الموضوع: أنّى
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م, 04:10 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ( (فصل)
أنى وأين وأينما وأيان
أما أنَّى فإنها تأتي بمعنى كيف، تقول: أنَّى يفتح الحصن، أي: كيف يفتح الحصن، وقد تشرب معنى الاستبعاد بحسب اقتضاء المقام ذلك، كقوله تعالى: {أنَّى لهم الذكرة وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون}، وتكون بمعنى من أين، قال الله تعالى: {يا مريم أنَّى لك هذا} أي: من أين لك هذا، وقوله تعالى: {فأتوا حرثكم أنَّى شئتم}.
صالح للمعنيين، وقد قيل بهما في الآية، وقد جمعهما الكميت في قوله:
أنى ومن أين آبك الطربُ = من حيث لا صبوةٌ ولا ريبُ
وقد يجازون بأنَّى، قال لبيد:
= فأصبحت أنى تأتها تشتجر بها =
وأما أين وأينما فقد تكون استفهامًا عن مكان مبهم كقولك: أين زيد، وقد تكون شرطًا كقولك: أين لقيت زيدًا فكلمه، وإذا اتصلت بها ما المزيدة زادتها إبهامًا وخصصتها بالشرط دون الاستفهام، وقد تأتي أين بمعنى حيث، تقول العرب: جئت من أين لا تعلم، وفي حرف عبد الله بن مسعود: (ولا يفلح الساحر أين أتى).
وأما أيَّان فإنها بفتح الهمزة وسليم تكسرها، وبها قرأ السلمي {أيان يبعثون}، قال بعض أهل العلم: نرى أن أصلها: أي أوان، فحذفت الهمزة وجعلت الكلمتان كلمة واحدة، وهي في المعنى كمتى وأين حين، قال الله تعالى: {أيان يبعثون} أي: متى يبعثون، وقال تعالى: {أيان يوم الدين}، وعن علي بن عيسى الربعي أن أيان تستعمل في مواضع التفخيم، كقوله تعالى: {يسألُ أيان يوم القيامة} ). [مصابيح المغاني: 184 - 186]


رد مع اقتباس