عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 12:17 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84)}


تفسير قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين (80)
أي: وأرسلنا لوطا إذ قال لقومه.
وقال الأخفش: ويجوز أن يكون منصوبا على واذكر لوطا إذ قال لقومه. والوجه أن يكون معطوفا على الإرسال.
وقال بعض أهل اللغة: لوط مشتق من لطت الحوض إذا ملّسته بالطين.
وهذا غلط. لأن لوطا من الأسماء الأعجمية ليس من العربية، فأما لطت الحوض وهذا ألوط بقلبي من هذا، فمعناه ألصق بقلبي. واللّيط القشر. وهذا صحيح في اللغة.
ولكن الاسم أعجمي كإبراهيم وإسحاق، لا نقول إنه مشتق من السّحق وهو البعد. وهو كتاب الله الذي لا ينبغي أن يقدم على تفسيره إلا برواية صحيحة وحجة واضحة.
وقوله: {أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين}.
هذا دليل أن فاحشة اللواط لم يفعلها أحد قبل قوم لوط.
وقد اختلف الناس في حدّ اللّوطي، فقال بعضهم هو كالزاني.
وروي أن أبا بكر حرق رجلا يقال له الفجاءة بالنار في اللواط.
وقال بعضهم: يجب أن يقتل محصنا أو غير محصن، لأن الله تبارك وتعالى قتل فاعليه بالحجارة.
فخاطبهم لوط فقال: (أتأتون الفاحشة)، وقال في موضع آخر: (إنكم لتأتون الفاحشة)، والفاحشة الشيء الغليظ القبيح). [معاني القرآن: 2/ 351-352]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين}دل بهذا على أنه لم يتقدمهم أحد في اللواط ومعنى {إنهم أناس يتطهرون} أي يتطهرون عن الفاحشة). [معاني القرآن: 3/ 51]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)}

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أخرجوهم...}؛ يعني لوطا أخرجوه وابنتيه.
وقوله: {إنّهم أناسٌ يتطهّرون} يقولون: يرغبون عن أعمال قوم لوط ويتنزهون عنها). [معاني القرآن: 1/ 386]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما كان جواب قومه إلّا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنّهم أناس يتطهّرون (82)}
يجوز أن يكون " جواب " مرفوعا، {وما كان جواب قومه إلّا أن قالوا} والأجود النصب وعليه القراءة.
{إلّا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنّهم أناس يتطهّرون}؛ أي يتطهرون عن عملكم). [معاني القرآن: 2/ 352-353]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {امرأته كانت من الغابرين} أي كانت قد غبرت من كبرها في الغابرين، في الباقين حتى هرموا وهرمت وهي قد أهلكت مع قومها فلم تغبر بعدهم فتبقى ولكنها كانت قبل ذلك من الغابرين، وجعلها من الرجال والنساء
وقال: من الغابرين، لأن صفة النساء مع صفة الرجال تذكّر إذا أشرك بينهما وقال العجاج:
فما ونى محمدٌ مذ أن غفر ....... له الإله ما مضى وما غبر
أي ما بقى وقال الأعشى:
عض بما أبقى المواسي له ....... من أمّه في الزّمن الغابر
ولم يختّن فيما مضى فبقى من الزمن الغابر أي الباقي ألا ترى أنه قد قال:
وكنّ قد أبقين منها أذىً .......عند الملاقى وافر الشافر).
[مجاز القرآن: 1/ 218-219]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {إلا امرأته كانت من الغابرين} أي من الباقين؛ ويقال: غبر الشيء في يدي يغبر غبرًا وغبورًا، وقال الأعشى:
عض بما أبقى المواسي له = من أمه في الزمن الغابر
وقال آخر:
وأبي الذي فتح البلاد بسيفه = فأذلها لبني الزمان الغابر). [معاني القرآن لقطرب: 594]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الغابرين}: الباقين يقال ما مضى وما غبر). [غريب القرآن وتفسيره: 147]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الغابرين}: الباقين. يقال: من مضى ومن غبر أي ومن بقي). [تفسير غريب القرآن: 170]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأنجيناه وأهله إلّا امرأته كانت من الغابرين (83)}؛ في التفسير أنّ أهله ابنتاه.
{إلّا امرأته كانت من الغابرين}؛ قيل: في الغابرين ههنا قولان.
قال أهل اللغة: من الغابرين من الباقين.
أي من الباقين في الموضع الذي عذبوا فيه.
وأنشد أبو عبيدة معمر بن المثنى.
فما ونى محمد مذ أن غفر ....... له الإله ما مضى وما غبر
؛أي ما بقي.
وقال بعضهم: {من الغابرين} أي من الغائبين عن النجاة.
وكلاهما وجه. واللّه أعلم). [معاني القرآن: 2/ 353]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين}
قال قتادة: الباقين،
والغابر، عند أهل اللغة من الأضداد يقال لما بقي غابر ولما ذهب وغاب غابر، وقد قيل في الآية: إن معناها من الغابرين عن النجاة.
قيل من الباقين مع قوم لوط في الموضع الذي عذبوا فيه.
و أبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى من المعمرين أي أنها قد هرمت.
وقال حذيفة رفع جبريل مدينتهم ثم قلبها فسمعت امرأته الوجبة فالتفتت فأهلكت معهم.
والأكثر في اللغة أن يكون الغابر الباقي قال الراجز:
فما ونى محمد مذ أن غفر ....... له الإله ما مضى وما غبر
أي وما بقي). [معاني القرآن: 3/ 51-52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْغَابِرِينَ} الباقين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 85]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84)}


رد مع اقتباس