عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 07:28 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أفأصفاكم ربّكم بالبنين واتّخذ من الملائكة إناثًا} [الإسراء: 40] على الاستفهام.
أي لم يفعل ذلك، لقولهم: إنّ الملائكة بنات اللّه.
وقال: {إنّكم لتقولون قولا عظيمًا} [الإسراء: 40] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/136]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {أفأصفاكم ربّكم بالبنين} أي اختصكم).
[مجاز القرآن: 1/380]

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {أفأصفاكم ربكم بالبنين} والمعنى: اختصكم به؛ أصفاه إصفاءً، وهو من صفا الشيء؛ و{أصطفى البنات على البنين} من ذلك، وقالوا: إنه لصاف بين الصفوة والصفوة؛ وزيد صفوة أبيه). [معاني القرآن لقطرب: 836]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {واتّخذ من الملائكة إناثاً} كانوا يقولون: الملائكة بنات اللّه). [تفسير غريب القرآن: 255]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أفأصفاكم ربّكم بالبنين واتّخذ من الملائكة إناثا إنّكم لتقولون قولا عظيما}
كانت الكفرة من العرب تزعم أنّ الملائكة بنات اللّه، فوبخوا، وقيل لهم:(أفأصفاكم ربّكم بالبنين)، أي أختار لكم ربّكم صفوة الشيء وأخذ من الملائكة غير الصفوة).[معاني القرآن: 3/241]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ):(ثم قال جل وعز:{أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا} لأنهم قالوا الملائكة بنات الله تعالى الله).[معاني القرآن: 4/158]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد صرّفنا في هذا القرءان ليذّكّروا} [الإسراء: 41] ضربنا في هذا القرآن الأمثال، فأخبرناهم أنّا أهلكنا القرون الأولى، أي ليذّكّروا فيؤمنوا، لا ينزل بهم ما نزل بالأمم من قبلهم من عذاب اللّه.
{وما يزيدهم} [الإسراء: 41] ذلك.
{إلا نفورًا} [الإسراء: 41] إلا تركًا لأمر اللّه، يعني: أنّهم كلّما نزل في
[تفسير القرآن العظيم: 1/136]
القرآن شيءٌ كفروا به ونفروا.
- أبو الأشهب والرّبيع بن صبيحٍ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده».
في حديث أبي الأشهب، «ليدخلنّ الجنّة إلا من أبى».
يقول: أبى أن يؤمن.
- يحيى، عن الحسن بن دينارٍ، عن الجريريّ، عن يعلى بن عطاءٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده لتدخلنّ الجنّة إلا أن تشردوا على اللّه كما يشرد البعير على أهله».
قال يحيى: وسمعت عبد الوهّاب بن سليمٍ العامريّ يحدّث هذا الحديث عن النّبيّ عليه السّلام وزاد فيه، ثمّ تلا هذه الآية: {ولقد صرّفنا في هذا القرءان ليذّكّروا وما يزيدهم إلا نفورًا} [الإسراء: 41] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/137]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن "ولقد صرفنا للناس" وقد جاء عنه التثقيل.
وقراءة الناس {صرفنا} في القرآن كله مثقل.
والمعنى بينا؛ وكان ابن عباس يقول {نصرف الآيات} نبين الآيات، إلا الحرف الذي في الأحقاف فإن القراء خففوه {وإذ صرفنا إليك نفرا} ). [معاني القرآن لقطرب: 826]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أصحاب عبد الله {ليذكروا} من ذكر، وسائر القراء {ليذكروا} ). [معاني القرآن لقطرب: 826]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد صرّفنا في هذا القرآن ليذّكّروا وما يزيدهم إلّا نفورا } أي بينا.
{وما يزيدهم إلّا نفورا} أي ما يزيدهم التبيين إلا نفورا، كما قال اللّه - عزّ وجلّ -: {وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلّا خسارا}. [معاني القرآن: 3/241]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون} [الإسراء: 42] وهي تقرأ أيضًا بالتّاء.
فمن قرأها بالتّاء فيقول للنّبيّ: قل لهم: لو كان معه آلهةٌ، ثمّ أقبل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: كما تقولون.
ومن قرأها بالياء يقول للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهم: لو كان معه آلهةٌ كما يقولون.
{إذًا لابتغوا} [الإسراء: 42]، يعني: الآلهة لو كانت آلهةً.
{إلى ذي العرش سبيلا} [الإسراء: 42] إذًا لطلبوا إليه الوسيلة والقربة.
وقال قتادة: إذًا لعرفوا له فضله عليهم، ولابتغوا إليه ما يقرّبهم إليه). [تفسير القرآن العظيم: 1/137]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {قل لو كان معه آلهةٌ كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلًا} يقول: لو كان الأمر كما تقولون لابتغى من تدعونه إلها، التقرّب إلى اللّه، لأنه ربّ كل مدعوّ. ويقال: لابتغوا سبيلا، أي طريقا للوصول إليه).
[تفسير غريب القرآن: 255]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا }
فمن قرأ (كما تقولون) فعلى مخاطبة القائلين {إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}.
أي لتقربوا إلى ذي العرش، كما قال: {أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب}.
وقال بعضهم: {إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} أي لكانوا مضادّين له يطلبون الانفراد بالربوبية.
والقول الأول عليه المفسرون). [معاني القرآن: 3/242-241]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}
قال قتادة المعنى إذا لتقربوا إلى الله
وقال سعيد بن جبير إذا لطلبوا إليه طريقا للوصول ليزيلوا ملكه جل وعز). [معاني القرآن: 4/159]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} لو كان معه آلهة كما تقولون، لابتغوا -أولئك الآلهة- التقرب إلى الله، لأنه رب كل شيء.
وقيل: لابتغوا سبيلا: أي طريقا إليه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 137]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {سبحانه} [الإسراء: 43] ينزّه نفسه.
{وتعالى} [الإسراء: 43] ارتفع.
[تفسير القرآن العظيم: 1/137]
{عمّا يقولون علوًّا كبيرًا} [الإسراء: 43].
يسبّح له السّموات السّبع، أي: ومن فيهنّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/138]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوّاً كبيراً}

وقال: {سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوّاً كبيراً} فقال: {علوّاً} ولم يقل "تعالياً" كما قال: {وتبتّل إليه تبتيلاً} قال الشاعر:

أنت الفداء لكعبةٍ هدّمتها = ونقرتها بيديك كلّ منقّر
منع الحمام مقيله من سقفها = ومن الحطيم فطار كلّ مطيّر
وقال الآخر:
* يجري عليها أيّما إجراء *
وقال الآخر:
وخير الأمر ما استقبلت منه = وليس بأن تتبّعه اتّباعا).
[معاني القرآن: 2/71]

تفسير قوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {والأرض ومن فيهنّ} [الإسراء: 44] من المؤمنين، ومن يسبّح له من الخلق.
{وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا} [الإسراء: 44] كان الحسن يقول: إنّ الجبل يسبّح، فإذا قطع منه شيءٌ لم يسبّح المقطوع ويسبّح الأصل، وكذلك الشّجرة ما قطع منها لم يسبّح وتسبّح هي.
قال: {ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا} [الإسراء: 44] كقوله: {ولو يؤاخذ اللّه النّاس بظلمهم ما ترك عليها من دابّةٍ} [النحل: 61] إذًا يحبس القطر عنهم فأهلكهم.
قال: {غفورًا} [الإسراء: 44] لهم إن تابوا.
سعيدٌ، عن قتادة قال: {حليمًا} [الإسراء: 44] عن خلقه، فلا يعجل كعجلة بعضهم على بعضٍ، {غفورًا} [الإسراء: 44] لهم إذا تابوا وراجعوا الحقّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/138]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:{تسبّح له السّماوات السّبع...}

أكثر القراء على التاء. وهي في قراءة عبد الله (سبّحت له السموات السبع) فهذا يقوّي الذين قرءوا بالتاء. ولو قرئت بالياء لكان صواباً؛ كما قرءوا {تكاد السّموات} و{يكاد}.
وإنما حسنت الياء لأنه عدد قليل، وإذا قلّ العدد من المؤنّث والمذكر كانت الياء فيه أحسن من التاء قال الله عزّ وجلّ في المؤنّث القليل {وقال نسوةٌ في المدينة}، وقال في المذكّر
{فإذا انسلخ الأشهر الحرم} فجاء بالتذكير. وذلك أن أوّل فعل المؤنث إذا قلّ يكون بالياء، فيقال: النسوة يقمن. فإذا تقدّم الفعل سقطت النون من آخره لأن الاسم ظاهر فثبت الفعل من أوّله على الياء، ومن أنّث ذهب إلى أن الجمع يقع عليه (هذه) فأنّث لتأنيث (هذه) والمذكر فيه كالمؤنّث؛ ألا ترى أنك تقول: هذه الرجال، وهذه النساء.
... حدثني قيس بن الربيع عن عمّار الدهني عن سعيد بن جبير قال: كل تسبيح في القرآن فهو صلاة، وكلّ سلطان حجّة، هذا لقوله: {وإن مّن شيءٍ إلاّ يسبّح بحمده} ). [معاني القرآن: 2/125-124]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {تسبح له} بالتاء.
الأعرج {يسبح له} بالياء.
ابن مسعود "سبحت له"). [معاني القرآن لقطرب: 827]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فقال: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ}
وقال: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} أي سبّحن معه. وقال: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} ).[تأويل مشكل القرآن: 113] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيء إلّا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليما غفورا }
قيل إن كل ما خلق اللّه يسبح بحمده وإن صرير السقف وصرير الباب من التسبيح للّه عزّ وجلّ.
ويكون - على هذا - الخطاب للمشركين وحدهم من قوله: {ولكن لا تفقهون تسبيحهم}.
وجائز أن يكون تسبيح هذه الأشياء ممّا علم اللّه به، لا يفقه منه إلا ما علّمنا.
وقال قوم: {وإن من شيء إلّا يسبّح بحمده} أي ما من شيء إلا وفيه دليل أن الله خالقه، وأن خالقه حكيم مبرأ من الأسواء {ولكن لا تفقهون تسبيحهم}.
أي ولكنكم أيها الكفار لا تفقهون أثر الصنعة في هذه المخلوقات.
وهذا ليس بشيء لأن الذين خوطبوا بهذا كانوا مقرّين بأن الله خالقهم وخالق السّماوات والأرض ومن فيهن، فكيف يجهلون الخلقة وهم عارفون بها). [معاني القرآن: 3/242]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}
قيل تسبيحه لدلالته على قدرة الله وأنه خالقه وأكثر أهل التفسير منهم عكرمة على أن المعنى وإن من شيء فيه الروح إلا يسبح بحمده
قال أبو جعفر وهذا القول أولى لأنه قال: {ولكن لا تفقهون تسبيحهم} ). [معاني القرآن: 4/160-159]


رد مع اقتباس