عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25 ذو القعدة 1431هـ/1-11-2010م, 06:58 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 15]

(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6) آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)}


تفسير قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمر: القيامة، قال الله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}، وقال تعالى: {وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} أي القيامة أو الموت). [تأويل مشكل القرآن: 514-515] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (قوله عزّ وجلّ: {سبّح للّه ما في السّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}
قال قوم: التسبيح آثار الصنعة في السّماوات وفي الأرض ومن فيهما وكذلك فسروا قوله: {وإن من شيء إلّا يسبّح بحمده}، وهذا خطأ، التسبيح تمجيد اللّه وتنزيهه من السوء ودليل ذلك قوله: {ولكن لا تفقهون تسبيحهم}, فلو كان التسبيح آثار الصّنعة لكانت معقوله، وكانوا يفقهونها.
ودليل هذا القول أيضا قوله: {وسخّرنا مع داوود الجبال يسبّحن والطّير}, فلو كان تسبيحها آثار الصنعة لم يكن في قوله {وسخّرنا مع داوود الجبال يسبّحن والطّير}: فائدة.) [معاني القرآن: 5/121]

تفسير قوله تعالى: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {له ملك السّماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كلّ شيء قدير}
أي : يحي الموتى يوم القيامة، ويميت الأحياء في الدنيا.
ويكون يحيي ويميت: يحيي النطف التي إنّما هي موات، ويميت الأحياء.
ويكون موضع (يحيي, ويميت): رفعا على معنى هو يحيي ويميت.
ويجوز أن يكون نصبا على معنى له ملك السّماوات والأرض محييا ومميتا قادرا). [معاني القرآن: 5/121]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {هو الأوّل...} يريد: قبل كل شيء. {والآخر...} : بعد كل شيء.
{والظّاهر...} : على كل شيء علما، وكذلك {والباطن...} على كل شيء علما). [معاني القرآن: 3/132]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن وهو بكلّ شيء عليم}
تأويله : هو الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء، والظاهر العالم بما ظهر , والباطن العالم بما بطن، كما تقول: فلان يبطن أمر فلان، أي يعلم دخلة أمره.
{وهو بكلّ شيء عليم}: لا يخفى عليه شيء). [معاني القرآن: 5/122]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({يعلم ما يلج في الأرض}: أي : يدخل فيها). [تفسير غريب القرآن: 453]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السّماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم واللّه بما تعملون بصير} تأويله: يعلم ما يدخل في الأرض من مطر وغيره.
{وما يخرج منها}: من نبات وغيره.
{وما ينزل من السّماء}: من رزق ومطر وملك.
{وما يعرج فيها}: أي: ما يصعد إليها من أعمال العباد، وما يعرج من الملائكة). [معاني القرآن: 5/122]

تفسير قوله تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {يولج اللّيل في النّهار ويولج النّهار في اللّيل وهو عليم بذات الصّدور}
معناه: يدخل الليل في النهار بأن ينقص من الليل ويزيد في النّهار.
وكذلك {ويولج النّهار في اللّيل}: ينقص من النهار , ويزيد في الليل , وهو مثل قوله: {يكوّر اللّيل على النّهار ويكوّر النّهار على اللّيل} ). [معاني القرآن: 5/122]

تفسير قوله تعالى: {آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنفقوا ممّا جعلكم مّستخلفين فيه...} : ممّلكين فيه، وهو رزقه وعطيته). [معاني القرآن: 3/132]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {آمنوا باللّه ورسوله وأنفقوا ممّا جعلكم مستخلفين فيه فالّذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير} معناه : صدقوا بأن اللّه واحد وأن محمدا رسوله.
{وأنفقوا ممّا جعلكم مستخلفين فيه} : أي: أنفقوا مما ملككم، فأنفقوا في سبيل اللّه وما يقرب منه). [معاني القرآن: 5/122]

تفسير قوله تعالى:{وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (القراء جميعا على: {وقد أخذ ميثاقكم...} ولو قرئت: (وقد أخذ ميثاقكم) لكان صواباً). [معاني القرآن: 3/132]

تفسير قوله تعالى: { وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما لكم ألّا تنفقوا في سبيل اللّه وللّه ميراث السّماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلّا وعد اللّه الحسنى واللّه بما تعملون خبير} تأويله : وأي شيء لكم في ترك الإنفاق فيما يقرب من اللّه وأنتم ميّتون تاركون أموالكم.
وقوله: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الّذين أنفقوا من بعد وقاتلوا}: لأن من تقدم في الإيمان باللّه وبرسوله عليه السلام وصدّق به , فهو أفضل ممن أتى بعده بالإيمان والتصديق، لأن المتقدّمين نالهم من المشقة أكثر مما نال من بعدهم، فكانت بصائرهم أيضا أنفذ.
وقال: {وكلّا وعد اللّه الحسنى}: إلا أنه أعلم فضل السابق إلى الإيمان على المتأخر). [معاني القرآن: 5/122-123]

تفسير قوله تعالى: { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فيضاعفه له...}.
يقرأ بالرفع والنصب: فمن رفعه جعل الفاء عطفا ليست بجواب كقولك: من ذا الذي يحسن ويجمل؟ ومن نصب جعله جوابا للاستفهام، والعرب تصل (من) في الاستفهام بـ (ذا) حتى تصير كالحرف الواحد. ورأيتها في بعض مصاحف عبد الله: منذا متصلة في الكتاب، كما وصل في كتابنا وكتاب عبد الله: {يابن أمّ }) [معاني القرآن: 3/132]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({مّن ذا الّذي يقرض اللّه قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجرٌ كريمٌ}
وقال: {مّن ذا الّذي يقرض اللّه قرضاً حسناً} : وليس ذا مثل الاستقراض من الحاجة ولكنه مثل قول العرب: "لي عندك قرض صدقٍ" , و"قرض سوءٍ" إذا فعل به خيرا أو شرا. قال الشاعر:
سأجزي سلامان بن مفرج = قرضهم بما قدّمت أيديهم وأزّلت) [معاني القرآن: 4/25]




قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {من ذا الّذي يقرض اللّه قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم}
فيضاعفه له, ويقرأ (فيضاعفه له) - بالنصب، فمن نصب فعلى جواب الاستفهام بالفاء، ومن رفع فعلى العطف على يقرض، ويكون على الاستئناف على معنى فهو يضاعفه له.
ومعنى {يقرض}: ههنا يفعل فعلا حسنا في اتّباع أمر اللّه وطاعته.
والعرب تقول لكل من فعل إليها خيرا: قد أحسنت قرضي، وقد أقرضتني قرضا حسنا، إذا فعل به خيرا.
قال الشاعر:
وإذا جوزيت قرضا فاجزه إنما يجزي الفتى ليس الجمل
المعنى: إذا أسدي إليك معروف, فكافئ عليه). [معاني القرآن: 5/123]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {يسعى نورهم بين أيديهم...} أي: يضيء بين أيديهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، والباء في "بأيمانهم" في معنى في، وكذلك: عن). [معاني القرآن: 3/132]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {بشراكم اليوم جنّاتٌ...}.
ترفع البشرى، والجنات، ولو نويت بالبشرى النصب توقع عليها تبشير الملائكة، كأنه قيل لهم: أبشروا ببشراكم، ثم تنصب جناتٍ، توقع البشرى عليها.
وإن شئت نصبتها على القطع؛ لأنها نكرة من نعت معرفةٍ، ولو رفعت البشرى باليوم كقولك: اليوم بشراكم اليوم سروركم، ثم تنصب الجنات على القطع، ويكون في هذا المعنى رفع اليوم ونصبه كما قال الشاعر:

زعم البوارح أنّ رحلتنا غدا وبذاك خبرنا الغداف الأسود) [معاني القرآن: 3/132-133]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذلك هو الفوز...}: وهي في قراءة عبد الله: (ذلك الفوز العظيم) بغير هو.
وفي قراءتنا: {ذلك هو الفوز العظيم}: كما كان في قراءتنا {فإنّ الله هو الغني الحميد}, وفي كتاب أهل المدينة: {فإن الله الغني الحميد}). [معاني القرآن: 3/133]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنّاتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم}
قال: {يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم}: يريد: عن أيمانهم -والله أعلم- كما قال: {ينظرون من طرفٍ خفيٍّ} يقول : {بطرف}). [معاني القرآن: 4/26]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم}
(يوم) منصوب بقوله: {فيضاعفه له وله أجر كريم} في ذلك اليوم.
ومعنى: {يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم}
أي : بمعنى : نورهم بين أيديهم، وهو علامة أيديهم الصالحة.
{يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا}: أي: بلغنا به إلى جنتك). [معاني القرآن: 5/124]

تفسير قوله تعالى: { يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {للّذين آمنوا انظرونا...}: وقرأها يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة : {أنظرونا}, ومن أنظرت، وسائر القراء على {انظرونا}: بتخفيف الألف، ومعنى: انظرونا. انتظرونا، ومعنى أنظرونا، أخرونا كما قال: {أنظرني إلى يوم يبعثون}، وقد تقول العرب: "انظرني" وهم يريدون: انتظرني تقويةٌ لقراءة يحيى، قال الشاعر:
أبا هندٍ فلا تعجل علينا وأنظرنا نخبّرك اليقينا
فمعنى هذه: انتظرنا قليلاً نخبرك؛ لأنه ليس هاهنا تأخير، إنما استماع كقولك للرجل: اسمع مني حتى أخبرك). [معاني القرآن: 3/133]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {قيل ارجعوا وراءكم...}.
قال المؤمنون للكافرين: ارجعوا إلى الموضع الذي أخذنا منه النور، فالتمسوا النور منه، فلما رجعوا ضرب الله عز وجل بينهم: بين المؤمنين والكفار بسور، وهو السور الذي يكون عليه أهل الأعراف). [معاني القرآن: 3/133-134]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لّه بابٌ باطنه فيه الرّحمة}: الجنة، {وظاهره من قبله العذاب...}: النار، وفي قراءة عبد الله: ظاهرة من تلقائه العذاب). [معاني القرآن: 3/134]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نّوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسورٍ لّه بابٌ باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب}
وقال: {انظرونا نقتبس من نّوركم}: لأنه من "نظرته" يريد : "نظرت" , فـ"أنا أنظره" , ومعناه: أنتظره.
وقال: {بسورٍ لّه بابٌ} معناه: "وضرب بينهم سورٌ"). [معاني القرآن: 4/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فضرب بينهم بسورٍ له بابٌ}، يقال: هو السور الذي يسمى الأعراف). [تفسير غريب القرآن: 453]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للّذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب}
وقرئت {أنظرونا} - بقطع الألف ووصلها -
فمن قال: {انظرونا}: فهو من نظر ينظر، معناه انتظرونا.
ومن قال: {أنظرونا}: - بالكسر - فمعناه - أخّرونا.
وقد قيل إن معنى {أنظرونا}: انتظرونا أيضا.
وأنشد القائل بيت عمرو بن كلثوم:
أبا هند فلا تعجل علينا وأنظرنا نخبّرك اليقينا
وقوله: {قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا}
تأويله : لا نور لكم عندنا.
وقوله: {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب}
أي: ما يلي المؤمنين ففيه الرحمة، وما يلي الكافرين ظاهره يأتيهم من قبله العذاب). [معاني القرآن: 5/124]

تفسير قوله تعالى:{يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ينادونهم ألم نكن مّعكم...}: على دينكم في الدنيا، فقال المؤمنون: {بلى ولكنّكم فتنتم أنفسكم...} إلى آخر الآية). [معاني القرآن: 3/134]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فتنتم أنفسكم}: أنمتموها،... {وارتبتم}: شككتم). [تفسير غريب القرآن: 453]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {ولكنّكم فتنتم أنفسكم} أي: كفرتم وآثمتموها). [تأويل مشكل القرآن: 473]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولكنّكم فتنتم أنفسكم وتربّصتم وارتبتم وغرّتكم الأمانيّ حتّى جاء أمر اللّه وغرّكم باللّه الغرور}
معنى {فتنتم أنفسكم}: استعملتموها في الفتنة، وتربصتم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين الدوائر.
{وغرّتكم الأمانيّ}: أي: ما كنتم تمنّون من نزول الدوائر بالمؤمنين.
{حتّى جاء أمر اللّه}: أي: حتى أنزل الله نصره على نبيّه والمؤمنين.
{وغرّكم باللّه الغرور}: أي : غرّكم الشيطان، وهو الغرور على وزن الفعول، وفعول من أسماء المبالغة، تقول: فلان أكول إذا كان كثير الأكل وضروب إذا كان كثير الضرب، ولذلك قيل للشيطان: الغرور لأنه يغرّ ابن آدم كثيرا، فإذا غرّ مرة واحدة فهو غارّ، ويصلح غارّ للكثير، فأمّا غرور فلا يصلح للقليل، وقرئت {الغرور}: وهو كل ما غرّ من متاع الدنيا.
ومعنى {ارتبتم}: غلّبتم الشكّ على اليقين). [معاني القرآن: 5/125]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ} أنمتموها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 261]

تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فاليوم لا يؤخذ منكم فديةٌ...}.
القراء على الياء، وقد قال بعض أهل الحجاز [لا] تؤخذ , والفدية مشتقة من الفداء، فإذا تقدم الفعل قبل الفدية والشفاعة والصيحة والبينة وما أشبه ذلك، فإنك مؤنث فعله وتذكّره، قد جاء الكتاب بكل ذلك). [معاني القرآن: 3/134]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {مأواكم النّار هي مولاكم...} أي: هي أولى بكم). [معاني القرآن: 3/134]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({هي مولاكم} أولى بكم. قال لبيد:
مولى المخافة خلفها وأمامها)
[مجاز القرآن: 2/254]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {هي مولاكم}: هي أولى بكم). [غريب القرآن وتفسيره: 371]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({مأواكم النّار}: هي مولاكم, أي: هي أولى بكم.
قال لبيد:
فغدت كلا الفرجين تحسب انه مولي المخافة خلفها وأمامها)
[تفسير غريب القرآن: 453]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {مأواكم النّار هي مولاكم وبئس المصير}
هي أولى بكم لما أسلفتم من الذنوب، ومثل ذلك قول الشاعر:
فعدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
مثل ذلك: أي: مولى المخافة خلفها وأمامها). [معاني القرآن: 5/125]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({هِيَ مَوْلَاكُمْ} أي: أولى بكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 261]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَوْلَاكُمْ}: أولى بكم). [العمدة في غريب القرآن: 301]


رد مع اقتباس