عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20 ربيع الثاني 1434هـ/2-03-2013م, 11:01 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) )

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (يعصمك من النّاس) (67) يمنعك، كقوله:
وقلت عليكم مالكاً إنّ مالكا... سيعصمكم إن كان في الناس عاصم). [مجاز القرآن: 1/171]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من رّبّك وإن لّم تفعل فما بلّغت رسالته واللّه يعصمك من النّاس إنّ اللّه لا يهدي القوم الكافرين}
وقال: {فما بلّغت رسالته}.
وقال بعضهم: {رسالاته}.
وكلٌّ صوابٌ لأنّ "الرّسالة" قد تجمع "الرّسائل" كما تقول "هلك البعير والشّاة" و"أهلك الناس الدينار والدرهم" تريد الجماعة). [معاني القرآن: 1/227]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي عمرو {فما بلغت رسالته} على واحدة.
الأعرج وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف {رسالاته} جمع). [معاني القرآن لقطرب: 483]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({واللّه يعصمك من النّاس} أي يمنعك منهم. وعصمة اللّه إنما هي منعه العبد من المعاصي. ويقال: هذا طعام لا يعصم، أي لا يمنع من الجوع).[تفسير غريب القرآن: 145]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته واللّه يعصمك من النّاس إنّ اللّه لا يهدي القوم الكافرين (67)
وتقرأ رسالاته. والمعنى بلغ جميع ما أنزل إليك من ربك، وإن تركت منه شيئا فما بلغت، أي لا تراقبن أحدا ولا تتركن شيئا من ذلك خوفا من أن ينالك مكروه.
(واللّه يعصمك من النّاس).
أي يحول بينهم وبين أن ينالك منهم مكروه، فأعلمه الله جلّ وعزّ أنه يسلم منهم.
وفي هذا آية للنبي - صلى الله عليه وسلم - بيّنة). [معاني القرآن: 2/192]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته} في معناه قولان: أحدهما بلغ كل ما أنزل إليك ويقوي هذا أن مسروقا روى عن عائشة أنها قالت من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي فقد كذب والله يقول: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} والقول الآخر وعليه أكثر أهل اللغة أن المعنى أظهر ما أنزل إليك من ربك أي بلغه ظاهرا
ودل على هذا قوله تعالى: {والله يعصمك من الناس} أي يمنعك منهم أن ينالوك بسوء مشتق من عصام القربة وهو ما تشد به وقوله جل وعز: {وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك طغيانا وكفرا} أي يكفرون به فيزدادون كفرا على كفرهم).[معاني القرآن: 2/338-339]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} أي يمنعك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 70]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (لستم على شيءٍ) (68) أي ليس في أيديكم حجة ولا حق ولا بيان.
(فلا تأس) (68) أي لا تحزن. (على القوم الكافرين) (68)، ولا تجزع، وقال العجّاج:
وأنحلبت عيناه من فرط الأسى
والأسى: الحزن، يقال: أسى يأسى، وأنشد:
=يقولون لا تهلك أسى وتجلّد). [مجاز القرآن: 1/171]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فلا تأس على القوم الكافرين} أي فلا تحزن عليهم). [معاني القرآن: 2/339]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والصّابئون والنّصارى...}
فإن رفع (الصابئين) على أنه عطف على (الذين)، و(الذين) حرف على جهة واحدة في رفعه ونصبه وخفضه، فلمّا كان إعرابه واحدا وكان نصب (إنّ) نصبا ضعيفا - وضعفه أنه يقع على (الاسم ولا يقع على) خبره - جاز رفع الصابئين. ولا أستحبّ أن أقول: إنّ عبد الله وزيد قائمان لتبيّن الإعراب في عبد الله. وقد كان الكسائي يجيزه لضعف إنّ. وقد أنشدونا هذا البيت رفعا ونصبا:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله=فإني وقيّارا بها لغريب
وقيّارٌ. ليس هذا بحجّة للكسائيّ في إجازته (إنّ عمرا وزيد قائمان) لأن قيّارا قد عطف على اسم مكنيّ عنه، والمكنى لا إعراب له فسهل ذلك (فيه كما سهل) في (الذين) إذا عطفت عليه (الصابئون) وهذا أقوى في الجواز من (الصابئون) لأنّ المكنيّ لا يتبين فيه الرفع في حال، و(الذين) قد يقال: اللذون فيرفع في حال. وأنشدني بعضهم:
وإلاّ فاعلموا أنّا وأنتم=بغاة ما حيينا في شقاق
وقال الآخر:
يا ليتني وأنت يا لميس=ببلدٍ ليس به أنيس
وأنشدني بعضهم:
يا ليتني وهما نخلو بمنزلةٍ=حتى يرى بعضنا بعضا ونأتلف
قال الكسائيّ: أرفع (الصابئون) على إتباعه الاسم الذي في هادوا، ويجعله من قوله (إنا هدنا إليك) لا من اليهودية. وجاء التفسير بغير ذلك؛ لأنه وصف الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، ثم ذكر اليهود والنصارى فقال: من آمن منهم فله كذا، فجعلهم يهودا ونصارى). [معاني القرآن: 1/310-312]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والصّابئون والنّصارى) (66): والصابئ الذي يخرج من دين إلى دين، كما تصبؤ النجوم من مطالعها، يقال: صبأت سنّه وصبأ فلان علينا: أي طلع؛ ورفع (الصابئون) لأن العرب تخرج المشرك في المنصوب الذي قبله من النصب إلى الرفع على ضمير فعل يرفعه، أو استئنافٍ ولا يعملون النصب فيه، ومع هذا إن معنى (إنّ) معنى الابتداء، ألا ترى أنها لا تعمل إلا فيما يليها ثم ترفع الذي بعد الذي يليها كقولك: إن زيداً ذاهبٌ، فذاهب رفعٌ، وكذلك إذا واليت بين مشركين رفعت الأخير على معنى الابتداء. سمعت غير واحد يقول:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله=فإنّي وقيّارٌ بها لغريب
وقد يفعلون هذا فيما هو أشدّ تمكناً في النصب من (إنّ). سمعت غير واحد يقول:
وكلّ قومٍ أطاعوا أمر سيّدهم=إلاّ نميراً أطاعت أمر غاويها
الظّاعنون ولما يظعنوا أحداً=والقائلين لمن دارٌ نخلّيها
وربما رفعوا (القائلين)، ونصبو (الظاعنين) ). [مجاز القرآن: 1/172-173]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والصّابئون والنّصارى من آمن باللّه واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}
وقال: {والصّابئون والنّصارى} وقال في موضع آخر {والصّابئين} والنصب القياس على العطف على ما بعد {إنّ} فأما هذه فرفعها على وجهين كأن قوله: {إنّ الّذين آمنوا} في موضع رفع في المعنى لأنه كلام مبتدأ لأنّ قوله: "إنّ زيداً منطلقٌ" و"زيدٌ منطلقٌ" من غير أن يكون فيه "إنّ" في المعنى سواء، فإن شئت إذا عطفت عليه شيئا جعلته على المعنى. كما قلت: "إنّ زيداً منطلقٌ وعمرٌو". ولكنه إذا جعل بعد الخبر فهو أحسن وأكثر. وقال بضعهم: "لما كان قبله فعل شبه في اللفظ بما يجري على ما قبله، وليس معناه في الفعل الذي قبله وهو {الّذين هادوا} أجراه عليه فرفعه به وإن كان ليس عليه في المعنى ذلك أنه تجيء أشياء في اللفظ لا تكون في المعاني، منها قولهم: "هذا جحر ضبٍّ خربٍ" وقولهم "كذب عليكم الحجّ" يرفعون "الحجّ" بـ"كذب"، وإنما معناه "عليكم الحجّ" نصب بأمرهم. وتقول: "هذا حبّ رمّاني" فتضيف "الرّمان" إليك وإنّما لك "الحبّ" وليس لك "الرّمان". فقد يجوز أشباه هذا والمعنى على خلافه). [معاني القرآن: 1/228]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة العامة {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}.
وفي حرف أبي "والصابئين" بالنصب؛ وهي القياس يردها على "إن".
وفي حرف زيد {والصابئون} بالرفع.
وفي حرف ابن مسعود "يا أيها الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون" ). [معاني القرآن لقطرب: 483]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ( أما قوله عز وجل {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون} فرفع "الصابئون" ولم يرده على "إن" فيكون ذلك على وجهين:
أحدهما: أن يرفعه بـ "هادوا"؛ كأنه قال: "وهاد الصابئون" أيضًا، كقولك: إن الذين أتوني وزيد ظراف؛ تريد وأتاني زيد؛ وتكون "هادوا" على معنيين: على هادوا من دين اليهودية؛ كأنهم دخلوا فيه، وقد كان دينًا فيما بلغنا، وتكون على "هادوا" أي عادوا بالشيء لقول الله عز وجل {إنا هدنا إليك} وقد فسرناها في سورة البقرة.
والوجه الآخر: أن يكون رد "الصابئين" على موضع {إن الذين آمنوا}؛ لأن الموضع ابتداء؛ كأنه لما قال: "إن الذين ءامنوا" قال: "الذين ءامنوا"؛ لأن المعنى قريب بعضه من بعض؛ وليست "إن" بفعل فيقوى عملها؛ فكأنه قال: "الذين ءامنوا والصابئون" كما فسرنا هذا الرد على الموضع {فأصدق وأكن من الصالحين} وقد أكثرنا في ذلك في صدر الكتاب، فندعه هاهنا.
قال بشر:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم = بغاة ما بقينا في شقاق
فقال: "وأنتم" ولم يقل: وإياكم.
وعلى هذا: إن زيدا وعمرو منطلقان؛ كأنه قال زيد وعمرو منطلقان). [معاني القرآن لقطرب: 506]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وقالوا في قوله تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} رفع (الصابئين) لأنه ردّ على موضع إنّ الّذين آمنوا وموضعه رفعٌ، لأن (إنّ) مبتدأة وليست تحدث في الكلام معنى كما تحدث أخواتها.
ألا ترى أنك تقول: زيد قائم، ثم تقول: إن زيدا قائم، ولا يكون بين الكلامين فرق في المعنى.
وتقول: زيد قائم، ثم تقول: ليت زيدا قائم، فتحدث في الكلام معنى الشك.
وتقول: زيد قائم، ثم تقول: ليت زيدا قائم، فتحدث في الكلام معنى التمني.
ويدلّك على ذلك قولهم: إن عبد الله قائم وزيد، فترفع زيداً، كأنك قلت: عبد الله قائم وزيد.
وتقول: لعل عبد الله قائم وزيداً، فتنصب مع (لعلّ) وترفع مع (إنَّ) لما أحدثته (لعلّ) من معنى الشك في الكلام، ولأنّ (إنَّ) لم تُحدث شيئا.
وكان الكسائي يجيز: إنَّ عبد الله وزيدٌ قائمان، وإنَّ عبد الله وزيدٌ قائم. والبصريون يجيزونه، ويحكون: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} وينشدون:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله = فإنّي وقيّارٌ بها لغريب ). [تأويل مشكل القرآن: 52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: (إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والصّابئون والنّصارى من آمن باللّه واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (69)
اختلف أهل العربية في تفسير رفع الصابئين، فقال بعضهم نصب " إنّ " ضعف فنسق بـ (الصّابئون) على " الّذين " لأن الأصل فيهم الرفع.
وهو قول الكسائي.
وقال الفراء: مثل ذلك إلا أنه ذكر أن هذا يجوز في النسق على مثل " الذين " وعلى المضمر، يجوز إني وزيد قائمان، وأنه لا يجيز إنّ زيدا وعمرو قائمان.
وهذا التفسير إقدام عظيم على كتاب اللّه وذلك أنهم زعموا أن نصب "إنّ " ضعيف؛ لأنها إنما تغيّر الاسم ولا تغير الخبر، وهذا غلط لأن " إنّ " عملت عملين النصب، والرفع، وليس في العربية ناصب ليس معه مرفوع لأن كل منصوب مشبه بالمفعول، والمفعول لا يكون بغير فاعل إلا فيما لم يسم فاعله، وكيف يكون نصب " إنّ " ضعيفا وهي تتخطى الظروف فتنصب ما بعدها.
نحو قوله: " (إنّ فيها قوما جبّارين) ونصب إنّ من أقوى المنصوبات.
وقال سيبويه والخليل، وجميع البصريين: إن قوله: (والصّابئون) محمول.
على التأخير، ومرفوع بالابتداء. المعنى إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن باللّه واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم، والصابئون والنصارى كذلك أيضا، أي من آمن باللّه واليوم الآخر فلا خوف عليهم، وأنشدوا في ذلك قول الشاعر:
وإلا فاعلموا أنّا وأنتم=بغاة ما بقينا في شقاق
المعنى وإلا فاعلموا أنّا بغاة ما بقينا في شقاق، وأنتم أيضا كذلك.
وزعم سيبويه أن قوما من العرب يغلطون فيقولون إنهم أجمعون ذاهبون، وإنك وزيد ذاهبان. فجعل سيبويه هذا غلطا وجعله كقول الشاعر:
بدا لي أنى لست مدرك ما مضى=ولا سابق شيئا إذا كان جائيا
فأما (من آمن باللّه) وقد ذكر الذين آمنوا، فإنما يعني الذين آمنوا ههنا المنافقين الذين أظهروا الإيمان بألسنتهم، ودل على أن المعنى هنا ما تقدّم من قوله: (لا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر من الّذين قالوا آمنّا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم).
ومعنى الصابئ الخارج عن جملة الأديان لأنهم لا يدينون بالكتب.
والعرب تقول قد صبأ ناب البعير، وصبأ سنّ الصّبيّ إذا خرج.
فأمّا قولهم ضبأت بالضاد المعجمة فمعناه اختبأت في الأرض.
ومنه اشتق اسم ضابئ.
وقال الكسائي: الصابئون نسق على ما في هادوا، كأنه قال: هادوا هم والصابئون. وهذا القول خطأ من جهتين:
إحداهما: أن الصابئ يشارك اليهودي في اليهودية.
وإن ذكر أن هادوا في معنى تابوا فهذا خطأ في هذا الموضع أيضا؛ لأن معنى الذين آمنوا ههنا إنما هو: إيمان بأفواههم؛ لأنه يعنى به المنافقون، ألا ترى أنه قال: من آمن باللّه، فلو كانوا مؤمنين لم يحتج أن يقال: إن آمنوا فلهم أجرهم). [معاني القرآن: 2/192-194]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى} في هذا قولان: أحدهما أنه يعني بالذين آمنوا ههنا المنافقون
والتقدير إن الذين آمنوا بألسنتهم ودل على هذا قوله تعالى: {ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم}). [معاني القرآن: 2/339-340]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل اسمه {من آمن بالله} فالمعنى على هذا القول من حقق الإيمان بقلبه والقول الآخر أن معنى من آمن بالله من ثبت على إيمانه كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله}).[معاني القرآن: 2/340]


رد مع اقتباس