عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 30 ربيع الأول 1432هـ/5-03-2011م, 03:21 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي وقوع الجملة المصدرة بعلامة استقبال خبرًا للمبتدأ


وقوع الجملة المصدرة بعلامة استقبال خبرًا للمبتدأ
منع ذلك السهيلي فقال في [نتائج الفكر:80] «ولذلك قبح: زيدا سأضرب، وزيد سيقوم، مع أن الخبر عن زيد إنما هو بالفعل، لا بالمعنى الذي دلت عليه السين فإن ذلك المعنى مسند إلى المتكلم، لا إلى زيد، فلا يجوز أن يخلط بالخبر عن زيد، فتقول: زيد سيفعل.
فإن أدخلت (إن) على الاسم المبتدأ جاز دخول السين في الخبر، لاعتماد الاسم على إن، ومضارعتها للفعل، فصارت في اللفظ مع اسمها كالجملة التامة، فصلح دخول السين فيما بعد. فأما مع عدم (إن) فيقبح ذلك، وهذا مذهب الشيخ أبي الحسين – رحمه الله تعالى، إلا التعليل فإنه بخلاف تعليله.
وقد قلت له كالمحتج عليه: أليس قد قال الله سبحانه وتعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار} [4: 57]، فجاء بالسين في خبر المبتدأ، فقال لي: اقرأ ما قبل الآية، فقرأت: {إن الذين كفروا} [4: 56].
فضحك وقال: قد كنت أفزعتني، أليست هذه (إن) في الجملة المتقدمة، وهذه الأخرى معطوفة بالواو عليها، والواو تنوب مناب تكرار العامل. فسلمت له وسكت.
ونظير هذه المسألة مسألة اللام في (إن). تقول: إن زيدا لقائم، ولا تقول زيد لقائم».
وقد نقل حديث السهيلي بنصه وفصه ابن القيم في [بدائع الفوائد:1/9].
وما خطر له أن يحتكم إلى أسلوب القرآن في هذا، ولو رجع إلى سورة النساء وحدها لوجد فيها آيات وقعت فيها الجملة المصدرة بالسين وبسوف خبرًا للمبتدأ وليس قبلها (إن).
وأقول إن في القرآن الكريم آيات كثيرة اقترنت فيها جملة الخبر بعلامة الاستقبال، وليس قبلها (إن) كقوله تعالى:
1- {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار} [4: 122].
2- {والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرًا عظيمًا} [4: 162].
3- {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل} [4: 175].
4- {والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} [7: 182].
5- {ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله} [9: 71].
6- {وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم} [11: 48].
7- {وهم من بعد غلبهم سيغلبون} [30: 3].
8- {فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا} [39: 51].
جعل أبو حيان في الارتشاف من مواضع وجوب الرفع في الاشتغال اقتران الفعل بالسين أو بسوف.
9- {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى} [92: 5-7].
10- {وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى} [92: 8-10].
11- {والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم} [4: 152].
جاءت (إن) في قوله: {إن الذين يكفرون بالله ورسله} [4: 150]. فلم تكن تالية للآية.
12- {قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه} [18: 87].
13- {الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون} [40: 70].
14- {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا} [84: 7-8].
15- {وأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يدعو ثبورا} [84: 10-11].
كذلك اقترن جواب اسم الشرط الواقع مبتدأ بالسين وبسوف في آيات كثيرة ومن النحويين من يرى أن خبر اسم الشرط هو جوابه لأنه محط الفائدة:
1- {ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا} [4: 172]
2- {ومن أوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما} [48: 10].
3- {ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا} [4: 30].
4- {ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرًا عظيما} [4: 14].
5- {ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما} [4: 114]
6- {من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} [5: 54].
وعطف على الجواب بالسين في قوله تعالى: {ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئًا وسيجزى الله الشاكرين} [3: 144].
ونجد خبر المبتدأ قد اقترن بلن وهي تخلص المضارع للاستقبال في قوله تعالى: {والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم} [47: 4-5].
كما جاء خبر المبتدأ جملة فعلية فعلها مضارع منفي بلا وهي لنفي المستقبل عند الجمهور في آيات كثيرة.
كما جاء خبر المبتدأ جملة قسمية في آيات، ولم يمنع وقوع القسمية خبرا للمبتدأ سوى ثعلب.


رد مع اقتباس