عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 رجب 1434هـ/19-05-2013م, 03:11 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجنّ}
قال الحسن: وهو أوّل الجنّ، كما أنّ آدم من الإنس وهو أوّل الإنس.

- سعيدٌ، عن قتادة، قال: كان من الجنّ قبيلٌ من الملائكة يقال له "الجنّ".
قال وكان ابن عبّاسٍ يقول: (لو أنّه لم يكن من الملائكة لم يؤمر بالسّجود).
وكان على خزانة السّماء الدّنيا؛ في قول قتادة.
وقال قتادة: جنّ عن طاعة ربّه.
قال: وقال الحسن: أنحاه اللّه إلى نسبه.
قال: {ففسق عن أمر ربّه}: عصى أمر ربّه عن السّجود لآدم، تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: فكفر واستكبر.
قال: {أفتتّخذونه وذرّيّته}، يعني: الشّياطين الّذين دعوهم إلى الشّرك.
{أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ بئس للظّالمين بدلا}
سعيدٌ، عن قتادة قال: {بدلا} ما استبدلوا بعبادة ربّهم إذ أطاعوا إبليس فبئس ذلك لهم بدلا). [تفسير القرآن العظيم: 1/191-192]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {ففسق عن أمر ربّه...}

أي خرج عن طاعة ربّه. والعرب تقول، "فسقت الرّطبة من (جلدها) وقشرها" لخروجها منه؛ وكأنّ الفأرة إنها سمّيت فويسقة لخروجها من جحرها على الناس). [معاني القرآن: 2/147]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ففسق عن أمر ربّه}: جار عنه وكفر به، وقال رؤبة:
يهوين في نجدٍ وغوراً غائراً.......فواسقاً عن قصدها جوائرا).
[مجاز القرآن: 1/406]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلاّ إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ بئس للظّالمين بدلاً}
وقال: {ففسق عن أمر ربّه} يقول: عن ردّ أمر ربّه" نحو قول العرب: "أتخم عن الطّعام" أي: عن مأكله أتخم، ولما ردّ هذا الأمر فسق.
وقال: {بئس للظّالمين بدلاً} كما تقول: "بئس في الدّار رجلا"). [معاني القرآن: 2/78]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {ففسق عن أمر ربه} وهو لم يأته الفسق عن أمر ربه؛ ولكن المعنى: تباعد وتراخى عن أمر ربه؛ كما قالوا في الكلام: فسق في الدنيا فلان؛ أي اتسع فيها ولم يضيقها عليه؛ وقالوا أيضًا: ما أصاب فلان شيئًا إلا فسقه؛ أي أهلكه؛ وقد فسرنا ذلك كله في سورة آل عمران.
[معاني القرآن لقطرب: 882]
والوجه الآخر "فسق عن أمر ربه" أي عن رد أمر ربه، كقولك {واسأل القرية التي كنا فيها والعير} والقرية لا تسأل ولا العير، إنما المعنى: سل أهل القرية وأهل العير؛ ومثل ذلك {بل مكر الليل والنهار} وهما لا يمكران؛ المعنى: بل مكر أهل الليل والنهار، وهو قول الحسن: بل مكركم في الليل والنهار.
حسبت بغام راحلتي عناقًا = وما هي ويب غيرك بالعناق
يريد: حسبت بغام راحلتي بغام عناق، فحذف البغام الثاني.
ومثل ذلك قول النابغة:
وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي = على وعل في ذي المطارة عاقل
يريد: على مخافة وعل.
ومثل ذلك قول الله عز وجل {ولكن البر من آمن بالله} يريد: بر من آمن بالله.
وكذلك {وأشربوا في قلوبهم العجل}؛ أي حب العجل.
وقال أبو علي: وقد ذكرنا كل ما في هذا، في سورة البقرة.
ويكون {ففسق عن أمر ربه} أي من قبل رد أمر ربه؛ كأن الفسق كقولك: كساه عن عري، وأطعمه عن جوع). [معاني القرآن لقطرب: 883]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ففسق عن أمر ربّه}" أي خرج عن طاعته. يقال: "فسقت الرّطبة" إذا خرجت من قشرها). [تفسير غريب القرآن: 268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلّا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني وهم لكم عدوّ بئس للظّالمين بدلا}
قوله: {ففسق عن أمر ربّه} دليل على أنه أمر بالسجود مع الملائكة، وأكثر ما في التفسير أن إبليس من غير الملائكة وقد ذكره اللّه عزّ وجلّ أنه كان من الجن بمنزلة آدم من الإنس.
وقد قيل إن الجن ضرب من الملائكة، كانوا خزان الأرض، وقيل خزان الجنان.

فإن قال قائل: فكيف استثنى مع ذكر الملائكة، فقال {فسجدوا إلّا إبليس}، فكيف وقع الاستثناء وليس هو من الأول؟
فالجواب في هذا أنه أمر معهم بالسجود فاستثنى من أنه لم يسجد، والدليل على ذلك أنك تقول: أمرت عبدي وأخوتي فأطاعوني إلا عبدي، وكذلك قوله عزّ وجلّ: {فإنّهم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين}، ورب العالمين ليس كمثله شيء، وقد جرى ذكره في
الاستثناء - وهو استثناء ليس من الأول.
ولا يقدر أحد أن يعرف معنى الكلام غير هذا.
{ففسق عن أمر ربّه} فيه ثلاثة أوجه:
-
يجوز أن يكون معناه: خرج عن أمر ربّه، يقال: فسقت الرطبة إذا خرجت عن قشرها.
-
وقال قطرب: يجوز أن يكون معناه فسق عن ردّ أمر ربّه.
-
ومذهب سيبويه والخليل وهو الحق عندنا أن معنى {فسق عن أمر ربّه} أتاه الفسق لما أمر فعصى، فكان سبب فسقه أمر ربّه، كما تقول أطعمه عن جوع وكساه عن عري،
المعنى: كان سبب فسقه الأمر بالسّجود لما كان سبب الإطعام الجوع، وسبب الكسوة العرى.
وقوله: {بئس للظّالمين بدلا}
معناه أنه بئس ما استبدل به الظالمون من رب العزة جلّ وعزّ، إبليس). [معاني القرآن: 3/294-293]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن} في هذا قولان:
أحدهما: أنه نسب إلى الجن لأنه عمل عملهم.
والقول الآخر: أنه منهم). [معاني القرآن: 4/253]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ففسق عن أمر ربه} أي فخرج وحكى الفراء فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها وقال رؤبة:
يهوين في نجد وغورا غائرا.......فواسقا عن قصدها جوائرا
وفي هذه الآية سؤال: يقال ما معنى {ففسق عن أمر ربه}؟
ففي هذا قولان:
أحدهما: وهو مذهب الخليل وسيبويه أن المعنى أتاه الفسق لما أمر فعصى فكان سبب الفسق أمر ربه كما تقول أطعمته عن جوع
والقول الآخر: وهو مذهب محمد بن قطرب أن المعنى ففسق عن رد أمر ربه). [معاني القرآن: 4/255-254]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو} أي عداء). [معاني القرآن: 4/256-255]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {بئس للظالمين بدلا} أي بئس ما اسبتدلوا من طاعة الله طاعة إبليس). [معاني القرآن: 4/256]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ففسق عن أمر ربه} أي: خرج عن الطاعة). [ياقوتة الصراط: 326]

تفسير قوله تعالى: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ما أشهدتهم خلق السّموات والأرض ولا خلق أنفسهم} وذلك أنّ المشركين قالوا: إنّ الملائكة بنات اللّه.
وقال في آيةٍ أخرى: {وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا أشهدوا خلقهم} أي: ما أشهدتهم شيئًا من ذلك، فمن أين ادّعوا أنّ الملائكة بنات اللّه؟ {وما كنت متّخذ المضلّين عضدًا} أعوانًا في تفسير قتادة.
وقال المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ: ما كنت لأتولّى المضلّين.
قال يحيى: (سمعت من يقول: المضلّون: الشّياطين) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/192]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ):
({متّخذ المضلّين عضداً} أي أنصاراً وعزّاً وأعواناً، ويقال: فلان عضدي أي ناصري وعزّي وعوني،

ويقال: قد عاضد فلان فلاناً وقد عضده، أي قوّاه ونصره). [مجاز القرآن: 1/406]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (عروة بن الزبير وأبو جعفر {ما أشهدناهم}.
سائر القراء وشيبة ونافع {ما أشهدتهم}.
أبو جعفر {وما كنت متخذ المضلين عضدا} بنصب التاء.
ونافع يرفعها.
الأعرج وأبو جعفر وعاصم والأعمش وعبد الله بن كثير وابن محيصن وأبو عمرو {متخذ المضلين عضدا}.
الحسن "عضدا" بضم العين والضاد.
و"عضدا" بكسر الضاد ونصب العين، لغة تميم وأسد، ولغة أخرى "عضد" بضم العين وإسكان الضاد، ولغة أخرى "عضد" بفتح العين وإسكان الضاد، مثل فخذ؛ وتقول: فلان عضدي، وقد عاضدني، وعضدني.
فيجوز "عضد" فيمن قرأها، أن تكون: جمع عاضد، وعضد؛ مثل بازل وبزل، وعائذ وعوذ). [معاني القرآن لقطرب: 854]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عضدا}: أنصارا. يقال "هو عضدي" و"قد عاضدت فلانا"). [غريب القرآن وتفسيره: 230]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ما أشهدتهم خلق السّماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متّخذ المضلّين عضدا}
أي لم يكونوا موجودين إذ خلقت السّماوات والأرض.
{وما كنت متّخذ المضلّين عضدا}.
ويقرأ {وما كنت متّخذ المضلّين} - بفتح التاء - المعنى في فتحها: ما كنت يا محمد لتتخذ المضلّين أنصارا، وضم التاء هي القراءة، وعليها المعنى.
يخبر اللّه عزّ وجلّ بقدرته، وأنه لا يعتضد فيها ولا في نصرته بالمضلّين والاعتضاد التقوى. وطلب المعونة، يقال: اعتضدت بفلان، معناه استعنت به.
و{عضدا} فيه خمسة أوجه:
وجهان منها كثيران جيّدان، وهما عضد بفتح العين وضم الضاد، وعضد - بضم العين والضاد -.
ويجوز عضدا، وعضدا،
بتسكين الضاد وضم العين وفتحها.
وقد رويت عضد بكسر الضّاد. ويجوز في عضد بكسر الضاد (عضدا) ). [معاني القرآن: 3/295-294]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم} أي لم يكونوا موجودين إذ ذاك). [معاني القرآن: 4/256]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وما كنت متخذ المضلين عضدا} روى معمر عن قتادة قال أعوانا قال أبو جعفر وكذلك هو في اللغة يقال عضدني فلان وعاضدني أي أعانني وأعزني). [معاني القرآن: 4/256]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عَضُداً}: أنصارا). [العمدة في غريب القرآن: 190]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويوم يقول نادوا شركائي الّذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقًا} وادٍ في جهنّم.
وقال بعضهم: موبقًا، مهلكًا.
يقول: جعلنا بينهم وصلهم الّذي كان في الدّنيا مهلكًا.
وقال قتادة: ذكر لنا أنّ نوفًا البكاليّ حدّث عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: هو وادٍ عميقٌ فرّق به يوم القيامة بين أهل الهدى وأهل الضّلالة.
وقال بعضهم: (أوبقناهم: أدخلناهم النّار) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/192]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {وجعلنا بينهم مّوبقاً...}

يقال: جعلنا تواصلهم في الدنيا (موبقاً) يقول مهلكا لهم في الآخرة ويقال: إنه وادٍ في جهنم). [معاني القرآن: 2/147]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وجعلنا بينهم موبقاً} أي موعداً، قال:
وحاد شروري والسّتار فلم يدع.......تعاراً له والواديين بموبق).
[مجاز القرآن: 1/406]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ويوم يقول نادوا شركائي الّذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم مّوبقاً}
وقال: {مّوبقاً} مثل {مّوعداً} من "وبق" "يبق" وتقول "أوبقته حتى وبق"). [معاني القرآن: 2/78]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الأعرج والحسن وأبو جعفر وشيبة ونافع {ويوم يقول نادوا} بالياء.
والأعمش بالنون {ويوم نقول} ). [معاني القرآن لقطرب: 854]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {وجعلنا بينهم موبقا} وهو الهلاك؛ وقالوا: وبق يبق وبوقًا؛ وأوبقته أهلكته، إيباقًا.
وقال الأعشى:
تأتيكم أحلام من ليس عنده = على الرهط بقي أو يبالون موبقا
وقال زهير:
ومن يلتمس حسن الثناء بماله = يصن عرضه من كل شنعاء موبق). [معاني القرآن لقطرب: 874]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({موبقا}: مهلكا ويقال قد أوبقت الرجل أي أهلكته ومنه {أو يوبقهن بما كسبوا}). [غريب القرآن وتفسيره: 231]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وجعلنا بينهم موبقاً} أي مهلكا بينهم وبين آلهتهم في جهنم.
ومنه يقال: أوبقته ذنوبه.
وقوله: {أو يوبقهنّ بما كسبوا}. ويقال: موعدا).
[تفسير غريب القرآن: 269]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ويوم يقول نادوا شركائي الّذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا} أضافهم إليه على قولهم.
وقوله: {وجعلنا بينهم موبقا}
جعلنا بينهم من العذاب ما يوبقهم، أي يهلكهم، والموبق المهلك.
يقال "وبق الرجل يوبق، وبقا"، ويقال "ييبق، وبائق"، وفيه لغة أخرى "وبق يبق وبوقا، وهو وابق"، والأول هو وبق). [معاني القرآن: 3/295]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا} وفي معناه أقوال:
- روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: مهلكا. وكذلك قال الضحاك.
- وروى معمر عن قتادة قال: هلاكا.
- وروى يزيد بن درهم عن أنس بن مالك في قوله تعالى:
{وجعلنا بينهم موبقا} قال: واديا من قيح ودم في جهنم.
- وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: واد في جهنم. وكذلك قال نوف، إلا أنه قال: يحجر بينهم وبين المؤمنين.
- وقال أبو عبيدة {موبقا}: موعدا.

- وقال عوف {موبقا}: أي جعلنا بينهم عداوة.
- قال أبو جعفر: وأصح هذه الأقوال: الأول؛ لأنه معروف في اللغة أن يقال "وبق يوبق ويابق وييبق"، ووبق يبق إذا هلك، وأوبقه الله أي أهلكه، ومنه {أو يوبقهن بما كسبوا}، ومنه أوبقت فلانا ذنوبه؛ فالمعنى: جعلنا تواصلهم في الدنيا مهلكا لهم في الآخرة، إلا أنه يجوز أن يسمى الوادي موبقا لأنه يهلك.).
[معاني القرآن: 4/258-257]

قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345 هـ): ({موبقا}كل شيء حاجز بين شيئين، فهو موبق). [ياقوتة الصراط: 327]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({موبقا} مهلكا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَوْبِقا}: مهلكا). [العمدة في غريب القرآن: 190]

تفسير قوله تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ورأى المجرمون} المشركون.
{النّار فظنّوا} فعلموا.
{أنّهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفًا} إلى غيرها). [تفسير القرآن العظيم: 1/192]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {فظنّوا أنّهم مّواقعوها...}:
أي علموا). [معاني القرآن: 2/147]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ولم يجدوا عنها مصرفاً} أي معدلاً، وقال أبو كبير الهذليّ:
أزهير هل عن شيبةٍ من مصرف.......أم لا خلود لباذلٍ متكلّف).
[مجاز القرآن: 1/407]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مصرفا}: معدلا). [غريب القرآن وتفسيره: 231]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فظنّوا أنّهم مواقعوها} أي علموا.
{ولم يجدوا عنها مصرفاً}: أي معدلا). [تفسير غريب القرآن: 269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك أن يسمّى المتضادّان باسم واحد، والأصل واحد؛ فيقال للصبح: صريم، ولليل: صريم...
ولليقين: ظنّ، لأنّ في الظن طرفا من اليقين. قال الله عز وجل: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ}، أي يستيقنون.
وكذلك: {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ}، {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا}، و{إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ}، هذا كلّه في معنى (اليقين).
قال دريد بن الصّمة:
فقلتُ لهم: ظُنّوا بألفَي مُدجَّح.......سراتهم في الفارسيِّ المسرَّد
أي: تيقنوا بإتيانهم إيّاكم). [تأويل مشكل القرآن: 187-188] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ورأى المجرمون النّار فظنّوا أنّهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا}
القراءة (ورأى)، ويجوز "وراء" المجرمون مثل وراع، كما قال كثير:
وكل خليل راءني فهو قائل.......من أجلك هذا هامة اليوم أو غد
قوله: {فظنّوا أنّهم مواقعوها} معناه أيقنوا. وقد بيّنّا ذلك.
{ولم يجدوا عنها مصرفا} أي معدلا، قال أبو كبير:
أزهير هل عن شيبة من محرف.......أم لا خلود لباذل متكلّف).
[معاني القرآن: 3/296-295]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها}
روى معمر عن قتادة قال: أيقنوا). [معاني القرآن: 4/258]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ولم يجدوا عنها مصرفا}
قال أبو عبيدة: أي معدلا). [معاني القرآن: 4/259]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مصرفا}: معدلا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَصْرِفاً}: معدلاً). [العمدة في غريب القرآن: 190]


رد مع اقتباس