عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 ربيع الثاني 1434هـ/4-03-2013م, 11:23 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)}


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)}:

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({بالبأساء} هي: البأس من الخوف والشر والبؤس.
{والضّرّاء} من الضّرّ). [مجاز القرآن:1/ 191]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({البأساء}: من البؤس.
-{والضراء}: من الضر). [غريب القرآن وتفسيره: 136]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({بالبأساء}: الفقر وهو البؤس
{ والضّرّاء}: البلاء). [تفسير غريب القرآن: 153]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (البأس والبأساء: الشدة، قال الله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ}). [تأويل مشكل القرآن: 505]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضّرّاء لعلّهم يتضرّعون}
قيل البأساء " الجوع، والضراء النقص في الأموال والأنفس.
والمعنى: أن اللّه جلّ ثناؤه أعلم نبيه -صلى الله عليه وسلم- أنّه قد أرسل الرسل قبله إلى قوم بلغوا من القسوة إلى أن أخذوا بالشدة في أنفسهم وأموالهم ليخضعوا ويذلوا لأمر اللّه، لأنّ القلوب تخشع، والنفوس تضرع عند ما يكون من أمر الله في البأساء والضراء، فلم تخشع ولم تضرع.
وقال: {لعلّهم يتضرّعون}
ومعنى: لعل ترج، وهذا الترجي للعباد، أخذهم اللّه بذلك ليكون ما يرجوه العباد منه بالتضرع، كما قال عزّ وجلّ في قصة فرعون: {لعلّه يتذكّر أو يخشى}
قال سيبويه: المعنى اذهبا على رجائكما، واللّه عالم بما يكون وراء ذلك). [معاني القرآن: 2/ 248]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء}
قيل البأساء: الجوع والفقر
والضراء: نقص الأموال والأنفس بالمرض والثمرات). [معاني القرآن: 2/ 423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {لعلهم يتضرعون}
أي: ليكون العباد على رجاء من التضرع). [معاني القرآن: 2/ 423-424]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْبَأْسَاء}: البؤس
{الضَّرَّاء}: الضر). [العمدة في غريب القرآن: 127]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا...}
معنى (فلولا): فهلاّ. ويكون معناها على معنى لولا؛ كأنك قلت: لولا عبد الله لضربتك. فإذا رأيت بعدها اسما واحدا مرفوعا فهو بمعنى لولا التي جوابها اللام؛ وإذا لم تر بعدها اسما فهي استفهام؛ كقوله: {لولا أخّرتني إلى أجلٍ قريب [فأصدّق وأكن من الصالحين]} وكقوله: {فلولا إن كنتم غير مدينين [ترجعونها إن كنتّم صادقين]}.
وكذلك (لوما) فيها ما في لولا: الاستفهام والخبر). [معاني القرآن: 1/ 334-335]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فلو لا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا} أي: فهلّا إذ جاءهم بأسنا). [تفسير غريب القرآن: 153]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (لولا ولوما
لولا: تكون في بعض الأحوال بمعنى: هلّا وذلك إذا رأيتها بغير جواب، تقول: لولا فعلت كذا، تريد هلّا فعلت كذا، قال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ}، {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ}،{فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}، {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ}، أي فهلا. وقال: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ}.
وقال الشاعر:

تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُمْ ....... بَنِي ضَوْطَرَى لَوْلا الكَمِيَّ المقنَّعَا
أي: فهّلا تعدُّونَ الكميَّ.
وكذلك (لوما): قال {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} أي: هلّا تأتينا). [تأويل مشكل القرآن: 540-541](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم وزيّن لهم الشّيطان ما كانوا يعملون}
المعنى: فهلّا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا.
{ولكن قست قلوبهم} أي: أقاموا على كفرهم). [معاني القرآن: 2/ 248]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا} أي: فهلا وأعلم الله النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أرسل قبله رسولا إلى قوم بلغ من قسوتهم أن أخذوا بالبأساء والضراء فلم يتضرعوا). [معاني القرآن: 2/ 424]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ...}
يعني: أبواب الرزق والمطر وهو الخير في الدنيا لنفتنهم فيه. وهو مثل قوله: {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنت وظنّ أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا} ومثله {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا لنفتنهم فيه} والطريقة طريقة الشرك؛ أي لو استمرّوا عليها فعلنا ذلك بهم.
وقوله: {فإذا هم مّبلسون}
المبلس: اليائس المنقطع رجاؤه. ولذلك قيل للذي يسكت عند انقطاع حجته ولا يكون عنده جواب: قد أبلس؛
وقد قال الراجز:
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا ....... قال نعم أعرفه، وأبلسا
أي لم يحر إليّ جوابا). [معاني القرآن: 1/ 335]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({بغتةً} أي: فجأة، يقال: بغتنى أي فاجأني.
{فإذا هم مبلسون}
المبلس: الحزين الدائم، قال العجّاج:
يا صاح هل تعرف رسماً مكرسا ....... قال نعم أعرفه وأبلسا
وقال رؤبة:
وحضرت يوم خميس الأخماس ....... وفي الوجوه صفرةٌ وإبلاس
أي اكتئاب وكسوف وحزن). [مجاز القرآن: 1/ 191-192]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {فإذا هم مبلسون} وقد أبلس القوم إبلاسًا: فهو الخشوع؛ وقال بعضهم: المخذول المتروك.
وقال العجاج:
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا = قال نعم أعرفه وأبلسا). [معاني القرآن لقطرب: 541]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بغتة}: فجأة.
{المبلس}: الحزين المكتئب).[غريب القرآن وتفسيره:136]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أخذناهم بغتةً}: فجأة وجهرة، معاينة.
{فإذا هم مبلسون}: يائسون ملقون بأيديهم). [تفسير غريب القرآن:153]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون}أي: فتحنا عليهم أبواب كل شيء كان مغلقا عليهم من الخير.
{حتّى إذا فرحوا بما أوتوا} أي: حتى إذا ظنّوا أنّ كل ما نزل بهم لم يكن انتقاما من اللّه جلّ وعزّ،
وأنهم لمّا فتح عليهم ظنوا أن ذلك باستحقاقهم {أخذناهم بغتة} أي: فاجأهم عذابنا من حيث لا يشعرون.
وقوله جلّ وعزّ: {فإذا هم مبلسون}
"المبلس" الشديد الحسرة.
واليائس الحزين). [معاني القرآن: 2/ 248-249]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء}
قال مجاهد: من رخاء الدنيا ويسرها.
والتقدير عند أهل اللغة: فتحنا عليهم أبواب كل شيء كان مغلقا عنهم). [معاني القرآن: 2/ 424-425]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فإذا هم مبلسون}
قال أبو عبيدة: المبلس الحزين النادم قال الفراء المبلس المنقطع الحجة). [معاني القرآن:2/ 425]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({فلما نسوا ما ذكروا به} أي: تركوا). [ياقوتة الصراط: 221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((المبْلِسُ): الحزين المبهت.
{بَغْتَةً}: فجاءةً). [العمدة في غريب القرآن: 127]

تفسير قوله تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)}:

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فقطع دابر القوم} أي: آخر القوم الذي يدبرهم). [مجاز القرآن: 1/ 192]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {فقطع دابر القوم الذين}؛ أي آخرهم، ومددهم الذي يدبرهم؛ وذلك من دبر الليل دبورًا؛ أي ذهب.
وقال أمية بن أبي الصلت:
فأهلكوا بعذاب حص دابرهم = فما استطاعوا له صرفًا ولا انتصروا). [معاني القرآن لقطرب: 541]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فقطع دابر القوم}: آخرهم). [غريب القرآن وتفسيره: 137]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فقطع دابر القوم} أي: آخرهم كما يقال: اجتثّ أصلهم). [تفسير غريب القرآن: 154]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فقطع دابر القوم الّذين ظلموا والحمد للّه ربّ العالمين}
حمد الله عزّ وجلّ نفسه على أن قطع دابرهم، واستأصل شأفتهم، لأنه جلّ وعزّ أرسل إليهم الرسل، وأنظرهم بعد كفرهم، وأخذهم بالبأساء
والضراء فبالغ جلّ وعزّ في إنذارهم وإمهالهم، فحمد نفسه، لأنه محمود في إمهاله من كفر به وانتظاره توبته). [معاني القرآن: 2/ 249]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فقطع دابر القوم الذين ظلموا}
الدابر في اللغة: الآخر يقال دبرهم يدبرهم إذا جاء آخرهم وفي الحديث عن عبد الله بن مسعود من الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبريا أي في آخر الوقت). [معاني القرآن:2/ 425]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ} أي: آخرهم،
والمعنى: استؤصلوا فلم يبق منهم أحد).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 76]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دَابِر}: آخر). [العمدة في غريب القرآن: 127]


رد مع اقتباس