عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 06:08 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه...}.يريد: النبي صلى الله عليه ليلة أتاه الجن ببطن نخلة. {كادوا يكونون عليه لبداً...} كادوا يركبون النبي صلى الله عليه رغبةً في القرآن، وشهوة له.وقرأ بعضهم: "لبدا" والمعنى فيهما - والله أعلم - واحد، يقال: لبدةٌ، ولبدة.ومن قرأ: "لبّداً" فإنه أراد أن يجعلها من صفة الرجال، كقولك: ركّعاً، وركوعا، وسجّدا، وسجودا). [معاني القرآن: 3/194]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كادوا يكونون عليه لبداً} جماعات، واحدها لبدة وكذلك يقال للجراد الكثير ؛ قال عبد مناف بن ربع:صابوا بستة أبياتٍ وأربعةٍ... حتى كأن عليهم جابياً لبداالجابي الجراد الذي يجبي كل شيء يأكله). [مجاز القرآن: 2/272]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كادوا يكونون عليه لبدا}: جماعات واحدها لبدة وقالوا ركاما). [غريب القرآن وتفسيره: 394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه} أي لمّا قام النبي - صلّى اللّه عليه وسلم - يدعو إليه، {كادوا يكونون عليه لبداً} أي يلبدون به [ويتراكبون]: رغبة في القرآن، وشهوة لاستماعه.
وهو جمع «لبدة»، يقال: غشيته لبة من الحرام، أي قطعة لبدت به). [تفسير غريب القرآن: 491]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم قال سبحانه: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ} بنصب (أنّ) نسق على ما تقدم من قوله سبحانه. يريد لما قام النبي، عليه السلام يدعوه أي يدعو الله كادوا يكونون عليه لبداً يعني الجنّ كادوا يلبدون به ويتراكبون، رغبة فيما سمعوا منه، وشهوة له). [تأويل مشكل القرآن: 433]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأنّه لمّا قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا}
ويقرأ (لبدا)، ويجوز (لبّدا). والمعنى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما صلّى الصبح بذات نخلة كادت الجن - لما سمعوا القرآن وتعجبوا منه - أن يسقطوا على النبي - صلى الله عليه وسلم-.
وقيل كادوا يعني به جميع الملأ التي تظاهرت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعنى (لبدا) يركب بعضه بعضا، وكل شيء ألصقته بشيء إلصاقا شديدا فقد لبدته ومن هذا اشتقاق هذه اللبود التي تفرش.
فأما من قرأ (لبدا) فهو جمع لبدة ولبد.
ومن قرأ (لبدا) نهو جمع لبدة ولبدة ولبدة فني معنى واحد.
ومعنى من قرأ (لبّدا) فهو جمع لابد ولبد، مثل راكع وركّع وغاز وغزّى). [معاني القرآن: 5/236-237]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ) : ({وأنه لما قام عبد الله} يعني: محمدا - صلى الله عليه وسلم). [ياقوتة الصراط: 535]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِبَداً} يبتدرونه رغبة في القرآن، وهو جمع لِبْدَة: وهو القطعة من النّاس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 283]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِبَدًا}: جماعات). [العمدة في غريب القرآن: 319]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {قل إنّما أدعو ربّي...} قرأ الأعمش وعاصم: "قل إنما أدعو ربّي" وقرأ عامة أهل المدينة كذلك، وبعضهم: (قال)، وبعضهم: (قل)...
- وحدثني محمد بن الفضل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السّلمي، عن علي بن أبي طالب - رحمه الله- أنه قرأها: (قال إنما أدعو ربّي)). [معاني القرآن: 3/195]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (اجتمع القراء على: {لا أملك لكم ضرّاً...} بنصب الضاد، ولم يرفع أحد منهم). [معاني القرآن: 3/195]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولن أجد من دونه ملتحداً...} ملجأ ولا سرباً ألجأ إليه). [معاني القرآن: 3/195]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ملتحدا}: قالوا ملجأ). [غريب القرآن وتفسيره: 394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({ولن أجد من دونه ملتحداً} أي معدلا وموئلا).
[تفسير غريب القرآن: 492]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {قل إنّي لن يجيرني من اللّه أحد ولن أجد من دونه ملتحدا} أي، منجى إلا أن اشتقاقه من اللحد، وهو مثل (لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدّخلا) فالملتحد من جنس المدّخل
.ونصب (إلّا بلاغا) على البدل من قوله (ملتحدا)، المعنى ولن أجد من دونه منجى إلا بلاغا أي لا ينجيني إلا أن أبلغ عن الله ما أرسلت به). [معاني القرآن: 5/237]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُلْتَحَداً} أي معدلاً وموئلاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 283]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُلْتَحَدًا}: ملجأ). [العمدة في غريب القرآن: 319]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إلاّ بلاغاً مّن اللّه ورسالاته...}.يكون استثناء من قوله: "لا أملك لكم ضرا ولا رشدا إلا أن أبلغكم ما أرسلت به".
وفيها وجه آخر: قل إني لن يجيرني من الله أحد إن لم أبلغ رسالته، فيكون نصب البلاغ من إضمار فعل من الجزاء كقولك للرجل: إلا قياماً فقعودا، وإلا عطاء فردا جميلا. أي إلا تفعل إلا عطاء فردا جميلا فتكون لا منفصلة من إن ـ وهو وجه حسن، والعرب تقول: إن لا مال اليوم فلا مال أبدا ـ يجعلون (لا) على وجه التبرئة، ويرفعون أيضا على ذلك المعنى، ومن نصب بالنون فعلى إضمار فعل، أنشدني بعض العرب:
فإن لا مال أعطيه فإني = صديق من غدو أو رواح). [معاني القرآن: 3/195]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إلّا بلاغاً من اللّه ورسالاته} هذا استثناء من {لا أملك لكم ضرًّا ولا رشداً}: إلا أن أبلغكم). [تفسير غريب القرآن: 492]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ونصب (إلّا بلاغا) على البدل من قوله (ملتحدا).المعنى ولن أجد من دونه منجى إلا بلاغا أي لا ينجيني إلا أن أبلغ عن الله ما أرسلت به). [معاني القرآن: 5/237](م)

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24)}

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أمدا}: غاية). [غريب القرآن وتفسيره: 394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
( {أم يجعل له ربّي أمداً} أي غاية).
[تفسير غريب القرآن: 492]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربّي أمدا} أي بعدا، كما قال: [(وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون)] ). [معاني القرآن: 5/237]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَمَدًا}: غاية). [العمدة في غريب القرآن: 319]

تفسير قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إلاّ من ارتضى من رّسولٍ...} فإنه يطلعه على غيبه). [معاني القرآن: 3/195]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً...}.ذكروا أن جبريل ـ صلى الله عليه ـ كان إذا نزل بالرسالة إلى النبي صلى الله عليه نزلت معه ملائكة من كل سماء يحفظونه من استماع الجن الوحي ليسترقوه، فيلقوه إلى كهنتهم، فيسبقوا به النبي صلى الله عليه، فذلك الرّصد من بين يديه ومن خلفه). [معاني القرآن: 3/196]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً (26) إلّا من ارتضى من رسولٍ} أي اصطفي للنبوة والرسالة: فإنه يطلعه على ما شاء من غيبه، {فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه} أي يجعل بين يديه وخلقه {رصداً} من الملائكة: يدفعون عنه الجن أن يسمعوا ما ينزل به الوحي، فيلقوه إلى الكهنة قبل أن يخبر [به] النبيّ - صلّى اللّه عليه وسلم - الناس). [تفسير غريب القرآن: 492]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم قال سبحانه لنبيه عليه السلام: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} أي ارتضاء للنّبوّة والرّسالة، فإنّه يطلعه على ما يشاء من غيبه.
ثم قال: {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} أي يجعل بين يديه وخلفه رصدا من الملائكة، يحوطون الوحي من أن تسترقه الشياطين فتلقيه إلى الكهنة، حتى تخبر به الكهنة إخبار الأنبياء، فلا يكون بينهم وبين الأنبياء فرق، ولا يكون للأنبياء دلالة). [تأويل مشكل القرآن: 433-434]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(قوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلّا من ارتضى من رسول} هذه الآية توجب على من ادعى أنّ النّجوم تدلّه على ما يكون من حياة وموت وغير ذلك أن قد كفر بما في القرآن.
وكذلك قوله: (قل لا يعلم من في السّماوات والأرض الغيب إلّا اللّه). والاستثناء بقوله: (إلّا من ارتضى من رسول فإنّه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا (27)معناه أنه لا يظهر على غيبه إلا الرسل، لأن الرسل يستدل على نبوتهم بالآيات المعجزات، وبأن يخبروا بالغيب فيعلم بذلك أنهم قد خالفوا غير الأنبياء). [معاني القرآن: 5/237]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم عزّ وجلّ أنه يحفظ ذلك بأن يسلك (من بين يديه ومن خلفه رصدا). [معاني القرآن: 5/237]
إذا نزل الملك بالوحي أرسل اللّه معه رصدا يحفظون الملك من أن يأتي أحد من الجن فيستمع الوحي فيخبر به الكهنة فيخبروا به الناس فيساؤوا الأنبياء.فأعلم الله أنه يسلك من بين يدي الملك ومن خلفه رصدا). [معاني القرآن: 5/238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} من الملائكة مَن يدفع عنه الجنّ لئلّا يسمعوا الوحي فيلقوه إلى الكهنة قبل أن يُخبر النبي صلى الله عليه وسلم الناسَ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 283]

تفسير قوله تعالى: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (ثم قال جل وعز: {لّيعلم...} يعني محمداً صلى الله عليه: {أن قد أبلغوا رسالات ربّهم ...} يعني جبريل صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: هو محمد صلى الله عليه، أي: يعلم محمد أنه قد أبلغ رسالة ربه.وقد قرأ بعضهم: "ليعلم أن قد أبلغوا" يريد: لتعلم الجنّ والإنس أن الرسل قد أبلغت لا هم بما رجوا من استراق السمع). [معاني القرآن: 3/196]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ليعلم} محمد أن الرسل قد بلّغت عن اللّه عز وجل، وأن اللّه حفظها ودفع عنها، وأحاط بما لديها.ويقال: ليعلم محمد أن الملائكة - يريد جبريل - قد بلّغ رسالات ربه.
ويقرأ: لتعلم بالتاء. يريد: لتعلم الجنّ أن الرسل قد بلّغت [عن] إلههم بما ودّوا: من استراق السمع). [تفسير غريب القرآن: 492]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم قال: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ} أي ليبلّغوا رسالات ربهم.
و(العلم) هاهنا مثله في قوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} يريد: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا تجاهدوا وتصبروا، فيعلم الله ذلك ظاهرا موجودا يجب به ثوابكم، على ما بينا في غير هذا الموضع). [تأويل مشكل القرآن: 434]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربّهم وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيء عددا (28)} فيجوز أن يكون ليعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الرسالة أتته ولم تصل إلى غيره.
ويجوز أن يكون - واللّه أعلم - ليعلم اللّه أن قد أبلغوا رسالاته، وما بعده يدل على هذا وهو قوله: (وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيء عددا).
فهذا المضمر في (وأحصى) لله عزّ وجلّ لا لغيره.
ونصب (عددا) على ضربين، على معنى وأحصى كل شيء في حال العدد، فلم تخف عليه سقوط ورقة ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس، ويجوز أن يكون (عددا) في موضع المصدر المحمول على معنى وأحصى، لأن معنى أحصى وعدّ كل شيء عددا). [معاني القرآن: 5/238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ} أي ليعلم محمد أن الملائكة قد بلّغت عن ربّها الرسالة إليه، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً بما لديهم، وحفظهم من أن يبلغ الشياطين إلى الاستماع قبل محمد صلى الله عليه وسلم. والملائكة هنا: جبريل عليه السلام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 283]
[/align]

رد مع اقتباس