عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 07:36 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (41) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) }

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43) }

تفسير قوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( والساجد: المنحني عند بعض العرب، وهو في لغة طيء المنتصب، قال الشاعر:

إنك لن تلقى لهن ذائدا = أنجح من وهم يثل الفائدا
لولا الزمام اقتحم الأجالد = بالغرب أو دق النعام الساجدا
ورواه أبو عبيدة:
لولا الحزام جاوز الأجالدا
وقال: الأجالد جمع الجلد، وهو آخر منقطع المنحاة، والمنحاة مختلف السانية. والنعام الساجد: خشبات منصوبة على البئر في قول أبي عمرو. وقال غيره: أراد بالساجد خشبات محنية لشدة ما تجذب، والإسجاد في عير هذا الموضع
فتور النظر وغض الطرف؛ يقال: قد أسجدت المرأة إذا غضت طرفها، ويقال: قد سجدت عينها إذا فتر نظرها، قال كثير:
أغرك منا أن دلك عندنا = وإسجاد عينيك الصيودين رابح
والسجود في غير هذا: الخشوع والخضوع والتذلل؛ كقوله جل اسمه: {ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر}، فسجود الشمس والقمر على جهة الخشوع والتذلل.
ومن هذا قوله: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده}، معناه أن أثر صنعة الله عز وجل موجودة في الأشياء كلها حيوانها ومواتها؛ فما لم تكن له آلة النطق والتسبيح وصف بذلك على جهة التشبيه بمن ينطق ويسبح لدلالته على خالقه وبارئه، قال الشاعر:
ساجد المنخر ما يرفعه = خاشع الطرف أصم المستمع
وقال الآخر:

بجمع تضل البلق في حجراته = ترى الأكم منها سجدا للحوافر
وقال الآخر:
قد كان ذو القرنين جدي مسلما = ملكا تدين له الملوك وتسجد
وقال جرير:
لما أتى خير الزبير تضعضعت = سور المدينة والجبال الخشع
فوصفها بالخشوع على ما وصفنا. وقال الطرماح:
وأخو الهموم إذا الهموم تحضرت = جنح الظلام وساده لا يرقد
وقال الطرماح أيضا:

وخرق به البوم يرثي الصدا = كما رثت الفاجع النائحه
فخبر عن الصدى بالمرثية على جهة التشبيه. وقال الطرماح أيضا:

ولكني أنص العيس يدمى = أظلاها وتركع في الحزون
وقال عمرو بن أحمر:

خلد الحبيب وباد حاضره = إلا منازل كلها قفر
ولهت عليها كل معصرة = هوجاء ليس للبها زبر
خرقاء تلتهم الجبال وأجـ = ـواز الفلاة وبطنها صفر
وقال بعده:

وعرفت من شرفات مسجدها = حجرين طال عليهما الدهر
بكيا الخلاء فقلت إذ بكيا = ما بعد مثل بكاكما صبر
فوصف بهذه الأفاعيل من لا يفعلها فعل حقيقة؛ إنما
جوازها على المجاز والاتساع، وقد قال الله عز وجل: {والنجم والشجر يسجدان}، فخبر عن النجم والشجر بالسجود على معنى الميل، أي يستقبلان الشمس ثم يميلان معها حتى ينكسر الفيء، والسجود في الصلاة سمي سجودا لعلتين: إحدهما أنه خضوع وتذلل لله جل وعز؛ إذ كانت العرب تجعل الخاضع ساجدا. والعلة الأخرى أنه سمي سجودا لأنه بالميل يقع، والانحناء والتطاطؤ على ما تقدم في التفسير، كما سمي الركوع في الصلاة ركوعا، لأنه انحناء). [كتاب الأضداد: 294-297] (م)

رد مع اقتباس