عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 جمادى الأولى 1434هـ/1-04-2013م, 09:55 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أفمن يخلق} ، يعني: نفسه.
{كمن لا يخلق} ، يعني: الأوثان، على الاستفهام، هل يستويان؟ أي: لا يستوي اللّه والأوثان الّتي تعبدون من دونه، الّتي لا تملك ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا.
والنّشور البعث.
{أفلا تذكّرون} ، يعني: المشركين، والمؤمنون هم المتذكّرون.
وقال قتادة: {أفمن يخلق كمن لا يخلق} اللّه هو الخالق، وهذه الأوثان الّتي تعبد من دون اللّه تخلق ولا تخلق شيئًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/56]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أفمن يخلق كمن لاّ يخلق...}
جعل (من) لغير الناس لمّا ميّزه فجعله مع الخالق وصلح، كما قال: {فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربعٍ}
والعرب تقول: اشتبه عليّ الراكب وحمله فما أدرى من ذا من ذا، حيث جمعهما واحدهما إنسان صلحت (من) فيهما جميعاً). [معاني القرآن: 2/98]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإن تعدّوا نعمة اللّه لا تحصوها} أبو أميّة عن الحسن، أنّ داود النّبيّ قال: إلهي، لو كان لي بكلّ شعرةٍ في جسدي لسانان يسبّحانك اللّيل والنّهار،
والدّهر كلّه ما أدّيت شكر نعمةٍ واحدةٍ أنعمتها عليّ.
قال: {إنّ اللّه لغفورٌ رحيمٌ} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/56]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): {واللّه يعلم ما تسرّون وما تعلنون} ما يسرّ المشركون من نجواهم في أمر النّبيّ، ما يتشاورون به بينهم في أمره.
مثل قوله: {وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا} أشركوا {هل هذا}، يعنون محمّدًا {إلا بشرٌ مثلكم أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون} أنّه سحرٌ، يعنون القرآن.
قال: {وما تعلنون} من شركهم وجحودهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/56]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والأعمش {يعلم ما تسرون وما تعلنون} بالتاء، {والذين تدعون من دون الله} بالتاء.
الحسن "يعلم ما يسرون وما يعلنون" {والذين يدعون} بالياء). [معاني القرآن لقطرب: 805] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {والّذين يدعون من دون اللّه} الأوثان.
{لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون} يصنعون، يصنعونهم بأيديهم.
قال إبراهيم: {قال أتعبدون ما تنحتون * واللّه خلقكم وما تعملون } بأيديكم.
وقال السّدّيّ: {لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون}، يعني: وهم يصوّرون). [تفسير القرآن العظيم: 1/57]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والأعمش {يعلم ما تسرون وما تعلنون} بالتاء، {والذين تدعون من دون الله} بالتاء.
الحسن "يعلم ما يسرون وما يعلنون" {والذين يدعون} بالياء). [معاني القرآن لقطرب: 805] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {والّذين يدعون من دون اللّه لا يخلقون شيئا وهم يخلقون}
ويقرأ {تدعون من دون اللّه} بالتاء والياء.
{لا يخلقون شيئا وهم يخلقون}.
يعنى به الأوثان التي كانت تعبدها العرب). [معاني القرآن: 3/193]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون} يعني الأوثان
وقرأ محمد اليماني والذين يدعون من دون الله بضم الياء وفتح العين). [معاني القرآن: 4/62-61]

تفسير قوله تعالى: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أمواتٌ غير أحياءٍ} قال قتادة: هي الأوثان أمواتٌ لا روح فيها.
{وما يشعرون أيّان يبعثون} متى يبعثون، يعني البعث.
إنّ الأوثان تحشر بأعيانها فتخاصم عابدها عند اللّه بأنّها لم تدعهم إلى عبادتها، وإنّما كان دعاهم إلى عبادتها الشّياطين.
قال: {إن يدعون من دونه إلا إناثًا} إلا مواتًا، شيئًا ليس فيه روحٌ، {وإن يدعون إلا شيطانًا مريدًا} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/57]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أمواتٌ غير أحياء...}
رفعته بالاستئناف. وإن شئت رددته إلى أنه خبر للذين فكأنه قال: والذين تدعون من دون الله أموات. الأموات في غير هذا الموضع أنها لا روح فيها يعني الأصنام.
ولو كانت نصباً على قولك يخلقون أمواتاً على القطع وعلى وقوع الفعل أي ويخلقون أمواتاً ليسوا بأحياء.
وقوله: {وما يشعرون أيّان يبعثون} يقول: هي أموات فكيف تشعر متى تبعث، يعني الأصنام. ويقال للكفار: وما يشعرون أيّان.
وقرأ أبو عبد الرحمن السّلميّ {إيّان يبعثون}بكسر ألف (إيّان) وهي لغة لسليم وقد سمعت بعض العرب يقول: متى إيوان ذاك والكلام أوان ذلك). [معاني القرآن: 2/99-98]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أيّان يبعثون} مجازه: متى يحيون). [مجاز القرآن: 1/357]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أمواتٌ غير أحياء وما يشعرون أيّان يبعثون}
وقال: {أمواتٌ غير أحياء} على التوكيد). [معاني القرآن: 2/64]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الناس {أيان يبعثون}.
[معاني القرآن لقطرب: 805]
قراءة أبي عبد الرحمن "إيان" بكسر الألف). [معاني القرآن لقطرب: 806]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أيان تبعثون}: متى). [غريب القرآن وتفسيره: 205]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما يشعرون أيّان يبعثون} أي متى يبعثون). [تفسير غريب القرآن: 242]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أيان
أيّان: بمعنى متى، ومتى بمعنى: أيّ حين.
ونرى أصلها: أيّ أوان، فحذفت الهمزة والواو، وجعل الحرفان واحدا، قال الله تعالى: {أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} ؟ أي متى يبعثون؟ و{أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} ). [تأويل مشكل القرآن: 522]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أموات غير أحياء وما يشعرون أيّان يبعثون} أي وهم أموات غير أحياء.
وقوله: {وما يشعرون أيّان يبعثون} أي ما يشعرون متى يبعثون، و (أيّان) في موضع نصب بقوله (يبعثون) ولكنه مبني غير منون، لأنه بمعنى الاستفهام فلا يعرب كما لا تعرب كم ومتى وكيف وأين، إلّا أن النون فتحت لالتقاء السّاكنين.
فإن قال قائل: فهلّا كسرت؟
قيل الاختيار إذا كان قبل الساكن الأخير ألف أن يفتح، لأن الفتح أشبه بالألف وأخف معها.
وزعم سيبويه والخليل أنك إذا رخّمت رجلا اسمه أسحار، قلت يا أسحارّ - بتشديد الراء - أقبل، ففتحت الراء لالتقاء السّاكنين، - وكذلك تختار مع المفتوح الفتح، تقول إذا أمرت من غضّ: غضّ يا هذا). [معاني القرآن: 3/194-193]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أموات غير أحياء} أي هم أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون يجوز أن يكون المعنى وما تشعر الأصنام ويجوز أن يكون المعنى وما يشعر المشركون
متى يبعثون). [معاني القرآن: 4/62]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَيَّانَ}: متى). [العمدة في غريب القرآن: 177]

تفسير قوله تعالى: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إلهكم إلهٌ واحدٌ فالّذين لا يؤمنون بالآخرة} لا يصدّقون بالآخرة.
{قلوبهم منكرةٌ} له.
سعيدٌ عن قتادة، قال: لهذا القرآن.
وبعضهم يقول: لا إله إلا اللّه.
{وهم مستكبرون} عن عبادة اللّه، وعن ما جاء به رسوله في تفسير الحسن.
وقال قتادة: عن القرآن.
وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/57]

تفسير قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {لا جرم} وهي كلمة وعيدٍ.
{أنّ اللّه يعلم ما يسرّون وما يعلنون} وقد فسّرناه قبل هذا الموضع.
{إنّه لا يحبّ المستكبرين} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/58-57]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا جرم} أي حقاً، وقال أبو أسماء بن الضّريبة أو عطيّة بن عفيف:

يا كرز إنك قد منيت بفارسٍ= بطلٍ إذا هاب الكماة مجرّب
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة= جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
أي أحقت لهم الغضب، وجرم مصدر منه: وكرز: رجل من بني عقيل؛ وأبو عيينة حصن بن حذيفة بن بدر). [مجاز القرآن: 1/358]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {جرم}: أي حقا). [غريب القرآن وتفسيره: 206]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {لا جَرَمَ} قالَ الفرَّاء: هي بمنزلةِ لا بُدَّ ولا مَحَالةَ، ثمَّ كَثُرَت في الكلام حتى صارت بمنزلة حقًّا.
وأصلها من جَرَمْتُ: أي كَسَبْتُ.
وقال في قول الشاعر:
ولقد طعنتُ أبا عيينةَ طعنةً = جَرَمَتْ فَزَارَةُ بعدَها أَن يَغْضَبُوا
أي: كَسَبْتُهُمُ الغَضَبَ أَبَدًا.
قال: وليس قول من قال: (حُقَّ لِفَزَارَةَ الغَضَبُ) بِشيء.
ويقال: فلان جَارِمُ أَهْلِهِ، أَي كاسبُهُم وَجَرِيمَتُهُم.
ولا أحسبُ الذَّنبَ سُمِّيَ جُرْمًا إِلاَّ مِن هَذَا: لأَنَّهُ كَسْبٌ واقترِافٌ). [تأويل مشكل القرآن: 551-550] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا جرم أنّ اللّه يعلم ما يسرّون وما يعلنون إنّه لا يحبّ المستكبرين}
معنى {لا جرم} حق أن اللّه يعلم، ووجب، وقوله: " لا " رد لفعلهم.
قال الشاعر:
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة= جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
المعنى أحقت فزارة بالغضب). [معاني القرآن: 3/194]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جَرَمَ}: حق). [العمدة في غريب القرآن: 177]


رد مع اقتباس