عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 21 ذو الحجة 1439هـ/1-09-2018م, 07:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم}
"تلقى" تفعل، مضاعف، ومعناه: تعطى، كما قال سبحانه: وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم، قال الحسن: المعنى: أنك لتقبل القرآن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولا شك أنه يفيض عليه فضل الله تعالى فيقلبه صلى الله عليه وسلم، وهذه الآية رد على كفار قريش في قولهم: إن القرآن من تلقاء محمد بن عبد الله. و"من لدن" معناه: من عنده ومن جهته، و"الحكيم": ذو الحكمة في معرفته حيث يجعل رسالاته، وفي غير ذلك، لا إله إلا هو). [المحرر الوجيز: 6/516]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قص تعالى خبر موسى، والتقدير: اذكر إذ قال موسى، وكان من أمر موسى عليه
[المحرر الوجيز: 6/516]
السلام أنه حين خرج بزوجته بنت شعيب عليهما السلام يريد مصر -وقد قرب وقت نبوته- مشوا في ليلة ظلماء ذات برد ومطر، ففقدوا النار ومسهم البرد واشتدت عليهم الظلمة وضلوا الطريق، وأصلد زناد موسى عليه السلام، فبينا هو في هذه الحال إذ رأى نارا على بعد. و"آنست" معناه: رأيت، ومنه قول حسان بن ثابت:
انظر خليلي بباب جلق هل تؤنس دون البلقاء من أحد؟
فلما رأى موسى ذلك قال لأهله ما في الآية، ومشى نحوها، فلما دنا منها بعدت هي منه، وكان ذلك نورا من نور الله عز وجل، ولم يكن نارا في نفسه، لكن ظنه موسى نارا، فناداه الله تبارك وتعالى عند ذلك، وسمع موسى عليه السلام النداء من جهة الشجرة، وأسمعه الله تعالى كلامه. و"الخبر" الذي رجاه موسى عليه السلام هو الإعلام بالطريق. وقوله: {بشهاب قبس}، شبه النار التي توجد في طرف عود أو غيره بالشهاب، ثم خصصه بأنه مما اقتبس؛ إذ الشهب قد تكون من غير اقتباس، والقبس اسم لقطعة النار تقتبس في عود أو غيره، كما أن القبض اسم ما يقبض، ومنه قول أبي زيد:
في كفة صعدة مثقفة ... فيها سنان كشعلة القبس
[المحرر الوجيز: 6/517]
وقول الآخر:
من شاء من نار الجحيم استقبسا
وأصل الشهاب الكوكب المنقض في أثر مسترق السمع، وكل ما يقال له شهاب من النيرات فعلى التشبيه، قال الزجاج: كل أبيض ذي نور فهو شهاب، وكلامه معترض، والقبس يحتمل أن يكون اسما غير صفة أضاف إليه، بمعنى: بشهاب اقتبسه أو اقتبسته، وعلى كونه صفة يكون ذلك كإضافة الدار إلى الآخرة، والصلاة إلى الأولى، وغير ذلك. وقرأ الجمهور بإضافة "شهاب" إلى "قبس"، وهي قراءة الحسن وأهل المدينة ومكة والشام، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: "بشهاب قبس" بتنوين "شهاب"، وهذا على الصفة، ويجوز أن تكون مصدر: قبس يقبس، كما الحلب مصدر حلب يحلب، وقال أبو الحسن: الإضافة أجود وأكثر في القراءة، كما تقول: دار آجر وسوار ذهب، حكاه أبو علي. و"تصطلون" معناه: تستدفئون من البرد). [المحرر الوجيز: 6/518]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في "جاءها" للنار التي رآها موسى عليه السلام، وقوله تبارك وتعالى: {أن بورك} يحتمل أن تكون "أن" مفسرة، ويحتمل أن تكون في موضع نصب على تقدير: "بأن بورك"، ويحتمل أن تكون في موضع رفع على تقدير: "نودي أنه"، قاله الزجاج. وقوله: "بورك" معناه:، قدس وضوعف خيره ونمي، والبركة مختصة بالخير، ومن هذا قول أبي طالب بن عبد المطلب:
بورك الميت الغريب كما بو ... رك نبع الرمان والزيتون
و "بارك" متعد بغير حرف، تقول العرب: باركك الله.
[المحرر الوجيز: 6/518]
وقوله تعالى: {من في النار} اضطرب المتأولون فيه، فقال ابن عباس، وابن جبير، والحسن، وغيرهم: أراد عز وجل نفسه، وعبر بعضهم في هذا القول عبارات مردودة شنيعة. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أراد النور. وقال الحسن، وابن عباس: أراد بـ "من حولها" الملائكة وموسى.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فأما قول الحسن وغيره فإنما يتخرج على حذف مضاف، بمعنى: بورك من قدرته وسلطانه في النار، والمعنى: في النار على ظنك وما حسبت، وأما القول بأن " من في النار " النور، فهذا على أن يعبر عن النور من حيث كان أنه من نور الله تعالى، ويحتمل أن يكون من الملائكة؛ لأن ذلك النور الذي حسبه موسى نارا لم يخل من الملائكة. و" من حولها " يكون موسى والملائكة المطيفين بها. وقرأ أبي بن كعب "بوركت النار". و" من حولها " يكون موسى والملائكة، كذا حكى أبو حاتم، وحكى ابن مكي أنه قرأ: "تباركت النار ومن حولها"، وحكى الداني أبو عمرو أنه قرأ: "ومن حولها من الملائكة"، قال: وكذلك قرأ ابن عباس وعكرمة ومجاهد.
وقوله تعالى: {وسبحان الله رب العالمين} يحتمل أن يكون مما قيل في النداء لموسى
[المحرر الوجيز: 6/519]
عليه السلام، ويحتمل أن يكون خطابا لمحمد صلى الله عليه وسلم اعتراضا بين الكلامين، والمقصد به -على كلا الوجهين- تنزيه الله عز وجل مما عسى أن يخطر ببال في معنى النداء في الشجرة، وكون قدرته وسلطانه في النار. وعود "من" عليه، أي: هو منزه -في جميع هذه الحالات- عن التشبيه والتكييف، قال الثعلبي: وإنما الأمر -كما روي في التوراة-: (جاء الله من سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلى من فاران)، المعنى: ظهرت أوامره بأنبيائه في هذه الحالات). [المحرر الوجيز: 6/520]

تفسير قوله تعالى: {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في "إنه" للأمر والشأن، قال الطبري: ويسميها أهل الكوفة المجهولة، آنسه الله تعالى بصفاته من العزة التي لا خوف معها، والحكمة، أي: لا نقص في أفعاله). [المحرر الوجيز: 6/520]

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين}
أمره الله تعالى بهذين الأمرين تدريبا له في استعمالهما، وفي الكلام حذف تقديره: "فألقى موسى العصا"، فلما رآها تهتز. وأمال "رآها" بعض القراء، و"الجان": الحيات؛ لأنها تخفي أنفسها، أي: تسترها، وقالت فرقة: "الجان": صغار الحيات، وعصا موسى عليه السلام صارت حية ثعبانا وهو العظيم، وإنما شبهت بالجان في سرعة الاضطراب؛ لأن الصغار أكثر حركة من الكبار، وعلى كل قول فإن الله تبارك وتعالى خلق في العصا وغير أوصافها وأعراضها فصارت حية. وقرأ الزهري، وعمرو بن عبيد: "جأن" بالهمز.
فلما أبصر موسى عليه السلام هول ذلك المنظر ولى مدبرا ولم يعقب، قال مجاهد: لم يرجع، وقال قتادة: ولم يلتفت.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وعقب الرجل: إذا ولي عن أمر ثم صرف بدنه أو وجهه إليه كأنه انصرف على
[المحرر الوجيز: 6/520]
عقبيه، وناداه الله مؤنسا ومقويا على الأمر: يا موسى لا تخف فإن رسلي الذين اصطفيتهم للنبوة لا يخافون عندي ومعي، فأخذ موسى عليه السلام الحية فرجعت عصاه، ثم صارت له عادة). [المحرر الوجيز: 6/521]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واختلف الناس في الاستثناء في قوله تعالى: {إلا من ظلم}، فقال مقاتل وغيره: الاستثناء متصل، وهو من الأنبياء، وروى الحسن أن الله تعالى قال لموسى: أخفتك لقتلك النفس، وقال الحسن أيضا: كانت الأنبياء تذنب فتعاقب، ثم تذنب -والله- فتعاقب، فكيف بنا؟، وقال ابن جريج: لا يخيف الله تعالى الأنبياء إلا بذنب يصيبه أحدهم، فإن أصابه أخافه حتى يأخذه منه، قال كثير من العلماء: لم يعرف أحد من البشر لهم من ذنب إلا ما روي عن يحيى بن زكريا عليهما السلام.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وأجمع العلماء أن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي هي رذائل، واختلف فيما عدا هذا، فعسى أن يشير الحسن وابن جريج إلى ما عدا ذلك.
وفي الآية -على هذا التأويل- حذف اقتضى الإيجاز والفصاحة ترك نصه، تقديره: فمن ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء. وقال الفراء وجماعة: الاستثناء منقطع، وهو إخبار عن غير الأنبياء، كأنه قال: من ظلم من الناس ثم تاب فإني غفور رحيم، وقالت فرقة: "إلا" بمعنى الواو.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا قول لا وجه له. وقرأ أبو جعفر بن القعقاع، وزيد بن أسلم: "ألا من
[المحرر الوجيز: 6/521]
ظلم" على الاستفتاح. وقوله تعالى: {ثم بدل حسنا} معناه: عملا صالحا مقترنا بتوبة، وهذه الآية تقتضي حتم المغفرة للتائب، وأجمع الناس على ذلك في التوبة من الشرك، وأهل السنة في التائب من المعاصي، على أنه في المشيئة كالمصر، لكن يغلب الرجاء على التائب والخوف على المصر، وقوله تعالى: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} عمت الجميع من التائب والمصر، ولا فرق بين المشرك وغيره؛ لأنه يذهب فائدته، إذ الشرك يغفر للتائب، وما دونه كذلك على تأويلهم، فما فائدة التفصيل في الآية، وهذا الاحتجاج لازم فتأمله. وروي عن أبي عمرو أنه قرأ: "حسنا بعد سوء" بفتح الحاء والسين، وهي قراءة مجاهد، وابن أبي ليلى، وقرأ محمد بن عيسى الأصبهاني: "حسنى" مثل فعلى). [المحرر الوجيز: 6/522]

تفسير قوله تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آَيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تعالى موسى عليه السلام بأن يدخل يده في جيب جبته لأنها لم يكن لها كم كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، وقال مجاهد: مدرعة صوف إلى بعض يده، و"الجيب": الفتح في الثوب لرأس الإنسان، وروي أن يد موسى عليه السلام كانت تخرج كأنها قطعة نور تلألأ، ومعنى إدخال اليد في الجيب ضم الآية إلى موسى، وإظهار تلبسها به؛ لأن المعجزات من شروطها أن يكون لها اتصال بالرائي. وقوله تعالى: {من غير سوء} أي: من غير برص ولا علة، وإنما هي آية تجيء وتذهب، وقوله: {وأدخل يدك في} متصل بقوله: "ألق" و"أدخل"، وفيه اقتضاب وحذف، تقديره: تمهد وتيسر لك ذلك في جملة تسع آيات، وهي: العصا، واليد البيضاء، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والطمس، والحجر، وفي هذين الأخيرين اختلاف، والمعنى: يجيء بهن إلى فرعون وقومه). [المحرر الوجيز: 6/522]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين}
الضمير في قوله تعالى: {جاءتهم} لفرعون وقومه، و"مبصرة" معناه: معها الإبصار
[المحرر الوجيز: 6/522]
والوضوح، وعلى هذا نحو قولهم: نهار صائم، وليل قائم ونائم، وقرأ قتادة والحسن: "مبصرة" بفتح الميم والصاد). [المحرر الوجيز: 6/523]

تفسير قوله تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وظاهر قوله تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} حصول الكفر عنادا، وهي مسألة فيها قولان: هل يجوز أن يقع أم لا؟ فجوزت ذلك فرقة وقالت: يجوز أن يكون الرجل عارفا إلا أنه يجحد عنادا ويموت على معرفته وجحوده، فهو بذلك في حكم الكافر المخلد، قالوا: وهذا حكم إبليس، وحكم حيي بن أخطب وأخيه حسب ما روي عنهما.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإن عورض هذا المثال فرض إنسان يجوز ذلك فيه. وقالت فرقة: لا يصح لوجهين: أحدهما أن هذا لا يجوز وقوعه من عاقل، والوجه الآخر أن المعرفة تقتضي أن يحل في القلب، وذلك إيمان، وحكم الكفر لا يلحقه إلا بأن يحل في القلب كفر، ولا يصح اجتماع الضدين في محل، قالوا: ويشبه في هذا العارف الجاحد أن يسلب عند الموافاة تلك المعرفة ويحل بدلها الكفر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والذي يظهر عندي في هذه الآية وما جرى مجراها أن هؤلاء الكفرة إذا نظروا في آيات موسى أعطتهم قولهم: "إن هذا ليس تحت قدرة البشر"، وحصل لهم اليقين أنها من عند الله تعالى، فيغلبهم أثناء ذلك الحسد، ويتمسكون بالظنون في أنها سحر وغير ذلك حتى يسلب ذلك اليقين أو يدفع، وحكمه حكم المستلب في وجوب عذابهم.
و "ظلما" معناه: على غير استحقاق للجحد، و"العلو" في الأرض أعظم آفة على طالبه، قال الله تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا}.
[المحرر الوجيز: 6/523]
ثم عجبه تعالى من عاقبة المفسدين قوم فرعون، وسوء منقلبهم حين كذبوا موسى، وفي هذا تمثيل لكفار قريش إذ كانوا مفسدين مستعلين. وقرأ ابن وثاب، وطلحة، والأعمش: "وعليا"، وحكى أبو عمرو الداني عنهم وعن أبان بن تغلب أنهم كسروا العين من "عليا"). [المحرر الوجيز: 6/524]

رد مع اقتباس