عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 17 ذو القعدة 1439هـ/29-07-2018م, 08:59 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}
الضمير في "قالوا" للكفار من العرب في قولهم: للملائكة بنات الله، وللنصارى، ولكل من كفر بهذا النوع من الكفر). [المحرر الوجيز: 6/71]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {لقد جئتم} - بعد الكناية عنهم - بمعنى: قل لهم يا محمد، و"الإد": الأمر الشنيع الصعب، وهي الدواهي والشنع العظيمة، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه المقالة أول ما قيلت في العالم شاك الشجر واستعرت
[المحرر الوجيز: 6/71]
جهنم وغضبت الملائكة. وقرأ الجمهور: "إدا" بكسر الهمزة، وقرأ أبو عبد الرحمن: "أدا" بفتح الهمزة، ويقال: إد، وأد، وآد). [المحرر الوجيز: 6/72]

تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير هنا، وفي "عسق": "تكاد" بالتاء "يتفطرن" بياء وتاء وفتح الطاء وشدها، ورواها حفص عن عاصم، وقرأ أبو عمرو، وعاصم - في رواية أبي بكر: "تكاد" بالتاء "ينفطرن" بياء ونون وكسر الطاء، وقرأ نافع، والكسائي: "يكاد" بالياء وإزالة علامة التأنيث "يتفطرن" بالياء والتاء وشد الطاء وفتحها في الموضعين، وقرأ حمزة، وابن عامر في مريم مثل أبي عمرو، وفي "عسق" مثل ابن كثير، وقال أبو الحسن، والأخفش: "يكاد" بمعنى: يريد، وكذلك قوله تعالى: {أكاد أخفيها} وأنشد على أن "كاد" بمعنى "أراد" قول الشاعر:
كادت وكدت وتلك خير إرادة ... لو عاد من زمن الصبابة ما مضى
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولا حجة في هذا البيت، وهذا قول قلق.
وقال الجمهور: إنما هي استعارة لشنعة الأمر، أي: هذا حقه لو فهمت الجمادات قدره، وهذا المعنى مهيع للعرب، فمنه قول جرير:
[المحرر الوجيز: 6/72]
لما أتى خبر الزبير تواضعت ... سور المدينة والجبال الخشع
ومنه قول الآخر:
ألم تر صدعا في السماء مبينا ... على ابن لبني الحارث بن هشام؟
وقال الآخر:
وأصبح بطن مكة مقشعرا ... كأن الأرض ليس بها هشام
و"الانفطار": الانشقاق على رتبة غير مقصودة، و"الهد": الانهدام والتفرق في سرعة، قال محمد بن كعب: كاد أعداء الله أن يقيموا علينا الساعة). [المحرر الوجيز: 6/73]

تفسير قوله تعالى: {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا} نفي على جهة التنزيه له عن ذلك، وقد تقدم ذكر هذا المعنى وأقسام هذا اللفظ في هذه السورة). [المحرر الوجيز: 6/73]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {إن كل من في السماوات والأرض} الآية. "إن" نافية بمعنى "ما"، وقرأ الجمهور: "آتي الرحمن" بالإضافة، وقرأ طلحة: "آت الرحمن" بتنوين "آت" والنصب
[المحرر الوجيز: 6/73]
في النون، وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه: "لما آتي الرحمن"، واستدل بعض الناس بهذه الآية على أن الولد لا يكون عبدا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا انتزاع بعيد، و"عبدا" حال). [المحرر الوجيز: 6/74]

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن إحاطته ومعرفته بعبيده، فذكر "الإحصاء"، ثم كرر المعنى بغير اللفظ، وقرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لقد كتبهم وعدهم"، وفي مصحف أبي رضي الله عنه: "لقد أحصاهم فأجملهم عددا". وقوله: "عدا" تأكيد للفعل وتحقيق له). [المحرر الوجيز: 6/74]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "فردا" يتضمن معنى قلة النصر والحول والقوة، لا مجير له مما يريد الله به). [المحرر الوجيز: 6/74]

رد مع اقتباس