عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 10:15 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا لم تأتهم بآيةٍ قالوا لولا اجتبيتها...}
يقول: هلا افتعلتها. وهو من كلام العرب؛ جائز أن يقال: اختار الشيء، وهذا اختياره). [معاني القرآن: 1/ 402]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {هذا بصائر من ربّكم}؛ هذا القرآن ما يتلى عليكم، فلذلك ذكّره، والعرب تفعل ذلك، قال:
قبائلنا سبعٌ وأنتم ثلاثة ....... وللسبع أركى من ثلاث وأكثر
ذكرّ ثلاثة ذهب به إلى بطن ثم أنثه لأنه ذهب به إلى قبيلة ومجاز بصائر أي حجج وبيان وبرهان.
واحدتها بصيرة وقال الجعفيّ:
حملوا بصائرهم على أكتفاهم ....... وبصيرتي يعدو بها عتدٌ وأمي
البصيرة الترس، والبصيرة الحلقة من حلق الدرع، فيجوز أن يقال للدرع كلها بصيرة والبصيرة من الدم الذي بمنزلة الورق الرشاس منه والجدية أوسع من البصيرة والبصيرة مثل فرسن البعير فهو بصيرة والجدية أعظم من ذلك، والإسبأة والأسابي في طول، قال:
والعاديات أسابيّ الدّماء بها ....... كأنّ أعناقها أنصاب ترجيب).
[مجاز القرآن: 1/ 237-238]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {لولا اجتبيتها} فهي افتعلت من جبيت، يقول: لولا استقصيت علمها اجتباءً، {واجتبيناهم} أيضًا المعنى: اصطفيناهم؛ وكأن المعنى: قريب بعضه من بعض؛ لأنه الاعتقاد للشيء والاصطفاء له). [معاني القرآن لقطرب: 603]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (203 - {وإذا لم تأتهم بآيةٍ قالوا لولا اجتبيتها} أي هلا اخترت لنا آية من عندك. قال اللّه: {قل إنّما أتّبع ما يوحى إليّ من ربّي}). [تفسير غريب القرآن: 176]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنّما أتّبع ما يوحى إليّ من ربّي هذا بصائر من ربّكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (203)}
أي هلا اختلقتها، أي هلا أتيت بها من نفسك، فأعلمهم - صلى الله عليه وسلم - أن الآيات من قبل اللّه جل ثناؤه.
وقوله: {إنّما أتّبع ما يوحى إليّ من ربّي هذا بصائر من ربّكم}؛
أي هذا القرآن الذي أتيت به بصائر من ربكم، واحدة البصائر بصيرة.
والبصيرة والبصائر طرائق الدّم، قال الأشعر الجعفي.
راحوا بصائرهم على أكتافهم ....... وبصيرتي يعدو بها عتد وأيّ
والبصيرة التّرس، وجمعها بصائر.
وجميع هذا أيضا معناه ظهور الشيء وبيانه). [معاني القرآن: 2/ 397]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (187 - وقوله جل وعز: {وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها}
قال قتادة: أي جئت بها من عند نفسك.
وكذلك هو في اللغة يقال اجتبيت الشيء وارتجلته واخترعته واختلقته إذا جئت به من عند نفسك). [معاني القرآن: 3/ 121]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (203- {لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا} أي هلاَ اخترت لنا آية من عندك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 89]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا...}
قال: كان الناس يتكلمون في الصلاة المكتوبة، فيأتي الرجل القوم فيقول: كم صليتم؟ فيقول: كذا وكذا. فنهوا عن ذلك، فحرم الكلام في الصلاة لما أنزلت هذه الآية). [معاني القرآن: 1/ 402]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون (204)}؛
يروى أن الكلام في الصلاة كان جائزا، فكان يدخل الرجل فيقول: كم صلّيتم فيقال: صلينا كذا. فلما نزلت فاستمعوا له وأنصتوا حرم الكلام في الصلاة إلا ما كان مما يتقرب به إلى اللّه جل ثناؤه. ومما ذكرته الفقهاء نحو التسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار وما أشبه ذلك. من ذكر الله جلّ وعز ومسألته العفو.
ويجوز أن يكون فاستمعوا له وأنصتوا، اعملوا بما فيه ولا تجاوزوا لأن معنى قول القائل: سمع اللّه دعاءك. تأويله: أجاب الله دعاءك، لأن اللّه جلّ ثناؤه سميع عليم). [معاني القرآن: 2/ 398]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (189 - وقوله جل وعز: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا}
هذا عام يراد به الخاص.
وقال إبراهيم النخعي وابن شهاب والحسن: هذا في الصلاة.
وقال عطاء: هذا في الصلاة والخطبة.
قال أبو جعفر القول الأولى أول لأن الخطبة يجب السكوت فيها إذا قرئ القرآن وإذا لم يقرأ.
والدليل على صحة ما رواه إبراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة قال: كانوا يتكلمون في الصلاة فأنزل الله جل وعز: {وإذا قرئ القرآن} إلى آخرها
قال أبو جعفر ولم يختلف في معنى قوله تعالى: {واذكر ربك في نفسك} أنه في الدعاء
وقال بعضهم في قوله جل وعز: {فاستمعوا له وأنصتوا} كان هذا لرسول الله خاصة ليعيه عنه أصحابه). [معاني القرآن: 3/ 122-123]

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {تضرّعاً وخيفةً}؛ أي خوفاً وذهبت الواو بكسرة الخاء.
{والآصال}؛ واحدتها أصل وواحد الأصل أصيل ومجازه: ما بين العصر إلى المغرب، وقال أبو ذؤيب:
لعمري لأنت البيت أكرم أهله ....... وأقصد في أفيائه بالأصائل
يقال: آخر النهار). [مجاز القرآن: 1/ 238-239]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({واذكر رّبّك في نفسك تضرّعاً وخيفةً ودون الجهر من القول بالغدوّ والآصال ولا تكن مّن الغافلين}
وقال: {بالغدوّ والآصال} وتفسيرها "بالغدوات" كما تقول: "آتيك طلوع الشمس" أي: في وقت طلوع الشمس كما قال: {بالعشيّ والإبكار} وهو مثل "آتيك في الصّباح وبالمساء" وأما {الآصال} فواحدها: "أصيلٌ" مثل: "الأشرار" واحدها: "الشرير" و"الأيمان" واحدتها: "اليمين"). [معاني القرآن: 2/ 23]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {بالغدو والآصال} الواحد أصل، أتيتك مؤصلاً وأصلاً: أي عشيًا؛ وقالوا: آصلنا وأعشينا؛ وأتيتك أيضًا أصيلالاً وأصيلانًا: أي عشيًا). [معاني القرآن لقطرب: 603]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (205- {الآصال}: واحدها أصيل وهو ما بين العصر والمغرب).[غريب القرآن وتفسيره: 156]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (205 - {والآصال} آخر النهار. وهي العشي أيضا). [تفسير غريب القرآن: 176]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واذكر ربّك في نفسك تضرّعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدوّ والآصال ولا تكن من الغافلين (205)}
{بالغدوّ والآصال}؛
الآصال جمع. أصل، والأصل جمع أصيل، فالآصال جمع الجمع.
والآصال العشيات). [معاني القرآن: 2/ 398]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (188 - وقوله جل وعز: {ودون الجهر من القول بالغدو والآصال}؛
الآصال العشايا الواحد أصل وواحد أصل أصيل). [معاني القرآن: 3/ 121]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {والآصال}: العشيات). [ياقوتة الصراط: 234]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (205- {الآصَالِ}: مابين العصر إلى المغرب). [العمدة في غريب القرآن: 141]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (206 - {إنّ الّذين عند ربّك} يعني الملائكة). [تفسير غريب القرآن: 176]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 17].
قال قتادة والحسن: اللهو: المرأة.
وقال ابن عباس: هو الولد.
والتفسيران متقاربان، لأن امرأة الرجل لَهْوُهُ، وولده لَهْوُهُ ولذلك يقال: امرأة الرجل وولده ريحانتاه.
وأصل اللهو: الجماع، فكنّي عنه باللهو، كما كني عنه بالسِّرِّ، ثم قيلَ للمرأة: لَهْوٌ؛ لأنها تُجَامع.
قال امرؤ القيس:
ألا زَعَمَتْ بَسباسَةُ اليوم أنّني ....... كَبَرْتُ وألا يُحْسِنَ اللهوَ أمثالي
أي النكاح.
ويروى أيضا: (وألا يحسن السرَّ أمثالي): أي النكاح.
وتأويل الآية: أن النّصارى لما قالت في المسيح وأمّه ما قالت، قال الله جل وعز: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا}، أي صاحبة وولدا، كما يقولون، لاتخذنا ذلك من لدنا، أي من عندنا، ولم نتّخذه من عندكم لو كنّا فاعلين ذلك، لأنكم تعلمون أن ولد الرجل وزوجه يكونان عنده وبحضرته لا عند غيره.
وقال الله في مثل هذا المعنى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ}، يعني الملائكة). [تأويل مشكل القرآن: 163] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ الّذين عند ربّك لا يستكبرون عن عبادته ويسبّحونه وله يسجدون (206)}
يعنى به الملائكة.
{ويسبّحونه}؛ ينزهونه عن السوء.
فإن قال قائل: الله جل ثناؤه في كل مكان، قال الله تعالى: {وهو اللّه في السّماوات وفي الأرض}
فمن أين قيل للملائكة: (عند ربّك)، فتأويله إنه من قرب من رحمة الله ومن تفضله وإحسانه). [معاني القرآن: 2/ 398]


رد مع اقتباس