عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:14 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)}


تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واجنبني وبنيّ أن نّعبد الأصنام...}
أهل الحجاز يقولون: جنبني، وهي خفيفة. وأهل نجد يقولون: أجنبني شرّه وجنّبني شرّه. فلو قرأ قارئ: (وأجنبني وبني) لأصاب ولم أسمعه من قارئ). [معاني القرآن: 2/78]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {واجنبني وبنيّ} : جنبت الرجل الأمر، وهو يجنب أخاه الشرّ وجنّبته واحد،
وقال:
وتنفض مهده شفقاً عليه= وتجنبه قلائصنا الصعابا
وشدّده ذو الرّمة فقال:
وشعرٍ قد أرقت له غريبٍ= أجنّبه المساند والمحالا).
[مجاز القرآن: 1/342]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الحسن وأبي عمرو والأعرج {واجنبني} من جنبني يجنبني جنوبا.
الجحدري "وأجنبني" من أجنب؛ وتميم تقول: أجنبني، من أجنبته إجنابًا). [معاني القرآن لقطرب: 775]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {واجنبني وبنيّ} أي اجنبني وإيّاهم). [تفسير غريب القرآن: 233]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام}يعني مكة
{واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام}.
وتقرأ {واجنبني وبني} على أجنبته كذا وكذا إذا جعلته ناحية منه، وكذلك جنبته كذا وكذا.
ومعنى الدعاء من إبراهيم عليه السلام أن يجنب عبادة الأصنام، وهو غير عابد لها على معنى ثبّتني على اجتناب عبادتها كما قال: {واجعلنا مسلمين لك} أي ثبّتنا على الإسلام).
[معاني القرآن: 3/164]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}
وقرأ الجحدري وعيسى (واجنبني) بقطع الآلف ومعناه اجعلني جانبا
وكذلك معنى اجنبني وجنبني معناه ثبتني على توحيدك كما قال تعالى: {واجعلنا مسلمين لك} وهما مسلمان). [معاني القرآن: 3/535]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {واجنبني} أي جنبني). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 122]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ربّ إنّهنّ أضللن كثيراً من النّاس} أي ضل بهن كثير من الناس). [تفسير غريب القرآن: 233]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّ إنّهنّ أضللن كثيرا من النّاس فمن تبعني فإنّه منّي ومن عصاني فإنّك غفور رحيم}
أي ضلّلوا بسببها، لأن الأصنام لا تعقل ولا تفعل شيئا، كما تقول قد فتنتني هذه الدار.، أي أنا أحببتها واستحسنتها، وافتتنت بها.
{فمن تبعني فإنّه منّي ومن عصاني فإنّك غفور رحيم} أي فإنك غفور رحيم له إن تاب وإن آمن، لا أنه يقول إن من كفر فإن اللّه غفور رحيم،
فإن اللّه لا يغفر له، ألا ترى قوله في أبيه: {فلمّا تبيّن له أنّه عدوّ للّه تبرّأ منه} ). [معاني القرآن: 3/164]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس} وهن لا يعقلن فالمعنى إن كثيرا من الناس ضلوا بسببهن
وهذا كثير في اللغة يقال فتنتني هذه الدار أي استحسنتها فافتتنت بسببها فكأنها فتنتني). [معاني القرآن: 3/535]

تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّي أسكنت من ذرّيّتي...}
وقال {إنّي أسكنت من ذرّيّتي} ولم يأت منهم بشيء يقع عليه الفعل. وهو جائز: أن تقول: قد أصبنا من بني فلان، وقتلنا من بني فلان وإن لم تقل: رجالا، لأن (من) تؤدّى عن بعض القوم كقولك: قد أصبنا من الطعام وشربنا من الماء. ومثله {أن أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم الله}.
وقوله: {تهوي إليهم} يقول: اجعل أفئدة من الناس تريدهم؛ كقولك: رأيت فلانا يهوي نحوك أي يريدك. وقرأ بعض القرّاء (تهوى إليهم) بنصب الواو، وبمعنى تهواهم
كما قال {ردف لكم} يريد ردفكم، وكما قالوا: نقدت لها مائة أي نقدتها). [معاني القرآن: 2/78]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {رّبّنا إنّي أسكنت من ذرّيّتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرّم ربّنا ليقيموا الصّلاة فاجعل أفئدةً مّن النّاس تهوي إليهم وارزقهم مّن الثّمرات لعلّهم يشكرون}
وكذلك قال: {إنّي أسكنت من ذرّيّتي بوادٍ} يقول: "أسكنت من ذرّيّتي أناساً" ودخلت الباء على "وادٍ" كما تقول: "هو بالبصّرة" و"هو في البصرة".
وقال: {تهوي إليهم} زعموا أنه في التفسير "تهواهم"). [معاني القرآن: 2/61]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {تهوى إليهم} قالوا في الفعل: هويت إليه، وأهويت إليه؛ وكان ابن عباس يقول {تهوى إليهم} تنزع إليهم؛ وهو المعنى). [معاني القرآن لقطرب: 781]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فاجعل أفئدةً من النّاس تهوي إليهم} أي تنزع إليهم). [تفسير غريب القرآن: 233]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّنا إنّي أسكنت من ذرّيّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربّنا ليقيموا الصّلاة فاجعل أفئدة من النّاس تهوي إليهم وارزقهم من الثّمرات لعلّهم يشكرون}
{فاجعل أفئدة من النّاس تهوي إليهم} أي اجعل أفئدة جماعة من الناس تنزع إليهم، ويجوز تهوى إليهم.
فمن قرأ تهوي إليهم فهو على هوى يهوي إذا ارتفع، ومن قرأ تهوى إليهم فعلى هوي يهوى إذا أحب، والقراءة الأولى هي المختارة). [معاني القرآن: 3/165]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم}
وقرأ مجاهد تهوى إليهم
معنى تهوي تنزع وتهوى تحب
حدثنا محمد بن الحسن بن سماعة قال نا أبو نعيم قال نا عيسى بن قرطاس قال أخبرني المسيب بن رافع قال: قال ابن عباس إن إبراهيم حين قال رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع إلى قوله: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم} فلو أن إبراهيم قال اجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لغلبكم عليه الترك والديلم
وقرئ على علي بن الحسين القاضي بمصر عن الحسن ابن محمد عن يحيى بن عباد قال حدثنا شعبة عن الحكم قال سألت عطاء وطاووسا وعكرمة عن قوله جل وعز:
{فاجعل أفئدة من الناس} قالوا الحج). [معاني القرآن: 3/537-535]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {تهوي إليهم} أي: تهوي إليهم، فتحج البيت. أخبرنا أبو عمر - قال: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي،
قال: معنى تهوي إليهم، أي: تهواهم، فتحج إلى البيت، قال وهذا من الهوي المحمود). [ياقوتة الصراط: 287]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تهوي إليهم} أي تنزع إليهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 122]

تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38)}

تفسير قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39)}

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ربّ اجعلني مقيم الصّلاة ومن ذرّيّتي} مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقوله: واجعل من ذريتي من يقيم الصلاة).[مجاز القرآن: 1/342]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي عمرو وعاصم {ربنا وتقبل دعاء} بغير ياء.
[معاني القرآن لقطرب: 775]
والأعمش {دعاءي} يثبت الياء، وقد فسرنا ذلك كله في ياءات الإضافة). [معاني القرآن لقطرب: 776]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ربّ اجعلني مقيم الصّلاة ومن ذرّيّتي ربّنا وتقبّل دعاء} أي واجعل من ذرّيّتي من يقيم الصلاة.
{ربّنا وتقبّل دعاء} القراءة بغير " ياء " في دعائي، إذا وقفت، فإذا وصلت فأنت بالخيار إن شئت قلت دعاء بغير ياء، وكانت الكسرة في الهمزة تنوب عن الياء، والأجود إثبات الياء، وإن شئت أسكنتها، وإن شئت فتحتها).
[معاني القرآن: 3/165]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي} المعنى واجعل من ذريتي من يقيم الصلاة). [معاني القرآن: 3/537]

تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ربّنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} هذا قبل أن يتبين لإبراهيم أن أباه عدوّ للّه، فلما تبيّن له ذلك تبرأ منه.
وقيل إنه يعني بوالديه هنا آدم وحواء وقيل أيضا ولولديّ، يعني به إسماعيل وإسحاق، وهذه القراءة ليست بشيء لأنها خلاف ما عليه أهل الأمصار من أهل القراءات.
{يوم يقوم الحساب} يعني يوم القيامة، و " يوم " منصوب بـ {اغفر لي} ). [معاني القرآن: 3/165]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال: {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}
قيل إنما دعا بهذا أولا فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه
وقيل يعني بوالديه آدم وحواء
وقرأ سعيد بن جبير اغفر لي ولوالدي يعني أباه
وقرأ النخعي ويحيى بن يعمر اغفر لي ولولدي يعني ابنيه). [معاني القرآن: 3/537]


رد مع اقتباس