عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 03:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ومن دونهما جنتان} اختلف الناس في معنى "من دونهما"، فقال ابن زيد وغيره: معناه أن هاتين دون تينك في المنزلة والقدر، والأوليان جنتا السابقين والأخريان جنتا أصحاب اليمين، قال الرماني: قال ابن عباس رضي الله عنهما: الجنات الأربع للخائف مقام ربه تعالى، وقال الحسن: الأوليان للسابقين والأخريان للتابعين، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: المعنى: من دونهما في القرب إلى المنعمين، وهاتان المؤخرتان في الذكر أفضل من الأوليين، يدل على ذلك أنه وصف عيني هذه بالنضخ والأخريين بالجري فقط، وجعل هاتين مدهامتين من شدة النعمة والأوليين ذواتا أفنان، وكل جنة ذات أفنان وإن لم تكن مدهامة. وأكثر الناس على التأويل الأول، وهذه استدلالات ليست بقواطع، وروي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: جنتان للمقربين من ذهب، وجنتان لأهل اليمين من فضة هما دون الأولين). [المحرر الوجيز: 8/ 180-181]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) }

تفسير قوله تعالى: {مُدْهَامَّتَانِ (64) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "مدهامتان" معناه: قد علا لونها دهمة وسواد من النضرة والخضرة، كذا فسره ابن الزبير رضي الله عنهما على المنبر، ومنه قوله تعالى: {والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى}). [المحرر الوجيز: 8/ 181]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) }


تفسير قوله تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"النضاخة": الفوارة التي يهيج ماؤها، قال ابن جبير: المعنى: نضاختان بأنواع الفاكهة، وهذا ضعيف). [المحرر الوجيز: 8/ 181]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) }

تفسير قوله تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وكرر تعالى "النخل والرمان" لأنهما ليسا من الفاكهة، وقال يونس بن حبيب وغيره، كررهما - وهما من أفضل الفاكهة - تشريفا لهما، كما قال تعالى: {وملائكته ورسله وجبريل وميكال}). [المحرر الوجيز: 8/ 181]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) }

تفسير قوله تعالى: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فيهن خيرات حسان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * حور مقصورات في الخيام * فبأي آلاء ربكما تكذبان * لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام}
"خيرات" جمع "خيرة" وهي أفضل النساء، ومنه قول الشاعر:
ولقد طعنت مجامع الربلات ربلات هند خيرة الملكات
وقالت أم سلمة رضي الله عنها: قلت: يا رسول الله أخبرني عن قوله تعالى: "خيرات حسان "، قال: "خيرات الأخلاق، حسان الوجوه" وقرأ أبو بكر بن حبيب السهمي: "خيرات" بشد الياء المكسورة، وقرأ أبو عمرو بفتح الياء). [المحرر الوجيز: 8/ 181-182]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) }

تفسير قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "مقصورات" معناه: محجوبات مصونات، وكانت العرب تمدح النساء بملازمة البيوت، ومنه قول الشاعر:
... ... ... .... وتغفل عن إتيانهن فتعذر
يصف أن جيرانها يزرنها ولا تزورهن، ويروى أن بيت الأعشى قد ذم، وهو قوله:
كأن مشيتها من بيت جارتها ... مر السحابة لا ريث ولا عجل
فقيل في ذمه: هذه جوالة خراجة ولاجة، ومن مدح القصر قول كثير:
وأنت التي حببت كل قصيرة ... إلي ولم تشعر بذاك القصائر
أريد قصيرات الحجال ولم أرد ... قصار الخطى، شر النساء البحاتر
وقال الحسن: مقصورات في الخيام: ليس بطوافات في الطرق.
و"الخيام": البيوت من الخشب والثمام وسائر الحشيش، وهي بيوت المرتحلين من العرب. وخيام الجنة: بيوت اللؤلؤ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: هي در مجوف، ورواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كان عند المسكن عند العرب من شعر فهو بيت، ولا يقال له خيمة، ومن هذا قول جرير:
متى كان الخيام بذي طلوح ... سقيت الغيث أيتها الخيام
ومنه قول امرئ القيس:
أمرخ خيامهم أم عشر؟ .....
فاستفهم: هل هم منجدون أم غائرون؟ لأن العشر مما لا ينبت إلا في تهامة والمرخ مما لا ينبت إلا في نجد). [المحرر الوجيز: 8/ 182-184]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) }

تفسير قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) }

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) }

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الرفرف": ما تدلى من الأسرة من غالي الثياب والبسط، وقال ابن جبير: الرفرف رياض الجنة، والأول أصوب وأبين، ووجه قول ابن جبير أنه من: رف النبت إذا نعم وحسن. وما تدلى حول الخباء من الخرقة الشفافة يسمى رفرفا، وكذلك يسميه الناس اليوم، وقال الحسن بن أبي الحسن: الرفرف: المرافق، و"العبقري": بسط حسان فيها صور وغير ذلك تصنع بعبقر، وهو موضع يعمل فيه الوشي والديباج ونحوه، قال ابن عباس رضي الله عنهما: العبقري: الزرابي، وقال ابن زيد: هي الطنافس، وقال مجاهد: هي الديباج الغليظ، وقرأ زهير الفرقبي: "رفارف" بالجمع وترك الصرف، وقرأ أبو طمعة المدني، وعاصم -في بعض ما روي عنه-: "رفارف" بالصرف، وكذلك قرأ عثمان بن عفان رضي الله عنه "رفارف وعباقري" بالجمع والصرف، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وغلط الزجاج والرماني هذه القراءة، وقرأ أيضا عثمان بن عفان رضي الله عنه في بعض ما روي عنه: "عباقري" بفتح القاف والياء، وهذا على أن اسم الموضع "عباقر" بفتح القاف، والصحيح في اسم الموضع "عبقر"، قال امرؤ القيس:
كأن صليل المرو حين تشذه ... صليل زيوف ينتقدن بعبقرا
قال الخليل والأصمعي:
العرب إذا استحسنت شيئا واستجادته قالت: عبقري.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه " وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: العبقري سيد القوم وعينهم، وقال زهير:
بخيل عليها جنة عبقرية ... جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا
ويقال: عبقر: مسكن للجن، وقال ذو الرمة:
حتى كأن رياض القف ألبسها ... من وشي عبقر تجليل وتنجيد
وقرأ الأعرج: "خضر" بضم الضاد). [المحرر الوجيز: 8/ 184-186]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) }

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "ذي الجلال" على إتباع "الرب"، وقرأ ابن عامر وأهل الشام: "ذو الجلال" على إتباع "الاسم"، وكذلك في الأول (1) ، وفي حرف أبي، وابن مسعود رضي الله عنهما: "ذي الجلال" في الموضعين، وهذا الموضع مما أريد فيه بالاسم مسماه، والدعاء بهاتين الكلمتين حسن مرجو الإجابة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام".
كمل تفسير سورة الرحمن والحمد لله رب العالمين). [المحرر الوجيز: 8/ 186]


(1) يعني في قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27]

رد مع اقتباس