عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 02:41 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي


{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2) وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (5)}

تفسير قوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وجعل الظّلمات والنّور} أي خلق، والنور الضوء.
{بربّهم يعدلون}: مقدم ومؤخر، مجازه يعدلون بربهم، أي: يجعلون له عدلاً، تبارك وتعالى عما يصفون). [مجاز القرآن: 1/ 185]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قال أبو إسحاق: بلغني من حيث أثق به أن سورة الأنعام نزلت كلها جملة واحدة، نزل بها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح، وأن أكثرها احتجاج على مشركي العرب. على من كذب بالبعث والنشور، فابتدأ اللّه عزّ وجلّ بحمده فقال: {الحمد للّه الّذي خلق السّماوات والأرض وجعل الظّلمات والنّور ثمّ الّذين كفروا بربّهم يعدلون} فذكر أعظم الأشياء المخلوقة لأن السماء بغير عمد ترونها والأرض غير مائدة بنا، ثم ذكر الظلمات والنور، وذكر أمر الليل والنهار، وهو مما به قوام الخلق، فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن هذه خلق له، وأن خالقها لا شيء مثله، وأعلم مع ذلك أن الذين كفروا بربهم يعدلون، أي يجعلون للّه عديلا، فيعبدون الحجارة الموات، وهم يقرون أنّ الله خالق ما وصف، ثم أعلمهم اللّه عزّ وجلّ أنه خلقهم من طين.
وذكر في غير هذا الموضع أحوال المخلوقين في النطف والعلق والمضغ المخلّقة وغير المخلّقة، وذلك أن المشركين شكوا في البعث وقالوا:{من يحي العظام وهي رميم} فأعلمهم عزّ وجلّ أن الذي أنشأهم وأنشأ العظام وخلق هذه الأشياء لا من شيء قادر على أن يخلق مثلها، - وهو يحييهم بعد موتهم، فقال عزّ وجلّ: {هو الّذي خلقكم من طين ثمّ قضى أجلا وأجل مسمّى عنده ثمّ أنتم تمترون}). [معاني القرآن: 2/ 227-228]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (قوله جل وعز: {الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور} قال قتادة "خلق الله السماء قبل الأرض والليل قبل النهار والجنة قبل النار" فأما قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها} فمعناه بسطها). [معاني القرآن: 2/ 398]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}
قال مجاهد: أي يشركون.
قال الكسائي: يقال عدلت الشيء بالشيء عدولا إذا ساويته به، وهذا القول يرجع إلى قول مجاهد لأنهم إذا عبدوا مع الله غيره فقد ساووه به وأشركوا). [معاني القرآن: 2/ 398]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}
أي: يسوون وهو الكفر الصراح، أي: يجعلون لله عدلا، أي: مثلا، عز وجل عن ذلك). [ياقوتة الصراط: 217]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَعْدِلُونَ}: يجعلون له مثلاً). [العمدة في غريب القرآن: 125]


تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وأجلٌ مسمّى عنده} مقدم ومؤخر، مجازه وعنده أجلٌ مسمّى، أي وقتٌ مؤقّتٌ.
{ثمّ أنتم تمترون} أي تشكّون). [مجاز القرآن:1/ 185]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({هو الّذي خلقكم مّن طينٍ ثمّ قضى أجلاً وأجلٌ مّسمًّى عنده ثمّ أنتم تمترون}
فأمّا قوله عز وجل: {وأجلٌ مّسمًّى عنده} فـ {أجلٌ} على الابتداء وليس على{قضى}). [معاني القرآن: 1/ 234]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({تمترون}: تشكون). [غريب القرآن وتفسيره: 134]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ثمّ قضى أجلًا} بالموت.
{وأجلٌ مسمًّى عنده} للدنيا إذا فنيت). [تفسير غريب القرآن: 150]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({هو الّذي خلقكم من طين ثمّ قضى أجلا وأجل مسمّى عنده ثمّ أنتم تمترون} أي جعل لحياتكم أجلا أي وقتا تحيون فيه.
{وأجل مسمى عنده} يعني أمر الساعة والبعث.
{ثمّ أنتم} بعد هذا البيان.
{تمترون} أي تشكون). [معاني القرآن: 2/ 228]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {هو الذي خلقكم من طين} ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده قال الحسن ومجاهد وعكرمة وخصيف وقتادة وهذا لفظ الحسن: قضى أجل الدنيا من يوم خلقك إلى أن تموت وأجل مسمى عنده يعني الآخرة.
{ثم أنتم تمترون} أي تشكون وتعبدون معه غيره). [معاني القرآن: 2/ 399]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَمْتَرُونَ} تشُكون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 75]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَمْتَرُونَ}: تشكون). [العمدة في غريب القرآن: 125]


تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {وهو اللّه في السّماوات وفي الأرض يعلم سرّكم وجهركم ويعلم ما تكسبون}
"في" موصولة في المعنى بما يدل عليه اسم اللّه، المعنى هو الخالق العالم بما يصلح به أمر السماء والأرض.
المعنى هو المتفرد بالتدبير في السّماوات والأرض،
ولو قلت "هو زيد في البيت والدار" لم يجز إلا أن يكون في الكلام دليل على أن زيدا يدبر أمر البيت والدار فيكون المعنى هو المدبّر في الدار والبيت،
ولو قلت "هو المعتضد الخليفة في الشرق والغرب"، أو قلت "هو المعتضد في الشرق والغرب" جاز على هذا.
ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر كأنه قيل إنه هو اللّه وهو في السّماوات وفي الأرض، ومثل هذا القول الأول - وهو الّذي في السّماء إله وفي الأرض إله
ويجوز أن يكون وهو الله في السّماوات وفي الأرض، أي هو المعبود فيهما، وهذا نحو القول الأول). [معاني القرآن: 2/ 228]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وهو الله في السموات وفي الأرض} والألف واللام في أحد قولي سيبويه مبدلة من همزة والأصل عنده إله فالمعنى على هذا هو المعبود في السموات وفي الأرض،
- ويجوز أن يكون المعنى وهو الله المنفرد بالتأليه في السموات وفي الأرض كما تقول هو في حاجات الناس وفي الصلاة،
- ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر ويكون المعنى وهو الله في السموات وهو الله في الأرض). [معاني القرآن: 2/ 399-400]



تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4)}


تفسير قوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (5)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {أنبأ ما كانوا به يستهزءون} أي أخبار). [مجاز القرآن: 1/ 185]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فقد كذّبوا بالحقّ لمّا جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون}: دل بهذا أنهم كانوا يستهزئون، وقد ذكر استهزاؤهم في غير هذا المكان، ومعنى إتيانه أي تأويله: المعنى سيعلمون ما يؤول إليه استهزاؤهم). [معاني القرآن: 2/ 228]


رد مع اقتباس