عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 08:00 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال اللّه لا تتّخذوا إلهين اثنين إنّما هو إلهٌ واحدٌ فإيّاي فارهبون (51) وله ما في السّماوات والأرض وله الدّين واصبًا أفغير اللّه تتّقون (52) وما بكم من نعمةٍ فمن اللّه ثمّ إذا مسّكم الضّرّ فإليه تجأرون (53) ثمّ إذا كشف الضّرّ عنكم إذا فريقٌ منكم بربّهم يشركون (54) ليكفروا بما آتيناهم فتمتّعوا فسوف تعلمون (55)}
يقرر تعالى أنّه لا إله إلّا هو، وأنّه لا ينبغي العبادة إلّا له وحده لا شريك له، فإنّه مالك كلّ شيءٍ وخالقه وربّه.
{وله الدّين واصبًا} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ وعكرمة وميمون بن مهران، والسّدّيّ، وقتادة، وغير واحدٍ: أي دائمًا.
وعن ابن عبّاسٍ أيضًا: واجبًا. وقال مجاهدٌ: خالصًا. أي: له العبادة وحده ممّن في السّماوات والأرض، كقوله: {أفغير دين اللّه يبغون وله أسلم من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا} [آل عمران: 83]. هذا على قول ابن عبّاسٍ وعكرمة، فيكون من باب الخبر، وأمّا على قول مجاهدٍ فإنّه يكون من باب الطّلب، أي: ارهبوا أن تشركوا به شيئًا، وأخلصوا له الطّلب، كما في قوله تعالى: {ألا للّه الدّين الخالص} [الزّمر: 3]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 576]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر أنّه مالك النّفع والضّرّ، وأنّ ما بالعبد من رزقٍ ونعمةٍ وعافية ونصر فمن فضله عليه وإحسانه إليه.
{ثمّ إذا مسّكم الضّرّ فإليه تجأرون} أي: لعلمكم أنّه لا يقدر على إزالته إلّا هو، فإنّكم عند الضّرورات تلجئون إليه، وتسألونه وتلحّون في الرّغبة مستغيثين به كما قال تعالى: {وإذا مسّكم الضّرّ في البحر ضلّ من تدعون إلا إيّاه فلمّا نجّاكم إلى البرّ أعرضتم وكان الإنسان كفورًا} [الإسراء: 67]، وقال هاهنا: {ثمّ إذا كشف الضّرّ عنكم إذا فريقٌ منكم بربّهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم}
قيل: "اللّام" هاهنا لام العاقبة. وقيل: لام التّعليل، بمعنى: قيّضنا لهم ذلك ليكفروا، أي: يستروا ويجحدوا نعم اللّه عليهم، وأنّه المسدي إليهم النّعم، الكاشف عنهم النّقم.
ثمّ توعّدهم قائلًا {فتمتّعوا} أي: اعملوا ما شئتم وتمتّعوا بما أنتم فيه قليلًا {فسوف تعلمون} أي: عاقبة ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 576-577]

رد مع اقتباس