عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:27 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {أم اتّخذوا من دونه آلهةً قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحقّ فهم معرضون (24) وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلّا نوحي إليه أنّه لا إله إلّا أنا فاعبدون (25) }
يقول تعالى: بل {اتّخذوا من دونه آلهةً قل} يا محمّد: {هاتوا برهانكم} أي: دليلكم على ما تقولون، {هذا ذكر من معي} يعني: القرآن، {وذكر من قبلي} يعني: الكتب المتقدّمة على خلاف ما تقولون وتزعمون، فكلّ كتابٍ أنزل على كلّ نبيٍّ أرسل، ناطقٌ بأنّه لا إله إلّا اللّه، ولكن أنتم أيها المشركون لا تعلمون الحقّ، فأنتم معرضون عنه؛ ولهذا قال: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا يوحى إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون}، كما قال: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون} [الزّخرف: 45]،وقال: {ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطّاغوت} [النّحل:36]، فكلّ نبيٍّ بعثه اللّه يدعو إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، والفطرة شاهدةٌ بذلك أيضًا، والمشركون لا برهان لهم، وحجّتهم داحضةٌ عند ربّهم، وعليهم غضبٌ، ولهم عذابٌ شديدٌ). [تفسير ابن كثير: 5/ 337-338]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا سبحانه بل عبادٌ مكرمون (26) لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون (27) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون (28) ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين (29)}.
يقول تعالى ردًّا على من زعم أنّ له -تعالى وتقدّس-ولدًا من الملائكة، كمن قال ذلك من العرب: إنّ الملائكة بنات اللّه، فقال: {سبحانه بل عبادٌ مكرمون} أي: الملائكة عباد اللّه مكرمون عنده، في منازل عاليةٍ ومقاماتٍ ساميةٍ، وهم له في غاية الطّاعة قولًا وفعلًا). [تفسير ابن كثير: 5/ 338]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} أي: لا يتقدّمون بين يديه بأمرٍ، ولا يخالفونه فيما أمر به بل يبادرون إلى فعله، وهو تعالى علمه محيطٌ بهم، فلا يخفى عليه منهم خافيةٌ، {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}
وقوله: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} كقوله: {من ذا الّذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة: 255]، وقوله: {ولا تنفع الشّفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سبأٍ:23]، في آياتٍ كثيرةٍ في معنى ذلك.
{وهم من خشيته} أي: من خوفه ورهبته {مشفقون}). [تفسير ابن كثير: 5/ 338]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومن يقل منهم إنّي إلهٌ من دونه} أي: من ادّعى منهم أنّه إلهٌ من دون اللّه، أي: مع اللّه، {فذلك نجزيه جهنّم كذلك نجزي الظّالمين} أي: كلّ من قال ذلك، وهذا شرطٌ، والشّرط لا يلزم وقوعه، كقوله: {قل إن كان للرّحمن ولدٌ فأنا أوّل العابدين} [الزّخرف: 81]، وقوله {لئن أشركت ليحبطنّ عملك} [الزّمر:65] ). [تفسير ابن كثير: 5/ 338]

رد مع اقتباس