عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 12:44 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الحمد للّه فاطر السّموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: الشّكر الكامل للمعبود الّذي لا تصلح العبادة إلاّ له، ولا ينبغي أن تكون لغيره خالق السّموات السّبع والأرض {جاعل الملائكة رسلاً} إلى من يشاء من عباده، وفيما شاء من أمره ونهيه {أولي أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع} يقول أصحاب أجنحة: يعني ملائكةً، فمنهم من له اثنان من الأجنحة، ومنهم من له ثلاثة أجنحةٍ، ومنهم من له أربعةٌ.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أولي أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع} قال بعضهم: له جناحان، وبعضهم: ثلاثةٌ، وبعضهم أربعةٌ.
واختلف أهل العربيّة في علّة ترك إجراء مثنى وثلاث ورباع، وهي ترجمةٌ عن أجنحةٍ، وأجنحةٌ نكرةٌ، فقال بعض نحويّي البصرة ترك إجراؤهنّ لأنّهنّ مصروفاتٌ عن وجوههنّ، وذلك أنّ {مثنى} مصروفٌ عن اثنين، {وثلاث} عن ثلاثةٍ، {ورباع} عن أربعةٍ، فصرن نظير عمر، وزفر، إذ صرف هذا عن عامرٍ إلى عمر، وهذا عن زافرٍ إلى زفر، وأنشد بعضهم في ذلك:
ولقد قتلتكم ثناءً وموحدًا = وتركت مرّة مثل أمس المدبر
وقال آخر منهم: لم يصرف ذلك لأنّه يوهم به الثّلاثة والأربعة، قال: وهذا لا يستعمل إلاّ في حال العدد وقال بعض نحويّي الكوفة: هنّ مصروفاتٌ عن المعارف، لأنّ الألف واللاّم لا تدخلها، والإضافة لا تدخلها؛ قال: ولو دخلتها الإضافة والألف واللاّم لكانت نكرةً، وهي ترجمةٌ عن النّكرة؛ قال: وكذلك ما كان في القرآن، مثل: {أن تقوموا للّه مثنى وفرادى}، وكذلك وحاد وأحاد، وما أشبهه من مصروف العدد.
وقوله: {يزيد في الخلق ما يشاء} وذلك زيادته تبارك وتعالى في خلق هذا الملك من الأجنحة على الآخر ما يشاء، ونقصانه ذلك من هذا الآخر ما أحبّ، وكذلك ذلك في جميع خلقه يزيد ما يشاء في خلق ما شاء منه، وينقص ما شاء من خلق ما شاء، له الخلق والأمر، وله القدرة والسّلطان {إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} يقول: إنّ اللّه تعالى ذكره قديرٌ على زيادة ما شاء من ذلك فيما شاء، ونقصان ما شاء منه ممّن شاء، وغير ذلك من الأشياء كلّها، لا يمتنع عليه فعل شيءٍ أراده سبحان ه وتعالى). [جامع البيان: 19/326-327]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1.
أخرج أبو عبيد في فضائله، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت لا أدري ما {فاطر السماوات والأرض} حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها قال: ابتدأتها). [الدر المنثور: 12/250]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فاطر السماوات والأرض} قال: بديع السموات والأرض). [الدر المنثور: 12/250]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: كل شيء في القرآن {فاطر السماوات والأرض} فهو خالق السموات والأرض). [الدر المنثور: 12/251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {جاعل الملائكة رسلا} قال: إلى العباد). [الدر المنثور: 12/251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فاطر السماوات والأرض} قال: خالق السموات والأرض {جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع} قال: بعضهم له جناحان وبعضهم له ثلاثة أجنحة وبعضهم له أربعة أجنحة). [الدر المنثور: 12/251]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {أولي أجنحة مثنى} قال: للملائكة الأجنحة من اثنين إلى ثلاثة إلى اثني عشر وفي ذلك وتر الثلاثة الأجنحة والخمسة والذين على الموازين فطران وأصحاب الموازين أجنحتهم عشرة، عشرة، وأجنحة الملائكة زغبة ولجبريل ستة أجنحة، جناح بالمشرق وجناح بالمغرب وجناحان على عينيه وجناحان، منهم من يقول على ظهره ومنهم من يقول متسرولا بهما). [الدر المنثور: 12/251-252]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {يزيد في الخلق ما يشاء} يزيد في أجنحتهم وخلقهم ما يشاء). [الدر المنثور: 12/252]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {يزيد في الخلق ما يشاء} قال: الصوت الحسن). [الدر المنثور: 12/252]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن الزهري رضي الله عنه في قوله {يزيد في الخلق ما يشاء} قال: حسن الصوت). [الدر المنثور: 12/252]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن حذيفة، أنه سمع أبا التياح يؤذن فقال: من يرد الله أن يجعل رزقه في صوته فعل). [الدر المنثور: 12/252]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن قتادة رضي الله عنه في قوله {يزيد في الخلق ما يشاء} قال: الملاحة في العينين). [الدر المنثور: 12/252]

تفسير قوله تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما يفتح اللّه للنّاس من رحمةٍ فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: مفاتيح الخير ومغالقه كلّها بيده؛ فما يفتح اللّه للنّاس من خيرٍ فلا مغلق له، ولا ممسك عنهم، لأنّ ذلك أمره، ولا يستطيع ردّ أمره أحدٌ، وكذلك ما يغلق من خيرٍ عنهم فلا يبسطه عليهم، ولا يفتحه لهم، فلا فاتح له سواه، لأنّ الأمور كلّها إليه وله.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ما يفتح اللّه للنّاس من رحمةٍ} أي من خيرٍ {فلا ممسك لها} فلا يستطيع أحدٌ حبسها {وما يمسك فلا مرسل له من بعده}.
وقال تعالى ذكره: {فلا ممسك لها} فأنّث ما لذكر الرّحمة من بعده، وقال: {وما يمسك فلا مرسل له من بعده} فذكر للفظ {ما}؛ لأنّ لفظه لفظ مذكّر، ولو أنّث في موضع التّذكير للمعنى، وذكّر في موضع التّأنيث للّفظ جاز، ولكنّ الأفصح من الكلام التّأنيث إذا ظهر بعد ما يدلّ على تأنيثها والتّذكير إذا لم يظهر ذلك.
وقوله: {وهو العزيز الحكيم} يقول: وهو العزيز في نقمته ممّن انتقم منه من خلقه بحبس رحمته عنه وخيراته، الحكيم في تدبير خلقه، وفتحه لهم الرّحمة إذا كان فتح ذلك صلاحًا، وإمساكه إيّاه عنهم إذا كان إمساكه حكمةً). [جامع البيان: 19/327-328]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 2 - 4
أخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما يفتح الله للناس} قال: ما يفتح الله للناس من باب توبة {فلا مرسل له من بعده} وهم لا يتوبون). [الدر المنثور: 12/252-253]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده} يقول (ليس لك من الأمر شيء) (آل عمران 128) ). [الدر المنثور: 12/253]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما يفتح الله للناس من رحمة} أي من خير {فلا ممسك لها} قال: فلا يستطيع أحد حبسها). [الدر المنثور: 12/253]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} قال: المطر). [الدر المنثور: 12/253]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب قال: سمعت مالكا يحدث أن أبا هريرة رضي الله عنه كان إذا أصبح في الليلة التي يمطرون فيها وتحدث مع أصحابه قال: مطرنا الليلة بنوء الفتح ثم يتلو {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} ). [الدر المنثور: 12/253]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عامر بن عبد قيس رضي الله عنه قال: أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن فما أبالي ما أصبح عليه وأمسي {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده} وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله {أنعام} وسيجعل الله بعد عسر يسرا {الطلاق} وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها {هود} ). [الدر المنثور: 12/254]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن محمد بن جعفر بن الزبير قال كان عروة يقول في ركوب المحمل: هي والله رحمة فتحت للناس ثم يقول {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} ). [الدر المنثور: 12/254]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها النّاس اذكروا نعمة اللّه عليكم هل من خالقٍ غير اللّه يرزقكم من السّماء والأرض لا إله إلاّ هو فأنّى تؤفكون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره للمشركين به من قوم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من قريشٍ: {يا أيّها النّاس اذكروا نعمة اللّه} الّتي أنعمها {عليكم} بفتحه لكم من خير نعمه ما فتح وبسطه لكم من العيش ما بسط وفكّروا فانظروا {هل من خالقٍ} لكم سواي فاطر السّموات والأرض الّذي بيده مفاتيح أرزاقكم ومغالقها {يرزقكم من السّماء والأرض} فتعبدوه دونه {لا إله إلاّ هو} يقول: لا معبود تنبغي له العبادة إلاّ الّذي فطر السّموات والأرض، القادر على كلّ شيءٍ، الّذي بيده مفاتح الأشياء وخزائنها، ومغالق ذلك كلّه، فلا تعبدوا أيّها النّاس شيئًا سواه، فإنّه لا يقدر على نفعكم وضرّكم سواه، فله فأخلصوا العبادة، وإيّاه فأفردوا بالألوهة {فأنّى تؤفكون} يقول: فأيّ وجهٍ عن خالقكم ورازقكم الّذي بيده نفعكم وضرّكم تصرفون.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فأنّى تؤفكون} يقول الرّجل: إنّه ليوفك عنّي كذا وكذا وقد بيّنت معنى الإفك، وتأويل قوله: {تؤفكون} فيما مضى بشواهده المغنية عن تكريره). [جامع البيان: 19/329]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {يرزقكم من السماء والأرض} قال: الرزق من السماء: المطر ومن الأرض: النبات). [الدر المنثور: 12/254]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن يكذّبوك فقد كذّبت رسلٌ من قبلك وإلى اللّه ترجع الأمور (4) يا أيّها النّاس إنّ وعد اللّه حقٌّ فلا تغرّنّكم الحياة الدّنيا ولا يغرّنّكم باللّه الغرور}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وإن يكذّبك يا محمّد هؤلاء المشركون باللّه من قومك فلا يحزننّك ذاك، ولا يعظمنّ عليك، فإنّ ذلك سنّة أمثالهم من كفرة الأمم باللّه من قبلهم، في تكذيبهم رسل اللّه الّتي أرسلها إليهم من قبلك، ولن يعدو مشركو قومك أن يكونوا مثلهم، فيتّبعوا في تكذيبك منهاجهم، ويسلكوا سبيلهم {وإلى اللّه ترجع الأمور} يقول تعالى ذكره: وإلى اللّه مرجع أمرك وأمرهم، فيحلّ بهم من العقوبة، إن هم لم ينيبوا إلى طاعتنا في اتّباعك، والإقرار بنبوّتك، وقبول ما دعوتهم إليه من النّصيحة، نظير ما أحللنا بنظرائهم من الأمم المكذّبة رسلها قبلك، ومنجيك وأتباعك من ذلك سنّتنا بمن قبلك في رسلنا وأوليائنا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وإن يكذّبوك فقد كذّبت رسلٌ من قبلك} يعزّي نبيّه كما تسمعون). [جامع البيان: 19/329-330]


رد مع اقتباس