عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:38 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالّذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون (41) قل من يكلؤكم باللّيل والنّهار من الرّحمن بل هم عن ذكر ربّهم معرضون (42) أم لهم آلهةٌ تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منّا يصحبون (43)}.
يقول تعالى مسلّيًا لرسوله [صلوات اللّه وسلامه عليه] عمّا آذاه به المشركون من الاستهزاء والتّكذيب: {ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالّذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون} يعني: من العذاب الّذي كانوا يستبعدون وقوعه، كما قال تعالى: {ولقد كذّبت رسلٌ من قبلك فصبروا على ما كذّبوا وأوذوا حتّى أتاهم نصرنا ولا مبدّل لكلمات اللّه ولقد جاءك من نبإ المرسلين} [الأنعام:34]). [تفسير ابن كثير: 5/ 344]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ ذكر تعالى نعمته على عبيده في حفظه لهم باللّيل والنّهار، وكلاءته وحراسته لهم بعينه الّتي لا تنام، فقال: {قل من يكلؤكم باللّيل والنّهار من الرّحمن}؟ أي: بدل الرّحمن بمعنى غيره، كما قال الشّاعر:
جارية لم تلبس المرقّقا = ولم تذق من البقول الفستقا...
أي: لم تذق بدل البقول الفستق.
وقوله تعالى: {بل هم عن ذكر ربّهم معرضون} أي: لا يعترفون بنعمه عليهم وإحسانه إليهم، بل يعرضون عن آياته وآلائه). [تفسير ابن كثير: 5/ 344]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {أم لهم آلهةٌ تمنعهم من دوننا} استفهام إنكارٍ وتقريعٍ وتوبيخٍ، أي: ألهم آلهةٌ تمنعهم وتكلؤهم غيرنا؟ ليس الأمر كما توهّموا ولا كما زعموا؛ ولهذا قال: {لا يستطيعون نصر أنفسهم} أي: هذه [الآلهة] الّتي استندوا إليها غير اللّه لا يستطيعون نصر أنفسهم.
وقوله: {ولا هم منّا يصحبون} قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {ولا هم منّا يصحبون} أي: يجارون وقال قتادة لا يصحبون [من اللّه] بخيرٍ وقال غيره: {ولا هم منّا يصحبون} يمنعون). [تفسير ابن كثير: 5/ 344]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({بل متّعنا هؤلاء وآباءهم حتّى طال عليهم العمر أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون (44) قل إنّما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصّمّ الدّعاء إذا ما ينذرون (45) ولئن مسّتهم نفحةٌ من عذاب ربّك ليقولنّ يا ويلنا إنّا كنّا ظالمين (46) ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسٌ شيئًا وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين (47) }
يقول تعالى مخبرًا عن المشركين: إنّما غرّهم وحملهم على ما هم فيه من الضّلال، أنّهم متّعوا في الحياة الدّنيا، ونعّموا وطال عليهم العمر فيما هم فيه، فاعتقدوا أنّهم على شيءٍ.
ثمّ قال واعظًا لهم: {أفلا يرون أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} اختلف المفسّرون في معناه، وقد أسلفناه في سورة "الرّعد"، وأحسن ما فسّر بقوله تعالى: {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرّفنا الآيات لعلّهم يرجعون} [الأحقاف:27].
وقال الحسن البصريّ: يعني بذلك ظهور الإسلام على الكفر.
والمعنى: أفلا يعتبرون بنصر اللّه لأوليائه على أعدائه، وإهلاكه الأمم المكذّبة والقرى الظّالمة، وإنجائه لعباده المؤمنين؛ ولهذا قال: {أفهم الغالبون} يعني: بل هم المغلوبون الأسفلون الأخسرون الأرذلون).[تفسير ابن كثير: 5/ 345]

رد مع اقتباس