عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م, 08:29 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون ( 23 ) قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ( 24 ) }
أمر اللّه تعالى بمباينة الكفّار به، وإن كانوا آباءً أو أبناءً، ونهى عن موالاتهم إذا (استحبّوا) أي: اختاروا الكفر على الإيمان، وتوعّد على ذلك كما قال تعالى: {لا تجد قومًا يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروحٍ منه ويدخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} الآية [المجادلة: 22].
وروى الحافظ [أبو بكرٍ] البيهقيّ من حديث عبد اللّه بن شوذبٍ قال: جعل أبو أبي عبيدة بن الجرّاح ينعت له الآلهة يوم بدرٍ، وجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلمّا أكثر الجرّاح قصده ابنه أبو عبيدة فقتله، فأنزل اللّه فيه هذه الآية: {لا تجد قومًا يؤمنون باللّه واليوم الآخر} الآية [المجادلة: 22]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 123-124]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أمر تعالى رسوله أن يتوعّد من آثر أهله وقرابته وعشيرته على اللّه وعلى رسوله وجهادٍ في سبيله، فقال: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها) أي: اكتسبتموها وحصّلتموها (وتجارةٌ تخشون كسادها ومساكن ترضونها) أي: تحبّونها لطيبها وحسنها، أي: إن كانت هذه الأشياء (أحبّ إليكم من اللّه ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربّصوا) أي: فانتظروا ماذا يحلّ بكم من عقابه ونكاله بكم؛ ولهذا قال: (حتّى يأتي اللّه بأمره واللّه لا يهدي القوم الفاسقين)
وقال الإمام أحمد: حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا ابن لهيعة، عن زهرة بن معبدٍ، عن جدّه قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو آخذٌ بيد عمر بن الخطّاب، فقال: واللّه لأنت يا رسول اللّه أحبّ إليّ من كلّ شيءٍ إلّا من نفسي فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه". فقال عمر: فأنت الآن واللّه أحبّ إليّ من نفسي. فقال رسول اللّه: "الآن يا عمر"
انفرد بإخراجه البخاريّ، فرواه عن يحيى بن سليمان، عن ابن وهبٍ، عن حيوة بن شريحٍ، عن أبي عقيلٍ زهرة بن معبدٍ، أنّه سمع جدّه عبد اللّه بن هشامٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم بهذا
وقد ثبت في الصحيح عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "والّذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتّى أكون أحبّ إليه من والده وولده والنّاس أجمعين"
وروى الإمام أحمد، وأبو داود -واللّفظ له -من حديث أبي عبد الرّحمن الخراسانيّ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم بأذناب البقر، ورضيتم بالزّرع، وتركتم الجهاد، سلّط اللّه عليكم ذلًّا لا ينزعه حتّى ترجعوا إلى دينكم"
وروى الإمام أحمد أيضًا عن يزيد بن هارون، عن أبي جنابٍ، عن شهر بن حوشبٍ أنّه سمع عبد الله ابن عمرٍو عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بنحو ذلك وهذا شاهدٌ للّذي قبله، والله أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 124]


رد مع اقتباس