عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 11:52 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا بابٌ من النكرة يجرى مجرى ما فيه الألف واللام من المصادر والأسماء
وذلك قولك سلامٌ عليك ولبّيك وخيرٌ بين يديك وويلٌ لك وويحٌ لك وويسٌ لك وويلةٌ لك وعولةٌ لك وخيرٌ له وشرٌّ له و: {لعنة الله على الظالمين} ). [الكتاب: 1/ 330]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإن كانت هذه المصادر معارف فالوجه الرفع، ومعناه كمعنى المنصوب، ولكن يختار الرفع؛ لأنه كالمعرفة، وحق المعرفة الابتداء. وذلك قولك: الحمد لله رب العالمين ولعنة الله على الظالمين. والنصب يجوز. وإنما تنظر في هذه المصادر إلى معانيها؛ فإن كان الموضع بعدها أمراً أو دعاءً لم يكن إلا نصباً). [المقتضب: 3/ 221] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( قال أبو عبيدة: ويكون من الأضداد أيضا، يقال: يكون للمستقبل، ويقال: يكون للماضي، فكونه للمستقبل لا يحتاج فيه إلى شاهد، وكونه للماضي قول الصلتان يرثي المغيرة بن المهلب:
قل للقوافل والغزاة إذا غزوا ....... والباكرين وللمجد الرائح
إن السماحة والشجاعة ضمنا ....... قبرا بمرو على الطريق الواضح
فإذا مررت بقبره فاعقر به ....... كوم الجلاد وكل طرف سابح
وانضح جوانب قبره بدمائها ....... فلقد يكون أخا دم وذبائح

أراد: فلقد كان.
قال أبو بكر: والذي نذهب إليه أن (كان) و(يكون) لا يجوز أن يكونا على خلاف ظاهرهما، إلا إذا وضح المعنى، فلا يجوز لقائل أن يقول: كان عبد الله قائما، بمعنى يكون عبد الله، وكذلك محال أن يقال: يكون عبد الله قائما؛ بمعنى كان عبد الله، لأن هذا ما لا يفهم ولا يقوم عليه دليل؛ فإذا انكشف المعنى حمل أحد الفعلين على الآخر، كقوله جل اسمه: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا}، معناه من يكون في المهد فكيف نكلمه! فصلح الماضي في موضع المستقبل لبيان معناه. وأنشد الفراء:
فمن كان لا يأتيك إلا لحاجة ....... يروح لها حتى تقضى ويغتدي
فإني لآتيكم تشكر ما مضى ....... من الأمر واستيجاب ما كان في غد
أراد: ما يكون في غد. وقال الله عز ذكره: {ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار}، فمعناه (وينادي)، لأن المعنى مفهوم. وقال جل وعز: {يا أبانا منع منا الكيل}، فقال بعض الناس: معناه (يمنع منا).
وقال الحطيئة:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه ....... أن الوليد أحق بالعذر
معناه: (يشهد الحطيئة).
{وكان الله غفورا رحيما} ليس بصحيح؛ لأنها لا تلغى مبتدأة ناصبة للخبر؛ وإنما التأويل المبتدأ عند الفراء: (وكائن الله غفورا رحيما)، فصلح الماضي في موضع الدائم؛ لأن أفعال الله جل وعز تخالف أفعال العباد، فأفعال العباد تنقطع، ورحمة الله جل وعز لا تنقطع، وكذلك مغفرته وعلمه وحكمته.
وقال غير الفراء: كأن القوم شاهدوا لله مغفرة ورحمة وعلما وحكمة، فقال الله جل وعز: {وكان الله غفورا رحيما}، أي لم يزل الله عز وجل على ما شاهدتم). [كتاب الأضداد: 60-62] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وإذ وإذا حرفان؛ تكون (إذ) للماضي و(إذا) للمستقبل، وهذا هو المشهور فيهما، وتكون إذ للمستقبل، وإذا للماضي إذا شهر المعنى ولم يقع فيه لبس. فأما كون إذ للماضي وإذا للمستقبل فشهرته تغني عن إقامة الشواهد عليه، وأما كون إذ للمستقبل فقول الله عز وجل: {ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم}، أراد المستقبل، وكذلك قوله: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت}، معناه إذا يفزعون. وقال جل جلاله: {إذ قال الله يا عيسى بن مريم}، معناه: (وإذا يقول الله)؛ وأما كون إذا للماضي فقول الشاعر، وهو أوس بن حجر:
والحافظ الناس في الزمان إذا ....... لم يتركوا تحت عائذ ربعا
وهبت الشمال البليل وإذ ....... بات كميع الفتاة ملتفعا
أراد: إذ لم يتركوا تحت عائذ، والعائذ: الناقة الحديثة النتاج، وجمعها عوذ
وقال بعض أهل اللغة: إذا لم تقع في هذا البيت إلا للمستقبل؛ لأن المعنى: والذي يحفظ الناس إذا كان كذا وكذا، والأول قول قطرب.
وقال الآخر:
فالآن إذ هازلتهن فإنما ....... يقلن ألا لم يذهب المرء مذهبا
معناه إذا هازلتهن، وقال أبو النجم:
ثم جزاه الله عنا إذ جزى ....... جنات عدن في العالي العلا
أراد إذا جزى.
وقال بعض أهل العلم: إنما جاز أن تكون إذ بمعنى إذا في قوله: {وإذ قال الله يا عيسى بن مريم}، لأنه لما وقع في علم الله عز وجل أن هذا كائن لا محالة كان بمنزلة المشاهد الموجود، فخبر عنه بالمضي، كما قال: {ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار}، وهو يريد: (وينادي) وروى قطرب هذا البيت:
وندمان يزيد الكأس طيبا ....... سقيت إذا تغورت النجوم
أراد (إذا تغورت). ورواه غير قطرب: (سقيت وقد تغورت) ). [كتاب الأضداد: 118-119] (م)

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45) }

تفسير قوله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومما يفسر من القرآن تفسيرين متضادين قول الله عز وجل: {وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}.
يقال: أصحاب الأعراف قوم من أمة محمد صلى الله عليه تستوي حسناتهم وسيآتهم، فيمنعون الجنة بالسيئات ويمنعون النار بالحسنات؛ فهم على سور بين الجنة والنار، إذا نظروا إلى أهل الجنة، قالوا: السلام عليكم، وإذا
نظروا إلى أهل النار {قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} وحدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الشوارب القاضي، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا أبو معشر، عن يحيى بن شبل الأنصاري، عن عمر بن عبد الرحمن المزني عن أبيه، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه عن أصحاب الأعراف، فقال:
«هم قوم قتلوا في سبيل الله بمعصية آبائهم، فمنعهم الجنة معصية آبائهم، ومنعهم النار قتله في سبيل الله جل وعز».
وقال بعض المفسرين: أصحاب الأعراف ملائكة. أخبرنا أحمد بن الحسين، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز، قال: أصحاب الأعراف ملائكة، قال: فقلت له: يقول الله جل وعز: {رجال}، وتقول أنت: ملائكة! قال: إنهم ذكور وليسوا بإناث). [كتاب الأضداد: 368- 369]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) }


تفسير قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) }

تفسير قوله تعالى: {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ويفسر أيضا قوله عز وجل: {لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} تفسيرين متضادين، فيقول الكلبي: هذا يقوله الله جل وعز لأصحاب الأعراف، وقال: يرى أصحاب الأعراف في النار رؤساء المشركين فينادونه:
يا عاصي بن وائل، ويا وليد بن المغيرة، ويا أسود بن المطلب، ويا أبا جهل بن هشام؛ ما أغنى عنكم جمعكم في الدنيا، وما كنتم تستكبرون؛ إذ أنتم الآن في النار! ويرون في الجنة المستضعفين من المسلمين: سلمان الفارسي، وعمار بن ياسر وصهيبا، وعامر بن فهيرة، فيقولون للمشركين: أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة! فيقول الله تبارك وتعالى لأصحاب الأعراف: {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
وقال مقاتل بن سليمان: يقسم أهل النار أن أصحاب الأعراف لا يدخلون الجنة، فتقول لهم الملائكة الذين حبسوا أصحاب الأعراف على الصراط: أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة! ويقولون لهم أيضا: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.
والأعراف عند العرب: ما ارتفع وعلا من الأرض، ويستعمل في الشرف والمجد، وأصله في البناء، قال الشاعر:
ورثت بناء آباء كرام ....... علوا في المجد أعراف البناء
وواحد الأعرف عرف). [كتاب الأضداد: 369-370]


رد مع اقتباس