عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 10:40 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم...}
وذلك أنهم على سور بين الجنة والنار يقال له الأعراف، يرون أهل الجنة فيعرفونهم ببياض وجوههم، ويعرفون أهل النار بسواد وجوههم، فذلك قوله: {يعرفون كلا بسيماهم}. وأصحاب الأعراف أقوام اعتدلت حسناتهم وسيئاتهم فقصّرت بهم الحسنات عن الجنّة، ولم تبلغ بهم سيئاتهم النار، كانوا موقوفين ثم أدخلهم الله الجنة بفضل رحمته). [معاني القرآن: 1/ 380-381]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ونادى أصحاب النّار أصحاب الجنّة أن أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه قالوا إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين}
وقوله: {أن أفيضوا علينا من الماء} تكون "أي أفيضوا" وتكون على "أن" التي تعمل في الأفعال لأنك تقول: "غاظني أن قام" و"غاظني أن ذهب" فتقع على الأفعال وإن كانت لا تعمل فيها وفي كتاب الله {وانطلق الملأ منهم أن امشوا} معناها: أي امشوا). [معاني القرآن: 2/ 7]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو وأهل المدينة {أن لعنة الله} بالتخفيف.
أصحاب عبد الله {أن لعنة الله} بالتثقيل). [معاني القرآن لقطرب: 564]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقولا {قالوا نعم} لغة لهذيل "نعم"؛ وبعض العرب يقول في الوقف دون الوصل: "نعام"؛ فيدخلون الألف يريد: "نعم"؛ ومن قال: "نعم" قال: "نعيم"، فأدخل الياء لكسرة العين إذا وقف.
قال رجل من كلب:
نعم إذا قالها منه محققة = ولا يجيب عسى منه ولا قمن
وقوله {فأذن مؤذن بينهم} قال الشاعر:
فقال مؤذن منا ومنهم = لدا أبياتنا سوري سوار
في شدة الأمر، إذا اشتد الأمر، يقال للحرب إذا اشتدت: سوري سوار، وصمي صمام، وفيحي فياح؛ إذا أحب أن يشدد الأمر ويعظمه.
والمعنى في "أذن" فمن قوله {وأذان من الله ورسوله}؛ وهو الإعلام.
وأما قوله {فأذنوا بحرب من الله} من ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 587]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأذّن مؤذّنٌ بينهم} أي نادى مناد بينهم: {أن لعنة اللّه على الظّالمين}). [تفسير غريب القرآن: 168]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ونادى أصحاب الجنّة أصحاب النّار أن قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقّا فهل وجدتم ما وعد ربّكم حقّا قالوا نعم فأذّن مؤذّن بينهم أن لعنة اللّه على الظّالمين (44)}
معنى " أن " ههنا إن شئت كان مفسرا لما نادى به أصحاب الجنة.
والمعنى أي قد وجدنا، ويجوز أن تكون أن الشديدة وخففت، المعنى أنه قد وجدنا.
قال الشاعر:
في فتية كسيوف الهند قد علموا ....... أن هالك كل من يحفى وينتعل
وقوله: (قالوا نعم).
وفي بعض اللغات قالوا نعم في معنى نعم - موقوفة الآخر - لأنها حرف جاء لمعنى.
وقوله: {فأذّن مؤذّن بينهم أن لعنة اللّه على الظّالمين}.
ويجوز أنّ لعنة اللّه على الظّالمين، وقد قرئ بهما جميعا والمخففة مخففة من الشديدة، ويجوز أن تكون المخففة في معنى أي الخفيفة التي هي تفسير، كأنّها تفسير لما أّذّنوا فيه). [معاني القرآن: 2/ 340-341]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (45)}

قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (الذين يصدون) قال: يصدون: يعرضون، ويصدون، أي: يضجون). [ياقوتة الصراط: 229]

تفسير قوله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون} مجازها: على بناء سورٍ لأن كل مرتفع من الأرض عند العرب أعراف، قال:
كل كناز لحمه نياف ....... كالعلم الموفى على الأعراف
وقال الشّمّاخ:
وظلّت بأعرافٍ تفالى كأنها ....... رماحٌ نحاها وجهة الرّيح راكز).
[مجاز القرآن: 1/ 215]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (أي على نشزٍ: {بسيماهم} منقوصة، والمعنى: بعلاماتهم). [مجاز القرآن: 1/ 215]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {وعلى الأعراف رجال} فكان ابن عباس يقول: السور بين الجنة والنار، يعرف فيه الفريقان جميعًا من يدخل النار، ومن يدخل الجنة.
والواحد من الأعراف: عرف، عن غير ابن عباس؛ حكاه لنا الثقة). [معاني القرآن لقطرب: 587]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بسيماهم}: علاماتهم). [غريب القرآن وتفسيره: 146]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{الأعراف} سور بين الجنة والنار، سمي بذلك لارتفاعه، وكل مرتفع عند العرب: أعراف. قال الشاعر:
كلّ كنار لحمه نياف .......كالعلم الموفي على الأعراف
و(السّيماء): العلامة). [تفسير غريب القرآن: 168]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يعرفون كلا بسيماهم}
قال قتادة يعرف أهل الجنة ببياض وجوههم وأهل النار
بسواد وجوههم
ثم قال جل وعز: {لم يدخلوها وهم يطعمون}
قال أكثر أهل التفسير يعني أصحاب الأعراف). [معاني القرآن: 3/ 38-39]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{الأَعْرَافِ} سور بين الجنة والنار، يسمى بذلك لارتفاعه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 84]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بِسِيمَاهُمْ}: بعلاماتهم). [العمدة في غريب القرآن: 135]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النّار} أي حيال أصحاب النار، وفي آية أخرى (تلقاء مدين) (28/22) أي حيال مدين وتجاهه). [مجاز القرآن: 1/ 215]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تلقاء أصحاب النار}: جذاة). [غريب القرآن وتفسيره: 146]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تِلْقَاء}: حذاء). [العمدة في غريب القرآن: 135]

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)}

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم}
قال حذيفة أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فهم بين الجنة والنار ثم إن الله اطلع عليهم فرحمهم فقالوا ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.
وروى عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس أنه قال الأعراف الشيء المشرف.
وروى مجاهد عن ابن عباس أنه قال الأعراف سور له عرف كعرف الديك.
والأعراف في اللغة المكان المشرف جمع عرف.
وقال أبو مجلز هم من الملائكة.
قال والذين صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار أهل الجنة.
حدثنا أبو جعفر قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا داود الضبي قال حدثنا مسلم بن خالد قال عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في أصحاب الأعراف قال هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم وهم على سور بين الجنة والنار وهم على طمع في دخول الجنة وهم داخلون
وقيل إن أصحاب الأعراف ملائكة بين الجنة والنار.
قال أبو جعفر والقول الأول أشهر وأعرف.
قال ابن عباس فقال الله جل وعز لهم: {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}
قال عبد الله بن الحارث وهم يدعون مساكين أهل الجنة). [معاني القرآن: 3/ 39-41]

تفسير قوله تعالى: {أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)}


رد مع اقتباس