عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 19 جمادى الآخرة 1435هـ/19-04-2014م, 10:43 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال لعبده ورسوله محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، الّذي بعثه بالتّوحيد العظيم والشّرع القويم، وأمره أن يدعو النّاس إلى صراطه المستقيم: {قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا فاطر السّماوات والأرض} كما قال: {قل أفغير اللّه تأمرونّي أعبد أيّها الجاهلون} [الزّمر: 64]، والمعنى: لا أتّخذ وليًا إلّا اللّه وحده لا شريك له، فإنّه فاطر السّموات والأرض، أي: خالقهما ومبدعهما على غير مثالٍ سبق.
{وهو يطعم ولا يطعم} أي: وهو الرّزّاق لخلقه من غير احتياجٍ إليهم، كما قال تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون * [ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون* إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين]} [الذّاريات: 56 -58].
وقرأ بعضهم هاهنا: {وهو يطعم ولا يطعم} الآية أي: لا يأكل.
وفي حديث سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة [رضي اللّه عنه] قال: دعا رجلٌ من الأنصار من أهل قباءٍ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-، قال: فانطلقنا معه، فلمّا طعم النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- وغسل يديه قال: «الحمد للّه الّذي يطعم ولا يطعم، ومنّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا وكلّ بلاء حسن أبلانا، الحمد للّه غير مودّع ولا مكافأ ولا مكفورٍ ولا مستغنًى عنه، الحمد للّه الّذي أطعمنا من الطّعام، وسقانا من الشّراب، وكسانا من العري، وهدانا من الضّلال، وبصّرنا من العمى، وفضّلنا على كثيرٍ ممّن خلق تفضيلًا الحمد للّه ربّ العالمين»
{قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم} أي: من هذه الأمّة). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 243-244]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ} يعني: يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 244]


تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({من يصرف عنه} يعني: العذاب {يومئذٍ فقد رحمه} يعني: فقد رحمه اللّه، {وذلك الفوز المبين} كما قال: {فمن زحزح عن النّار وأدخل الجنّة فقد فاز} [آل عمران: 185]، والفوز: هو حصول الرّبح ونفي الخسارة). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 244]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلّا هو وإن يمسسك بخيرٍ فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ (17) وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير (18) قل أيّ شيءٍ أكبر شهادةً قل اللّه شهيدٌ بيني وبينكم وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنّكم لتشهدون أنّ مع اللّه آلهةً أخرى قل لا أشهد قل إنّما هو إلهٌ واحدٌ وإنّني بريءٌ ممّا تشركون (19) الّذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الّذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون (20) ومن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته إنّه لا يفلح الظّالمون (21) }
يقول تعالى مخبرًا أنّه مالك الضّرّ والنّفع، وأنّه المتصرّف في خلقه بما يشاء، لا معقّب لحكمه، ولا رادّ لقضائه: {وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخيرٍ فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ} كما قال تعالى: {ما يفتح اللّه للنّاس من رحمةٍ فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده... الآية} [فاطرٍ: 2] وفي الصّحيح أنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- كان يقول: «اللّهمّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ» ؛ ولهذا قال تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} ). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 244]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وهو القاهر فوق عباده} أي: هو الّذي خضعت له الرّقاب، وذلّت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كلّ شيءٍ ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوّه وقدرته الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت حكمه وقهره
{وهو الحكيم} أي: في جميع ما يفعله {الخبير} بمواضع الأشياء ومحالّها، فلا يعطي إلّا لمن يستحقّ ولا يمنع إلا من يستحق). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 244]


رد مع اقتباس