عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 18 شعبان 1435هـ/16-06-2014م, 03:17 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللّه والّذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعضٍ والّذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيءٍ حتّى يهاجروا وإن استنصروكم في الدّين فعليكم النّصر إلا على قومٍ بينكم وبينهم ميثاقٌ واللّه بما تعملون بصيرٌ (72)}
ذكر تعالى أصناف المؤمنين، وقسمهم إلى مهاجرين، خرجوا من ديارهم وأموالهم، وجاؤوا لنصر اللّه ورسوله، وإقامة دينه، وبذلوا أموالهم وأنفسهم في ذلك. وإلى أنصارٍ، وهم: المسلمون من أهل المدينة إذ ذاك، آووا إخوانهم المهاجرين في منازلهم، وواسوهم في أموالهم، ونصروا اللّه ورسوله بالقتال معهم، فهؤلاء بعضهم أولى ببعضٍ أي: كلٌّ منهم أحقّ بالآخر من كلّ أحدٍ؛ ولهذا آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين المهاجرين والأنصار، كلّ اثنين أخوان، فكانوا يتوارثون بذلك إرثًا مقدّمًا على القرابة، حتّى نسخ اللّه تعالى ذلك بالمواريث، ثبت ذلك في صحيح البخاريّ، عن ابن عبّاسٍ ورواه العوفي، وعليّ بن أبي طلحة، عنه وقال مجاهدٌ، وعكرمة، والحسن، وقتادة، وغيرهم.
قال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع، عن شريكٍ، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ، عن جرير -هو ابن عبد اللّه البجليّ -رضي اللّه عنه -قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم: "المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعضٍ، والطّلقاء من قريشٍ والعتقاء من ثقيفٍ بعضهم أولياء بعضٍ إلى يوم القيامة" تفرّد به أحمد
وقال الحافظ أبو يعلى: حدّثنا شيبان حدّثنا عكرمة -يعني ابن إبراهيم الأزديّ -حدّثنا عاصمٌ، عن شقيق، عن ابن مسعودٍ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "المهاجرون والأنصار، والطّلقاء من قريشٍ والعتقاء من ثقيف، بعضهم أولياء بعضٍ في الدّنيا والآخرة". هكذا رواه في مسند عبد الله بن مسعود
وقد أثنى اللّه ورسوله على المهاجرين والأنصار في غير ما آيةٍ في كتابه، فقال: {والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ رضي اللّه عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنّاتٍ تجري تحتها الأنهار} الآية [التّوبة: 100]، وقال: {لقد تاب اللّه على النّبيّ والمهاجرين والأنصار الّذين اتّبعوه في ساعة العسرة} الآية. [التّوبة: 117]، وقال تعالى: {للفقراء المهاجرين الّذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من اللّه ورضوانًا وينصرون اللّه ورسوله أولئك هم الصّادقون والّذين تبوّءوا الدّار والإيمان من قبلهم يحبّون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجةً ممّا أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ} الآية [الحشر: 8، 9].
وأحسن ما قيل في قوله: {ولا يجدون في صدورهم حاجةً ممّا أوتوا} أي: لا يحسدونهم على فضل ما أعطاهم اللّه على هجرتهم، فإنّ ظاهر الآيات تقديم المهاجرين على الأنصار، وهذا أمرٌ مجمعٌ عليه بين العلماء، لا يختلفون في ذلك، ولهذا قال الإمام أبو بكرٍ أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزّار في مسنده: حدّثنا محمّد بن معمر، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، عن حذيفة قال: خيّرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين الهجرة والنّصرة، فاخترت الهجرة
ثمّ قال: لا نعرفه إلّا من هذا الوجه.
وقوله: {والّذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم} [قرأ حمزة: "ولايتهم" بالكسر، والباقون بالفتح، وهما واحدٌ كالدّلالة والدّلالة] {من شيءٍ حتّى يهاجروا} هذا هو الصّنف الثّالث من المؤمنين، وهم الّذين آمنوا ولم يهاجروا، بل أقاموا في بواديهم، فهؤلاء ليس لهم في المغانم نصيبٌ، ولا في خمسها إلّا ما حضروا فيه القتال، كما قال الإمام أحمد:
حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه: بريدة بن الحصيب الأسلميّ، رضي اللّه عنه، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا بعث أميرًا على سريّةٍ أو جيشٍ، أوصاه في خاصّة نفسه بتقوى اللّه ومن معه من المسلمين خيرًا، وقال: "اغزوا باسم اللّه في سبيل اللّه، قاتلوا من كفر باللّه، إذا لقيت عدوّك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصالٍ -أو: خلالٍ -فأيّتهنّ ما أجابوك إليها فاقبل منهم، وكفّ عنهم: ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، وكفّ عنهم، ثمّ ادعهم إلى التّحوّل من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم إن فعلوا ذلك أنّ لهم ما للمهاجرين، وأنّ عليهم ما على المهاجرين. فإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنّهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم اللّه الّذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيبٌ، إلّا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية. فإن أجابوا فاقبل منهم وكفّ عنهم، فإن أبوا فاستعن باللّه ثمّ قاتلهم".
انفرد به مسلمٌ، وعنده زياداتٌ أخر
وقوله: {وإن استنصروكم في الدّين فعليكم النّصر إلا على قومٍ بينكم وبينهم ميثاقٌ واللّه بما تعملون بصيرٌ} يقول تعالى: وإن استنصروكم هؤلاء الأعراب، الّذين لم يهاجروا في قتالٍ دينيٍّ، على عدوٍّ لهم فانصروهم، فإنّه واجبٌ عليكم نصرهم؛ لأنّهم إخوانكم في الدّين، إلّا أن يستنصروكم على قومٍ من الكفّار {بينكم وبينهم ميثاقٌ} أي: مهادنةٌ إلى مدّةٍ، فلا تخفروا ذمّتكم، ولا تنقضوا أيمانكم مع الّذين عاهدتم. وهذا مرويٌّ عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 95-97]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذين كفروا بعضهم أولياء بعضٍ إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ (73)}
لمّا ذكر تعالى أنّ المؤمنين بعضهم أولياء بعضٍ، قطع الموالاة بينهم وبين الكفّار، كما قال الحاكم في مستدركه:
حدّثنا محمّد بن صالح بن هانئٍ، حدّثنا أبو سعدٍ يحيى بن منصورٍ الهرويّ، حدّثنا محمّد بن أبانٍ، حدّثنا محمّد بن يزيد وسفيان بن حسينٍ، عن الزّهريّ، عن عليّ بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا يتوارث أهل ملّتين، ولا يرث مسلمٌ كافرًا، ولا كافرٌ مسلمًا"، ثمّ قرأ: {والّذين كفروا بعضهم أولياء بعضٍ إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ} ثمّ قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه
قلت: الحديث في الصّحيحين من رواية أسامة بن زيدٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم" وفي المسند والسّنن، من حديث عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا يتوارث أهل ملّتين شتّى" وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
وقال أبو جعفر بن جريرٍ: حدّثنا محمّدٌ، [عن محمّد بن ثورٍ] عن معمرٍ، عن الزّهريّ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخذ على رجلٍ دخل في الإسلام فقال: "تقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتحجّ البيت، وتصوم رمضان، وأنّك لا ترى نار مشركٍ إلّا وأنت له حربٌ"
وهذا مرسلٌ من هذا الوجه، وقد روي متّصلًا من وجهٍ آخر، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّه قال: "أنا بريءٌ من كلّ مسلمٍ بين ظهراني المشركين"، ثمّ قال: "لا يتراءى ناراهما"
وقال أبو داود في آخر كتاب الجهاد: حدّثنا محمّد بن داود بن سفيان، أخبرني يحيى بن حسّان، أنبأنا سليمان بن موسى أبو داود، حدّثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب [حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة] عن سمرة بن جندب: أما بعد، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من جامع المشرك وسكن معه فإنّه مثله"
وقد ذكر الحافظ أبو بكر بن مردويه، من حديث حاتم بن إسماعيل، عن عبد اللّه بن هرمز، عن محمّدٍ وسعيدٍ ابني عبيدٍ، عن أبي حاتمٍ المزنيّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلّا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريضٌ". قالوا: يا رسول اللّه، وإن كان؟ قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه" ثلاث مرّاتٍ.
وأخرجه أبو داود والتّرمذيّ، من حديث حاتم بن إسماعيل، به بنحوه
ثمّ روي من حديث عبد الحميد بن سليمان، عن ابن عجلان، عن ابن وثيمة النّصري عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه، إلّا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريضٌ"
ومعنى قوله تعالى: {إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ} أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين، وإلّا وقعت الفتنة في النّاس، وهو التباس الأمر، واختلاط المؤمن بالكافر، فيقع بين النّاس فسادٌ منتشرٌ طويلٌ عريضٌ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 97-98]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل اللّه والّذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقًّا لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ (74) والّذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب اللّه إنّ اللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ (75)}
لمّا ذكر تعالى حكم المؤمنين في الدّنيا، عطف بذكر ما لهم في الآخرة، فأخبر عنهم بحقيقة الإيمان، كما تقدّم في أوّل السّورة، وأنّه سيجازيهم بالمغفرة والصّفح عن ذنوبٍ إن كانت، وبالرّزق الكريم، وهو الحسن الكثير الطّيّب الشّريف، دائمٌ مستمرٌّ أبدًا لا ينقطع ولا ينقضي، ولا يسأم ولا يملّ لحسنه وتنوّعه.
ثمّ ذكر أنّ الأتباع لهم في الدّنيا على ما كانوا عليه من الإيمان والعمل الصّالح فهم معهم في الآخرة كما قال: {والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسانٍ رضي اللّه عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنّاتٍ تجري تحتها الأنهار} الآية [التّوبة: 100]، وقال: {والّذين جاءوا من بعدهم يقولون ربّنااغفر لنا ولإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للّذين آمنوا ربّنا إنّك رءوفٌ رحيمٌ} [الحشر:10] وفي الحديث المتّفق عليه، بل المتواتر من طرقٍ صحيحةٍ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "المرء مع من أحبّ"، وفي الحديث الآخر: "من أحبّ قومًا حشر معهم"
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيع، عن شريكٍ، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ، عن جريرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيفٍ بعضهم أولياء بعضٍ إلى يوم القيامة". قال شريكٌ: فحدّثنا الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عبد الرّحمن بن هلالٍ، عن جريرٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله.
تفرّد به أحمد من هذين الوجهين
وأمّا قوله تعالى: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب الله} أي: في حكم اللّه، وليس المراد بقوله: {وأولوا الأرحام} خصوصيّة ما يطلقه علماء الفرائض على القرابة، الّذين لا فرض لهم ولا هم عصبةٌ، بل يدلون بوارثٍ، كالخالة، والخال، والعمّة، وأولاد البنات، وأولاد الأخوات، ونحوهم، كما قد يزعمه بعضهم ويحتجّ بالآية، ويعتقد ذلك صريحًا في المسألة، بل الحق أن الآية عامّةٌ تشمل جميع القرابات. كما نصّ ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، والحسن، وقتادة وغير واحدٍ: على أنّها ناسخةٌ للإرث بالحلف والإخاء اللّذين كانوا يتوارثون بهما أو لا وعلى هذا فتشمل ذوي الأرحام بالاسم الخاصّ. ومن لم يورّثهم يحتجّ بأدلّةٍ من أقواها حديث: "إنّ اللّه قد أعطى كلّ ذي حقٍّ حقّه، فلا وصيّة لوارثٍ"، قالوا: فلو كان ذا حقٍّ لكان له فرضٌ في كتاب اللّه مسمًّى، فلمّا لم يكن كذلك لم يكن وارثًا، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 99-100]


رد مع اقتباس