عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 07:09 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) }

تفسير قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا...}
(و) ها هنا بمنزلة (لا)، وأو في الجحد والاستفهام والجزاء تكون في معنى (لا) فهذا من ذلك. وقال الشاعر:

لا وجد ثكلى كما وجدت ولا = وجد عجولٍ أضلّها ربع
أو وجد شيخٍ أصلّ ناقته = يوم توافي الحجيج فاندفعوا
أراد: ولا وجد شيخ وقد يكون في العربية: لا تطيعن منهم من أثم أو كفر. فيكون المعنى في (أو) قريباً من معنى (الواو). كقولك للرجل: لأعطينك سألت، أو سكتّ معناه: لأعطينك على كل حال). [معاني القرآن: 3/219-220]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا} ليس ها هنا تخيير أراد آثماً وكفوراً). [مجاز القرآن: 2/280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا}
"أو" ههنا أوكد من الواو، لأن الواو إذا قلت: "لا تطع زيدا وعمرا" فأطاع أحدهما كان غير عاص، لأنه أمره ألا يطيع الاثنين. فإذا قال {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا} "أو" قد دلت على أنّ كل واحد منهما أهل لأن يعصى، وكما أنك إذا قلت: لا تخالف الحسن أو ابن سيرين، أو: اتبع الحسن أو ابن سيرين، فقد قلت: هذان أهل أن يتبعا، وكل واحد منهما أهل وقد فسرنا مثل هذا التفسير في غير هذا الحرف في أول سورة البقرة في قوله تعالى: {مثلهم كمثل الّذي استوقد نارا} إلى آخر الآية - وبعد ذلك {أو كصيّب من السّماء} وتأويله مثلهم لأنك إن جعلت مثلهم كمثل الذي استوقد نارا، أو مثلّتهم بالصّيّب أو بهما جميعا فأنت مصيب). [معاني القرآن: 5/263]

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} الأصيل العشى، يقال: قد أصلنا إذا دخلوا في الأصيل، وهو العشي). [معاني القرآن: 5/263]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا} أي: قدامهم. قال مساور بن حمئان من بني ربيعة ابن كعب:
أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي = وقومي تميمٌ والفلاة ورائيا
أي: قدامي.
{أَسْرَهُمْ} شدة الخلق، يقال للفرس: شديد الأسر شديد الخلق وكل شيء شددته من قتبٍ أو من غبيط فهو مأسور). [مجاز القرآن: 2/280]

تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وشددنا أسرهم...} والأسر: الخلق. تقول: لقد أسر هذا الرجل أحسن الأسر، كقولك: خلق أحسن الخلق). [معاني القرآن: 3/220]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أَسْرَهُمْ}: شدة الخلق، يقال للفرس إذا كان شديد الخلق "شديد الأسر"، وكل شيء شددته من قتب أو خيط فهو مأسور. والترس مأسورة بالعقب). [غريب القرآن وتفسيره: 405]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وشددنا أسرهم} أي خلقهم. يقال: امرأة حسنة الأسر، أي حسنه الخلق: كأنها أسرت، أي شدّت.
وأصل هذا من «الإسار» وهو: القدّ [الذي يشدّ به الأقتاب]. يقال: ما أحسن ما اسر قتبه! أي ما أحسن ما شدّه [بالقد]! وكذلك امرأة حسنة العصب، إذا كانت مدمجة الخلق: كأنها عصّبت، أي شدت). [تفسير غريب القرآن: 504]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا}
{أَسْرَهُمْ} خلقهم جاء في التفسير أيضا مفاصلهم). [معاني القرآن: 5/263]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({أَسْرَهُمْ} أي: موضع البول والغائط، يقال لهما: مصرتان، حتى يجلس الرجل لقضاء حاجته منهما، فتنفتح المصرتان، فإذا خرج منهما الأذى تقبضتا كما كانتا). [ياقوتة الصراط: 548]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَسْرَهُمْ} أي خلقهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 288]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَسْرَهُمْ}:......) [1]. [العمدة في غريب القرآن: 328]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إنّ هذه تذكرةٌ...} يقول: هذه السورة تذكرة وعظة. {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلاً...} وجهة وطريقاً إلى الخير). [معاني القرآن: 3/220]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وما تشاءون...} جواب لقوله: {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلاً}. ثم أخبرهم أن الأمر ليس إليهم، فقال: {وما تشاءون} ذلك السبيل {إلاّ أن يشاء اللّه} لكم، وفي قراءة عبد الله {وما تشاءون إلاّ أن يشاء اللّه} والمعنى في (ما) و(أن) متقارب). [معاني القرآن: 3/220]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله {وما تشاءون إلّا أن يشاء اللّه إنّ اللّه كان عليما حكيما} أي لستم تشاءون إلا بمشيئة اللّه). [معاني القرآن: 5/264]

تفسير قوله تعالى: {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ...}. نصبت الظالمين؛ لأن الواو في لها تصير كالظرف لأعدّ. ولو كانت رفعاً كان صوابا، كما قال: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون} بغير همز، وهي في قراءة عبد الله: (وللظالمين أعد لهم) فكرر اللام في (الظالمين) وفي (لهم)، وربما فعلت العرب ذلك. أنشدني بعضهم:
أقول لها إذا سألت طلاقا = إلام تسارعين إلى فراقى
وأنشدني بعضهم:
فأصبحن لا يسلنه عن بما به = أصعّد في غاوي الهوى أم تصوّبا؟
فكرر الباء مرتين. فلو قال: لا يسلنه عما به، كان أبين وأجود. ولكن الشاعر ربما زاد ونقص ليكمل الشعر.
ولو وجهت قول الله تبارك وتعالى: {عمّ يتساءلون، عن النّبأ العظيم} إلى هذا الوجه كان صواباً في العربية.
وله وجه آخر يراد: عم يتساءلون يا محمد! ثم أخبر، فقال: يتساءلون عن النبأ العظيم، ومثل هذا قوله في المرسلات: {لأي يومٍ أجّلت} تعجباً، ثم قال: {ليوم الفصل} أي: أجلت ليوم الفصل). [معاني القرآن: 3/220-221]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} انتصب بالجوار ولا يدخل الظالمين في رحمته). [مجاز القرآن: 2/280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}
نصب (الظالمين) لأن قبله منصوبا. المعنى يدخل من يشاء في رحمته ويعذب الظّالمين أعدّ لهم عذابا أليما، ويكون (أعدّ لهم) تفسيرا لهذا المضمر.
وقرئت (والظالمون) ولا أرى القراءة بها، من وجهين: أحدهما: خلاف المصحف. والآخر: إن كانت تجوز في العربية على أن يرفع الظالمين بالابتداء، والذي بعد الظالمين خبر الابتداء، فإن الاختيار عند النحويين البصريين النصب، يقول النحويون "أعطيت زيدا وعمرا أعددت له برا".. فيختارون النصب على معنى وبررت عمرا وأبر عمرا أعددت له برا، فلا يختارون للقرآن إلا أجود الوجوه، وهذا مع موافقة المصحف). [معاني القرآن: 5/264]




[1] بياض في الأصل.
[/align]

رد مع اقتباس