأخدان.
والأشبه باللغة قول قتادة). [معاني القرآن: 2/ 480]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون}
أي يكسبون ويعملون ويقال قرفت الجلد أي قلعته قال أبو جعفر اختلف أهل العلم في معنى {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} فكان مذهب ابن عباس أن هذا جواب للمشركين حين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم وتخاصموا فقالوا كيف لا نأكل مما قتل ربك ونأكل مما قتلنا فأنزل الله عز وجل: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} ورواه عنه سعيد بن جبير وعكرمة فالمعنى على هذا ولا تأكلوا من الميتة وقال الشعبي ومحمد بن سيرين لا يؤكل من الذبائح التي لم يسم الله جل وعز عليها كان ذلك عمدا أو نسيانا وقال سعيد بن جبير وعطاء إذا ترك التسمية عمدا لم يؤكل وإذا نسي أكل وهذا حسن لأنه لا يسمى فاسقا إذا كان ناسيا). [معاني القرآن: 2/ 480-481]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ظَاهِرَ الإِثْمِ} الصديقة يتخذها الرجل للزنا، ويأتيها علانية.
{وَبَاطِنَهُ} الزنا في السر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 79]


تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّه لفسقٌ...}
يقول: أكلكم ما لم يذكر اسم الله عليه فسق أي كفر. وكنى عن الأكل، كما قال: {فزادهم إيماناً} يريد: فزادهم قول الناس إيمانا). [معاني القرآن: 1/ 353]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإنّ الشّياطين ليوحون إلى أوليائهم} أي يقذفون في قلوبهم، أن يجادلوكم). [تفسير غريب القرآن: 159]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الوحي: كلّ شيء دللت به من كلام أو كتاب أو إشارة أو رسالة...
والوحي: إعلام بالوسوسة من الشيطان، قال: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ}، وقال: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}). [تأويل مشكل القرآن: 490]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: جلّ وعزّ: {ولا تأكلوا ممّا لم يذكر اسم اللّه عليه وإنّه لفسق وإنّ الشّياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنّكم لمشركون} أي مما لم يخلص ذبحه للّه عزّ وجلّ.
{وإنّه لفسق} ومعنى الفسق الخروج عن الحق والدّين، يقال فسقت الرطبة، إذا خرجت عن قشرتها.
{وإنّ الشّياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم} أي يوسوس الشيطان لوليّه فيلقي في قلبه الجدال بالباطل، وهو ما وصفنا من أن المشركين جادلوا المسلمين في الميتة.
{وإن أطعتموهم إنّكم لمشركون} هذه الآية فيها دليل أنّ كل من أحلّ شيئا مما حرم الله عليه أو حرّم شيئا مما أحلّ الله له فهو مشرك.
لو أحلّ محل الميتة في غير اضطرار، أو أحل الزنا لكان مشركا بإجماع الأمّة، وإن أطاع اللّه في جميع ما أمر به، وإنما سمّي مشركا لأنه اتبع غير اللّه، فأشرك باللّه غيره). [معاني القرآن: 2/ 287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ومعنى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه مما لم يخلص لله وإنه لفسق أي خروج من الطاعة ويقال فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها). [معاني القرآن: 2/ 482]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم} أي يوسوسون إليهم وقد ذكرت معنى ليجادلوكم). [معاني القرآن: 2/ 482]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} وقال أهل النظر في هذا دليل على أنه من أحل ما حرم الله أو حرم ما أحل الله فقد أشرك، وقيل له مشرك لأنه اتبع غير الله فأشرك به غيره جل وعز). [معاني القرآن: 2/ 483]


رد مع اقتباس