عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 08:43 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أفلم يسيروا في الأرض} [الحج: 46] يعني المشركين.
{فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها} [الحج: 46] أي لو ساروا فتفكّروا ما نزل بإخوانهم من الكفّار فيتوبون لو كانت {لهم قلوبٌ يعقلون بها أو آذانٌ يسمعون بها} [الحج: 46] قال: {فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور} [الحج: 46] إنّما أتوا من قبل قلوبهم، ولو أنّ رجلًا كان أعمى بعد أن يكون مؤمنًا لم يضرّه شيئًا وكان قلبه بصيرًا.
وقال قتادة: إنّما هذه الأبصار الّتي الرّءوس جعلها اللّه منفعةً وبلغةً، وأمّا البصر النّافع فهو في القلب.
قال: وذكر لنا أنّها نزلت في عبد اللّه بن زيدٍ.
حمّادٌ، عن أبي بكرٍ، عن مجاهدٍ قال: لكلّ عينٍ، يعني لكلّ نفسٍ أربع أعينٍ:
[تفسير القرآن العظيم: 1/382]
عينان في رأسه لدنياه وعينان في قلبه لآخرته، فإن عميت عينا رأسه وأبصرت عينا قلبه لم يضرّه عماه شيئًا، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه لم ينفعه شيئًا.
قال اللّه: {فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور} [الحج: 46] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/383]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فإنّها لا تعمى الأبصار...}

الهاء (هاء عماد) توفّى (بها) إنّ. يجوز مكانها (إنّه) وكذلك هي قراءة عبد الله {فإنه لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصّدور} والقلب لا يكون إلا في الصدر، وهو توكيد ممّا تزيده العرب على المعنى المعلوم؛ كما قيل {فصيام ثلاثة أيّامٍ في الحجّ وسبعةٍ إذا رجعتم تلك عشرةٌ كاملةٌ} والثلاثة والسّبعة معلوم أنهما عشرة. ومثل ذلك نظرة إليك بعيني. ومثله قول الله {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} وفي قراءة عبد الله (إنّ هذا أخي له تسعٌ وتسعٌ وتسعون نعجةً ولي نعجةٌ أٌنثى) فهذا أيضاً من التوكيد وإن قال قائل.
{كيف انصرف من العذاب} إلى أن قال: {وإنّ يوماً عند ربّك} فالجواب في ذلك أنهم استعجلوا العذاب في الدنيا فأنزل الله على نبيّه {ولن يخلف الله وعده} أي في أن ينزل بهم العذاب في الدنيا. فقوله: {وإنّ يوماً عند ربّك} من عذابهم أيضاً. فهو متّفق: أنهم يعذّبون في الدنيا والآخرة أشدّ). [معاني القرآن: 2/229-228]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. كما تقول: نفسي التي بين جنبيّ). [تأويل مشكل القرآن: 243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور}
{ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور}.
القلب لا يكون إلا في الصدر - ولكن جرى على التوكيد كما قال عز وجل {يقولون بأفواههم}، وكما قال: {ولا طائر يطير بجناحيه}.
وكما قرأ بعضهم: {له تسع وتسعون نعجة}.
فالتوكيد جار في الكلام مبالغ في الإفهام). [معاني القرآن: 3/432]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
وفي قراءة عبد الله {فإنه لا تعمى} والمعنى واحد
قال أبو جعفر التذكير على الخبر والتأنيث على القصة
قال قتادة البصر الناظر جعل بلغة ومنفعة، والبصر النافع في القلب). [معاني القرآن: 4/422]

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويستعجلونك بالعذاب} [الحج: 47] وذلك منهم استهزاءٌ وتكذيبٌ بأنّه لا يكون.
{ولن يخلف اللّه وعده} [الحج: 47] تفسير الحسن يعني: هلاكهم بالسّاعة قبل عذاب الآخرة.
{وإنّ يومًا عند ربّك كألف سنةٍ ممّا تعدّون} [الحج: 47] يومٌ من أيّام الآخرة كألف سنةٍ من أيّام الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 1/383]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإنّ يوماً عند ربّك كألف سنةٍ مّمّا تعدّون...}.

ويقال يوم من أيّام عذابهم في الآخرة كألف سنة ممّا تعدون في الدنيا). [معاني القرآن: 2/229]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده وإنّ يوماً عند ربّك كألف سنةٍ مّمّا تعدّون} [معاني القرآن: 3/10]
وقال: {وإنّ يوماً عند ربّك كألف سنةٍ مّمّا تعدّون} يقول: "هو في الثقل ومما يخاف منه كألف سنة"). [معاني القرآن: 3/11]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف اللّه وعده وإنّ يوما عند ربّك كألف سنة ممّا تعدّون}
قيل إن يوما من أيام عذابهم كألف سنة، ويدل على ذلك الحديث الذي يروى أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم.
وجاء في حديث آخر تفسير هذا القول بخمسمائة عام.
فهذا يدل على أنّ اليوم من أيام القيامة ألف سنة، والذي تدل عليه الآية - واللّه أعلم - أنهم استعجلوا فأعلم اللّه عز وجلّ أنه لا يفوته شيء وأن يوما عنده وألف سنة في قدرته واحد، وأن الاستعجال في ميعادهم لا فرق فيه بين وقوع ما يستعجلون به من العذاب وتأخره في القدرة إلّا أنّ اللّه - جل ثناؤه - تفضل بالإمهال، وغفر بالتوبة، فالتأخير الفرق بينه وبين التقديم تفضل الله عزّ وجل بالنظرة). [معاني القرآن: 3/433]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم أعلم - عزّ وجل - أنّه قد أخذ قوما بعد الإملاء والتأخير عقوبة منه ليزدادوا إثما فقال بعد قوله: {ويستعجلونك بالعذاب}، وبعد تمام الآية {وكأيّن من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثمّ أخذتها وإليّ المصير}.
المعنى ثم أخذتها بالعذاب، واستغني عن ذكر العذاب لتقدم ذكره في قوله: {ويستعجلونك بالعذاب} ). [معاني القرآن: 3/433]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون}
روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال يوم من الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض كألف سنة مما تعدون
وروى شعبة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال يوم من أيام الآخرة كألف سنة مما تعدون
قال ويوم كان مقداره خمسين ألف سنة يوم القيامة
قال أبو جعفر والقول الثاني حسن جدا لأنه عليه يتصل بالكلام الأول لأنهم استعجلوا بالعذاب فقال ولن يخلف الله وعده أي في عذابهم وإن يوما من أيام عذابهم في الآخرة كألف سنة مما تعدون في الدنيا فصار المعنى إن الله لن يخلف وعده في عذابهم في الدنيا وعذابهم في الآخرة أشد
قال أبو جعفر وفي معناه قول آخر بين وهو أنهم استعجلوا بالعذاب فأعلمهم الله جل وعز أنه لا يفوته شيء وإن يوما عنده وألف سنة واحد إذ كان ذلك غير فائته).
[معاني القرآن:4/ 424-422]

تفسير قوله تعالى: {وكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وكأيّن من قريةٍ أمليت لها} [الحج: 48] إلى الوقت الّذي أخذتها فيه.
{وهي ظالمةٌ} [الحج: 48] مشركةٌ يعني أهلها.
{ثمّ أخذتها} [الحج: 48] يعني بالعذاب.
{وإليّ المصير} [الحج: 48] في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/383]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(ثم أعلم - عزّ وجل - أنّه قد أخذ قوما بعد الإملاء والتأخير عقوبة منه ليزدادوا إثما فقال بعد قوله: {ويستعجلونك بالعذاب}،

وبعد تمام الآية {وكأيّن من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثمّ أخذتها وإليّ المصير}.
المعنى ثم أخذتها بالعذاب، واستغني عن ذكر العذاب لتقدم ذكره في قوله: {ويستعجلونك بالعذاب} ). [معاني القرآن: 3/433] (م)

رد مع اقتباس