عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 11 جمادى الأولى 1435هـ/12-03-2014م, 01:32 AM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي

ذم الحسد

قالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ المَاوَرْدِيُّ (ت: 450هـ): (وقدْ قيلَ: إنَّ الحَسَدَ أوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ به في السماءِ والأرضِ، فحَسَدَ إبليسُ آدَمَ حتى أَخْرَجَه مِن الجَنَّةِ، وأمَّا في الأرضِ فحَسَدُ قابيلَ بنِ آدمَ لأخيهِ هابيلَ حتى قَتَلَه، نَعُوذُ باللَّهِ مِن شَرِّ ما اسْتَعَاذَنَا منه).[النكت والعيون: 6/ 377]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ):(والحسَدُ أَخَسُّ الطَّبَائِعِ، وأَوَّلُ مَعصيَةٍ عُصِيَ اللَّهُ بها في السماءِ: حَسْدُ إبليسَ لآدمَ، وفي الأرْضِ: حَسَدُ قابيلَ هابيلَ). [زاد المسير: 9/276]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (والحسَدُ أوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللهُ بِهِ في السماءِ، وأوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ به في الأَرْضِ، فحَسَدَ إِبْلِيسُ آدَمَ، وحَسَدَ قَابِيلُ هَابِيلَ. والحاسِدُ مَمْقُوتٌ مَبْغُوضٌ مَطْرُودٌ مَلْعُونٌ، ولَقَد أَحْسَنَ مَنْ قَالَ:
قُلْ لِلْحَسُودِ إِذَا تَنَفَّسَ صَعْدَةً.....يَا ظَالِمًا وَكَأَنَّهُ مَظْلُومُ).[الجامع لأحكام القرآن: 20/259]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (والحاسِدُ عدوُّ نِعْمَةِ اللهِ.
قالَ بعضُ الحكماءِ: بارَزَ الحاسِدُ ربَّه مِنْ خَمْسَةِ أوْجُهٍ:
أحدُها: أنه أبْغَضَ كلَّ نِعْمَةٍ ظَهَرَتْ على غيرِه.
وثانِيها: أنَّه سَاخِطٌ لِقِسْمَةِ رَبِّه، كأنَّه يقولُ: لِمَ قَسَمْتَ هذه القِسْمَةَ؟
وثالِثُها: أنَّه ضادَّ فِعْلَ اللهِ، أي: إِنَّ فضْلَ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشاءُ، وهو يَبْخَلُ بِفَضْلِ اللهِ.
ورابِعُها: أنَّه خَذَلَ أولياءَ اللهِ، أو يُرِيدُ خِذْلانَهُمْ وزَوَالَ النِّعْمَةِ عَنْهُم.
وخامِسُها: أنَّه أعَانَ عَدُوَّه إِبْلِيسَ.
وقِيلَ: الحاسِدُ لا يَنَالُ في المجالِسِ إِلاَّ نَدَامَةً، ولا يَنالُ عندَ الملائِكَةِ إِلاَّ لَعْنَةً وبَغْضَاءَ، ولا يَنَالُ في الخَلْوَةِ إِلاَّ جَزَعًا وغَمًّا، ولا يَنَالُ في الآخِرَةِ إِلاَّ حُزْنًا واحْتِراقًا، ولا يَنالُ مِن اللهِ إلاَّ بُعْدًا ومَقْتًا). [الجامع لأحكام القرآن: 20/260]
قالَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القَزوِينِيُّ (ت: 699هـ): (الثَّالِثُ وَالأَرْبَعُونَ مِن شُعَبِ الإِيمَانِ تَرْكُ الغِلِّ وَالحَسَدِ وَنَحْوِهِمَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}[الفلق:5]، {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ}[النساءِ: الآية:54].
ولحديثِ أَنَسٍ في صحيحِ مسلمٍ: ((لا تَحَاسَدُوا وَلا تَبَاغَضُوا وَلا تَقَاطَعُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا)).
وحديثِ أنسِ بنِ مالكٍ في صحيحِ البخاريِّ: ((لا تَبَاغَضُوا وَلا تَحَاسَدُوا وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ يَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ)): وَبِهِ أَنْبَأَنَا البَيْهَقِيُّ بإسنادِهِ عنِ الحسنِ في قولِهِ تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}[الفلق: 5]. قالَ: هُوَ أوَّلُ ذَنْبٍ كانَ في السماءِ.
وَعَنِ الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ: (خَمْسٌ هُنَّ كَمَا أقولُ: لا رَاحَةَ لِحَسُودٍ، وَلا مُرُوءَةَ لِكَذُوبٍ، وَلا وَفَاءَ لِمُلُوكٍ، وَلا حِيلَةَ لِبَخِيلٍ، وَلا سُؤْدُدَ لِسَيِّئِ الخُلُقِ).
وَعَنِ الخليلِ بنِ أَحْمَدَ: (مَا رَأيتُ ظَالِمًا أَشْبَهَ بمظلُومٍ مِن حَاسِدٍ لَهُ نَفَسٌ دَائِمٌ وَعَقْلٌ هَائِمٌ وَحَزَنٌ لازِمٌ).
وَعَن بشْرٍ بنِ الحَارِثِ الحافِي: (العَدَاوَةُ فِي القَرَابَةِ، وَالحسَدُ فِي الجيرَانِ، وَالمنفَعَةُ فِي الإِخْوَانِ).
وَعَنِ المبرِّدِ أَنَّهُ أَنشَدَ:
عَيْنُ الحَسُودِ عَلَيْكَ الدَّهْرَ حَارِسَةٌ.....
تُبْدِي المسَاوِئَ وَالإِحْسَانَ تُخْفِيهِ
يَلْقَاكَ بالبِشْرِ يُبْدِيهِ مُكَاشَرَةً.....
وَالقَلْبُ مُنكَتِمٌ فِيهِ الَّذِي فِيهِ
إِنَّ الحَسُودَ بلا جُرْمٍ عَدَاوَتُهُ.....وَلَيْسَ يَقْبَلُ عُذْرًا فِي تَجَنِّيهِ).[مختصر شعب الإيمان: 92-93]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحْمُودٍ النَّسَفِيُّ (ت: 710هـ):(وهو أوَّلُ ذَنبٍ عُصِيَ اللهُ به في السَّماءِ مِن إِبلِيسَ، وفي الأرضِ مِن قَابِيلَ).[مدارك التنزيل: 3/2014]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ):({وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)}[الفلق: 5] الحَسَدُ: خُلُقٌ مَذمومٌ طَبْعًا وشَرْعًا).[التسهيل: 226]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ):(وقالَ بعضُ العلماءِ: الحَسَدُ أوَّلُ مَعصيةٍ عُصِيَ اللهُ بها في السماءِ والأرضِ، أمَّا في السماءِ فحَسَدُ إبليسَ لآدَمَ، وأمَّا في الأرضِ فقَتْلُ قابيلَ لأخيه هابيلَ بسببِ الحسَدِ).[التسهيل: 226]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ):(والحاسِدُ يَضُرُّ نفسَه ثلاثَ مَضَرَّاتٍ:
أحدُها: اكتسابُ الذنوبِ؛ لأنَّ الحسَدَ حرامٌ.
الثانيةُ: سوءُ الأدَبِ مع اللهِ تعالى، فإنَّ حقيقةَ الحسَدِ كراهيةُ إنعامِ اللهِ على عَبْدِه واعتراضٌ على اللهِ في فِعْلِه.
الثالثةُ: تألُّمُ قَلْبِه من كَثرةِ هَمِّه وغَمِّه، فنَرْغَبُ إلى اللهِ أن يَجْعَلَنَا مَحسودينَ لا حاسدينَ؛ فإنَّ المحسودَ في نِعمةٍ، والحاسِدَ في كَرْبٍ ونِقمةٍ، وللهِ دَرُّ القائلِ:
إِنِّي لأَرْحَمُ حاسدِيَّ لِفَرْطِ ما.....ضَمَّتْ صدورُهم من الأوغارِ

نَظَرُوا صَنيعَ اللهِ بي فعُيونُهم.....في جَنَّةٍ وقُلوبُهم في نارِ
وقالَ آخَرُ:
إن يَحْسَدُونِي فإني غيرُ لائِمِهم.....قَبْلِي من الناسِ أهْلُ الفَضْلِ قد حُسِدُوا

فدَامَ لي ولهم ما بي وما بهم.....وماتَ أكثَرُنا غَيْظًا بما يَجِدُ
ثم إنَّ الحَسُودَ لا تُزالُ عَداوتُه ولا تَنْفَعُ مُداراتُه، وهو ظالِمٌ يُشاكِي، كأنه مَظلومٌ، ولقد صَدَقَ القائلُ:
كلُّ العَداوةِ قد تُرْجَى إزالتُها.....إلا عَداوةَ مَن عادَاكَ مِن حَسَدِ
وقالَ حَكيمُ الشعراءِ:
وأَظْلَمُ خَلْقِ اللهِ مَن باتَ حاسِدًا.....لِمَنْ باتَ في نَعمائِه يَتَقَلَّبُ).[التسهيل: 226]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (قَالَ بعضُ الحُكَمَاءِ: الحاسِدُ بَارَزَ رَبَّهُ مِنْ خَمْسَةِ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: أنه أَبْغَضَ كُلَّ نِعْمَةٍ ظَهَرَتْ عَلَى غَيْرِهِ.
وثَانِيها: أَنَّهُ سَاخِطٌ لِقِسْمَةِ رَبِّهِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: لَوْ قَسَمْتَ إِلَيَّ بهَذِهِ القِسْمَةِ.
وثَالِثُهَا: أَنَّهُ ضَادَّ اللَّهَ، أي أَنَّ فَضْلَ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، وهُوَ يَبْخَلُ بِفَضْلِ اللَّهِ.
ورَابِعُهَا: أنه خَذَلَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، أو يُرِيدُ خِذْلانَهُمْ، وزَوَالَ النِّعْمَةِ عَنْهُمْ.
وخامِسُهَا: أنه أَعَانَ عَدُوَّهُ إِبْلِيسَ). [اللباب: 20/575]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (وقِيلَ: الحَاسِدُ لا يَنَالُ في المَجَالِسِ إلا نَدَامَةً، ولا ينَالُ عِنْدَ المَلائِكَةِ إلا لَعْنَةً وَبَغْضَاءَ، ولا يَنَالُ في الخَلْوَةِ إِلاَّ جَزَعًا وغَمًّا، ولا يَنَالُ في الآخِرَةِ إلا حُزْنًا واحْتِرَاقًا، ولا يَنَالُ مِنَ اللَّهِ إلا بُعْدًا وَمَقْتًا).[اللباب: 20/575]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): ( (فائدةٌ) قَالَ بعضُ الحكماءِ: الحاسدُ بارزَ ربَّهُ مِن خمسةِ أوجهٍ، أَوَّلُهَا: أنَّهُ أبغضَ كلَّ نعمةٍ ظهَرتْ على غيرِهِ.
ثانيها: أنَّهُ ساخطٌ لقسمةِ ربِّهِ كأنَّهُ يقولُ: لِمَ قسمتَ هذهِ القسمةَ؟!
ثالثُها: أنَّهُ ضادَّ فِعلَ اللَّهِ تَعَالَى أنْ فضَّلَ ببرِّهِ منْ شاءَ وهوَ يبخَلُ بفضلِ اللَّهِ تَعَالَى.
رابِعُها: أنَّهُ خَذَلَ أولياءَ اللَّهِ تَعَالَى أوْ يُريدُ خِذْلانَهم وزوالَ النِّعمةِ عنهمْ.
خامِسُها: أنَّهُ أعانَ عَدُوَّ اللَّهِ إبليسَ.
والحاسدُ لا يَنَالُ في المجالسِ إلا ندامةً، ولا يَنالُ عندَ الملائكةِ إلا لعنةً، ولا يَنالُ في الدُّنيا إلا جَزَعًا وغمًّا، ولا ينالُ في الآخِرَةِ إلا حُزنًا واحتراقًا، ولا ينالُ منَ اللَّهِ تَعَالَى إلا بُعدًا ومَقْتًا).[تفسير القرآن الكريم: 4/ 614]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وعنْ عُمرَ بنِ عبدِ العزيزِ: لمْ أرَ ظالِمًا أشبهَ بالمظلومِ مِن حاسدٍ).[تفسير القرآن الكريم: 4/ 614]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (وَهو أوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بهِ في السماءِ مِنْ إِبليسَ، وَفي الأرضِ مِنْ قابيلَ). [فتح البيان: 15/462]
قالَ عَطِيَّة مُحَمَّد سَالِم (ت: 1420هـ): (وقالَ القُرْطُبِيُّ: رُوِيَ مَرفوعاً: ((المُؤْمِنُ يَغْبِطُ وَالمُنَافِقُ يَحْسُدُ)).
وقالَ: الحَسَدُ أوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ به في السماءِ، وأَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ به في الأَرْضِ، فحَسَدَ إِبليسُ آدَمَ، وَحَسَدَ قابيلُ هابيلَ.اهـ.
تحذيرٌ: كُنْتُ سَمِعْتُ مِن الشيخِ- رحمةُ اللَّهِ تعالى عَلَيْنَا وعليه- قولَه: إنَّ أوَّلَ مَعصِيَةٍ وَقعَتْ هي الحَسَدُ، وجَرَّ شُؤْمُها إلى غيرِها، وذلك لَمَّا حَسَدَ إبليسُ أبانا آدَمَ على ما آتاهُ اللَّهُ مِن الكراماتِ؛ مِن خَلْقِه بيَدَيْهِ، وأمْرِ الملائكةِ بالسجودِ له، فحَمَلَه الحسَدُ على التَّكَبُّرِ، ومَنَعَه التكَبُّرُ مِن امتثالِ الأَمْرِ بالسجودِ، فكانَتِ النتيجةُ طَرْدَه، عِياذاً باللَّهِ).[تتمة أضواء البيان: 9/345-346]


رد مع اقتباس