عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 جمادى الآخرة 1434هـ/7-05-2013م, 04:26 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون...}.
إلا ليوحّدوني، وهذه خاصّة يقول: وما خلقت أهل السعادة من الفريقين إلا ليوحّدوني. وقال بعضهم: خلقهم ليفعلوا ففعل بعضهم وترك بعضٌ، وليس فيه لأهل القدر حجّةٌ، وقد فسّر). [معاني القرآن: 3/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون} يعني المؤمنين منهم، أي ليوحدوني.
ومثله قوله: {فأنا أوّل العابدين}، أي الموحدين). [تفسير غريب القرآن: 422]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}.
لما قال المشركون: لله ولد، ولم يرجعوا عن مقالتهم بما أنزله الله على رسوله، عليه السلام، من التبرّؤ من ذلك- قال الله سبحانه لرسوله عليه السّلام: {قُلْ}: لهم {إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} أي: عندكم في ادعائكم. {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أي: أول الموحدين، ومن وحّد الله فقد عبده، ومن جعل له ولدا أو ندّا، فليس من العابدين، وإن اجتهد.
ومنه قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، أي إلا ليوحّدون.
قال مجاهد: يريد إن كان لله ولد في قولكم، فأنا أول من عبد الله ووحّده، وكذّبكم بما تقولون.
وبعض المفسرين يجعل إن بمعنى (ما)، وليس يعجبني ذلك.
ويقال: "العابدون" هاهنا: الغضاب الآنفون. يقال: عبدت من كذا أعبد عبدا. وأكثر ما تأتي الأسماء من فعل يفعل (على فعل) كقوله: وجل يوجل فهو وجل، وفزع يفزع فهو فزع.
وربما جاء على (فاعل) نحو علم يعلم فهو عالم.
وربما جاء منه على (فعل) و(فاعل) نحو صدى يصدي فهو صد وصاد، كذلك تقول: عبد يعبد فهو عبد وعابد، قال الشاعر:
وأعبد أن تهجى تميم بدارم). [تأويل مشكل القرآن: 373-374](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، يريد المؤمنين منهم. يدلك على ذلك قوله في موضع آخر: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}، أي خلقنا). [تأويل مشكل القرآن: 282](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون}
اللّه -عزّ وجلّ- قد علم من قبل أن يخلق الجنّ والإنس من يعبده ممّن يكفر به، فلو كان إنما خلقهم ليجبرهم على عبادته لكانوا كلهم عبادا مؤمنين ولم يكن منهم ضلّال كافرون.
فالمعنى: وما خلقت الجنّ والإنس إلا لأدعوهم إلى عبادتي، وأنا مريد العبادة منهم، يعني من أهلها). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {ما أريد منهم مّن رّزقٍ...}.
يقول: ما أريد منهم أن يرزقوا أنفسهم، {وما أريد أن يطعمون...} أن يطعموا أحداً من خلقي). [معاني القرآن: 3/89-90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما أريد منهم من رزقٍ} أي ما أريد أن يرزقوا أنفسهم،
{وما أريد أن يطعمون} أي يطعموا أحدا من خلقي). [تفسير غريب القرآن: 422-423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ} أي ما أريد أن يرزقوا أنفسهم. {وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} أي ما أريد أن يطعموا أحدا من خلقي.
وأصل هذا: أن البشر عباد الله وعياله فمن أطعم عيال رجل ورزقهم، فقد رزقه وأطعمه، إذ كان رزقهم عليه). [تأويل مشكل القرآن: 223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(مِن) قد تزاد في الكلام أيضا، كقوله: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ} أي: ما أريد منهم رزقا.
وتقول: ما أتاني من أحد، أي أحد). [تأويل مشكل القرآن: 250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون}
أي ما أريد أن يرزقوا أحدا من عبادي، وما أريد أن يطعموه؛ لأني أنا الرزاق المطعم). [معاني القرآن: 5/58-59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ}: أي أن يطعموا أنفسهم {وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ}: أي أن يطعموا أحداً من الناس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين...}.
قرأ يحيى بن وثاب (المتين) بالخفض جعله من نعتٍ ـ القوة، وإن كانت أنثى في اللفظ، فإنّه ذهب إلى الحبل وإلى الشيء المفتول.
أنشد بعض العرب:
لكل دهرٍ قد لبست أثوباً = من ريطةٍ واليمنة المعصّبا
فجعل المعصّب نعتاً لليمنة، وهي مؤنثةٌ في اللفظ لأن اليمنة ضربٌ وصنفٌ من الثياب: الوشي، فذهب إليه.
وقرأ الناس ـ (المتين) رفعٌ من صفة الله تبارك وتعالى). [معاني القرآن: 3/90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و{المتين}: الشديد القوي). [تفسير غريب القرآن: 423]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين}
والقراءة الرفع وهو في العربية أحسن نكون رفع (المتين) صفة لله عزّ وجل، ومن قرأ (ذو القوة المتين) - بالخفض - جعل المتين صفة للقوة لأن تأنيث القوة كتأنيث الموعظة، كما قال: (فمن جاءه موعظة) المعنى فمن جاءه وعظ.
ومعنى (ذو القوّة المتين) ذو [الاقتدار] الشديد). [معاني القرآن: 5/59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَتِينُ}: القوي الشديد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: عز وجل: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوباً...}.
والذنوب في كلام العرب: الدلو العظيمة ولكن العرب تذهب بها إلى النّصيب والحظّ.
وبذلك أتى التفسير: فإنّ للذين ظلموا حظًّا من العذاب، كما نزل بالذين من قبلهم، وقال الشاعر:
لنا ذنوبٌ ولكم ذنوب = فإن أبيتم فلنا القليب
والذنوب: يذكّر، ويؤنّث). [معاني القرآن: 3/90]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فإنّ للذّين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم} أي: نصيباً. قال علقمة بن عبدة:
وفي كل يوم قد خبطت بنائلٍ = فحقّ لشأشٍ من نداك ذنوب
فقال الملك وأذنبه، أي نصيب. وإنما أصلها من الدلو والذنوب والسجل واحد وهو ملء الدلو وأقل قابلاً، قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
من يساجلني يساجل ماجداً = يملأ الدلو إلى عقد الكرب). [مجاز القرآن: 2/228-229]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فإنّ للّذين ظلموا ذنوباً مّثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون}
وقال: {ذنوباً مّثل ذنوب أصحابهم} أي: سجلاً من العذاب). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم}: أي حضا ونصيبا، وإنما أصلها من الدلو، يقال الدلو الذنوب والسجل، شبه العطاء والنصيب به). [غريب القرآن وتفسيره: 349]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الذنوب): الحظ والنصيب. وأصله: الدلو العظيمة.

وكانوا يستقون، فيكون لكل واحد ذنوب. فجعل «الذنوب» مكان «الحظ والنصيب»: على الاستعارة). [تفسير غريب القرآن: 423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم}، أي حظّا ونصيبا.
وأصل الذّنوب: الدّلو، وكانوا يستقون الماء، فيكون لهذا ذَنوب ولهذا ذَنوب، فاستعير في موضع النّصيب، وقال الشاعر:
إنّا إذا نازَعَنا شَريبُ = لنا ذَنوبٌ وله ذَنوبُ). [تأويل مشكل القرآن: 150]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون}
"الذّنوب" في اللغة: النصيب، والدلو يقال لها الذنوب.
المعنى فإن للذين ظلموا نصيبا من العذاب مثل نصيب أصحابهم الذين أهلكوا نحو عاد وثمود وقوم لوط.
{فلا يستعجلون} أي إن أخّروا إلى يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الذَنُوب): الحظ والنصيب وأصله الدلو العظيمة كانت نصيباً لكل واحد في الاستقاء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الذَنُوب): النصيب). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فويل للّذين كفروا من يومهم الّذي يوعدون} أي من يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/59]

رد مع اقتباس