عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 05:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي} الآية.
قال أكثر المفسرين: لما بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش أولم عليها بتمر وسويق وذبح شاة، قال أنس: وبعثت إليه أمي أم سليم بحيس في تور من حجارة، فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أدعو أصحابه إلى الطعام، فدعوتهم فجعل القوم يجيئون فيأكلون ويخرجون، ثم يجيء القوم فيأكلون ويخرجون، فقلت: يا نبي الله قد دعوت حتى ما أجد أحدا أدعوه فقال: ((ارفعوا طعامكم))، فرفعوا فخرج القوم وبقي ثلاثة نفر يتحدثون في البيت، فأطالوا المكث، وتأذى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شديد الحياء، فنزلت هذه الآية، وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينه سترا.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن أحمد الحيري،
[أسباب النزول:377]
قال: أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي مجلز، عن أنس بن مالك قال: لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، دعا القوم فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون، قال: فأخذ كأنه يتهيأ للقيام، فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام وقام من القوم من قام قعد ثلاثة نفر وإن النبي صلى الله عليه وسلم جاء فدخل فإذا القوم جلوس فرجع وإنهم قاموا وانطلقوا، فجئت وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا، قال: فجاء حتى دخل قال: وذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام} الآية إلى قوله: {إن ذلكم كان عند الله عظيما} رواه البخاري، عن محمد بن عبد الله الرقاشي، ورواه مسلم عن يحيى بن حبيب الحارثي، كلاهما عن المعتمر
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ قال: أخبرنا أبو عمرو بن نجيد قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الخليل بن موسى قال: حدثنا عبد الله بن عون، عن عمرو بن شعيب، عن أنس بن مالك قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ مر على حجرة من حجره فرأى فيها قوما جلوسا يتحدثون، ثم عاد فدخل الحجرة وأرخى الستر دوني، فجئت أبا طلحة فذكرت ذلك له كله، فقال: لئن كان ما تقول حقا لينزلن الله تعالى
[أسباب النزول:378]
فيه قرآنا، فأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي} الآية.
أخبرنا أحمد بن الحسن الحيري قال: أخبرنا حاجب بن أحمد قال: حدثنا عبد الرحيم بن منيب قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا حميد عن أنس قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله تعالى آية الحجاب.
رواه البخاري عن مسدد، عن يحيى بن أبي زائدة، عن حميد.
أخبرنا أبو حكيم الجرجاني فيما أجازني لفظا قال: أخبرنا أبو الفرج القاضي قال: حدثنا محمد بن جرير قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا هشيم، عن ليث، عن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه، فأصابت يد رجل منهم يد عائشة وكانت معهم، فكره النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فنزلت آية الحجاب). [أسباب النزول:379]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا}
قال ابن عباس في رواية عطاء: قال رجل من سادة قريش: لو توفي
[أسباب النزول:379]
رسول الله صلى الله عليه وسلم لتزوجت عائشة، فأنزل الله تعالى ما أنزل). [أسباب النزول:380]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)}
تقدم حديث عمر في سورة البقرة.
وأخرج الشيخان عن أنس قال: لما تزوج النبي صلى الله علبه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون، فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام وقام من القوم من قام، وقعد ثلاثة ثم انطلقوا فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم انطلقوا، فجاء حتى دخل وذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي} إلى قوله: {إن ذلكم كان عند الله عظيما}.
وأخرج الترمذي وحسنه عن أنس قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى باب امرأة عرس بها فإذا عندها قوم، فانطلق ثم رجع وقد خرجوا فدخل فأرخى بيني وبينه ستار فذكرته لأبي طلحة فقال: لئن كما تقول لينزلن في هذا شيء، فنزلت آية الحجاب.
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن عائشة قالت: كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم في قعب، فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي فقال: أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين، فنزلت آية الحجاب.
(ك)، وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ليخرج فلم يفعل، فدخل عمرفرأى الكراهية في وجهه، فقال للرجل: لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((لقد قمت ثلاثا لكي يتبعني فلم يفعل))، فقال عمر: يا رسول الله لو اتخذت حجابا فإن نساءك لسن كسائر وذلك أطهر لقلوبهن فنزلت آية الحجاب.
قال الحافظ ابن حجر: يمكن الجمع بأن ذلك وقع قبل قصة زينب فلقربه منها أطلق نزول آية الحجاب بهذا السبب ولا مانع من تعدد الأسباب.
[لباب النقول: 212]
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض إلى بيته بادروه فأخذوا المجالس فلا يعرف ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبسط يده إلى الطعام استحياء منهم فعوتبوا في ذلك، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي} الآية.
قوله تعالى: {وما كان لكم} الآية.
(ك)، أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا يقول: لو توفي النبي صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانة من بعده، فنزلت: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله} الآية.
وأخرج عن ابن عباس قال: نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده.
قال سفيان: ذكروا أنها عائشة.
(ك)، وأخرج عن السدي قال: بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال: أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من نعده، فأنزل هذه الآية.
(ك)، وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بم حزم قال: نزلت في طلحة بن عبيد الله أنه قال: إذا توفي الرسول صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة.
وأخرج جويبر عن ابن عباس أن رجلا أتى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فكلمها وهو ابن عمها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا))، فقال: يا رسول الله إنها ابنة عمي والله ما قلت لها منكرا ولا قالت لي. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قد عرفت ذلك أنه ليس أحد أغير من الله، وأنه ليس أحد أغير مني))، فمضى ثم قال: يمنعني من كلام ابنة عمي، لأتزوجنها من بعده فأنزل الله
هذه الآية. قال ابن عباس: فأعتق ذلك الرجل رقبة حمل على عشرة أبعرة في سبيل الله وحج ماشيا توبة من كلمته). [لباب النقول: 213]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} [الآية: 53].
[البخاري: 10 /149] حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه قال: أَوْلَمَ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين بنى بزينب ابنة جحش فأشبع الناس خبزا ولحما، ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين كما كان يصنع صبيحة بنائه فيسلم عليهن ويدعو لهن، ويسلمن عليه ويدعون له فلما رجع إلى بيته رأى رجلين جرى بهما الحديث فلما رآهما رجع عن بيته فلما رأى الرجلان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجع عن بيته وثبا مسرعين فما أدري أنا أخبرته بخروجهما أم أخبر فرجع حتى دخل البيت وأرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب وقال ابن أبي مريم أخبرنا يحيى حدثني حميد سمع أنسا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الحديث أخرجه في مواضع من صحيحه منها [147] من هذا الجزء وفيه فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} و[148] [11 /134 ،139 ،519][13 /259، 305]، وأخرجه مسلم [9 /229- 230، 232-233] من طرق عن أنس بألفاظ مختلفة و[الترمذي: 4 /168، 169] قال في الأولى حسن، وفي الثانية حسن صحيح، وأحمد [3/105، 168-169، 242 ،246]، والبخاري في [الأدب المفرد: 632]، وابن سعد في [الطبقات: 1/75]، وابن جرير [22 /37، 38]، والحاكم [2/418] وقال صحيح الإسناد، وسكت عليه الذهبي. وأقول هو على شرط الشيخين، لكن قد أخرجه مسلم بهذا السند وبهذا اللفظ [9 /233] فلا معنى لاستدراكه.
قال البخاري رحمه الله [1 /259] حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن أزواج
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 190]
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيح فكان عمر يقول للنبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: احجب نساءك. فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة من الليالي وكانت امرأة طويلة فناداها عمر ألا قد عرفناك يا سودة. حرصا على أن ينزل الحجاب.
الحديث أخرجه أيضا البخاري و[13 /260]، ومسلم [14 /152]، وابن جرير [22 /39 ].
قال الطبراني في [المعجم الصغير :1 /83]: حدثنا إبراهيم بن بندار الأصبهاني حدثنا محمد بن أبي عمر العدني حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن موسى بن أبي كثير عن مجاهد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيسا في قعب، فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي، فقال حس أوه أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عينٌ فنزلت آية الحجاب.
لم يروه عن مسعر إلا سفيان بن عيينة.
وعزاه الهيثمي [7 /93] إلى الأوسط وقال: رجاله رجال الصحيح غير موسى بن أبي كثير وهو ثقة.
طريق الجمع بين هذه الروايات: قال الحافظ في [الفتح: 1 /260]، وطريق الجمع بينهما أن أسباب نزول الحجاب تعددت، وكانت قصة زينب آخرها للنص على قصتها في الآية أو المراد بآية الحجاب في بعضها قوله تعالى {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} الآية. ا.هـ.
وأقول في كون المراد بآية الحجاب قوله {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} نظر. إذ قد صرحت الروايات في شأن قصة زينب بنزول قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} الآية وفي شأن قول عمر عند الطبري
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 191]
[12/40] فأنزل الله آية الحجاب قال الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا} الآية فالقول بتعدد الأسباب أولى.

تنبيه مهم:
يفهم من هذا الحديث أن قول عمر: قد عرفناك يا سودة. قبل الحجاب وفي بعضها أنه بعد الحجاب، فما الجمع قال الحافظ في [الفتح: 10/150 ]
قال الكرماني: فإن قلت وقع هنا أنه كان بعد ما ضرب الحجاب وتقدم في الوضوء أنه كان قبل الحجاب فالجواب لعله وقع مرتين، قال الحافظ قلت: بل المراد بالحجاب الأول غير الحجاب الثاني، والحاصل أن عمر رضي الله عنه وقع في قلبه نفرة من اطلاع الأجانب على الحريم النبوي حتى صرح بقوله له عليه الصلاة والسلام: احجب نساءك. وأكد ذلك إلى أن نزلت آية الحجاب، ثم قصد ذلك أن لا يبدين أشخاصهن أصلا ولو كن مستترات، فبالغ في ذلك فمنع منه وأذن لهن في الخروج لحاجتهن دفعا للمشقة ورفعا للحرج.
أخرجه البخاري [8 /527] فقال مسدد قال: حدثنا يحيى عن حميد عن أنس قال: قال عمر رضي الله عنه قلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 192]

قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب} [الآية: 53].
قال الإمام النسائي رحمه الله تعالى: حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو قتيبة حدثنا عيسى بن طهمان قال: سمعت أنس بن مالك يقول:{وإذا سألتموهن متاعا} الآية، نزلت في زينب بنت جحش.
أبو قتيبة: هو سلم بن قتيبة صدوق، وعيسى بن طهمان، وثقه أبو حاتم وابن معين وأحمد والنسائي والدارقطني). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 192]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس