عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 11:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فتقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر قال لأقتلنّك...}
ولم يقل: قال الذي لم يتقبل منه (لأقتلنّك) لأن المعنى يدلّ على أن الذي لم يتقبل منه هو القائل لحسده لأخيه: لأقتلنك. ومثله في الكلام أن تقول: إذا اجتمع السفيه والحليم حمد، تنوى بالحمد الحليم، وإذا رأيت الظالم والمظلوم أعنت، وأنت تنوى: أعنت المظلوم، للمعنى الذي لا يشكل. ولو قلت: مرّ بي رجل وامرأة فأعنت، وأنت تريد أحدهما لم يجز حتى يبيّن؛ لأنهما ليس فيهما علامة تستدلّ بها على موضع المعونة، إلا أن تريد: فأعنتهما جميعا).[معاني القرآن: 1/305]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحقّ إذ قرّبا قرباناً فتقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر قال لأقتلنّك قال إنّما يتقبّل اللّه من المتّقين}
[و] قال: {واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحقّ} فالهمزة لـ"نبأ" لأنها من "أنباته". وألف "ابني" تذهب لأنها ألف وصل في التصغير. وإذا وقفت [قلت] "نبأ" مقصور ولا تقول "نبا" لأنها مضاف فلا تثبت فيها الألف). [معاني القرآن: 1/222]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({واتل عليهم نبأ ابني آدم} أي خبرهما.
و(القربان): ما تقرّب به إلى اللّه من ذبح وغيره). [تفسير غريب القرآن: 142]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحقّ إذ قرّبا قربانا فتقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر قال لأقتلنّك قال إنّما يتقبّل اللّه من المتّقين (27)
قيل كانا رجلين من بني إسرائيل لأن القربان كان تأكله النار في زمن بني إسرائيل، ومثل ذلك قوله: (إنّ اللّه عهد إلينا ألّا نؤمن لرسول حتّى يأتينا بقربان تأكله النّار)
وقيل ابنا آدم لصلبه، أحدهما هابيل والآخر قابيل، فقربا قربانا.
(فتقبّل من أحدهما ولم يتقبّل من الآخر).
وكان الرجل إذا قرب قربانا سجد وتنزل النار فتأكل قربانه، فذلك علامة قبول القربان، فنزلت النار وأكلت قربان هابيل، ولم تأكل قربان قابيل.
فحسده قابيل وتوعده بالقتل فقال:
(لأقتلنّك قال إنّما يتقبّل اللّه من المتّقين).
المعنى قال الذي لم يتقبّل منه لأقتلنك، وحذف ذكر الذي لم يتقبل منه؛ لأن في الكلام دليلا عليه، ومثل ذلك في الكلام إذا رأيت الحاكم والمظلوم كنت معه، المعنى كنت مع المظلوم، ويقال إن السيف كان ممنوعا في ذلك الوقت كما كان حين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة وكما كان ممنوعا في زمن عيسى، فقال:
(لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إنّي أخاف اللّه ربّ العالمين (28) ). [معاني القرآن: 2/166]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق}
قال مجاهد: هما ابنا آدم لصلبه هابيل وقابيل وكان من علامة قربانهم إذا تقبل أن يسجد أحدهم ثم تنزل نار من السماء فتأكل القربان والقربان عند أهل اللغة فعلان مما يتقرب به إلى الله جل وعز
قال الحسن: هما من بني إسرائيل؛ لأن القربان كان فيهم). [معاني القرآن: 2/292-293]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال عز وجل: {قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين} المعنى قال: الذي لم يتقبل منه للذي تقبل منه لأقتلنك ثم حذف هذا لعلم السامع.
ويروى أن القتل كان ممنوعا في ذلك الوقت كما كان ممنوعا حين كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ووقت عيسى عليه السلام فلذلك قال {ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين} ). [معاني القرآن: 2/293]

تفسير قوله تعالى: (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (بسطت إلىّ يدك) (28) أي مددت.
(أن تبوء بإثمي وإثمك) أي أن تحتمل إثمي وتفوز به، وله موضع آخر: أن تقرّ به؛ تقول: بؤت بذنبي، ويقال: قد أبأت الرجل بالرجل أي قتلته، وقد أبأ فلانٌ بفلان، إذا قتله بقتيلٍ. قال عمرو ابن حنيّ التغلبيّ:
ألا تستحى منا ملوكٌ وتتّقى=محارمنا لا يبأء الدّم بالدّم
ولا يباء الدّم بالدّم سواء في معناها، ويقال: أبأت بهذا المنزل، أي نزلت).[مجاز القرآن: 1/161]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( (لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إنّي أخاف اللّه ربّ العالمين (28)
أي: ما أنا بمجازيك ولا مقاتلك، ولا قاتلك: (إنّي أخاف اللّه ربّ العالمين) ). [معاني القرآن: 2/166-167]

تفسير قوله تعالى: (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({تبوء بإثمي}: تحتمله وتقر به. بؤت بالذنب أقررت به). [غريب القرآن وتفسيره: 130]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({أريد أن تبوء بإثمي وإثمك} أي تنقلب وتنصرف بإثمي أي بقتلي. وإثمك: ما أضمرت في نفسك من حسدي وعدواتي).[تفسير غريب القرآن: 142]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( (إنّي أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النّار وذلك جزاء الظّالمين (29)
أي أن ترجع إلى الله بإثمي وإثمك.
(فتكون من أصحاب النّار).
معنى بإثمي: بإثم قتلي وإثمك الذي من أجله لم يتقبل قربانك أي إن قتلتني فأنا مريد ذلك. وذلك جزاء الظّالمين). [معاني القرآن: 2/167]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار}
قال الكسائي: يقال: باء بالشيء يبوء به بوء وبواء إذا انصرف به
قال البصريون: يقال: باء بالشيء إذا أقر به واحتمله ولزمه ومنه تبوأ فلان الدار أي لزمها وأقام بها، يقال: البواء التكافؤ والقتل بواء وأنشد:
فإن تكن القتلى بواء فإنكم فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر
قال أبو العباس محمد بن يزيد في قوله تعالى: {إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك} وهو مؤمن لما كان المؤمن يريد الثواب ولا يبسط يده إليه بالقتل كان بمنزلة من يريد هذا
وسئل أبو الحسن بن كيسان: كيف يريد المؤمن أن يأثم أخوه وأن يدخل النار؟
فقال: إنما وقعت الإرادة بعدما بسط يده بالقتل فالمعنى لئن بسطت إلي يدك لتقتلني لامتنعن من ذلك مريدا الثواب.
فقيل له فكيف؟
قال: بإثمي وإثمك وأي إثم له إذا قتل، فقال: فيه ثلاثة أوجه:
أحدها أن تبوء بإثم قتلي وإثم ذنبك الذي من أجله لم يتقبل من أجله قربانك ويروى هذا الوجه عن مجاهد.
والوجه الآخر أن تبوء بإثم قتلي وإثم اعتدائك علي لأنه قد يأثم في الاعتداء وإن لم يقتل.
والوجه الثالث أنه لو بسط يده إليه أثم فرأى أنه إذا أمسك عن ذلك فإنه يرجع على صاحبه وصار هذا مثل قولك: المال بينه وبين زيد أي المال بينهما فالمعنى أن تبوء بإثمنا
قال أبو جعفر: ومن أجل ما روي فيه عن ابن مسعود وابن عباس أن المعنى بإثم قتلي وإثمك فيما تقدم من معاصيك فإن قيل: أفليس القتل معصية وكيف يريده؟ قيل: لم يقل أن تبوء بقتلي فإنما المعنى بإثم قتلي إن قتلتني فإنما أراد الحق).[معاني القرآن: 2/294-296]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وذلك جزاء الظالمين} يجوز أن يكون هذا إخبارا من الله عن ابن آدم أنه قال هذا
ويجوز أن يكون منقطعا مما قبله). [معاني القرآن: 2/296-297]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَبُوءَ بِإِثْمِي} أي تنقلب وتنصرف بهما). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 69]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَبُوءَ بِإِثْمِي}: تحمل إثمي). [العمدة في غريب القرآن: 121]

تفسير قوله تعالى: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فطوّعت له نفسه قتل أخيه...}
يريد: فتابعته).[معاني القرآن: 1/305]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (فطوّعت له نفسه) (30) أي شجّعته وآتته على قتله، وطاعت له، أي أطاعته).[مجاز القرآن: 1/162]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين}
وقال: {فطوّعت له نفسه} مثل "فطوّعت" ومعناه: "رخّصت" وتقول "طوّقته إمري" أي: عصبته به).[معاني القرآن: 1/222]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {فطوعت له نفسه} فالمصدر تطويعًا؛ أي حسنت ذلك له، وهي من طاعت وأطاعت وانطاعت، من الطاعة). [معاني القرآن لقطرب: 495]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فطوّعت له نفسه} أي: شايعته وانقادت له. يقال: طاعت نفسه بكذا، ولساني لا يطوع لكذا. أي لا ينقاد. ومنه يقال: أتيته طائعا وطوعا وكرها.
ولو كان من أطاع لكان مطيعا وطاعة وإطاعة).[تفسير غريب القرآن: 142]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( (فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين (30)
(فطوّعت له نفسه)
تابعته.
وقال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد: (فطوّعت له نفسه) فغلت من الطوع. والعرب تقول: طاع لهذه الظبية أصول هذه الشجرة، وطاع له كذا وكذا، أي أتاه طوعا.
وقوله: (فأصبح من الخاسرين).
أي ممن خسر حسناته.
وكان حين قتله سلبه ثيابه وتركه عاريا بالأرض القفار). [معاني القرآن: 2/167]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقول جل وعز: {فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله} قال قتادة أي زينت وقال مجاهد أي شجعته يريد أنها ساعدته على ذلك وقال أبو العباس طوعت فعلت من الطوع والطواعية وهي الإجابة إلى الشيء). [معاني القرآن: 2/297]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فأصبح من الخاسرين} أي ممن خسر حسناته والخسران النقصان.
ثم قال جل وعز: {فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه}
قال مجاهد بعث الله جل وعز غرابين فاقتتلا حتى قتل أحدهما صاحبه ثم حفر فدفنه وكان ابن آدم هذا أول من قتل ويروى أنه لا يقتل مؤمن إلى يوم القيامة إلا كان عليه كفل من ذنب من قتله). [معاني القرآن: 2/297-298]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (فطوعت) أي: فسامحت). [ياقوتة الصراط: 209]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَطَوَّعَتْ لَهُ} أي انقادت وسوغت له ذلك).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 69]

تفسير قوله تعالى: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (سوأة أخيه) (31) أي فرج أخيه).[مجاز القرآن: 1/162]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فبعث اللّه غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النّادمين}
وقال: {أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري} فنصب {فأواري} لأنك عطفته بالفاء على {أن} وليس بمهموز لأنه من "واريت" وإنما كانت {عجزت} لأنها من "عجز" "يعجز" وقال بعضهم "عجز" "يعجز"، و"عجز" "يعجز").[معاني القرآن: 1/222-223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار قوله: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ}. أراد: فبعث الله غرابا يبحث التراب على غراب ميّت ليواريه، {لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ}). [تأويل مشكل القرآن: 231]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (الويل): كلمة جامعة للشر كله.
قال الأصمعي: ويل تقبيح، قال الله تعالى: {وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}. تقول العرب: له الويل، والأليل والأليل: الأنين.
وقد توضع في موضع التّحسّر والتّفجع، كقوله: {يَا وَيْلَنَا}. و{يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ}. وكذلك: ويح وويس، تصغير). [تأويل مشكل القرآن: 561] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( (فبعث اللّه غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النّادمين (31)
قال بعضهم بعث الله غرابا يبحث على غراب آخر ميت (ليريه كيف يواري سوءة أخيه).
وقيل بل أكرمه الله بأن بعث غرابا حثا عليه التراب، (ليريه كيف يواري).
(قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب).
يقال: عجزت عن الأمر أعجز عجزا ومعجزة ومعجزة، فأما " يا ويلتى "
فالوقف عليها في غير القرآن يا ويلتاه، والنداء لغير الآدميين نحو (يا حسرة على البعاد) و (يا ويلتى أألد وأنا عجوز)، وقال (يا ويلتى أعجزت).
فإنما وقع في كلام العرب على تنبيه المخاطبين، وأن الوقت الذي تدعى له هذه الأشياء هو وقتها، فالمعنى يا ويلتى تعالي، فإنه من إبّانك، فإنه قد لزمني الويل، وكذلك يا عجبا، المعنى: يا أيها العجب هذا وقتك فعلى هذا كلام العرب). [معاني القرآن: 2/167-168]


رد مع اقتباس