عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 21 ذو الحجة 1432هـ/17-11-2011م, 04:34 PM
محمد بدر الدين سيفي محمد بدر الدين سيفي غير متواجد حالياً
فريق جمهرة علوم القرآن الكريم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الجزائر(صانها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين)
المشاركات: 293
افتراضي

أقوال العلماء فى أسماء سورة "السجدة"

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (قال البخاريّ في "كتاب الجمعة": حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقرأ في الفجر يوم الجمعة: (الم تنزيل) السّجدة، و(هل أتى على الإنسان). ورواه مسلمٌ أيضًا من حديث سفيان الثّوريّ، به). [تفسير القرآن العظيم:6/358]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (وقال الإمام أحمد: حدّثنا أسود بن عامرٍ، أخبرنا الحسن بن صالحٍ، عن ليث، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لا ينام حتّى يقرأ (الم تنزيل) السّجدة و(تبارك الّذي بيده الملك).تفرّد به أحمد). [تفسير القرآن العظيم:6/358]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وقد ثبت عند مسلمٍ، وأهل السّنن من حديث أبي هريرة أنّ: النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة بـ «الم تنزيل» السجدة، و{هل أتى على الإنسان}.
وأخرجه البخاريّ ومسلمٌ وغيرهما من حديثه أيضًا.
وأخرج أبو عبيدٍ في فضائله وأحمد، وعبد بن حميدٍ، والدّارميّ، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، والحاكم وصحّحه، وابن مردويه عن جابرٍ قال: «كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لا ينام حتّى يقرأ «آلم تنزيل» السّجدة، و{تبارك الذي بيده الملك}».
وأخرج أبو نصرٍ والطّبرانيّ والبيهقيّ في سننه عن ابن عبّاسٍ يرفعه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((من صلّى أربع ركعاتٍ خلف العشاء الأخيرة قرأ في الرّكعتين الأوليين {قل يا أيّها الكافرون} و{قل هو الله أحد} وفي الرّكعتين الأخريين {تبارك الّذي بيده الملك} و«الم تنزيل» السّجدة كتبن له كأربع ركعاتٍ من ليلة القدر)).
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((من قرأ {تبارك الّذي بيده الملك} و«الم تنزيل» السّجدة، بين المغرب والعشاء الآخرة فكأنّما قام ليلة القدر)).
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((من قرأ في ليلةٍ «الم تنزيل» السجدة، و«يس» و{اقتربت الساعة} و{تبارك الّذي بيده الملك} كن له نورًا وحرزًا من الشّيطان، ورفعٌ في الدّرجات إلى يوم القيامة)).
وأخرج ابن الضّريس عن المسيّب بن رافعٍ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((«آلم تنزيل» تجيء لها جناحان يوم القيامة تظلّ صاحبها وتقول: لا سبيل عليه، لا سبيل عليه)) ) [فتح القدير:4/324]

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (أشهر أسماء هذه السّورة هو سورة السّجدة، وهو أخصر أسمائها، وهو المكتوب في السّطر المجعول لاسم السّورة من المصاحف المتداولة. وبهذا الاسم ترجم لها التّرمذيّ في «جامعه» وذلك بإضافة كلمة سورةٍ إلى كلمة السّجدة. ولا بدّ من تقدير كلمة الم محذوفةً للاختصار إذ لا يكفي مجرّد إضافة سورةٍ إلى السّجدة في تعريف هذه السّورة، فإنّه لا تكون سجدةٌ من سجود القرآن إلّا في سورةٍ من السّور.
وتسمّى أيضًا (الم تنزيل)؛ روى التّرمذيّ عن جابر بن عبد اللّه: «أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم كان لا ينام حتّى يقرأ {الم تنزيل} [السّجدة: 1- 2] و{تبارك الّذي بيده الملك} [الملك: 1].
وتسمّى "الم تنزيل السّجدة"؛ وفي «صحيح البخاريّ» عن أبي هريرة: «كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم يقرأ يوم الجمعة في صلاة الفجر {الم تنزيل} السّجدة و{هل أتى على الإنسان} [الإنسان: 1]. قال شارحو «صحيح البخاريّ»: ضبط اللّام من كلمة تنزيل بضمّةٍ على الحكاية، وأمّا لفظ السّجدة في هذا الحديث فقال ابن حجرٍ: هو بالنّصب. وقال العينيّ والقسطلانيّ بالنّصب على أنّه عطف بيانٍ -يعني أنّه بيانٌ للفظ الم تنزيل-، وهذا بعيدٌ، لأنّ لفظ السّجدة ليس اسمًا لهذه السّورة إلّا بإضافة (سورةٍ) إلى (السّجدة)، فالوجه أن يكون لفظ (السّجدة) في كلام أبي هريرة مجرورًا بإضافة مجموع الم تنزيل إلى لفظ (السّجدة، وسأبيّن كيفيّة هذه الإضافة.
وعنونها البخاريّ في «صحيحه»: «سورة تنزيل السّجدة». ويجب أن يكون تنزيل مضمومًا على حكاية لفظ القرآن، فتميّزت هذه السّورة بوقوع سجدة تلاوةٍ فيها من بين السّور المفتتحة بـ الم، فلذلك فمن سمّاها سورة السّجدة عنى تقدير مضافٍ أي سورة الم السّجدة. ومن سمّاها تنزيل السّجدة فهو على تقدير «الم تنزيل السّجدة» بجعل الم تنزيل اسمًا مركّبًا ثمّ إضافته إلى السّجدة، أي ذات السّجدة، لزيادة التّمييز والإيضاح، وإلّا فإنّ ذكر كلمة تنزيل كافٍ في تمييزها عمّا عداها من ذوات الم ثمّ اختصر بحذف الم وإبقاء تنزيل، وأضيف تنزيل إلى السّجدة على ما سيأتي في توجيه تسميتها الم تنزيل السّجدة.
ومن سمّاها الم السّجدة فهو على إضافة الم إلى السّجدة إضافةً على معنى اللّام وجعل الم اسمًا للسّورة. ومن سمّوها الم تنزيل السّجدة لم يتعرّضوا لضبطها في «شروح صحيح البخاريّ» ولا في النّسخ الصّحيحة من «الجامع الصّحيح»، ويتعيّن أن يكون الم مضافًا إلى تنزيل على أنّ مجموع المضاف والمضاف إليه اسمٌ لهذه السّورة محكيٌّ لفظه، فتكون كلمة تنزيل مضمومةً على حكاية لفظها القرآنيّ، وأن يعتبر هذا المركّب الإضافيّ اعتبار العلم مثل: عبد اللّه، ويعتبر مجموع ذلك المركّب الإضافيّ مضافًا إلى السّجدة إضافة المفردات، وهو استعمالٌ موجودٌ، ومنه قول تأبّط شرًّا:
إنّي لمهدٍ من ثنائي فقاصدٌ = به لابن عمّ الصّدق شمس بن مالكٍ
إذ أضاف مجموع (ابن عمّ) إلى (الصّدق)، ولم يرد إضافة عمّ إلى الصّدق. وكذلك قول أحد الطّائيّين في «ديوان الحماسة»:
داو ابن عمّ السّوء بالنّأي والغنى = كفى بالغنى والنّأي عنه مداويا
فإنّه ما أراد وصف عمّه بالسّوء ولكنّه أراد وصف ابن عمّه بالسّوء. فأضاف مجموع ابن عمٍّ إلى السّوء، ومثله قول رجلٍ من كلبٍ في «ديوان الحماسة»:

هنيئًا لابن عمّ السّوء أنّي = مجاورةٌ بني ثعلٍ لبوني
وقال عيينة بن مرداسٍ في «الحماسة»:

فلمّا عرفت اليأس منه وقد بدت = أيادي سبا الحاجات للمتذكّر
فأضاف مجموع (أيادي سبا) وهو كالمفرد لأنّه جرى مجرى المثل إلى الحاجات.
وقال بعض رجّازهم:
أنا ابن عمّ اللّيل وابن خاله = إذا دجًى دخلت في سرباله
فأضاف (ابن عمّ) إلى لفظ (اللّيل)، وأضاف (ابن خالٍ) إلى ضمير (اللّيل) على معنى أنا مخالط اللّيل، ولا يريد إضافة عمٍّ ولا خالٍ إلى اللّيل. ومن هذا اسم عبد اللّه بن قيس الرّقيّات، فالمضاف إلى (الرّقيّات) هو مجموع المركّب إمّا (عبد اللّه)، أو (ابن قيسٍ)
لا أحد مفرداته. وهذه الإضافة قريبةٌ من إضافة العدد المركّب إلى من يضاف إليه مع بقاء اسم العدد على بنائه كما تقول: أعطه خمسة عشرة.
وتسمّى هذه السّورة أيضًا سورة المضاجع لوقوع لفظ المضاجع في قوله تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} [السّجدة: 16].
وفي «تفسير القرطبيّ» عن «مسند الدّارميّ» أنّ خالد بن معدان سمّاها: المنجية.
قال: بلغني أنّ رجلًا يقرؤها ما يقرأ شيئًا غيرها، وكان كثير الخطايا فنشرت جناحها وقالت: ربّ اغفر له فإنّه كان يكثر من قراءتي فشفّعها الرّبّ فيه وقال: اكتبوا له بكلّ خطيئةٍ حسنةً وارفعوا له درجةً اهـ.
وقال الطّبرسيّ: تسمّى (سورة سجدة لقمان) لوقوعها بعد سورة لقمان لئلّا تلتبس بسورة (حم السّجدة)، أي كما سمّوا سورة (حم السّجدة) وهي سورة فصّلت (سورة سجدة المؤمن) لوقوعها بعد سورة المؤمنين). [التحرير والتنوير:21/201-203]


رد مع اقتباس