عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 29 ربيع الأول 1432هـ/4-03-2011م, 06:08 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي حذف الخبر

حذف الخبر

تكلم سيبويه عن حذف خبر [إن] وأخواتها، وفي أمثلته كان الاسم نكرة. ومعرفة مع التكرير، وفي المقتضب إن المعرفة والنكرة سواء.
وفي [ابن يعيش]، و[أمالي الشجري]، و[شرح الكافية] شواهد نثرية لحذف الخبر والاسم فيها معرفة، والخبر غير ظرف.
لا يرى الكوفيون حذف الخبر إلا مع النكرة، ويشترط الفراء التكرير:
في [سيبويه:1/283]: «هذا باب ما يحسن السكوت عليه في هذه الأحرف الخمسة»: وذلك: إن مالا، وإن ولدا، وإن عددا، أي إن لهم مالا، فالذي أضمرت [لهم]. ويقول الرجل للرجل: هل لكم أحد إن الناس ألب عليكم فيقول: إن زيدا، وإن عمرا، أي إن لنا..».
وفي [المقتضب:4/130-131]: «والمعرفة والنكرة ها هنا واحد، وإنما تحذف إذا علم المخاطب ما تعني بأن تقدم له خبرا، أو يجري القول على لسانه كما وصفت لك. فمن المعرفة قول الأخطل:
خلا أن حيا من قريش تفضلوا.......على الناس أو أن الأكارم نهشلا
والبيت آخر القصيدة».
وفي [أمالي الشجري:1/322]: بعد أن ذكر بيتي الأعشى والأخطل قال: «وفي حديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( إن المهاجرين قالوا: يا رسول الله: إن الأنصار قد فضلونا، إنهم آوونا. وفعلوا بنا وفعلوا، فقال: «ألستم تعرفون ذلك لهم» قالوا: بلى. قال: «فإن ذلك» )).
قوله: «فإن ذلك» معناه: فإن ذلك مكافأة منكم لهم، أي معرفتكم بصنيعهم وإحسانهم مكافأة لهم.
وروى أن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز، فجعل يمت بقرابته فقال عمر: فإن ذاك، ثم ذكر حاجة فقال: لعل ذاك، لم يزده على أن قال.. أي إن ذاك كما قلت، ولعل حاجتك أن تقضي» وانظر [ابن يعيش:1/103-104].
وفي [شرح الكافية للرضي:2/336-337]: «وإذا علم الخبر جاز حذفه مطلقا سواء كان الخبر معرفة أو نكرة. والكوفيون يشترطون تنكير الاسم، لكثرة ما جاء كذلك.. والفراء يشترط في جواز حذف أخبارها تكرير [إن]..».
وفي [الخصائص:2/374] «والكوفيون يأبون حذف خبرها إلا مع النكرة فأما احتجاج أبي العباس عليهم بقوله:
خلا أن حيا من قريش تفضلوا.......على الناس أو أن الأكارم نهشلا
أي أو أن الأكارم تفضلوا قال أبو علي: وهذا لا يلزمهم، لأن لهم أن يقولوا: إنما منعنا حذف خبر المعرفة مع [إن] المكسورة، فأما مع [أن] المفتوحة فلن نمنعه..». وفي [التسهيل:62]: «وإذا علم الخبر جاز حذفه مطلقا خلافا لمن اشترط تنكير الاسم».

جاء حذف خبر [إن] في قوله تعالى:
1- {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} [22: 25].
خبر [إن] محذوف دل عليه جواب الشرط. وقال الكوفيون: الواو زائدة في {يصدون}، وهو ضعيف.
[الكشاف:3/30]، [البيان:2/173]، [العكبري:2/75]، [القرطبي:5/4423]، [الرضي:2/337]، [المغني:2/168]، [الخزانة:2/441، 4/382]، [معاني القرآن:2/221]، [البحر:6/362].
2- {إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير * إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز} [41: 40-41].
في [البيان:2/341] «الخبر محذوف، أو هو {أولئك ينادون} ومثله في [العكبري:2/116]: و[القرطبي:7/5811]. وقال الزمخشري: {إن الذين كفروا} بدل من قوله: {إن الذين يلحدون} [الكشاف:3/393].
وفي [البحر:7/500]: «وقال الكسائي: دل عليه ما قبله {أفمن يلقى في النار خير}.
قال أبو حيان: والذي أذهب إليه أن الخبر مذكور، وحذف منه العائد وهو قوله: {لا يأتيه الباطل} أو {أل} عوض عن الضمير، أو الخبر: {ما يقال لك} وفيه حذف العائد أيضا». وانظر [المغني:2/129]، [أبو السعود:5/25] [الجمل:4/44].
3- {إنك أنت علام الغيوب} [5: 109].
قرأ ابن عباس {علام} بالنصب، وهو على حذف الخبر لفهم المعنى. [البحر:4/49]، وجعل الزمخشري [أنت] الخبر، أي إنك الموصوف بأوصافك من العلم وغيره. [الكشاف:1/371].
4- {قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار} [14: 30].
أجاز الحوفي أن يكون {إلى النار} متعلقا بمصيركم، فعلى هذا الخبر محذوف [البحر:5/425].
5- {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله} [33: 40].
قرأ عبد الوارث عن أبي عمرو بالتشديد والنصب، على أنه اسم [لكن] والخبر محذوف، تقديره: ولكن رسول الله وخاتم النبيين هو، أي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم. وحذف خبر [لكن] وأخواتها جائز إذا دل عليه الدليل، [البحر:7/236]، [الكشاف:3/239].
6- {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} [34: 24].
الخبر المذكور قيل للأول. وقيل للثاني. [العكبري:2/102]، [البحر:7/28]، [البيان:2/280].


رد مع اقتباس