عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 17 ذو القعدة 1435هـ/11-09-2014م, 10:50 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): ({ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} أي: ويلٌ لمن تأمّل هذه المخلوقات الدّالّة على عظمة خالقها، ثمّ بعد هذا يستمرّ على تكذيبه وكفره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 299]

تفسير قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون (29) انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ (30) لا ظليلٍ ولا يغني من اللّهب (31) إنّها ترمي بشررٍ كالقصر (32) كأنّه جمالةٌ صفرٌ (33) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (34) هذا يوم لا ينطقون (35) ولا يؤذن لهم فيعتذرون (36) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (37) هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين (38) فإن كان لكم كيدٌ فكيدون (39) ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (40)}
يقول تعالى مخاطبًا للكفّار المكذّبين بالمعاد والجزاء والجنّة والنّار، أنّهم يقال لهم يوم القيامة: {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 299]

تفسير قوله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ} يعني: لهب النّار إذا ارتفع وصعد معه دخانٌ، فمن شدّته وقوّته أنّ له ثلاث شعبٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 299]

تفسير قوله تعالى: {لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لا ظليلٍ ولا يغني من اللّهب} أي: ظلّ الدّخان المقابل للّهب لا ظليلٌ هو في نفسه، ولا يغني من اللّهب، يعني: ولا يقيهم حرّ اللّهب). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 299]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} أي: يتطاير الشّرر من لهبها كالقصر. قال ابن مسعودٍ: كالحصون. وقال ابن عبّاسٍ وقتادة، ومجاهدٌ، ومالكٌ عن زيد بن أسلم، وغيرهم: يعني أصول الشّجر.
{كأنّه جمالةٌ صفرٌ} أي: كالإبل السّود. قاله مجاهدٌ، والحسن، وقتادة، والضّحّاك. واختاره ابن جريرٍ.
وعن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ: {جمالةٌ صفرٌ} يعني: حبال السفن. وعنه -أعني ابن عبّاسٍ-: {جمالةٌ صفرٌ} قطع نحاسٍ.
وقال البخاريّ: حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا يحيى، أخبرنا سفيان، عن عبد الرّحمن بن عابسٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} قال: كنّا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرعٍ وفوق ذلك، فنرفعه للشّتاء، فنسمّيه القصر، {كأنّه جمالةٌ صفرٌ} حبال السّفن، تجمع حتّى تكون كأوساط الرّجال، {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 299-300]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {هذا يوم لا ينطقون} أي: لا يتكلّمون). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 300]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولا يؤذن لهم فيعتذرون} أي: لا يقدرون على الكلام، ولا يؤذن لهم فيه ليعتذروا، بل قد قامت عليهم الحجّة، ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون. وعرصات القيامة حالاتٌ، والرّبّ تعالى يخبر عن هذه الحالة تارةً، وعن هذه الحالة تارةً؛ ليدلّ على شدّة الأهوال والزّلازل يومئذٍ. ولهذا يقول بعد كلّ فصلٍ من هذا الكلام: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 300]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين * فإن كان لكم كيدٌ فكيدون} وهذه مخاطبةٌ من الخالق لعباده يقول لهم: {هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين} يعني: أنّه جمعهم بقدرته في صعيدٍ واحدٍ، يسمعهم الدّاعي وينفذهم البصر.
وقوله: {فإن كان لكم كيدٌ فكيدون} تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ، أي: إن قدرتم على أن تتخلّصوا من قبضتي، وتنجوا من حكمي فافعلوا، فإنّكم لا تقدرون على ذلك، كما قال تعالى {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطانٍ} [الرّحمن: 33]، وقال تعالى: {ولا تضرّونه شيئًا} [هود: 57] وفي الحديث: "يا عبادي، إنّكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضرّي فتضرّوني".
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن المنذر الطّريقيّ الأوديّ، حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، حدّثنا حصين بن عبد الرّحمن، عن حسّان بن أبي المخارق، عن أبي عبد اللّه الجدلي قال: أتيت بيت المقدس، فإذا عبادة بن الصّامت، وعبد اللّه بن عمرٍو، وكعب الأحبار يتحدّثون في بيت المقدس، فقال عبادة: إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأوّلين والآخرين بصعيدٍ واحدٍ، ينفذهم البصر ويسمعهم الدّاعي، ويقول اللّه: {هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين * فإن كان لكم كيدٌ فكيدون} اليوم لا ينجو منّي جبّارٌ عنيدٌ، ولا شيطانٌ مريدٌ. فقال عبد اللّه بن عمرٍو: فإنّا نحدّث يومئذٍ أنّه يخرج عنق من النّار فتنطلق حتّى إذا كانت بين ظهراني النّاس نادت: أيّها النّاس، إنّي بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الأب بولده ومن الأخ بأخيه، لا يغيّبهم عنّي وزر، ولا تخفيهم عنّي خافيةٌ: الّذي جعل مع اللّه إلهًا آخر، وكلّ جبّارٍ عنيدٍ، وكلّ شيطانٍ مريدٍ. فتنطوي عليهم فتقذف بهم في النار قبل الحساب بأربعين سنة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 300]

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40)}


رد مع اقتباس