عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 29 ربيع الأول 1432هـ/4-03-2011م, 06:16 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [أن] بعد [لو]

[أن] بعد [لو]

مذهب المبرد والكوفيين أن المصدر المؤول بعد [لو] فاعل لفعل محذوف لأن [لو] الشرطية مختصة بالفعل.
ويرى سيبويه أن المصدر المؤول مبتدأ محذوف الخبر. قال في [كتابه:1/470].
«و [لو] بمنزلة [لولا] ولا تبتدأ بعدها الأسماء سوى [أن]؛ نحو: لو أنك ذاهب».
ويرى الزمخشري أن خبر [أن] الواقعة بعد [لو] يجب أن يكون فعلا ولا يصح أن يكون اسما جامدا، أو مشتقا. قال في [المفصل:2/216]: ولطلبهما الفعل وجب في [أن] الواقعة بعد [لو] أن يكون خبرها فعلا؛ كقولك لو أن زيدا جاءني لأكرمته، وقال تعالى: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به}. ولو قلت: لو أن زيدا حاضري لم يجز».
ولم يعلق ابن يعيش شيئا على كلام [الزمخشري:9/11].
ويرى ابن الحاجب أن خبر [أن] بعد [لو] يجب أن يكون فعلا إن كان الخبر مشتقا، وإن لم يكن الخبر مشتقا جاز أن يقع جامدا، لتعذر الفعل، كما في قوله تعالى: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام} وقال في قوله تعالى: {وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب}: إن [لو] للتمني. قال في نظم الكافية المسمى بالوافية:
لو أنهم بادون في الأعراب.......لو للتمني ليس من ذا الباب
قال ابن الحاجب في [الكافية] «ومن ثم قيل: لو أنك، بالفتح لأنه فاعل، و[انطلقت] بالفعل موضع منطلق، ليكون كالعوض. وإن كان جامدا جاز لتعذره».
وقال الرضي في شرحها [2/363] «ومنهم من لا يشترط مجيء الفعل في خبر [أن] الواقعة بعد [لو]، وإن كان مشتقا أيضا، كما ذهب إليه ابن مالك.
قال أسود بن يعفر:
هما خيباني كل يوم غنيمة.......وأهلكتهم لو أن ذلك نافع
وقال كعب:
أكرم بها خلة لو أنها صدقت.......موعودها أو لو أن النصح مقبول
ومع هذا فلا شك أن استعمال الفعل في خبر [أن] الواقعة بعد [لو] أكثر، وإن لم يكن لازما. وإذا حصل الفعل فالأكثر كونه ماضيا، لكونه كالعوض من شرط [لو] الذي هو الماضي، وقد جاء مضارعا. قال:
تمد بالأعناق أو تلويها.......وتشتكي لو أننا نشكيها
وانظر[الخزانة:4/524–526]، [البحر:7/190-191].
وقال ابن هشام في [شرحه لبانت سعاد:ص28-29] «ذكر الزمخشري أن خبر [أن] الواقعة بعد [لو] إنما يكون فعلا، ورده ابن الحاجب بقوله تعالى: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام} [31: 27] وقال: الصواب تقييد الوجوب بما إذا كان الخبر مشتقا ورد ابن مالك على ابن الحاجب بأنه قد جاء اسما مع كونه مشتقا، كقوله:
لو أن حيا مدرك الفلاح.......أدركه ملاعب الرماح
وقد يجاب بأنه ضرورة.
وهذا الجواب ليس بشيء، لأن ذلك واقع في كتاب الله تعالى: {وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} ولو استحضر هذه الآية ابن مالك لم يعدل عنها إلا الاستشهاد بالشعر، ولو استحضرها الزمخشري وابن الحاجب لم يقولا ما قالاه».

وقال ابن هشام في [المغني:1/214] «ووجدت آية الخبر فيها ظرف لغو، وهي {لو أن عندنا ذكرا من الأولين}.
قد يوهم كلام ابن هشام أنه ليس في القرآن خبر [أن] الواقعة بعد [لو] ظرف لغو، وهي {لو أن عندنا ذكرا من الأولين}.
قد يوهم كلام ابن هشام أنه ليس في القرآن خبر [أن] الواقعة بعد [لو] ظرف لغو سوى هذه الآية التي ذكرها، وفي القرآن غيرها:
{قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم} [6: 58].

وجاء الخبر ظرفا أيضا بعد [لو] التي للتمني في قوله تعالى:
{تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا} [3: 30].

وجاء الخبر جارا ومجرورا في قوله تعالى:
1- {إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه} [5: 36].
2- {ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به} [10: 54].
3- {قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} [11: 80].
4- {لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به} [13: 18].
5- {ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به} [39: 47].


وجاء الخبر جارا ومجرورا بعد [لو] التي للتمني في قوله تعالى:
1- {لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم} [2: 167].
2- {فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} [26: 102].
3- {لو أن لي كرة فأكون من المحسنين} [39: 58].


الزمخشري لم يتكلم في الكشاف عن خبر [أن] في الآيتين:
1- {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام} [31: 27].
2- {وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} [33: 25].
انظر [الكشاف:3/215، 231]، [البرهان:4/270].


أكثر مجيء خبر [أن] الواقعة بعد [لو] كان فعلا ماضيا في القرآن:
1- [2: 103]،
2- [4: 46]،
3- [5: 65]،
4- [7: 96]،
5- [13: 31]،
6- [39: 57]،
7- [4: 66]،
8- [6: 157،
9- [6: 111]،
10- [20: 134]،
11- [23: 114]،
12- [4: 46]،
13- [4: 64]،
14- [4: 66]،
15- [5: 66]،
16- [9: 59]،
17- [28: 64]،
18- [49: 5].


جاء المصدر المؤول مبتدأ في قوله تعالى:
1- {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة} [41: 39].
2- {فلولا أنه كان من المسبحين} [37: 143].
3- {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون} [36: 41].
ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي هي أنا. [البحر:7/334]، [العكبري:2/105].
4- {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} [21: 95].


وجاء معطوفا على المبتدأ في قوله تعالى:
1- {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم} [24: 10].
2- {ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم} [24: 20].
3- {ولولا كلمة الفصل بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم} [42: 21].
بالكسر على الاستئناف. وقرأ الأعرج بفتح الهمزة عطفا على [كلمة الفصل] وفصل بين المتعاطفين بجواب [لولا]، كما فصل في قوله: {ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى}. [البحر:7/515]، [ابن خالويه:134].


وجاء المصدر المؤول خبرا للمبتدأ في قوله تعالى:
1- {أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله} [3: 87].
[العكبري:1/80].
2- {والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين} [24: 7].
[البحر:6/434].
3- {والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين} [24: 9].
برفع {والخامسة} في قراءة سبعية. [الإتحاف:323].
وجاء اسما لكان في قول الله تعالى: {فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين} [59: 17].

ومعطوف على اسم [ليس] في قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى} [53: 40].


رد مع اقتباس