عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:21 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا تحسبنّ اللّه مخلف وعده رسله، إنّ اللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فلا تحسبنّ اللّه يا محمد مخلف وعده الّذي وعدهم من عقوبة من كذّبهم، وجحد ما أتوهم به من عنده، وإنّما قاله تعالى ذكره لنبيّه تثبيتًا وتشديدًا لعزيمته، ومعرفة أنّه منزّلٌ من سخطه بمن كذّبه وجحد نبوّته، وردّ عليه ما أتاه به من عند اللّه، مثال ما أنزل بمن سلكوا سبيلهم من الأمم الّذين كانوا قبلهم على مثل منهاجهم من تكذيب رسلهم، وجحود نبوّتهم، وردّ ما جاءوهم به من عند اللّه عليهم.
قوله: {إنّ اللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ} يعني بقوله: {إنّ اللّه عزيزٌ}: لا يمانع منه شيءٌ أراد عقوبته، قادرٌ على كلّ من طلبه، لا يفوته بالهرب منه {ذو انتقامٍ} ممّن كفر برسله وكذّبهم، وجحد نبوّتهم، وأشرك به واتّخذ معه إلهًا غيره.
وأضيف قوله: {مخلف} إلى الوعد، وهو مصدرٌ، لأنّه وقع موقع الاسم، ونصب قوله: {رسله} بالمعنى، وذلك أنّ المعنى: فلا تحسبنّ اللّه مخلف رسله وعده، فالوعد وإن كان مخفوضًا بإضافة " مخلف " إليه، ففي معنى النّصب، وذلك أنّ الإخلاف يقع على منصوبين مختلفين، كقول القائل: كسوت عبد اللّه ثوبًا، وأدخلته دارًا، وإذا كان الفعل كذلك يقع على منصوبين مختلفينٍ، جاز تقديم أيّهما قدّم، وخفض ما ولي الفعل الّذي هو في صورة الأسماء ونصب الثّاني، فيقال: أنا مدخل عبد اللّه الدّار، وأنا مدخل الدّار عبد اللّه، إن قدّمت الدّار إلى المدخل وأخّرت عبد اللّه خفضت الدّار، إذ أضيف مدخل إليها، ونصب عبد اللّه، وإن قدّم عبد اللّه إليه، وأخّرت الدّار، خفض عبد اللّه بإضافة مدخلٍ إليه، ونصب الدّار، وإنّما فعل ذلك كذلك، لأنّ الفعل، أعني مدخل، يعمل في كلّ واحدٍ منهما نصبًا نحو عمله في الآخر، ومنه قول الشّاعر:
ترى الثّور فيها مدخل الظّلّ رأسه = وسائره بادٍ إلى الشّمس أجمع
أضاف مدخل إلى الظّلّ، ونصب الرّأس، وإنّما معنى الكلام: مدخل رأسه الظّلّ.
ومنه قول الآخر:
فرشني بخيرٍ لا أكون ومدحتي = كناحت يومٍ صخرةً بعسيل
والعسيل: الرّيشة جمع بها الطّيب، وإنّما معنى الكلام: كناحت صخرةٍ يومًا بعسيلٍ، وكذلك قول الآخر:
ربّ ابن عمٍّ لسليمى مشمعل = طبّاخ ساعات الكرى زاد الكسل
وإنّما معنى الكلام: طبّاخ زاد الكسل ساعات الكرى.
فأمّا من قرأ ذلك: {فلا تحسبنّ اللّه مخلف وعده رسله} فقد بيّنّا وجه بعده من الصّحّة في كلام العرب في سورة الأنعام، عند قوله: {وكذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 13/726-728]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إن الله عزيز ذو انتقام} قال: عزيز والله في أمره يملي وكيده متين ثم إذا انتقم انتقم بقدره). [الدر المنثور: 8/574]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، وقال مرة: عن عبد الله، ثم جعل لا يجاوز به عمرو بن ميمون، قوله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار} [سورة إبراهيم: 48] قال: أرض بيضاء كالفضة لم يسفك فيها دم، ولم يعمل عليها الخطيئة، فيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر حتى يلقوا الله كما خلقوا حفاة عراة). [الزهد لابن المبارك: 2/754]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (عن شبيبٍ عن أبان بن أبي عياش عن سعيد [ابن جبيرٍ .......... عائشة] سألت رسول اللّه عن هذه الآية: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات وبرزوا لله الواحد القهار}، قالت: فأين النّاس يومئذٍ، يا رسول اللّه، قال: سبقت النّاس بالسّؤال عن هذه الآية، يا عائشة، النّاس يومئذٍ على الصّراط، فمنهم من يمشي منكباً على وجهه، ومنهم من يمشي سويًّا على صراط المستقيم، ويعطى كلّ مؤمنٍ ومنافقٍ نورًا، فأمّا المؤمن فيبقى فيضيء له نوره حتّى يدخله الجنّة، وأمّا الكافر والمنافق فيغطّى نوره ويختطف). [الجامع في علوم القرآن: 2/32]

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني شبيب عن المنهال عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعودٍ أنّه قال: الأرض كلّها يومئذٍ نارًا، والجنة من وراءها وأولياء اللّه في ظلّ عرش اللّه؛ والّذي نفس عبد اللّه بيده، إنّ جهنّم لتنطف على النّاس مثل الثّلج حين يقع من السّماء، والّذي نفس عبد اللّه بيده، عرقه ليسيخ في الأرض تسع قاماتٍ، ثمّ تلجمه، وما ناله الحساب من شدّة ما يرى الناس يلقون). [الجامع في علوم القرآن: 2/32-33]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني عمرو بن الحارث عن من حدّثه عن أنس بن مالكٍ أنّه تلا هذه الآية: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض}،
[الجامع في علوم القرآن: 2/109]
يبدّلها اللّه يوم القيامة بأرضٍ من فضّةٍ لم تعمل عليها الخطايا، ينزل الجبّار تبارك وتعالى عليها). [الجامع في علوم القرآن: 2/110]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات قال بلغنا أن عائشة سألت النبي عن هذه الآية فقالت أين الناس يومئذ قال هم على الصراط). [تفسير عبد الرزاق: 1/344]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي في قوله تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض قال تبدل أرضا بيضاء كالفضة لم تعمل فيها خطيئة ولم يسفك فيها دم حرام). [تفسير عبد الرزاق: 1/344]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات} قال: تبدّل بأرضٍ بيضاء كالفضّة لم تعمل فيها خطيّئةٌ قطّ ولم يسفك فيها دمٌ حرامٌ قط [الآية: 48]). [تفسير الثوري: 158]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، قال: تلت عائشة، هذه الآية {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قالت: يا رسول الله، فأين يكون النّاس؟ قال: على الصّراط.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وروي من غير هذا الوجه عن عائشة). [سنن الترمذي: 5/147]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات، وبرزوا للّه الواحد القهّار}.
يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه ذو انتقامٍ {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات} من مشركي قومك يا محمّد من قريشٍ، وسائر من كفر باللّه وجحد نبوّتك ونبوّة رسله من قبلك ف " يوم " من صلة " الانتقام ".
واختلف في معنى قوله: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} فقال بعضهم: معنى ذلك: يوم تبدّل الأرض الّتي عليها النّاس اليوم في دار الدّنيا غير هذه الأرض، فتصير أرضًا بيضاء كالفضّة
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت عمرو بن ميمونٍ، يحدّث، عن عبد اللّه، أنّه قال في هذه الآية: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات} قال: " أرضٌ كالفضّة نقيّةٌ، لم يسل فيها دمٌ، ولم يعمل فيها خطيئةٌ، يسمعهم الدّاعي، وينفذهم البصر، حفاةً عراةً قيامًا، أحسب قال: كما خلقوا، حتّى يلجمهم العرق قيامًا وحده ".
- قال شعبة: ثمّ سمعته يقول: سمعت عمرو بن ميمونٍ، ولم يذكر عبد اللّه، ثمّ عاودته فيه، قال: حدّثنيه هبيرة، عن عبد اللّه
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا يحيى بن عبّادٍ قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرنا أبو إسحاق قال: سمعت عمرو بن ميمونٍ وربّما قال: قال عبد اللّه: وربّما لم يقل، فقلت له: عن عبد اللّه؟ قال: سمعت عمرو بن ميمونٍ يقول: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: " أرضٌ كالفضّة بيضاء نقيّةٌ، لم يسفك فيها دمٌ، ولم يعمل فيها خطيئةٌ، فينفذهم البصر، ويسمعهم الدّاعي، حفاةً عراةً كما خلقوا، قال: أراه قال: قيامًا حتّى يلجمهم العرق "
- حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، عن ابن مسعودٍ، في قوله: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات} قال: " تبدّل أرضًا بيضاء نقيّةً كأنّها فضّةٌ، لم يسفك فيها دمٌ حرامٌ، ولم يعمل فيها خطيئةٌ "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم قال: أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، عن عبد اللّه في قوله: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: " أرض الجنّة بيضاء نقيّةٌ، لم يعمل فيها خطيئةٌ، يسمعهم الدّاعي، وينفذهم البصر، حفاةً عراةً قيامًا، يلجمهم العرق "
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: " أرضٌ بيضاء كالفضّة، لم يسفك فيها دمٌ حرامٌ، ولم يعمل فيها خطيئةٌ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن عبّادٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيشٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، أنّه تلا هذه الآية: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات وبرزوا للّه الواحد القهّار} قال: " يجاء بأرضٍ بيضاء كأنّها سبيكة فضّةٍ، لم يسفك فيها دمٌ، ولم يعمل عليها خطيئةٌ، قال: فأوّل ما يحكم بين النّاس فيه في الدّماء "
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن شيبان، عن جابرٍ الجعفيّ، عن أبي جبيرة، عن زيدٍ، قال: أرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى اليهود، فقال: " هل تدرون لم أرسلت إليهم؟ " قالوا: اللّه ورسوله أعلم قال: " فإنّي أرسلت إليهم أسألهم عن قول اللّه {يوم تبدّل الأرض غير الأرض}، إنّها تكون يومئذٍ بيضاء مثل الفضّة "، فلمّا جاءوا سألهم، فقالوا: تكون بيضاء مثل النّقيّ "
- حدّثنا أبو إسماعيل التّرمذيّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن سنان بن سعدٍ، عن أنس بن مالكٍ، أنّه تلا هذه الآية: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: " يبدّلها اللّه يوم القيامة بأرضٍ من فضّةٍ لم يعمل عليها الخطايا، ينزلها الجبّار تبارك تعالى "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: " أرضٌ كأنّها الفضّة " زاد الحسن في حديثه عن شبابة: والسّموات كذلك أيضًا كأنّها الفضّة "
- حدثًا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: " أرضٌ كأنّها الفضّة، والسّموات كذلك أيضًا "
- حدّثنا ابن البرقيّ، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثني أبو حازمٍ قال: سمعت سهل بن سعدٍ، يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " يحشر النّاس يوم القيامة على أرضٍ بيضاء عفراء كقرصة النّقيّ ". قال سهلٌ أو غيره: " ليس فيها معلمٌ لاحد ".
وقال آخرون: تبدّل نارًا
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن قيس بن السّكن، قال: قال عبد اللّه: " الأرض كلّها نارٌ يوم القيامة، والجنّة من ورائها ترى أكوابها وكواعبها، والّذي نفس عبد اللّه بيده، إنّ الرّجل ليفيض عرقًا حتّى يرشح في الأرض قدمه، ثمّ يرتفع حتّى يبلغ أنفه وما مسّه الحساب فقالوا: ممّ ذاك يا أبا عبد الرّحمن؟ قال: ممّا يرى النّاس ويلقون "
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة قال: قال عبد اللّه: " الأرض كلّها يوم القيامة نارٌ، والجنّة من ورائها ترى كواعبها وأكوابها، ويلجم النّاس العرق، أو يبلغ منهم العرق، ولم يبلغوا الحساب ".
وقال آخرون: بل تبدّل الأرض أرضًا من فضّةٍ
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، قال: سمعت المغيرة بن مالكٍ يحدّث، عن المجاشع، أو المجاشعيّ، شكّ أبو موسى، عمّن، سمع عليًّا، يقول في هذه الآية: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: " الأرض من فضّةٍ، والجنّة من ذهبٍ "
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن شعبة، عن المغيرة بن مالكٍ قال: حدّثني رجلٌ من بني مجاشعٍ، يقال له عبد الكريم أو أبو عبد الكريم قال: حدّثني هذا الرّجل أراه بسمرقند، أنّه سمع عليّ بن أبي طالبٍ قرأ هذه الآية: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: " الأرض من فضّةٍ، والجنّة من ذهبٍ ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا أبي، عن شعبة، عن مغيرة بن مالكٍ، عن رجلٍ من بني مجاشعٍ يقال له عبد الكريم أو يكنّى أبا عبد الكريم، قال: أقامني على رجلٍ بخراسان، فقال: حدّثني هذا، أنّه سمع عليّ بن أبي طالبٍ، فذكر نحوه
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} الآية، فزعم أنّها تكون فضّةً "
- حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن سنان بن سعدٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: " يبدّلها اللّه يوم القيامة بأرضٍ من فضّةٍ ".
وقال آخرون: يبدّلها خبزةً
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو سعيد بن دلٍّ من صغانيان، قال: حدّثنا الجارود بن معاذٍ التّرمذيّ، قال: حدّثنا وكيع بن الجرّاح، عن عمر بن بشرٍ الهمدانيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: " تبدّل خبزةً بيضاء، يأكل المؤمن من تحت قدميه "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن أبي معشرٍ، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، أو عن محمّد بن قيسٍ: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: " خبزةً يأكل منها المؤمنون من تحت أقدامهم ".
وقال آخرون: تبدّل الأرض غير الأرض
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا حجّاج بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن كعبٍ، في قوله: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات} قال: " تصير السّموات جنانًا، ويصير مكان البحر النّار قال: وتبدّل الأرض غيرها "
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ المحاربيّ، عن إسماعيل بن رافعٍ العدنيّ، عن يزيد، عن رجلٍ من الأنصار، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن رجلٍ من الأنصار، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " يبدّل اللّه الأرض غير الأرض والسّموات، فيبسطها، ويسطحها، ويمدّها مدّ الأديم العكاظيّ، لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا، ثمّ يزجر اللّه الخلق زجرةً، فإذا هم في هذه المبدّلة في مثل مواضعهم من الأولى، ما كان في بطنها ففي بطنها، وما كان على ظهرها كان على ظهرها، وذلك حين يطوي السّموات كطيّ السّجلّ للكتاب، ثمّ يدحو بهما، ثمّ تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات "
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا الحكم بن بشيرٍ، قال: حدّثنا عمرو بن قيسٍ، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ الأوديّ، قال: " يجمع النّاس يوم القيامة في أرضٍ بيضاء، لم يعمل فيها خطيئةٌ، مقدار أربعين سنةٍ، يلجمهم العرق ".
وقالت عائشة في ذلك ما,
- حدّثنا ابن أبي الشّوارب، وحميد بن مسعدة، وابن بزيعٍ قالوا: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن داود، عن عامرٍ، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول اللّه، " إذا بدّلت الأرض غير الأرض، وبرزوا للّه الواحد القهّار، أين النّاس يومئذٍ قال: " على الصّراط ".
- حدّثنا حميد بن مسعدة، وابن بزيعٍ، قال: حدّثنا بشر بن المفضّل قال: حدّثنا داود، عن عامرٍ، عن عائشة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوه.
- حدّثني إسحاق بن شاهين، قال: حدّثنا خالدٌ، عن داود، عن عامرٍ، عن مسروقٍ، قال: قلت لعائشة: يا أمّ المؤمنين، أرأيت قول اللّه: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات وبرزوا للّه الواحد القهّار}، أين النّاس يومئذٍ؟ فقالت: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن ذلك، فقال: " على الصّراط "
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا الحسن بن عنبسة الورّاق قال: حدّثنا عبد الرّحيم يعني ابن سليمان الرّازيّ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عامرٍ، عن مسروقٍ، عن عائشة قالت: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن قول اللّه: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قلت: يا رسول اللّه، إذا بدّلت الأرض غير الأرض، أين يكون النّاس؟ قال: " على الصّراط ".
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا عاصم بن عليٍّ قال: حدّثنا إسماعيل بن زكريّا، عن داود، عن عامرٍ، عن مسروقٍ، عن عائشة بنحوه.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا عبد الأعلى قال: حدّثنا داود، عن عامرٍ، عن عائشة أمّ المؤمنين قالت " أنا أوّل النّاس سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الآية " ثمّ ذكر نحوه
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا ربعيّ بن إبراهيم الأسديّ أخو إسماعيل بن إبراهيم، عن داود بن أبي هندٍ، عن عامرٍ قال: قالت عائشة: يا رسول اللّه، أرأيت إذا بدّلت الأرض غير الأرض، أين النّاس يومئذٍ؟ قال: " على الصّراط "
- حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا عليّ بن الجعد، قال: أخبرني القاسم، قال: سمعت الحسن، قال: قالت عائشة: يا رسول اللّه {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} فأين النّاس يومئذٍ؟ قال: " إنّ هذا الشّيء ما سألني عنه أحدٌ "، قال: " على الصّراط يا عائشة "
- حدّثنا الحسن قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم قال: حدّثني الوليد، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن حسّان بن بلالٍ المزنيّ، عن عائشة: أنّها سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، عن قول اللّه: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات} قال: " قالت: يا رسول اللّه، فأين النّاس يومئذٍ؟ قال: " لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ من أمّتي، ذاك إذا النّاس على جسر جهنّم "
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات}: ذكر لنا، أنّ عائشة قالت: يا نبى اللّه: فأين النّاس يومئذٍ؟ فقال: " لقد سألت عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ من أمّتي قبلك "، قال: " هم يومئذٍ على جسر جهنّم ".
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، أنّ عائشة سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر نحوه، إلاّ أنّه قال: " على الصّراط "
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: سأل حبرٌ من اليهود رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: " أين النّاس يوم تبدّل الأرض غير الأرض؟ قال: " هم في الظّلمة دون الجسر "
- حدّثني محمّد بن عوف قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا ابن أبي مريم قال: حدّثنا سعيد بن ثوبان الكلاعيّ، عن أبي أيّوب الأنصاريّ قال: أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حبرٌ من اليهود، وقال: أرأيت إذ يقول اللّه في كتابه: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات}، فأين الخلق عند ذلك؟ قال: " أضياف اللّه، فلن يعجزهم ما لديه ".
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب، قول من قال: معناه: يوم تبدّل الأرض الّتي نحن عليها اليوم يوم القيامة غيرها، وكذلك السّموات اليوم تبدّل غيرها، كما قال جلّ ثناؤه، وجائزٌ أن تكون المبدّلة أرضًا أخرى من فضّةٍ، وجائزٌ أن تكون نارًا، وجائزٌ أن تكون خبزًا، وجائزٌ أن تكون غير ذلك، ولا خبر في ذلك عندنا من الوجه الّذي يجب التّسليم له أيّ ذلك يكون، فلا قول في ذلك يصحّ إلاّ ما دلّ عليه ظاهر التّنزيل.
وبنحو ما قلنا في معنى قوله: {والسّموات} قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} قال: " أرضًا كأنّها الفضّة {والسّموات} كذلك أيضًا "
وقوله: {وبرزوا للّه الواحد القهّار} يقول: وظهروا للّه المنفرد بالرّبوبيّة، الّذي يقهر كلّ شيءٍ فيغلبه ويصرّفه لما يشاء كيف يشاء، فيحيي خلقه إذا شاء، ويميتهم إذا شاء، لا يغلبه شيءٌ، ولا يقهره شيءٌ، من قبورهم أحياءً لموقف القيامة). [جامع البيان: 13/728-740]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يوم تبدل الأرض قال تبدل أرضا بيضاء كأنها الفضة والسموات كذلك كأنها الفضة). [تفسير مجاهد: 336-337]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو سعيدٍ أحمد بن يعقوب الثّقفيّ، ثنا موسى بن هارون، ثنا عقبة بن مكرمٍ الضّبّيّ، ثنا محبوب بن الحسن، ثنا داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: " قرأ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات وبرزوا للّه الواحد القهّار} قلت: أين النّاس يومئذٍ؟ قال: على الصّراط «هذا حديثٌ صحيحٌ الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/384]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (م ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسموات} [إبراهيم: 48]
قلت: أين يكون النّاس يومئذ يا رسول الله؟ قال: «على الصراط». أخرجه مسلم، والترمذي). [جامع الأصول: 2/204-205]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} [إبراهيم: 48].
- عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: «قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - في قول اللّه: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض} [إبراهيم: 48] قال: " أرضٌ بيضاء كأنّها فضّةٌ، لم يسفك فيها دمٌ حرامٌ، ولم يعمل فيها خطيئةٌ».
رواه الطّبرانيّ في الأوسط والكبير، وفيه جرير بن أيّوب البجليّ وهو متروكٌ، ورواه في الكبير موقوفًا على عبد اللّه وإسناده جيّدٌ). [مجمع الزوائد: 7/44-45]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم، وابن جرير والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ثوبان رضي الله عنه قال: جاء حبر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم في الظلمة دون الجسر). [الدر المنثور: 8/574]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم والترمذي، وابن ماجه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وابن مردويه والحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت: أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {يوم تبدل الأرض غير الأرض} قلت: أين الناس يومئذ قال على الصراط). [الدر المنثور: 8/574-575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البراز، وابن المنذر والطبراني، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} قال: أرض بيضاء كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل فيها خطيئة). [الدر المنثور: 8/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن مسعود في قوله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} قال: تبدل الأرض أرضا بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل عليها خطيئة، قال البيهقي: الموقوف أصح). [الدر المنثور: 8/575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن زيد بن ثابت قال: أتى اليهود النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه فقال: جاؤوني، سأخبرهم قبل أن يسألوني {يوم تبدل الأرض غير الأرض} قال: أرض بيضاء كالفضة فسألهم فقالوا: أرض بيضاء كالنقي). [الدر المنثور: 8/575-576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} قال: أرض بيضاء لم يعمل عليها خطيئة ولم يسفك عليها دم). [الدر المنثور: 8/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن أنس بن مالك أنه تلا هذه الآية {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} قال: يبدلها الله يوم القيامة بأرض من فضة لم يعمل عليها الخطايا ثم ينزل الجبار عز وجل عليها). [الدر المنثور: 8/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب في الآية قال: تبدل الأرض من فضة والسماء من ذهب). [الدر المنثور: 8/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} زعم أنها تكون فضة). [الدر المنثور: 8/576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} قال: أرض كأنها فضة والسماوات كذلك). [الدر المنثور: 8/576-577]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} قال: يزاد فيها وينقص منها وتذهب آكامها وجبالها وأوديتها وشجرها وما فيها وتمد مد الأديم العكاظي أرض بيضاء مثل الفضة لم يسفك فيها دم ولم يعمل عليها خطيئة والسموات تذهب شمسها وقمرها وننجومها). [الدر المنثور: 8/577]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم، وابن جرير، وابن مردويه عن سهل بن سعد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة نقي ليس فيها معلم لأحد). [الدر المنثور: 8/577]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفرة نزلا لأهل الجنة، قال: فأتاه رجل من اليهود فقال: بارك الله عليك أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة قال: تكون الأرض خبزة واحدة يوم القيامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم قال: بلى، قال: إدامهم ثور، قالوا: ماهذا قال هذا ثور بالأم يأكل من زيادة كبدها سبعون ألفا). [الدر المنثور: 8/577-578]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أفلح مولى أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلا من يهود سأل النبي صلى الله عليه وسلم {يوم تبدل الأرض غير الأرض} ما الذي تبدل به فقال: خبزة، فقال اليهودي: درمكة بأبي أنت، قال: فضحك ثم قال: قاتل الله يهود هل تدرون ما الدرمكة لباب الخبز). [الدر المنثور: 8/578-579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} قال: تبدل الأرض خبزة بيضاء يأكل المؤمن ومن تحت قدميه). [الدر المنثور: 8/579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في البعث عن عكرمة رضي الله عنه قال: تبدل الأرض بيضاء مثل الخبزة يأكل منها أهل الإسلا م حتى يفرغوا من الحساب). [الدر المنثور: 8/579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي في قوله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} قال: خبز يأكل منها المؤمنون من تحت أقدامهم). [الدر المنثور: 8/579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن أبي أيوب الأنصاري قال: أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم حبر من اليهود وقال: أرأيت إذ يقول الله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} فأين الخلق عند ذلك قال: أضياف الله لن يعجزهم ما لديه). [الدر المنثور: 8/579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية، قال: بلغنا أن هذه الأرض تطوى وإلى جنبها أخرى يحشر الناس منها إليها). [الدر المنثور: 8/579-580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في الآية قال: تغير السموات جنانا ويصير مكان البحر نارا وتبدل الأرض غيرها). [الدر المنثور: 8/580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال: الأرض كلها نار يوم القيامة). [الدر المنثور: 8/580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {يوم تبدل الأرض غير الأرض} الآية، قال: هذا يوم القيامة خلق سوى الخلق الأول). [الدر المنثور: 8/580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه عن عائشة رضي الله عنها: أنها سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أين الأرض يوم القيامة قال: هي رخام من الجنة). [الدر المنثور: 8/580]

تفسير قوله تعالى: (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى مقرنين في الأصفاد قال مقرنين في القيود وفي الأغلال). [تفسير عبد الرزاق: 1/344]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وترى المجرمين يومئذٍ مقرّنين في الأصفاد (49) سرابيلهم من قطرانٍ وتغشى وجوههم النّار (50) ليجزي اللّه كلّ نفسٍ مّا كسبت، إنّ اللّه سريع الحساب}.
يقول تعالى ذكره: وتعاين الّذين كفروا باللّه، فاجترموا في الدّنيا الشّرك يومئذٍ، يعني: يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات {مقرّنين في الأصفاد}، يقول: مقرّنةٌ أيديهم وأرجلهم إلى رقابهم بالأصفاد، وهي الوثاق من غلٍّ وسلسلةٍ، واحدها: صفدٌ، يقال منه: صفدته في الصّفد صفدًا وصفادًا، والصّفاد: القيد، ومنه قول عمرو بن كلثومٍ:
فآبوا بالنّهاب وبالسّبايا = وأبنا بالملوك مصفّدينا
ومن جعل الواحد من ذلك صفادًا جمعه: صفدًا لا أصفادًا وأمّا من العطاء، فإنّه يقال منه: أصفدته إصفادًا، كما قال الأعشى:
تضيّفته يومًا فأكرم مجلسي = وأصفدني عند الزّمانة قائدا
وقد قيل في العطاء أيضًا: صفدني صفدًا، كما قال النّابغة الذّبيانيّ:
هذا الثّناء فإن تسمع لقائله = فما عرضت أبيت اللّعن بالصّفد
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {مقرّنين في الأصفاد} قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثني عبد اللّه بن صالحٍ قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {مقرّنين في الأصفاد} يقول: في وثاقٍ "
- حدّثني محمّد بن عيسى الدّامغانيّ، قال: حدّثنا ابن المبارك، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قال: " الأصفاد: السّلاسل "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {مقرّنين في الأصفاد} قال: " مقرّنين في القيود والأغلال "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد، قال: سمعت الأعمش، يقول: " الصّفد: القيد "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {مقرّنين في الأصفاد} قال: " صفّدت فيها أيديهم وأرجلهم ورقابهم، والأصفاد: الأغلال "). [جامع البيان: 13/740-742]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مقرنين في الأصفاد} قال: الكبول). [الدر المنثور: 8/580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {مقرنين في الأصفاد} قال: في القيود والأغلال). [الدر المنثور: 8/580]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {في الأصفاد} قال: في السلاسل). [الدر المنثور: 8/580-581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {في الأصفاد} يقول: في وثاق). [الدر المنثور: 8/581]

تفسير قوله تعالى: (سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى سرابيلهم من قطران قال من نحاس قال معمر وقال الحسن قطران الإبل). [تفسير عبد الرزاق: 1/344]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {سرابيلهم من قطرانٍ} يقول: قمصهم الّتي يلبسونها، واحدها: سربالٌ، كما قال امرؤ القيس:
لعوبٌ تنسّيني إذا قمت سربالي
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {سرابيلهم من قطران} قال: " السّرابيل: القمص "
وقوله: {من قطران} يقول: من القطران الّذي يهنأ به الإبل، وفيه لغاتٌ ثلاثٌ: يقال: قطرانٌ، وقطرانٌ بفتح القاف وتسكين الطّاء منه، وقيل: إنّ عيسى بن عمر كان يقرأ: ( من قطرٍ آنٍ ) بكسر القاف وتسكين الطّاء، ومنه قول أبي النّجم:
جونٌ كأنّ العرق المنتوحا لبّسه = القطران والمسوحا
بكسر القاف، وقال أيضًا:
كأنّ قطرانًا إذا تلاها = ترمي به الرّيح إلى مجراها
بالكسر.
وبنحو ما قلناه في ذلك يقول من قرأ ذلك كذلك
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن الحسن: {من قطران} " يعني: الخضخاض هناء الإبل "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن: {من قطران} قال: " قطران الإبل ".
وقال بعضهم: القطران: النّحاس
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: " قطرانٍ: نحاسٍ "
قال ابن جريجٍ: قال ابن عبّاسٍ: {من قطران}: " نحاسٍ "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة: {من قطران} قال: " من نحاسٌ ".
وبهذه القراءة: أعنّي بفتح القاف وكسر الطّاء وتصيير ذلك كلّه كلمةً واحدةً، قرأ ذلك جميع قرّاء الأمصار، وبها نقرأ لإجماع الحجّة من القرّاء عليه.
وقد روي عن بعض المتقدّمين أنّه كان يقرأ ذلك: ( من قطرٍ آنٍ ) بفتح القاف وتسكين الطّاء وتنوين الرّاء وتصيير " آنٍ " من نعته، وتوجيه معنى " القطر " إلى أنّه النّحاس ومعنى " الآن " إلى أنّه الّذي قد انتهى حرّه في الشّدّة.
وممّن كان يقرأ ذلك كذلك فيما ذكر لنا عكرمة مولى ابن عبّاسٍ.
- حدّثني بذلك أحمد بن يوسف قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا حصينٌ عنه.
ذكر من تأوّل ذلك على هذه القراءة التّأويل الّذي ذكرت فيه:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، في قوله: ( سرابيلهم من قطرٍ آنٍ )، قال: " قطرٌ، والآن: الّذي قد انتهى حرّه ".
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ قال: حدّثنا داود بن مهران، عن يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبير نحوه.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا هشامٌ قال: حدّثنا يعقوب القمّيّ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، بنحوه
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، قال: حدّثنا يعقوب القمّيّ، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه كان يقرأ: ( سرابيلهم من قطرٍ آنٍ ) "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا المبارك بن فضالة، قال: سمعت الحسن، يقول: " كانت العرب تقول للشّيء إذا انتهى حرّه: قد أنى حرّ هذا، قد أوقدت عليه جهنّم منذ خلقت فأنى حرّها "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن سعيدٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، في قوله: " ( سرابيلهم من قطرٍ آنٍ ) "، قال: " القطر: النّحاس، والآن: يقول: قد أنى حرّه، وذلك أنّه يقول: حميمٌ آنٍ "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عفّان بن مسلمٍ، قال: حدّثنا ثابت بن يزيد، قال: حدّثنا هلال بن خبّابٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في هذه الآية: ( سرابيلهم من قطرٍ آنٍ ) " قال: " من نحاسٍ، قال: آنٍ أنّى لهم أن يعذّبوا به "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن عكرمة، في قوله: ( من قطرٍ آنٍ ) " قال: " الآنيّ: الّذي قد انتهى حرّه "
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: ( من قطرٍ آنٍ ) قال: " هو النّحاس المذاب "
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة: ( من قطرٍ آنٍ ) " يعني الصّفر المذاب "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمر, عن قتادة: ( سرابيلهم من قطرٍ آنٍ ) " قال: " من نحاسٍ "
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا هشامٌ قال: حدّثنا أبو حفصٍ، عن هارون، عن قتادة أنّه كان يقرأ: ( من قطرٍ آنٍ ) " قال: من صفرٍ قد انتهى حرّه ". وكان الحسن يقرؤها: ( من قطرٍ آنٍ ) ). [جامع البيان: 13/742-746]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وتغشى وجوههم النّار} يقول: وتلفح وجوههم النّار فتحرقها {ليجزي اللّه كلّ نفسٍ ما كسبت} يقول: فعل اللّه ذلك بهم جزاءً لهم بما كسبوا من الآثام في الدّنيا، كيما يثيب كلّ نفسٍ بما كسبت من خيرٍ وشرٍّ، فيجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته {إنّ اللّه سريع الحساب} يقول: إنّ اللّه عالمٌ بعمل كلّ عاملٍ، فلا يحتاج في إحصاء أعمالهم إلى عقد كفٍّ ولا معاناةٍ، وهو سريعٌ حسابه لأعمالهم، قد أحاط بها علمًا، لا يعزب عنه منها شيءٌ، وهو مجازيهم على جميع ذلك صغيره وكبيره). [جامع البيان: 13/746]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 50 - 52.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {سرابيلهم} قال: قمصهم). [الدر المنثور: 8/581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه قال: السرابيل القمص). [الدر المنثور: 8/581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {من قطران} قال: قطران الإبل). [الدر المنثور: 8/581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {من قطران} قال: هذا القطران يطلى به حتى يشتعل نارا). [الدر المنثور: 8/581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من قطران} قال: هو النحاس المذاب). [الدر المنثور: 8/581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: سرابيلهم من قطرآن قال: من نحاس آن قال: قد أنى لهم أن يعذبوا به). [الدر المنثور: 8/581]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه قرأ من قطر آن قال: القطر الصفر والآن الحار). [الدر المنثور: 8/582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه أنه كان يقرؤها من قطر قال: من صفر يحمي عليه آن، قال: قد انتهى حره). [الدر المنثور: 8/582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {وتغشى وجوههم النار} قال تلفحهم فتحرقهم). [الدر المنثور: 8/582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من حرب). [الدر المنثور: 8/582]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة إذ لم تتب قبل موتها توقف في طريق بين الجنة والنار سرابيلها من قطران وتغشى وجهها النار). [الدر المنثور: 8/582]

تفسير قوله تعالى: (لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وتغشى وجوههم النّار} يقول: وتلفح وجوههم النّار فتحرقها {ليجزي اللّه كلّ نفسٍ ما كسبت} يقول: فعل اللّه ذلك بهم جزاءً لهم بما كسبوا من الآثام في الدّنيا، كيما يثيب كلّ نفسٍ بما كسبت من خيرٍ وشرٍّ، فيجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته {إنّ اللّه سريع الحساب} يقول: إنّ اللّه عالمٌ بعمل كلّ عاملٍ، فلا يحتاج في إحصاء أعمالهم إلى عقد كفٍّ ولا معاناةٍ، وهو سريعٌ حسابه لأعمالهم، قد أحاط بها علمًا، لا يعزب عنه منها شيءٌ، وهو مجازيهم على جميع ذلك صغيره وكبيره). [جامع البيان: 13/746] (م)

تفسير قوله تعالى: (هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هذا بلاغٌ للنّاس ولينذروا به، وليعلموا أنّما هو إلهٌ واحدٌ، وليذّكّر أولو الألباب}.
يقول تعالى ذكره: هذا القرآن بلاغٌ للنّاس، أبلغ اللّه به إليهم في الحجّة عليهم، وأعذر إليهم بما أنزل فيه من مواعظه وعبره.
{ولينذروا به} يقول: ولينذروا عقاب اللّه، ويحذروا به نقماته، أنزله إلى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
{وليعلموا أنّما هو إلهٌ واحدٌ} يقول: وليعلموا بما احتجّ به عليهم من الحجج فيه أنّما هو إلهٌ واحدٌ، لا آلهةٌ شتّى، كما يقوله المشركون باللّه، وأن لا إله إلاّ هو الّذي له ما في السّموات وما في الأرض، الّذي سخّر لهم الشّمس والقمر واللّيل والنّهار وأنزل من السّماء ماءً فأخرج به من الثّمرات رزقًا لهم، وسخّر لهم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخّر لهم الأنهار.
{وليذّكّر أولو الألباب} يقول: وليتذكّر فيتّعظ بما احتجّ اللّه به عليه من حججه الّتي في هذا القرآن، فينزجر عن أن يجعل معه إلهًا غيره، ويشرك في عبادته شيئًا سواه أهل الحجى والعقول، فإنّهم أهل الاعتبار والادّكار، دون الّذين لا عقول لهم ولا أفهام، فإنّهم كالأنعام، بل هم أضلّ سبيلاً.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {هذا بلاغٌ للنّاس} قال: " القرآن {ولينذروا به}: " قال: بالقرآن {وليعلموا أنّما هو إلهٌ واحدٌ وليذّكّر أولو الألباب} "). [جامع البيان: 13/746-747]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أما قوله تعالى: {هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب}.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {هذا بلاغ للناس} قال القرآن (ولينذروا به) قال بالقرآن). [الدر المنثور: 8/583]


رد مع اقتباس