عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:53 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) }

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ...} يعني حاطبا، "فيهم" في إبراهيم. يقول: في فعل إبراهيم، والذين معه إذا تبرءوا من قومهم. يقول: ألا تأسيت يا حاطب بإبراهيم؛ فتبرأ من أهلك كما برئ إبراهيم؟ ثم قال: {إلاّ قول إبراهيم لأبيه} أي: قد كانت لكم أسوة في أفاعيلهم إلاّ في قول إبراهيم: {لأستغفرن}؛ فإنه ليس لكم فيه أسوة). [معاني القرآن: 3/149]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا برءاؤا مّنكم...}. إن تركت الهمز من براء أشرت إليه بصدرك، فقلت: براء. وقال الفراء: مدّة، وإشارة إلى الهمز، وليس يضبط إلاّ بالسمع، [معاني القرآن: 3/149]
[ولم يجرها]. ومن العرب من يقول: إنا براءٌ منكم، فيجري، ولو قرئت كذلك كان وجها). [معاني القرآن: 3/150]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {رّبّنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا...} أي: فقولوا هذا القول أنتم، ويقال: إنه من قيل إبراهيم عليه السلام وقومه). [معاني القرآن: 3/150]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والّذين معه إذ قالوا لقومهم} ثم استثنى " إلاّ قول إبراهيم لأبيه لأستغفرنّ لك "). [مجاز القرآن: 2/257]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والّذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برآء مّنكم وممّا تعبدون من دون اللّه كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتّى تؤمنوا باللّه وحده إلاّ قول إبراهيم لأبيه لأستغفرنّ لك وما أملك لك من اللّه من شيءٍ رّبّنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا وإليك المصير}[قال] {إلاّ قول إبراهيم} استثناء خارج من أول الكلام). [معاني القرآن: 4/30]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ}... أي عبرة وائتمام.{إلّا قول إبراهيم لأبيه}... قال قتادة: «ائتسوا بأمر إبراهيم كلّه، إلا في استغفاره لأبيه: فلا تأتسوا به في ذلك، لأنه كان عن موعدة منه له»). [تفسير غريب القرآن: 461]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}.
ذكر المفسرون: أنّها أنزلت في حاطب بن أبي بلتعة وكان كتب إلى المشركين بمكة يخبرهم بمسير الرسول، صلّى الله عليه وسلم إليهم، لأنّ عياله كانوا بمكة، ولم يكن له بها عشيرة تمنع منهم، فأراد أن يتقرب إليهم ليكفوا عن عياله فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} أي تخبرونهم بما يخبر بمثله الرجل أهل مودّته، وتنصحون لهم وقد كفروا بما جاءكم من الحقّ، مع النبي، صلّى الله عليه وسلم يخرجون الرّسول وإيّاكم تمّ الكلام، يعني من مكة أن تؤمنوا بالله ربّكم، أي أخرجوا الرسول وأخرجوكم، لأن آمنتم بالله وحده إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي، يريد. فلا تلقوا إليهم بالمودة إن كنتم خرجتم مجاهدين في سبيلي طالبين رضاي.
ثم قال: {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ}، أي كيف تستترون بمودّتكم لهم منّي وأنا أعلم بما تضمرون وما تظهرون؟.
ثم ضرب لهم إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم، مثلا حين تبرّأ من قومه ونابذهم وباغضهم، إلى قوله سبحانه: {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا}، يريد أنّ إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم، عاداهم وهجرهم في كل شيء إلا في قوله لأبيه: لأستغفرنّ لك). [تأويل مشكل القرآن: 356-357](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والّذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برءاء منكم وممّا تعبدون من دون اللّه كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتّى تؤمنوا باللّه وحده إلّا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرنّ لك وما أملك لك من اللّه من شيء ربّنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا وإليك المصير}
{قد كانت لكم أسوة} ويجوز أسوة بضم الهمزة.
{في إبراهيم والّذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برءاء منكم وممّا تعبدون من دون اللّه} فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن أصحاب إبراهيم صلوات اللّه عليه تبرأوا من قومهم وعادوهم، فأمر أصحاب النبي عليه السلام أن يتأسّوا بهم وبقولهم.
وقوله: {إلّا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرنّ لك} فإن ذلك عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له إقامته على الكفر تبرّأ منه.فأمّا ما يجوز في " برءاء منكم " فأربعة أوجه:أجودها برءاء على فعلاء، مثل ظريف وظرفاء، وشريك وشركاء، وكذلك بري. وبرءاء، ويجوز براء منكم وبرآء منكم جميعا بالمد فمن قال براء بالمد فهو بمنزلة ظريف وظراف.
ومن قال براء بالضم - أبدل الضم من الكسرة كما قالوا رخلة ورخال وقال بعضهم: رخال بضم الراء وقالوا: شاة ربى وغنم ربات ورباب - بضم الراء وكسرها - وهي الحديثة النتاج، أي الحديثة الولادة.ويجوز براء منكم بفتح الباء، لأن العرب تقول: أنا البراء منك ويقول الاثنان والثلاثة: نحن البراء منك، وكذلك تقول المرأة: أنا البراء منك.فلا تقرأ من هذه الأوجه إلا بما قرأ به من توجد عنه القراءة). [معاني القرآن: 5/156-157]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أُسْوَةٌ} أي عبرة وائتمام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 267]

تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّنا لا تجعلنا فتنةً...}. لا تظهرنّ علينا الكفار فيروا أنهم على حق، وأنّا على باطل). [معاني القرآن: 3/150]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ربّنا لا تجعلنا فتنة للّذين كفروا واغفر لنا ربّنا إنّك أنت العزيز الحكيم} معناه لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على حق فيفتتنوا بذلك). [معاني القرآن: 5/157]

تفسير قوله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {عسى اللّه أن يجعل بينكم وبين الّذين عاديتم مّنهم مّودّةً...}.يقول: عسى أن ترجع عداوة بينكم إلى المودة، فتزوج النبي صلى الله عليه أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، فكانت المصاهرة مودة). [معاني القرآن: 3/150]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {عسى اللّه أن يجعل بينكم وبين الّذين عاديتم منهم مودّة واللّه قدير واللّه غفور رحيم}
{عسى} واجبة من اللّه.جاء في التفسير أنه يعني بهذا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوج أمّ حبيبة بنت أبي سفيان، فهذه هي المودة وقيل إنه يعني به من أسلم منهم فيكون بينكم وبينهم مودّة). [معاني القرآن: 5/157

رد مع اقتباس