عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:22 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله ما قدمت لغد قال يوم القيامة). [تفسير عبد الرزاق: 2/285]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه}. يقول تعالى ذكره: يا أيّها الّذين صدّقوا اللّه ووحّدوه، اتّقوا اللّه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه.
وقوله: {ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ}. يقول: ولينظر أحدكم ما قدّم ليوم القيامة من الأعمال، أمن الصّالحات الّتي تنجيه أم من السّيّئات الّتي توبقه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {اتّقوا اللّه ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ}. ما زال ربّكم يقرّب السّاعة حتّى جعلها كغدٍ، وغدٌ يوم القيامة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {ما قدّمت لغدٍ} يعني: يوم القيامة.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ما قدّمت لغدٍ}. يعني: يوم القيامة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، وقرأ قول اللّه عزّ وجلّ {ولتنظر نفسٌ ما قدّمت لغدٍ} يعني: يوم القيامة الخير والشّرّ؛ قال: والأمس في الدّنيا، وغدٌ في الآخرة، وقرأ: {كأن لم تغن بالأمس}. قال: كأن لم تكن في الدّنيا.
وقوله: {واتّقوا اللّه} يقول: وخافوا اللّه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه. {إنّ اللّه خبيرٌ بما تعملون} يقول: إنّ اللّه ذو خبرةٍ وعلمٍ بأعمالكم خيرها وشرّها، لا يخفى عليه منها شيءٌ، وهو مجازيكم على جميعها). [جامع البيان: 22/546-547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله} الآية.
أخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي، وابن ماجة، وابن مردويه عن جرير قال: كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه قوم مجتابي النمار متقلدي السيوف عليهم أزر ولا شيء غيرها عامتهم من مضر فلما رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم الذي بهم من الجهد والعري والجوع تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام فدخل بيته ثم راح إلى المسجد فصلى الظهر ثم صعد منبره فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد ذلكم فإن الله أنزل في كتابه {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون} تصدقوا قبل أن لا تصدقوا تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة تصدق امرؤ من ديناره تصدق امرؤ من درهمه تصدق امرؤ من بره من شعيره من تمره لا يحقرن شيء من الصدقة ولو بشق التمرة فقام رجل من الأنصار بصرة في كفه فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على منبره فعرف السرور في وجهه فقال: من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئا فقام الناس فتفرقوا فمن ذي دينار ومن ذي درهم ومن ذي طعام ومن ذي ومن ذي فاجتمع فقسمه بينهم). [الدر المنثور: 14/393-394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ما قدمت لغد} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 14/394]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تكونوا كالّذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}.
يقول تعالى ذكره: ولا تكونوا كالّذين تركوا أداء حقّ اللّه الّذي أوجبه عليهم فأنساهم أنفسهم يقول: فأنساهم اللّه حظوظ أنفسهم من الخيرات.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم} قال: نسوا حقّ اللّه، {فأنساهم أنفسهم} قال: حظّ أنفسهم.
وقوله: {أولئك هم الفاسقون}. يقول جلّ ثناؤه: هؤلاء الّذين نسوا اللّه هم الفاسقون، يعني الخارجون من طاعة اللّه إلى معصيته). [جامع البيان: 22/547-548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن نعيم بن محمد الرحبي قال: كان من خطبة أبي بكر الصديق: واعلموا أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه فإن استطعتم أن ينقضي الأجل وأنتم على حذر فافعلوا ولن تستطيعوا ذلك إلا بإذن الله وإن قوما جعلوا أجلهم لغيرهم فنهاكم الله أن تكونوا أمثالهم فقال: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} أين من كنتم تعرفون من إخوانكم قد انتهت عنهم أعمالهم ووردوا على ما قدموا، أين الجبارون الأولون الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحوائط قد صاروا تحت الصخر والآكام هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه ولا يطفأ نوره استضيئوا منه اليوم ليوم الظلمة واستنصحوا كتابه وتبيانه فإن الله قد أفنا على قوم فقال: (كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) (سورة الأنبياء الآية 90) لا خير في قول لا يبتغي به وجه الله ولا خر في مال لا ينفق في سبيل الله ولا خير فيمن يغلب غضبه حلمه ولا خير في رجل يخاف في الله لومة لائم). [الدر المنثور: 14/394-395]

تفسير قوله تعالى: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون}.
يقول تعالى ذكره: لا يعتدل أهل النّار وأهل الجنّة، أهل الجنّة هم الفائزون، يعني أنّهم المدركون ما طلبوا وأرادوا، النّاجون ممّا حذروا). [جامع البيان: 22/548]

تفسير قوله تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعًا مّتصدّعًا من خشية اللّه وتلك الأمثال نضربها للنّاس لعلّهم يتفكّرون}.
وقوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعًا متصدّعًا من خشية اللّه}.
يقول جلّ ثناؤه: لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ - وهو حجرٌ - لرأيته يا محمّد {خاشعًا}. يقول: متذلّلاً، {متصدّعًا من خشية اللّه} على قساوته، حذرًا من أن لا يؤدّي حقّ اللّه المفترض عليه في تعظيم القرآن، وقد أنزل على ابن آدم وهو بحقّه مستخفٌّ، وعنه وعمّا فيه من العبر والذّكر معرضٌ، كأن لم يسمعها، كأنّ في أذنيه وقرًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعًا متصدّعًا من خشية اللّه}. إلى قوله: {لعلّهم يتفكّرون} قال: يقول: لو أنّي أنزلت هذا القرآن على جبلٍ حمّلته إيّاه تصدّع وخشع من ثقله ومن خشية اللّه، فأمر اللّه عزّ وجلّ النّاس إذا أنزل عليهم القرآن، أن يأخذوه بالخشية الشّديدة والتّخشّع، قال: كذلك يضرب اللّه الأمثال للنّاس، لعلّهم يتفكّرون.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعًا متصدّعًا من خشية اللّه}. الآية، يعذر اللّه الجبل الأصمّ، ولم يعذر شقيّ ابن آدم، هل رأيتم أحدًا قطّ تصدّعت جوانحه من خشية اللّه.
وقوله: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس}. يقول تعالى ذكره: وهذه الأشياء نشبّهها للنّاس، وذلك تعريفه جلّ ثناؤه إيّاهم أنّ الجبال أشدّ تعظيمًا لحقّه منهم مع قساوتها وصلابتها.
وقوله: {لعلّهم يتفكّرون} يقول: يضرب اللّه لهم هذه الأمثال ليتفكّروا فيها فينيبوا، وينقادوا للحقّ). [جامع البيان: 22/548-550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 21 – 24
أخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل} الآية قال: لو أنزلت هذا القرآن على جبل فأمرته بالذي أمرتكم وخوفته بالذي خوفتكم به إذا يصدع ويخشع من خشية الله فأنتم أحق أن تخشوا وتذلوا وتلين قلوبكم لذكر الله). [الدر المنثور: 14/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مالك بن دينار قال: أقسم لكم لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا صدع قلبه). [الدر المنثور: 14/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن} الآية قال: يقول: لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه تصدع وخشع من ثقله ومن خشية الله فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع قال: ? {كذلك يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون}?). [الدر المنثور: 14/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي عن ابن مسعود وعلي مرفوعا في قوله: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل} إلى آخر السورة قال: هي رقية الصداع). [الدر المنثور: 14/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه قال: أنبأنا أبو نعيم الحافظ أبنأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر المقري البغدادي يعرف بغلام ابن شنبوذ أبنأنا إدريس بن عبد الكريم الحداد قال: قرأت على خلف فلما بلغت هذه الآية {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل} قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على سليم فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على الأعمش فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإني قرأت على يحيى بن وثاب فلما بلغت هذه الآية قال: ضد يدك على رأسك فإني قرأت على علقمة والأسود فلما بلغت هذه الآية قال: ضع يدك على رأسك فإنا قرأنا على عبد الله فلما بلغنا هذه الآية قال: ضعا أيديكما على رؤوسكما فإني قرأت على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلما بلغت هذه الآية قال لي: ضع يدك على رأسك فإن جبريل لما نزل بها إلي قال لي: ضع يدك على رأسك فإنها شفاء من كل داء إلا السأم والسأم الموت). [الدر المنثور: 14/396]


رد مع اقتباس