عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 04:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل فأتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين}
ثم إن الله عز وجل لما أراد إظهار أمره في نجاة بني إسرائيل وغرق فرعون وقومه، أمر موسى عليه السلام أن يخرج ببني إسرائيل ليلا من مصر، وأخبره أنهم سيتبعون، وأمره بالسير تجاه البحر، وأمره بأن يستعير بنو إسرائيل حلي القبط وأموالهم، وأن يكثروا من أخذ أموالهم كيفما استطاعوا، هذا ما رواه بعض المفسرين، وأمره باتخاذ جراء الزاد، فأمره أن اتخذ فطيرا لأنه أبقى وأثبت، وروي أن الحركة أعجلتهم عن اتخاذ جراء الزاد، وخرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل سحرا، فترك الطريق إلى الشام على يساره وتوجه نحو البحر، فكان الرجل من بني إسرائيل يقول له في ترك الطريق فيقول موسى عليه السلام: كذا أمرت، فلما أصبح فرعون وعلم بسري موسى ببني إسرائيل خرج في أثرهم، وبعث إلى مدائن مصر لتلحقه العساكر، فروي أنه لحقه ومعه ستمائة ألف أدهم من الخيل حاشى سائر الألوان، وروي أن بني إسرائيل كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، والله أعلم بصحته، وإنما اللازم من الآية الذي يقطع به أن موسى عليه السلام خرج بجمع عظيم في بني إسرائيل، وأن فرعون تبعه بأضعاف ذلك العدد، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان مع فرعون ألف جبار، كلهم عليه تاج، وكلهم أمير خيل). [المحرر الوجيز: 6/482]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "الشرذمة": الجمع القليل المحتقر، وشرذمة كل شيء بقيته الخسيسة، وأنشد أبو عبيدة:
مجدين في شراذم النعال
وقال الآخر:
جاء الشتاء وقميصي أخلاق ... شراذم يضحك منها التواق). [المحرر الوجيز: 6/483]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قال أبو حاتم: وقرأ من لا يؤخذ عنه: [لشرذمة قليلون]، وليست هذه موقوفة). [المحرر الوجيز: 6/483]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "لغائظون" يريد: بخلافهم الأمر وبأخذهم الأموال عارية وهروبهم منهم تلك الليلة على ما روي). [المحرر الوجيز: 6/483]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: "حذرون"، وهو جمع "حذر"، وهو المطبوع على الحذر وهو هنا غير عامل، وكذلك هو في قول أبي أحمر:
هل أنسأن يوما إلى غيره ... إني حوالي وإني حذر
واختلف في عمل (فعل)، فقال سيبويه: إنه عامل، وأنشد:
[المحرر الوجيز: 6/483]
حذر أمورا لا تضير وآمن ... ما ليس منجيه من الأقدار
وادعى اللاحقي تدليس هذا البيت على سيبويه. وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: "حاذرون" وهو الذي أخذ يحذر، وقال عباس بن مرداس:
وإني حاذر أنمي سلاحي ... إلى أوصال ذيال صنيع
وقرأ ابن أبي عمارة، وسميط بن عجلان: "حادرون" بالدال غير منقوطة، من قولهم: "عين حدرة" أي: ممتلئة، فالمعنى: ممتلئون غيظا وأنفة). [المحرر الوجيز: 6/484]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في قوله تعالى: {فأخرجناهم} عائد على القبط. و"الجنات والعيون" بحافتي النيل من أسوان إلى رشيد، قاله ابن عمر -رضي الله عنهما- وغيره). [المحرر الوجيز: 6/484]

تفسير قوله تعالى: {وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الكنوز"
[المحرر الوجيز: 6/484]
قيل: هي إشارة إلى الأموال التي خربوها، قال مجاهد: لأنهم لم ينفقوها قط في طاعة، وقيل: هي إشارة إلى كنوز المقطم ومطالبه، وهي باقية إلى اليوم. "والمقام الكريم" قال ابن لهيعة: هو الفيوم، وقيل: يعني به المنابر، وقيل: مجالس الأمراء والحكام، وقال الحسن: المجالس الحسان، وقرأ الأعرج وقتادة بضم الميم، من: "أقام"). [المحرر الوجيز: 6/485]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وتوريث بني إسرائيل يحتمل مقصدين: أحدهما أن الله قد ورثهم هذه الضفة من أرض الشام، والآخر أنه ورثهم مصر ولكن بعد مدة طويلة من الدهر، قاله الحسن، على أن التواريخ لم تتضمن ملك بني إسرائيل في مصر). [المحرر الوجيز: 6/485]

رد مع اقتباس