عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:27 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه الّذي سخّر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون}.
يقول تعالى ذكره: اللّه أيّها القوم، الّذي لا تنبغي الألوهة إلاّ له، الّذي أنعم عليكم هذه النّعم، الّتي بيّنها لكم في هذه الآيات، وهو أنّه {سخّر لكم البحر لتجري} السّفن {فيه بأمره} لمعايشكم وتصرّفكم في البلاد لطلب فضله فيها، ولتشكروا ربّكم على تسخيره ذلك لكم فتعبدوه وتطيعوه فيما يأمركم به، وينهاكم عنه). [جامع البيان: 21/78]

تفسير قوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا عمر بن حبيب المكي عن حميد الأعرج قال جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو بن العاص فسأله فقال مم خلق الخلق قال من الماء والنور والظلمة والريح والتراب قال فمم خلق هؤلاء قال لا أدري قال ثم أتى عبد الله بن الزبير فسأله فقال مثل قول عبد الله بن عمرو فأتى ابن عباس فسأله فقال مم خلق الخلق قال من الماء والنور والظلمة والريح والتراب قال فمم خلق هؤلاء قال فتلا ابن عباس وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه فقال الرجل ما كان ليأتي بهذا إلا رجل من أهل بيت النبي). [تفسير عبد الرزاق: 2/213]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه قال منه النور والشمس والقمر). [تفسير عبد الرزاق: 2/213]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عبد اللّه بن عمرو في قوله: {وسخّر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه} قال: الخلق من خمسةٍ: من نارٍ ونورٍ وظلمةٍ وماءٍ وترابٍ [الآية: 13]). [تفسير الثوري: 275]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وسخّر لكم ما في السّموات وما في الأرض جميعًا منه إنّ في ذلك لآياتٍ لّقومٍ يتفكّرون}
يقول تعالى ذكره: وسخّر لكم ما في السّموات من شمسٍ وقمرٍ ونجومٍ {وما في الأرض} من دابّةٍ وشجرٍ وجبلٍ وجمادٍ وسفنٍ لمنافعكم ومصالحكم {جميعًا منه} يقول تعالى ذكره: جميع ما ذكرت لكم أيّها النّاس من هذه النّعم، نعمٌ عليكم من اللّه أنعم بها عليكم، وفضلٌ منه تفضّل به عليكم، فإيّاه فاحمدوا لا غيره، لأنّه لم يشركه في إنعام هذه النّعم عليكم شريكٌ، بل تفرّد بإنعامها عليكم وجميعها منه، ومن نعمه فلا تجعلوا له في شكركم له شريكًا، بل أفردوه بالشّكر والعبادة، وأخلصوا له الألوهة، فإنّه لا إله لكم سواه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وسخّر لكم ما في السّموات وما في الأرض جميعًا منه} يقول: كلّ شيءٍ هو من اللّه، وذلك الاسم فيه اسمٌ من أسمائه، فذلك جميعًا منه، ولا ينازعه فيه المنازعون، واستيقن أنّه كذلك.
وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٌ لقومٍ يتفكّرون} يقول تعالى ذكره: إنّ في تسخير اللّه لكم ما أنبأكم أيّها النّاس أنّه سخّره لكم في هاتين الآيتين {لآياتٌ} يقول: لعلاماتٌ ودلالاتٌ على أنّه لا إله لكم غيره، الّذي أنعم عليكم هذه النّعم، وسخّر لكم هذه الأشياء الّتي لا يقدر على تسخيرها غيره لقومٍ يتفكّرون في آيات اللّه وحججه وأدلّته، فيعتبرون بها ويتّعظون إذا تدبّروها، وفكّروا فيها). [جامع البيان: 21/78-79]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ عبد الرّزّاق، عن عمر بن حبيبٍ المكّيّ، عن حميد بن قيسٍ الأعرج، عن طاوسٍ، قال: جاء رجلٌ إلى عبد اللّه بن عمرو بن العاص يسأله ممّا خلق الخلق؟ قال: «من الماء، والنّور، والظّلمة، والرّيح، والتّراب؟» قال الرّجل: فممّ خلق هؤلاء؟ قال: «لا أدري» ثمّ أتى الرّجل عبد اللّه بن الزّبير فسأله فقال مثل قول عبد اللّه بن عمرٍو قال: فأتى الرّجل عبد اللّه بن عبّاسٍ فسأله فقال: ممّ خلق الخلق؟ قال: «من الماء، والنّور، والظّلمة، والرّيح، والتّراب». قال الرّجل: فممّ خلق هؤلاء؟ فتلا عبد اللّه بن عبّاسٍ: {وسخّر لكم ما في السّموات وما في الأرض جميعًا منه} فقال الرّجل: ما كان لنا بهذا إلّا رجلٌ من أهل بيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه» ). [المستدرك: 2/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 12 - 13.
أخرج ابن المنذر من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه لم يكن يفسر أربع آيات قوله {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} والرقيم والغسلين). [الدر المنثور: 13/292]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لم يفسر ابن عباس رضي الله عنهما هذه الآية إلا لندبة القارئ {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} ). [الدر المنثور: 13/292-293]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} نور الشمس والقمر). [الدر المنثور: 13/293]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} قال: كل شيء هو من الله). [الدر المنثور: 13/293]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر والحاكمي وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن طاووس رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فسأله مم خلق الخلق قال: من الماء والنور والظلمة والريح والتراب، قال: فمم خلق هؤلاء قال: لا أدري، ثم أتى الرجل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه فسأله فقال له مثل قول عبد الله بن عمرو رضي الله عنه فأتى ابن عباس رضي الله عنهما فسأله: مم خلق الخلق قال: من الماء والنور والظلمة والريح والتراب، قال: فمم خلق هؤلاء فقرأ ابن عباس رضي الله عنهما {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} فقال الرجل: ما كان ليأتي بهذا إلا رجل من أهل بيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 13/293-294]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): ([............. في قول] الله: {قل للذين آمنوا [ ........ .. ]}، قال في [الصعـ ........ .. ] الخلق والمغفرة وهم يكفرون به). [الجامع في علوم القرآن: 2/51]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله قال نسختها فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/212]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام اللّه ليجزي قومًا بما كانوا يكسبون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد للّذين صدّقوا اللّه واتّبعوك، يغفروا للّذين لا يخافون بأس اللّه ووقائعه ونقمه إذا هم نالوهم بالأذى والمكروه {ليجزي قومًا بما كانوا يكسبون} يقول: ليجزي اللّه هؤلاء الّذين يؤذونهم من المشركين في الآخرة، فيثيبهم عذابه بما كانوا في الدّنيا يكسبون من الإثم، ثمّ بأذاهم أهل الإيمان باللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام اللّه ليجزي قومًا بما كانوا يكسبون} قال: كان نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعرض عن المشركين إذا آذوه، وكانوا يستهزئون به، ويكذّبونه، فأمره اللّه عزّ وجلّ أن يقاتل المشركين كافّةً، فكان هذا من المنسوخ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {للّذين لا يرجون أيّام اللّه} قال: لا يبالون نعم اللّه، أو نقم اللّه.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {لا يرجون أيّام اللّه} قال: لا يبالون نعم اللّه.
وهذه الآية منسوخةٌ بأمر اللّه بقتال المشركين وإنّما قلنا: هي منسوخةٌ لإجماع أهل التّأويل على أنّ ذلك كذلك.
ذكر من قال ذلك:
وقد ذكرنا الرّواية في ذلك عن ابن عبّاسٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام اللّه} قال: نسختها ما في الأنفال {فإمّا تثقفنّهم في الحرب فشرّد بهم من خلفهم لعلّهم يذّكّرون وفي براءة {قاتلوا المشركين كافّةً كما يقاتلونكم كافّةً} أمر بقتالهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدًا رسول اللّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام اللّه} قال: نسختها {فاقتلوا المشركين}.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام اللّه} قال: هذا منسوخٌ، أمر اللّه بقتالهم في سورة براءة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ قال: حدّثنا عنبسة، عمّن ذكره عن أبي صالحٍ، {قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام اللّه} قال: نسختها الّتي في الحجّ {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا}.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام اللّه} قال: هؤلاء المشركون قال: وقد نسخ هذا وفرض جهادهم والغلظة عليهم.
وجزم قوله: {يغفروا} تشبيهًا له بالجزاء والشّرط وليس به، ولكن لظهوره في الكلام على مثاله، فعرّب تعريبه، وقد مضى البيان عنه قبل.
واختلف القرّاء في قراءة قوله: {ليجزي قومًا} فقرأه بعض قرّاء المدينة والبصرة والكوفة: {ليجزي} بالياء على وجه الخبر عن اللّه أنّه يجزيهم ويثيبهم وقرأ ذلك بعض عامّة قرّاء الكوفيّين (لنجزي) بالنّون على وجه الخبر من اللّه عن نفسه وذكر عن أبي جعفرٍ القارئ أنّه كان يقرأه ليجزى قومًا على مذهب ما لم يسمّ فاعله، وهو على مذهب كلام العرب لحنٌ إلاّ أن يكون أراد: ليجزى الجزاء قومًا، بإضمار الجزاء، وجعله مرفوعًا ليجزى فيكون وجهًا من القراءة، وإن كان بعيدًا.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّ قراءته بالياء والنّون على ما ذكرت من قراءة الأمصار جائزةٌ بأيّ تينك القراءتين قرأ القارئ فأمّا قراءته على ما ذكرت عن أبي جعفرٍ، فغير جائزةٍ عندي لمعنيين: أحدهما: أنّها خلافٌ لما عليه الحجّة من القرّاء، وغير جائزٍ عندي خلاف ما جاءت به مستفيضًا فيهم والثّاني بعدها من الصّحّة في العربيّة إلاّ على استكراه الكلام على غير المعروف من وجهه). [جامع البيان: 21/80-83]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل يغفروا للذين لا يرجون أيام الله يقول لا يبالون نعم الله لا يشكرونها لا يعرفونها). [تفسير مجاهد: 591]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 14 - 15.
أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {قل للذين آمنوا يغفروا} الآية قال: ما زال النّبيّ صلى الله عليه وسلم يأمر بالعفو ويحث عليه ويرغب فيه حتى أمر أن يعفو عمن لا يرجو أيام الله وذكر أنها منسوخة نسختها الآية التي في الأنفال {فإما تثقفنهم في الحرب} سورة الأنفال 57 الآية). [الدر المنثور: 13/294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قل للذين آمنوا يغفروا} الآية قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعرض عن المشركين إذا أذوه وكان يستهزئون به ويكذبونه فأمره الله أن يقاتل المشركين كافة فكان هذا من المنسوخ). [الدر المنثور: 13/294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله}، قال: اللذين لا يدرون أنعم الله عليهم أم لم ينعم قال سفيان رضي الله عنه: بلغني أنها نسختها آية القتال). [الدر المنثور: 13/294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن الأنباري في المصاحف عن قتادة رضي الله عنه في قوله {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله} قال: هي منسوخة بقول الله (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) ). [الدر المنثور: 13/295]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن أبي مسلم الخولاني رضي الله عنه أنه قال لجارية له: لولا أن الله تعالى يقول {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله} لأوجعتك، فقالت: والله إني لممن يرجو أيامه فما لك لا توجعني فقال: إن الله تعالى يأمرني أن أغفر للذين لا يرجون أيامه فعمن يرجو أيامه أحرى انطلقي فأنت حرة). [الدر المنثور: 13/295]

تفسير قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها ثمّ إلى ربّكم ترجعون}.
يقول تعالى ذكره: من عمل من عباد اللّه بطاعته فانتهى إلى أمره، وانزجر لنهيه، فلنفسه عمل ذلك الصّالح من العمل، وطلب خلاصها من عذاب اللّه، أطاع لا لغير ذلك، لأنّه لا ينفع ذلك غيره، واللّه عن عمل كلّ عاملٍ غنيّ {ومن أساء فعليها} يقول: ومن أساء عمله في الدّنيا بمعصيته فيها ربّه، وخلافه فيها أمره ونهيه، فعلى نفسه جنى، لأنّه أوبقها بذلك، وأكسبها به سخطه، ولم يضرّ أحدًا سوى نفسه {ثمّ إلى ربّكم ترجعون} يقول: ثمّ أنتم أيّها النّاس أجمعون إلى ربّكم تصيرون من بعد مماتكم، فيجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، فمن ورد عليه منكم بعملٍ صالحٍ جوزي من الثّواب صالحًا، ومن ورد عليه منكم بعملٍ سيئٍ جوزي من الثّواب سيّئًا). [جامع البيان: 21/83]


رد مع اقتباس