عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 16 شوال 1434هـ/22-08-2013م, 06:29 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

طرق معرفة الفواصل

طرق معرفة الفواصل إجمالاً
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت:590هـ): (باب في علم الفواصل والاصطلاحات وغيرها
وليست رؤوس الآي خافيـة علـى.......ذكي بها يهتـم فـي غالـب الأمـر). [ناظمة الزهر:؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (ص: باب في علم الفواصل والاصطلاحات وغيرها
وليست رؤوس الآي خافية على.......ذكى بها يهتم في غالب الأمـر
اللغة: الباب لغة ما يتوصل به من داخل إلى خارج وعكسه.
واصطلاحًا جملة من العلم مشتملة على مسائل وفصول غالبًا. والعلم هنا المعرفة.
والفواصل جمع فاصلة، وهي آخر كلمة في الآية. وسيأتي بيان معنى الآية {كالعالمين} {الدين} {بصيرا}.
وهي مرادفة لرأس الآية، وهي بمثابة القافية التي هي آخر كلمة في البيت ومقطع الفقرة المقرون بمثلها في السجع. والاصطلاحات جمع اصطلاح والمقصود به ما وضعه الناظم من الرموز والكلمات لبيان أسماء العادين وعدد السور، وقوله وغيرها دخل فيه بيان ما اصطلح عليه علماء هذا الفن من بيان معنى الآية إلى غير ذلك. والذكي من الذكاء وهو حدة الذهن وسرعة الإدراك. والأمر الشأن.

الإعراب: «وليست رءوس الآي خافية». ليس واسمها وخبرها «على ذكي» متعلق الخبر، «بها» متعلق بالفعل بعدها. وجملة «يهتم» صفة لذكي. «في غالب الأمر» متعلق بـ «يهتم».
المعنى: بني المصنف في هذا البيت أن رءوس الآي يعني مقاطع الآيات وأواخرها وهي الفواصل ليست معرفتها خفية على ذي ذهن حاد يهتم بمعرفتها في غالب أحواله، إن الاهتمام بمعرفة أواخر الآيات ومزاولة ذلك يعينه على سرعة تمييزها وتبينها. وهذا البيت تمهيد لمعرفة الطرق التي بها تعرف الفواصل وهي أربعة:
الأول: مساواة الآية لما قبلها وما بعدها طولا وقصرًا.
الثاني: مشاكلة الفاصلة لغيرها مما هو معها في السورة في الحرف الأخير منها أو فيما قبله.
الثالث: الاتفاق على عد نظائرها.
الرابع: انقطاع الكلام عندها وسيتكفل المصنف بشرح هذه الطرق كلها في الأبيات الآتية). [معالم اليسر:؟؟]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت:1311هـ): (تنبيهان:
الأول: اعلم مما تقرر أن لمعرفة فواصل الآيات أربع طرق(1):
الأولى: المساواة بين الآية والسورة طولًا وقصرًا.
والثاني المشاكلة وهما الأصلان السابقان.
والثالث: انقطاع الكلام كما يؤخذ من كلام الداني من أن الفاصلة هي الكلام المنفصل ومن معنى الآية السابق.
والرابع: اتفاقهم على عدّ نظير ذاك رأس آية في تلك السور أو في غيرها، كما نبه على ذلك الشارح عند الكلام على الفاصلة ثم قال: (وهذه الطرق قد توجد كلها في آية واحدة، وقد يوجد بعضها، وأنها إنما يصار إليها عند عدم النص على كون ما ذكر رأس آية أو ليست برأس آية فإن وجد نصٌ فيعمل به دونها لأن جانب التوقيف راجح في هذا الفن).

الثاني: (2) قد تُستخرَجُ بعض الفواصل بمراعاة الأصلين السابقين من خلال بعض [آيات] منها آية الكرسي وقد عبرت في كثير من الأحاديث بآية واحدة كما مرّ وقد عدها المدني الأول والشامي والكوفيون آية واحدة لظاهر لفظ الأحاديث
وعدها الباقون آيتين:
أولاهما: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.
والثانية
{لَا تَأْخُذُهُ} إلى {الْعَظِيمُ} لأن كلمة القيوم مشاكلة لما قبلها ولما بعدها، ولانعقاد الإجماع على عدّ نظيره في أول آل عمران.
- ومنها الآيتان اللتان بعدها، وهما: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} إلى {خَالِدُونَ}، وقد سبق تعبيرهما بآيتين في حديث الدرامي المار.
وفي أولاهما مما يشبه الفواصل موضع وهو {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ} لأنه ينقطع الكلام عنده فيظن رأس آية ولكن لم يعده أحد لعدم مشاكلته لطرفيه.
وفي ثانيتهما موضع وهو قوله تعالى: {مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} وقد عدّه المدني الأول للمشاكلة، ولكونه كلامًا مستقلًا، ولم يعده الباقون لعطف ما بعده عليه، ولورود الحديث بتعبيرها بآية واحدة، ولعدم مساواتها لطرفيها.
- ومنها آية الدين، وقد ورد فيها ما روي عن عبيد عن ابن شهاب قال: ( آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين)، وقد عدها غير المكي آية واحدة لذلك، وعدها المكي آيتين:
أولاهما {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} وآخرها {شَهِيَد} على قول.
والثانية: {وَإِنْ تَفْعَلُوْا} إلى {عَلِيْم} وعلى كون شهيد رأس آية عند المكي فهو مشاكل لما بعده ولكونه كلامًا تامًا.
- ومنها أخيرتا البقرة، وهما {آمَنَ الرَّسُولُ} إلى آخرها، وقد عُبِّرتا في الأحاديث بآيتين كما مرّ.
أما أولاهما: فأولها
{آمَنَ الرَّسُولُ} وآخرها {المَصِيْر}، وفيها كلمة تشبه الفاصلة وهي {وَالمُؤمِنُوْن} لمشاكلتها لطرفيها فتظن رأس آية، ولكن لم يعدها أحد لعدم مساواتها لما بعدها.
والثانية: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا} إلى آخر السورة، وفيها أيضًا كلمة تشبه الفاصلة من حيث انقطاع الكلام عندها وهي {وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}، فتظن رأس آية ولكن لم يعدها أحد لعدم المشاكلة لطرفيها.
- ومنها {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا} [الأعراف] فإنّ أولها {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى} وآخرها لفظ {المؤمنين} وفي أثنائها كلمتان تشبهان الفواصل وهما قوله تعالى: {لَنْ تَرَاْنِي}، وقوله تعالى: {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} لكون الكلام ينقطع بعدهما؛ فيُظَنَّان رأسي آية، ولكنهما لم يعدهما أحد لعدم المشاكلة لما قبلهما ولما بعدهما.
وهذا معنى قول الشاطبي:

وَقَدْ يُنْبِتُ الأصْلًيْنِ مِـنْ كَلِمَاتِهَـا.......فُرُوعُ هدايَاتٍ قَوَارِعُ لِلْبَـدْرِ(3)
كَمَا آيَةِ الكُرْسِي إلـى ذَاتِ دَيْنِهَـا.......إلى أُخْرَتَيْهَا مَـع صَوَاحِبَهَـا القُمْـرُ
وَمِنْهَا وَلَمَّا جَاءَ مُوسَـى وَرَأسُهَـا.......هُوَ المُؤْمِنِيْنَ انظُر فِي الأَعْرَاف واسْتَقْرِ
). [القول الوجيز:؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ( (1) تسمى طرق معرفة الفاصلة.
(2) قوله الثاني: أي التنبيه الثاني.
(3) قوله: يُنبت: أي يخرج ويظهر، قوارع: جمع قارعة وقارعة بمعنى الدفع بشدة، وقال السخاوي قوارع الآيات التي يتعوذ بها ويتحصن سميت بها لأنها تقرع الشيطان وتدفعه كآية الكرسي وغيرها، [انظر لوامع البدر ورقة: 79 وترتيب القاموس ج3 ص 890]. والمراد بالأخرتين: آية (آمَنَ الرَّسُولُ) إلى آخر السورة.
والمراد بقوله: مع صواحبها: أي صواحب آية الكرسي، وهما الآيتان اللتان بعدها.
من سار فيها، فكذلك لا يضل من تمسك بالآية وعمل بها. [ترتيب القاموس ج3/186].
وقوله: (واستَقر): أمر من الاستقراء وهو التتبع وفي نسخة (واستمر) أمر لطلب المرية لأن الاجتهاد لا يحصل إلا بالمرية لأنه دليل ظن).
[التعليق على القول الوجيز:؟؟]

قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ) :(طرق معرفة الفواصل هي أربعة:
الأولى
مساواة الآية لما قبلها وما بعدها طولا وقصرا.

الثانية: مشاكلة الفاصلة لغيرها مما هو معها في السورة في الحرف الأخير منها أو فيما قبله.
الثالثة: الاتفاق على عد نظائرها في القرآن الكريم.
الرابعة:
انقطاع الكلام عندها.
).[نفائس البيان: 22-27]


مساواة الآية لما قبلها وما بعدها طولا وقصرًا
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت:590هـ):
(
وما هـن إلا فـي الطـوال طوالهـا.......وفى السور القصرى القصار على قدر).[ناظمة الزهر:؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (ص: وما هن إلا فـي الطـوال طوالهـا.......وفي السور القصرى القصار على قدر
اللغة: الطوال بكسر الطاء جمع طويلة. القصار بكسر القاف جمع قصيرة، القصرى بضم القاف مؤنث أقصر أفعل تفضيل في القصر. القدر المقدار المتساوي.
الإعراب: «وما هن ... الخ» ما: نافية. «هن» مبتدأ وهو ارجع إلى الآي في البيت قبله. «الطوال» خبر مقدم «وفي السور القصرى القصار» جملة اسمية مقدمة الخبر، والجملتان المتعاطفتان خبر للمبتدأ الأول. «الطوال» صفة لمحذوف أي السور الطوال. والضمير في طوالها يعود على الآي و«ال» في «القصار» عوض عن المضاف إليه أي قصارها «على قدر» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور في قوله «في الطوال وفي القصرى».
المعنى: أخبر بأنه ما تجيء الآيات الطوال إلا في السور الطوال حال كونهن على مقدار متساو مع السور التي هي فيها، فتكون الآية في طولها مناسبة لطول السورة التي هي فيها، وكذا يقال في القصيرة، ولذا لم يعدوا {أفغير دين الله يبغون} {إنما يستجيب الذين يسمعون} {فدلاهما بغرور} وهكذا لعدم مساواة هذه الكلمات للسور التي فيها، وعدوا «ثم نظر» في سورة المدثر لمساواتها لسورتها قصرًا. ولا تجيء الآيات القصار إلا في أقصر السور حال كونهن على مقدار متساو كذلك، وبهذا يعلم أن المساواة أي مساواة الآية لما قبلها وما بعدها في الطول والقصر طريق من طرق معرفة الفواصل، وذلك لأنه لما تتبع العلماء الآيات لم تجيء إلا في السور الطوال على مقدار متساو وكذلك لم تجيء القصار إلا في أقصر السور – استنبطوا من ذلك أصلاً لمعرفة الفاصلة وهي مساواتها لما قبلها وما بعدها في الطول والقصر.
فدل الناظم بهذا البيت على طريق هذا الأصل. بقي أن هذا الحكم الثابت الاستقراء أغلبي لا كلي فلا منافاة بين هذا البيت وبين ما سبق في قوله «وما تأت آيات الطوال ... الخ» فالذي دل عليه ما هنا أن الغالب أن آيات الطول طويلة وآيات القصار قصيرة وقد يكون الأمر على خلاف ذلك تبعًا للتوقيف كما في البيت السابق
). [معالم اليسر:؟؟]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ثم أن المساواة قد اعتبرت في هذا الفن بأصلين:
أحدهما المساواة بين الآية والسورة طولًا وقصرًا وبين الآية وما قبلها وما بعدها من آيات تلك السورة كذلك وهو معنى قول الشاطبي:
وَلَيْسَتْ رُؤُوْسُ الآيِ خَافِيَةً عَلَى ....... [ذَكِيٍّ](1)بِهَا يِهْتّمُّ فِي غَالِبِ الأمْرِ
وَمَا هُنَّ إِلاَّ فِي الطِّوَالِ طُوَالُهَا
....... وَفِي السُّوَرِ القُصْرَى القِصَارُ عَلَى قَدْرِ
قال شارحه: أي لم تعد طوال الآيات ولا قصارها آية مستقلة إلا في سورة تناسب آياتها لتلك السورة في الطول والقصر ولذلك أجمع العادُّون على ترك عد قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} في سورة آل عمران وقوله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} في سورة المائة وقوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} في سورة الأنعام، وقوله تعالى: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ} في سورة الأعراف، وقوله تعالى: {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} في سورة الأنفال آيات لعدم المساواة فيهن في الطول لان تلك السور هي السور الطوال، وعدوا قوله تعالى: {ثُمَّ نَظَرَ} في سورة المدثر آية لمساواتها للسورة في القصر).

[القول الوجيز:؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ((1) في نسخة (آ، ب، ج) [زكي] والصواب ما ذكر.
وقوله: (ذكي) الذكي من الذكاء وهو حدة الذهن وسرعة الإدراك، والأمر الشأن. [ترتيب القاموس ج2 ص262].
والمعنى أن معرفة رؤوس الآي يعني مقاطع الآيات وأواخرها وهي الفواصل ليست بخفية على رجل ذكي يهتم بها في غالب أحواله لأن من له طبيعة سليمة وسليقة مستقيمة وصرف ذهنه إلى آخر الآيات يعرف مواقع انقطاعها وابتدائها كما قال الإمام الجعبري: (إن لمعرفة الفواصل طريقان: الأول التوقيف، والثاني: الاجتهاد..) الخ ما قاله الجعبري في الفصل السابق، وهذا البيت تمهيد لذكر الطرق التي تعرف بها الفاصلة، وقد أفرد الشارح فصلا خاصا بهذه الطرق.
وقوله: (الطوال) بكسر الطاء جمع طويلة، و(القصار) بكسر القاف جمع قصيرة، و(القُصرى) بضم القاف مؤنث أقصر أفعل تفضيل في القصر، القدر المقدار المتساوي).
[التعليق على القول الوجيز:؟؟]

مراعاة مشاكلة الفاصلة لنظائرها في السورة باعتبار آخر حرف أو بما قبله
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت:590هـ): (
وكلُّ تَـوَالٍ فـي الجميـع قـــــــــــــياســــــــــــــــــه.......بآخر حـرف أو بمـا قبــــــــــــــــــلـه فـادر
وجاء بحرف المـد الأكثـر منهمــــــــــــــــــا.......ولا فرق بين الياء والواو في السبـر
وها أنـا بالتمثيـل أرخـي زمـــــــــــــامـــــــــــــــــه.......لعلك تمطوهـا ذلـولا بـلا وعـــــــــــــــــــــر
كما العالمين الدين بعد الرحيم نـســــــ.......ـتعين عظيم يؤمنـون بـلا كــــــــــــــــــــــــدر
سجى والضحى ترضى فآوى وما ولد.......كبد والبلد يولــــــد مع الصمـد البـر).[ناظمة الزهر:؟؟]
قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت:1403هـ): (ص: وكل تَوَالٍ في الجميع قياسه.......بآخر حرف أو بما قبله فادر
اللغة: التوالي مصدر بمعنى التتابع.
الإعراب: «وكل» مبتدأ. توال مضاف إليه «في الجميع» متعلق بمحذوف صفة لتوال «قياسه مبتدأ ثاني. بآخر حرف» خبره، والجملة خبر الأول، أو بما قبله متعلق بما تعلق به الخبر والفاء في «فادر» فصيحة «وادر» أمر من الدراية بمعنى العلم والمعرفة.
المعنى: وكل فاصلة ذات تَوَالٍ وتتابع لغيرها فقياسها يكون بآخر حرف فيها إن لم يكن ما قبل الآخر حرف مد أما إذا كان ما قبل الأخير فيها حرف مد فقياسها يكون بما قبل الآخر، وهذا إشارة إلى طريق ثان من طرق معرفة الفواصل وحاصله أن كل آية جاءت في القرآن فإنما تعتبر فاصلتها بآخر حرف فيها، بحيث تكون مشاكلة لما قبلها وما بعدها في ذلك الحرف الأخير.
وهذا إذا لم يكن قبل هذا الحرف الأخير منها حرف مد نحو {الله أحد. الله الصمد} ونحو {بصيرا} {سبيلا} فإذا كان ما قبل الحرف الأخير منها حرف مد نحو «يؤمنون. عظيم. مآب. الأنهار» فإن العبرة تكون بالمشاكلة فيه مع اعتبار المساواة في الزنة أيضًا.
فإن كانت الفاصلة مبنية في السورة على الحرف الأخير بأن لم يكن ما قبل الحرف الأخير حرف مد ثم وقع في أثناء السورة كلمة قبل الحرف الأخير فيها حرف مد لا تعتبر تلك الكلمة. ولهذا لم يعتبر قوله تعالى في سورة النساء {ولا الملائكة المقربون} فاصلة وكذا {لتبشر به المتقين} في سورة مريم وأيضًا:

{وعنت الوجوه للحي القيوم} بــ"طه" لعدم مشاكلة تلك الكلمات للفواصل التي قبلها والتي بعدها ولا بدمع ذلك من اعتبار المساواة في الوزن ولهذا لم يعدوا ضمن الفواصل قوله تعالى في سورة إبراهيم {دائبين} مع مشاكلتها لما قبلها وما بعدها في البنية إذ كل منها مبني على حرف لين وهو «خلال» «كفار» لمخالفتها لهما في الوزن فإن دائبين على وزن فاعلين، وخلال على وزن «فعال» وكفار على وزن «فعال»، وكذا لم يعدوا في سورة الإسراء ...{وصما} وفي الكهف {مراء ظاهرا} وفي مريم {واشتعل الرأس شيبا} {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى} لمخالفتهن لأخوانهن في الزنة وهذا كله حيث لم يرد نص فإن ورد النص اتبع ولو لم توجد تلك المشاكلة في البنية أو الوزن كما في {أنعمت عليهم} عند من قال إنه فاصلة، ومثل {ذلك أدنى ألا تعولوا} في سورة النساء ومثل {فغشيهم من اليم ما غشيهم} في سورة طه.
وجاء بحرف المد الأكثر منهمـا.......ولا فرق بين الواو والياء في السبر
اللغة: السبر بتفح السين المشددة وسكون الباء الموحدة معناه هنا الأصل والمقصود بهذا الأصل التناسب الذي الكلام فيه، والنسخ التي بين أيدينا بالياء وهو تصحيف.
الإعراب: الأكثر فاعل جاء بحرف المد متعلق بالفعل قبله. منهما حال من الفاعل ولا فرق لا نافية للجنس وفرق اسمها وبين الواو والياء متعلق بمحذوف خر لا وفي السبر متعلق بما تعلق به الخبر.
المعنى:
أنه وقع في القرآن الكريم اعتبار الفاصلة بحرف المد الواقع قبل الحرف الأخير ووقع اعتبارها بحرف المد الواقع آخرًا كذلك كما في سورة النساء والإسراء وطه وهكذا، وأن هذين أكثر ما وقع من القسمين السابقين، ومن غير الأكثر بالنسبة إلى الآخر ما ليس حرف مد كما في سورة القمر والبلد وبالنسبة إلى ما قبل الآخر وليس ما قبله حرف مد كما في سورة القتال مثل {أعمالهم} {أخباركم}، وهكذا.
وعليه تكون الأقسام أربعة، وأكثرها وقوعا ما كان بحرف المد سواء كان في الآخر أو فيما قبله، وهذا معنى قوله: (وجاء بحرف المد..الخ).
وحكمة كثرة وقوع هذا القسم في القرآن الكريم أن حرف المدّ أدعى إلى التطريب ومد الصوت.
وقوله: (ولا فرق..الخ) معناه أنه إذا وقعت فاصلة وكان قبل الحرف الأخير منها ياء؛ فإنها تناسب الفاصلة التي قبل الحرف الأخير منها، واو لأن كلا منهما حرف لين وذلك نحو {المتقين} {المفلحون}.
وإذا لم يكن ثم فرق بين الياء والواو لأن كلاً منهما حرف لين؛ فلا فرق بينهما وبين الألف لأنها مثلهما بل هي أولى لأنها لا تخرج عن ذلك، ولعل المصنف ترك التنبيه عليها لأصالتها في ذلك كما في آل عمران: {وهم لا يظلمون. إنك على كل شيء قدير. وترزق من تشاء بغير حساب}.

وهـــا أنـا بالتمثيـل أرخــــــــــــــــــــــــــي زمامـه..... ..لعلـك تمطــــوهـا ذلـولا بـلا وعـــــــــــر
كمـــــا العالمين الدين بعد الرحيم نســــ.......تعــــــــــــين عظـيـم يؤمـنـون بــلا كــدر
سجى والضحى ترضى فآوى وما ولد.......كبد والبلد يولـد مـع الصمـد البـر
اللغة: أرخى الستر أو غيره أرسله وزمام الدابة الحبل الذي تقاد به ومطى الدابة وامتطاها ركبها وعلاها والذلول السهلة الانقياد والوعر الصعب ضد السهل بلا كدر مصدر كدر الماء مثلث الدال كدارة وكدرًا ضد صفا وسكن هنا لضرورة النظم.
الإعراب: ما للتنبيه. أنا أرخى جملة اسمية وبالتمثيل متعلق الخبر وزمامه مفعول أرخى والضمير في زمامه يعود على الأصل السابق وهو اعتبار الفاصلة بآخر حرف منها إن لم يكن قبلها حرف مد أو بما قبل الآخر إن كان حرف مد ولعلك تمطوها لعل واسمها وخبرها والضمير في تمطوها يعود على الأصل السابق وأنثه باعتبار كونه قاعدة وذلولا حال م الضمير المفعول وبلا وعر حال منه أيضًا والكاف في كما العالمين حرف جر وما زائدة والعالمين مجرور بالكاف والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف أي وأمثلة ذلك كالعالمين والدين وما بعده عطف على العالمين بإسقاط العاطف وبعد الرحيم حال من الدين قوله بلا كدر حال من الخبر والقدير وأمثلة ذلك كالعالمين وما عطف عليه حال كون هذه الأمثلة صافية لا كدورة فيها وعنى بهذا الصفاء وضوحها فهي كالمرآة تجلي القاعدة أتم جلاء وقوله سجى الخ عطف على العالمين بإسقاط العاطف والبر صفة الصمد.
المعنى: لما بين المصنف أن تناسب الفاصلة يعبر بآخر حرف منها أو بما قبل الآخر وكان هذا يحتاج إلى توضيح بضرب أمثلة للقسمين تكشف عن هذه القاعدة لتتمكن في الذهن ويمكن تطبيقها على سائر الجزئيات قال: وها أنا أكشف لك بذكر أمثلة من القرآن للقسمين للتمكن من هذه القاعدة ويسهل عليك تطبيقها على سائر جزئياتها في جميع القرآن من غير صعوبة وعسر فهذا مراده بقوله: (وها أنا بالتمثيل..الخ) ففي الكلام استعارة تمثيلية مركبة بتشبيه الصورة الحاصلة من ذكر القاعدة ممثلة وإيضاحها للسامع بذكر أمثلتها وفهمه لها.
وسهولة تطبيقها بحال رجل يقدم دابة لغيره ويعطيه زمامها في يده ليركبها ويسهل عليه قيادها إلى مقصده واستعار المركب الدال على المشبه به للمشبه على طريق التمثيل ثم شرع في الوفاء بما وعد من بيان أمثلة القسمين وبدأ بالقسم الأكثر وقوعًا في القرآن وهو التناسب فيما قبل الآخر فقال كما العالمين الخ فكل ما في البيت يعتبر فيه التناسب بحرف المد الذي قبل آخره واعتبرت الواو في يؤمنون مشاكلة لقوله عظيم لكونهما حرفي لين ثم ثنى بأمثلة القسم الثاني وهو الذي يعتبر تناسبه بالحرف الأخير سواء كان ألفًا أو غيرها فقال: (سجى..الخ) يعني قوله تعالى: {والضحى والليل إذا سجى} {ولسوف يعطيك ربك فترضى . ألم يجدك يتيما فآوى}.
وأشار بقوله: (وما ولد..إلخ) إلى قوله تعالى: {لا أقسم بهذا البلد} إلى {لقد خلقنا الإنسان في كبد} وقوله تعالى في سورة الإخلاص: {الله الصمد . لم يلد ولم يولد} فهذه كلها فواصل يعتبر فيها التناسب بالحرف الأخير، وهو غير ألف.
واعلم أن فواصل السور قد تكون على ضرب واحد من التشاكل بأن يكون الاعتبار فيها بما قبل الآخر، ويكون حرف المد فيها ياء فقط كفواصل سورة الفاتحة أو ألفًا فقط كسورة الرحمن، ولم يأت على الواو فقط.
وأشار المصنف إلى هذا النوع بقوله: (كما العالمين..) إلى قوله: (نستعين)
- وقد يكون على ضربين كياء وواو أو على ثلاثة كهذين والألف، كفواصل سورة البقرة، وإلى ذلك أشار بقوله: (عظيم) (يؤمنون).

- وكذلك الذي يعتبر فيه التناسب بالحرف الأخير منها قد يجيء على حرف واحد في جميع السورة كسورة الإخلاص،
وقد يكون على عدة أحرف كفواصل الضحى.
وقد يكون على أضرب مختلفة في التشاكل بأن يكون بعضه معتبرًا بالحرف الأخير منه، وبعضه بما قبل الآخر كما في فواصل البلد، ففيها {كبد} و{النجدين} و{المرحمة} و{لبداً} وإلى ذلك كله أشار المصنف في البيت الثالث
). [معالم اليسر:؟؟]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (الثاني: المشاكلة للطرفين أو لأحدهما وهو معنى قول الشاطبي:
وَكُلُّ [تَوَالٍ] فِي الجَّمِيْعِ قِيَاسُهُ.......بِآخِرِ حَرْفٍ أو بِمَا قَبْلَهُ فَادْرِ
قال شارحه ما معناه: إعلم أن كل آية أريد معرفة كونها آية فقياسه إما بالحرف الأخير من الكلمة الأخيرة إذا لم يكن ما قبل الحرف الأخير حرف مد من واو أو ياء أو بما قبل الحرف الأخير منها إن كان حرف مد وذلك كفواصل
سورة النساء وفواصل سورة الإسراء وسورة الكهف ومريم وطه والفرقان حي بنيت على الألف نحو كبيرا وعليما ونحو أبدا وأمدا ونحو زكريا وخفيا ونحو يخشى ونحو بعض فواصل والضحى ونحو والفجر والبلد والإخلاص وأما ما يقاس بما قبل الآخر فنحو عظيم وكريم وقريش والصيف ويؤمنون ويعلمون لان حرف المد الزائد(1) قبل الحرف المتحرك الذي هو آخر الكلمة هي(2) الفاصلة في اصطلاح أهل هذا الفن(3) فإن لم يكن مشاكلًا لما قبله ولما بعده من رؤوس الآي المثبتة ولا مشبهًا لذلك ولا مساويًا في الزنة والبِيْنَة لم يكن راس آية في سورة رؤوس آيها مبنية على ما ذكر إلا ما ورد به نص كما لا يكون مثله راس قافية في قصيدة مردّفَةٍ(4) مبنية على ياء أو واو قبل حرف الروي(5) الذي هو آخر حرف من البيت لأن رؤوس الآي والفواصل مشبهات برؤوس القوافي من حيث اجتمعن في الانقطاع والانفصال واشتركن في إلحاق التغير بالزيادة والنقصان ولذلك انعقد إجماع العادين على ترك عد قوله تعالى {وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} في سورة النساء لعدم مشاكلته لطرفيه لأن ما قبله {وكيلا} وما بعده {جميعا} وهما مبنيان على الألف وهو مبني على الواو، وكذا لم يعدوا قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} في سبحان و{لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ} في مريم و {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} في طه وفيها {وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} و{مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} في سورة الطلاق وفيها {أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} لكونهنَّ مخالفاتٍ لما قبلهنَّ ولما بعدهنَّ من رؤوس آي تلك السور، ولكونهنَّ غير ]مشابهات[ وغير مشاكلة لها، وأما [مشابهات] الفواصل التي لم تشاكل في الزنة [فكقوله] تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} في سورة إبراهيم لأنها وإن كانت مشاكلة في بنائها على حرف اللين لكنها ليست موازنة لأن وزنها فاعِلَين ووزن الكلمة التي وقعت في الآية التي قبلها خِلال على وزن فِعال، وآخر الآية التي بعدها كفَّار بوزن فعَّال ولذلك لم يعدوها راس آية وكذا لم يعدوا قوله تعالى {عَمِيَّا} و {بكْمَا} و {صَمَّا} في سبحان ولا {إِلاَّ مَرَاءً} في الكهف، و {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} في مريم وفيها أيضًا {اهْتَدَوْا هُدًى} لمخالفتهنَّ لإخواتهنَّ في الزنة.
ثم أن أكثر الآيات قد جاء بحرف المد قبل الحرف الأخير من الواو والياء، ولا فرق بينهما في التناسب والمشاكلة لأن كلمة يؤمنون مشاكلة لكلمة عظيم مع أن الأولى مبنية على الواو والثانية على الياء.

وهذا معنى قول الشاطبي:
وَجَاءَ بِحَرْفِ المَدِّ الأكْثَرُ مِنْهُمَا .......وَلا فَرْقَ [بَين الواو والياء](6) في السَّبْرِ

قال شارحه: وحكمة ذلك وجود التمكن من التطريب كما قال سيبويه إن العرب إذا ترنموا يلحقون الألف والياء [والنون] لأنهم أرادوا به مد الصوت ويتركون ذلك إذا لم يترنموا، وجاء القرآن على أسهل موقف وأعذب مقطع انتهى.
ثم قال الشارح(7): وفضل كلام الله عز وجل على كلام سائر البلغاء أنهم إذا زادوا حرفًا للترنم والإشباع كانت زيادته لا معنى لها في الغالب بخلاف كلامه سبحانه وتعالى فإن حروفه كلها لمعان وليست بزائدة انتهى.
وقد ذكر الشاطبي أمثلة القسمين المتقدمين بقوله:
وَهَا أنَا بِالتَّمْثِيْلِ أُرْخِي زِمَامَهُ ....... لَعَلَّكَ تَمْطُوهَا زّلولاَ بِلا وَعْرِ
كَمَا العَالَمِيْنَ الدِّيْنَ بَعْدَ الرَّحِيْمِ نَسْـ
....... ـتَعِيْنُ عَظِيْمٌ يُؤمِنُونَ بِلا كَدْرِ
سَجَى والضُّحَى تَرضَى فَآوَى وَمَا وَلَدْ
.......كَبَدْ وَالبَلَدْ يُولَدْ مَعَ الصَّمَدِ البَرِّ (8)
وأشار بذلك إلى ما قاله الداني في الأصل أن آي سور القرآن قد تجيء على ضرب واحد من التشاكل مُتَّفَقٍ غير مختلف فاتفاقه إما على الياء فقط كفواصل سورة الفاتحة على تقدير عدم عد عليهم آية وإما على الألف فقط كفواصل سورة الرحمن ولم يوجد في القرآن ما كان مبنيًا على الواو فقط، وقد تجيء على ضربين مختلفين وعلى ضروب مختلفة كفواصل سورة البقرة وقد يختلط ذلك التشاكُل يعني أن بعض رؤوس الآي في سورة واحدة مبنيٌّ على حرف المد وبعضها مبني على غيره كسورة الفاتحة أيضًا على رواية من عد {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} آية وذلك من الإعجاز المخصوص بالقرآن الذي أخرس الفصحاء والبلغاء وأعجز الألباب والفقهاء).
[القول الوجيز:؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ( (1) لا ينبغي أن يقال في حرف من كتاب الله تعالى زائد.
(2) قوله: (هي الفاصلة) هذه الجملة خبر لأن- كما هو المتبادر- ولعل تأنيث الضمير في الجملة الخبرية مراعى فيه المسمى. والألف أو الواو أو الياء وإلا لزم التذكير للمطابقة. أو أنث باعتبار الكلمة التي فيها حرف مد والتي بسببها اعتبرت فاصلة في اصطلاح علماء العدد.
(3) المراد بأهل الفن: هو فن فواصل الآي.
(4) قوله: (مردفة) من ألقاب قافية الشعر. والردف هو حرف ليِّن ساكن (واو أو ياء) بعد حركة لم تجانسها أو حرف مد (ألف أو واو أو ياء) بعد حركة مجانسة قبل الروي متصلًا به فمثال الأول قول أبي العتاهية:
الدَّار لو كنتَ تدْري يا أخا مَرَحٍ.......دارٌ أمامَكَ فيهـا قـرَّةُ العيْـنِ
ومثال الثاني قول الشاعر:
لا تَعْمُرِ الدنيا فَلَيْسَ إلى البَقَاءِ بها سَبيلُ
[انظر ميزان الذهب للهاشمي ص115].
(5) الرَّوي: هو حرف من حروف المعجم بنيت عليه القصيدة ونسبت إليه.
(6) في بعض نسخ المتن [بين الياء والواو] وقوله: (السَّبْر) بفتح السين المشددة وسكون الباء الموحدة معناه هنا الأصل. والمقصود بهذا الأصل التناسب الذي فيه الكلام.
وقوله: (وحكمة ذلك) إشارة إلى ما ذكره الناظم من هذين القسمين، وهما اعتبار الفاصلة بحرف المد كما وقع في سورة النساء والإسراء وطه وغيرها، والثاني: هو ما ليس حرف مد كما في سورة القمر والبلد والقتال، وان أكثر ما وقع في القرآن منهما الأول، وقد بين الشارح رحمه الله تعالى الحكمة في ذلك.
(7) المراد بالشارح هو صاحب لوامع البدر [ورقة/ 60] مع تصرف في بعض الألفاظ.
وقول الناظم: (ولا فرق بين الواو والياء في السبر) معناه: لا فرق بين الياء والواو في التناسب والمشاكلة لأن كلا منهما حرف لين، فلا فرق بينهما وبين الألف لأنهما مثلهما بل هي أولى لأنها تخرج عن ذلك ولعل المصنف ترك التنبيه عليها لأصالتها في ذلك كما في آل عمران {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} ، {كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، {بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
(8) قوله: (أرخى زمامه) الخ أرخى الستر أو غيره أرسله، و"زمام الدابة" الحبل الذي تقاد به ومطى الدابة وامتطاها، ركبها وعلاها.
و_الذلول) السهلة الانقياد، والوعر الصعب ضد السهل بلا كدر، مصدر كدر الماء مثلث الدال كدارةً وكدار ضد صفا وسكن هنا لضرورة النظم. [انظر معالم اليسر ص35 ولوامع البدر ورقة/ 61].
ومعنى الأبيات الثلاثة: أنها توضيح بضرب الأمثلة للقسمين المشار إليهما آنفًا لتتمكن في الذهن ويمكن تطبيقها). [التعليق على القول الوجيز:؟؟]

كل لفظة مشتملة على حرف مدّ وقعت بعد لفظة كذلك وأمكن أن يتم الكلام بأحدهما فالفاصلة هي الثانية
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت:590هـ): (
وما بعد حـرف المـد فيـه نظيـره.......على كلمة فهو الأخير بـلا عسـر
كما واتقى في الليـل أقنـى بنجمـه.......تدلى وذو المفعـول يفصـل بالجـزر
كأعطى بها والآي فـي كلمـة فـلا.......ترى غير أقسام سوى التين في الحصر
).[ناظمة الزهر:؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت:1403هـ): (ص:
وما بعد حرف المد فيه نظيـره.......على كلمة فهو الأخير بلا عسر
كما وأتقى في الليل أقنى بنجمه
.......تدلى وذو المفعول يفصل بالجزر
اللغة: العسر ضد اليسر. يفصل من الفصل بمعنى القضاء والحكم والجزر بالجيم والزاي القطع.
الإعراب: ما مبتدأ واقعة على اللفظ. وبعد حرف المد متعلق بمحذوف صلة ما وبعد مضاف إلى حرف المد بتقدير مضاف أي واللفظ الذي وقع بعد اللفظ ذي حرف المد. وجملة فيه نظيره اسمية مقدمة الخبر وهي حال من ضمير الصلة وضمير فيه يعود على ما وضميره نظيريه بعود على حرف المد. وقوله على كلمة متعلق بمحذوف حال من ضمير الصلة. وقوله فهو الأخير الفاء فيه زائدة في جملة الخبر لشبه المبتدأ بالشرط في العموم. والضمير – فهو – عائد على ما والأخير بمعنى الآخر وأل عوض عن المضاف إليه أي آخر الآية أي رأسها وفاصلتها. وقوله بلا عسر جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك الحكم ثابت بلا عسر ولا صعوبة والكاف جارة وما زائدة واتقى مجرور بما والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك كائن كواتقي.
وقوله: (في الليل) حال من اتقى. و(أقنى) معطوف على أتقى بحذف العاطف. (ينجمه) حال من أقنى. وضمير (ينجمه) عائد على الليل. والإضافة لأدنى ملابسة. والتذكير باعتبار لفظ الليل ويحتمل عوده على القرآن. وقوله تدلي عطف على اتقى كذلك وذو المفعول يفصل جملة اسمية. وبالجزر متعلق بيفصل.

المعنى: هذا بيان لقاعدة تعرف بها الفاصلة وحاصلها أن كل كلمة مشتملة على حرف المد وقعت بعد كلمة أخرى مشتملة على حرف مد كذلك وصلح كل منهما لأن يكون فاصلة فالفاصلة هي الثانية سواء اعتبرت الفاصلة بما قبل الآخر نحو عليم حكيم. أم بالآخر نحو أعطى واتقى. دنا فتدلى. وسواء كان هناك مفعول يفصل بين الكلمتين المتشاكلتين أم لا. ومثال ما يفصل بينهما المفعول – لا يعقلون شيئا ولا يهتدون وهذا بالنسبة لما اعتبرت فيه الفاصلة بما قبل الآخر. ومثال ما اعتبرت فيه بالآخر {وأعطى قليلا وأكدى} وهذا معنى قوله في أول البيت الآتي (كأعطى بها) أي بالنجم.
وإنما اعتبرت الثانية دون
الأولى لأنه يلزم من اعتبار الأولى معها عدم المساواة وانقطاع الكلام قبل تمامه وكلاهما محظور لا يصار إليه في القياس.
وإنما اعتبر في تلك القاعدة اشتمال الكلمة على حرف مد مع جريانها فيما لم تشتمل على حرف المد نحو {والله يعلم متقلبكم ومثواكم} لاطرادها في المشتملة على حرف المد دون غيرها فقد اختلف في قوله تعالى {لم يلد} أهو فاصلة أم لا.
وقيد القاعدة بكون الكلمة الثانية على كلمة احترازًا مما زاد عن كلمة فإنها قد تعتبر الأولى فاصلة مع اعتبار الثانية كذلك نحو {أم لم ينبأ بما في صحف موسى. وإبراهيم الذي وفى} وهذا البيت من تتمة شرح الطريق السابق.
وهو اعتبار الفاصلة بآخر حرف منها أو بما قبل الآخر فقد بين في هذا الأصل أننا نعتبر في التشاكل والتناسب بآخر حرف أو بما قبل الآخر فهذه القاعدة المذكورة في هذا البيت تقييد لهذا الأصل واستثناء منه كأنه قال كل كلمتين متناسبتين في الآخر أو فيما قبله فكل منها فاصلة إلا إذا وقعت كلمة مشتملة على حرف مد ووقع بعدها نظيرها من غير فاصل ما أو فصل بينهما المفعول فالفاصلة هي الثانية لا الأولى وقوله «كما واتقى» أمثلة لما اعتبرت فيه الفاصلة بالآخر وقد عرفت أمثلة ما اعتبرت فيه الفاصلة بما قبل الآخر يعني مثال الكلمتين المشتملتين على حرف مد وصلح كل منهما بأن يكون فاصلة وقيست فاصلته بآخر حرف منها قوله تعالى: {فأما من أعطى واتقى} في الليل فالفاصلة هي واتقى لا أعطى. وقوله تعالى في النجم {وأنه هو أغنى وأقنى} فالفاصلة هي أقنى وكذلك، {ثم دنا فتدلى} فالفاصلة تدلى وهي أمثلة لما لم يقع بين الكلمتين فاصل. وقوله «وذو المفعول يفصل بالجزر» معناه أن أول اللفظين المشتملين على حرف المد إذا كان له مفعول في الكلام فهو أولى أن لا يعد فاصلة، بل الفاصلة اللفظ الثاني لظهور شدة تعلقه بالمفعول وطلبه له فقول يفصل بالجزر يحتمل أن يكون مبنيًا للفاعل ومعناه وصاحب المفعول يقضي وحيكم بقطعه عن الفواصل لشدة طلبه لمفعوله، ويحتمل أن يكون مبنيًا للمفعول ومعناه وصاحب المفعول يقضي فيه بقطعه عن الفواصل لشدة طلبه لمفعوله
). [معالم اليسر:؟؟]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (إذا وقعت في الآية كلمة مشتملة على حرف من حروف المد ووقع بعدها كلمة تماثلها في الاشتمال على ذلك الحرف، وصلحت كل واحدة منهما أن تكون رأس آية؛ فإن الفاصلة منهما ما وقعت متأخرة؛ لأنها لو كانت الفاصلة الأولى للزم فيها: إما عدم انقطاع الكلام، أو عدم المساواة، أو غير ذلك.
وسواء فصل بين الكلمتين فاصل بالمفعول كما في نحو: {لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ}، أو لم يفصل بينها شيء نحو: {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} {عَلِيمًا حَكِيمًا}، ونحو: {لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ}.
ومثل ذلك ما يقاس بآخره سواء كان بغير فصلٍ نحو: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} في سورة الليل، ونحو: {أَغْنَى وَأَقْنَى} {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} بالنجم، أو مع الفصل بالمفعول كما في قوله: {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى} بالنجم أيضًا.
وهذا معنى قول الشاطبي:

وَمَا بَعْدَ حَـرْفِ المَـدِّ فِيْـهِ نَظِيْـرُهُ.......عَلَى كِلْمَةٍ فَهْوَ الأَخِيْرُ بِـلا عُسْـرِ
كَمَا وَاتقَى فِي اللَّيْلِ أَقْنَـى بِنَجْمِـهِ.......تَدَلَّى وَذُو المَفْعُولِ يَفْصِلُ بِالجَزْرِ (1)
كأعطى بها...............................................................).
[القول الوجيز: 124-144].
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ((1) هذان البيتان بيان لقاعدة تعرف بها الفاصلة وقد بينها الشارح في هذا التنبيه الأول فالبيت الأول بيان للقاعدة والثاني أمثلة لها.
وقوله: بلا عسر: أي بلا تعسر وتحير فيه). [التعليق على القول الوجيز:؟؟]

الآية القرآنية لا تجيء على لفظة واحدة في أوائل سورها إلا أن تكون مشاكلة لفواصل تلك السورة
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت:590هـ): (
كأعطى بها والآي فـي كلمـة فـلا.......ترى غير أقسام سوى التين في الحصر
وأول مـا قبـل المعـارج والتكــــــــــــــا.......ثر اعلم وفى الرحمن مع آيـة الخضـــــــــــر).[ناظمة الزهر:؟؟]
قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت:1403هـ): (ص:
كأعطى بها – والآي في كلمـة فـلا.......ترى غير أقسام سوى التين في الحصر
وأول مـا قبـل المعـارج والتـكـا.......ثر اعلم وفي الرحمن مع آية الخضـر
اللغة: أقسام جمع قسم. والحصر مصدر من حصر الشيء إذا استوعبه. فيكون المعنى سوى التين في الاستيعاب أي في استقراء وتتبع جميع الأقسام التي في القرآن.
الإعراب: كأعطى بها. خبر لمحذوف وهو من تتمة البيت السابق وقد عرفت معناه وبها حال من أعطى والضمير لسورة النجم. والآي مبتدأ وجملة فلا ترى خبره بزيادة الفاء وترى مضارع مبني للمجهول وهو من الرؤية بمعنى العلم. ونائب الفاعل هو المفعول الأول وفي كلمة هو المفعول الثاني وفي بمعنى على. وقوله غير أقسام «حال من كلمة» وسوغ مجيء الحال منها مع كونها نكرة وقوعها في سياق النفي – وسوى استثناء من أقسام والتين مضاف إليه، وفي الحصر متعلق بترى والتقدير لا ترى الآية في حال استيعاب أي القرآن وجمعها مبنية على كلمة حال كونها غير مقسم بها سوى التين، وأول بالجر عطف على أقسام وما قبل المعارج موصول وصلته والتكاثر عطف على المعارج وجملة أعلم معترضة، وفي الرحمن معطوف على قبل الواقع صلة لما أي وأول ما في سورة الرحمن أي أول كلمة فيها وهي قوله تعالى {الرحمن} ومع آية الخضر حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور في الرحمن.
المعنى: بين المصنف في هذا البيت قاعدة أخرى وهي أن الآية القرآنية لا تجيء على كلمة واحدة في أوائل سورها بشرط أن تكون مشاكلة لفواصل تلك السورة فإنها حينئذ تكون على كلمة نحو. والطور. والضحى. والفجر. والعصر. وخرج بشرط المشاكلة ما لو كانت مقسما بها في أوائل السور مع انتفاء المشاكلة فلا تكون الآية على كلمة نحو. والمرسلات. والشمس. والليل. والنازعات. والذاريات. وقوله سوى التين استثناء من هذا المستثنى يعني أن قوله تعالى والتين كلمة مقسم بها وقعت في أول سورتها ولم تعد آية مستقلة مع وجود المشاكلة بل اعتبرت الفاصلة هي الثانية وهي {والزيتون} لدخولها في قاعدة قوله، وما بعد حرف المد الخ واستثنى أيضًا من عموم قولنا أن الآية لا تكون على كلمة واحدة أيضًا قوله تعالى {الحاقة} وقوله تعالى {القارعة} وهذا هو المراد بقوله وأول ما قبل المعارج والتكاثر – أي وأول ما قبل التكاثر وهو القارعة وأول كلمة في سورة الرحمن وهي قوله تعالى {الرحمن} وكذلك قوله تعالى {مدهامتان} في تلك السورة وهي المرادة بقوله «آية الخضر» وإنما أطلق عليها آية الخضر لأن معنى مدهامتان مخضرتان فجميع ما تقدم آيات مستقلات وهي على كلمة واحدة فالحاصل أن الآية لا تكون على كلمة واحدة في أوائل السور إلا إذا كان مقسما بها وفي أول الحاقة وأول القارعة. وأول الرحمن. ولا تكون على كلمة واحدة في أثناء السورة إلا في قوله تعالى: {مدهامتان} واستثنى من المقسم به في الأوائل كلمة والتين فإنها لم تعد آية بالاتفاق. وكأن هذه القاعدة ثابتة بالاستقراء والتتبع لآي القرآن وإلى ذلك الإشارة بقوله في الحصر وتصلح هذه القاعدة لتعليل القاعدة السابقة في البيت السابق، يعني أننا نعتبر قوله تعالى «وأقنى هو الفاصلة» ولا نعتبر معها أغنى لما يلزم على ذلك من وقوع الآية على كلمة واحدة وهي لا تقع كذلك إلا فيما تقدم. بقى أنه قد جاءت الآية على كلمة في الفواتح عند الكوفي. ولعل المصنف رحمه الله تعالى تركه إما لعدم الاتفاق عليه وإما لأنه سبق التنبيه عليه في قوله: «وما بدوه حرف التهجي الخ وقوله وما تأتي آيات الطوال وغيرها الخ».). [معالم اليسر:؟؟]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (لا تكون الآية على كلمة واحدة إلا ما وقعت قسمًا في أول سورة بشرط المشاكلة لفواصل تلك السورة، وذلك في أول سورة والطور والفجر والضحى والعصر.
وأما لفظة {والتين} في أول سورة التين وإن كانت مشاكلة فلم يعدها أحد، وخرج بقيد المشاكلة ما كان غير مشاكل، وهو والنجم والمرسلات والنازعات والشمس والليل؛ فلم يُعدُّوا أيضًا لعدم المشاكلة، وعَدَّ الشامي والكوفيون أول الرحمن، وعدَّ الكوفيون أول الحاقة والقارعة آيات، ولم يعدها الباقون، وعدُّوا قوله تعالى: {مدهامتان} آية مستقلة، وهي المرادة بآية الخضر في قول الشاطبي كما أشار لذلك بقوله:

كأعْطى بهـا والآي فِـي كِلْمَـةٍ فَـلاتُرَى....... غَيْرَ أَقْسَامٍ سِوَى التِّيْنِ فِي الحَصْـرِ
وَأَوَّلُ مَـا قَبْـلَ المَـعَـارِجِ والتَّـكَـا.......ثُرِ اعْلمْ وَفِي الرَّحْمَنِ مَع آيَةِ الخُضْرِ(1)
وقوله: (كأعطى بها) من تتمة ما قبله كما مر.
ومن هذا المعنى حروف التهجي الواقعة في أوائل السور عند الكوفيين كما تقدم).
[القول الوجيز:؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ( (1) في هذين البيتين إشارة إلى التنبيه الثاني الذي أشار إليه الشارح وفيهما بيان لقاعدة أخرى تعرف بها الفاصلة ومعنى أقسام جمع قسم، والحَصر مصدر من حصر الشيء إذا استوعبه فيكون المعنى سوى التين في الاستيعاب أي في الاستقراء وتتبع جميع الأقسام التي في القرآن ومعنى قول الناظم آية الخضر يريد (مدهامتان) في سورة الرحمن لأن معنى مدهامتان مخضرَّتان). [التعليق على القول الوجيز:؟؟]

قواعد تمييز الفواصل أغلبية وما خرج عنها فتلتمس علّته
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت:590هـ): (
فهذا به حـل الفواصـل حاصـــــــــل.......وفيما سواه النص يأتيـك بالفســــر
وإشكالهـا تجلـوه أشكالهـا فكــن.......بتميــــــــــــــــــيزهـا طبـاً لعلـك أن تبـري
وما بين أشكـال التناسـب فاصـل.......سوى نادر يلفى تماما كمـا البـدر
). [ناظمة الزهر:؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت:1403هـ): (ص:
فهذا به حل الفواصل حاصـل.......وفيما سواه النص يأتيك بالفسر
اللغة: الفسر بفتح الفاء وسكون السين الكشف والبيان وهو مصدر فسر من باب ضرب.
الإعراب: الفاء للتفريع أو الفصيحة. وهذا مبتدأ أول وهو عائد على ما سبق من القواعد وذكر وأفرد باعتبار المذكور «حل الفواصل حاصل» جملة اسمية خبر المبتدأ الأول وبه متعلق بحاصل وباؤه السببية أو الاستعانة، وفيما سواه
الجار والمجرور فيه متعلق بيأتيك وما موصول وسواه صلته، والضمير فيه يعود على ما تقدم من القواعد وذكر باعتبار المذكور والنص مبتدأ وجملة يأتيك خبره، وبالفسر متعلق بالفعل قبله أو متعلق بمحذوف حال من فاعل يأتيك والباء للملابسة.
المعنى: فهذا أي ما ذكرت لك من القواعد حل مشكلات الفواصل حاصل به. فإن وافقت الفاصلة القواعد السابقة وأمكن تطبيق تلك القواعد عليها فذاك وإن خالفتها بورود النص بها فسيأتيك في سورها ومحالها التنصيص عليها بالكشف والبيان. نحو {أنعمت عليهم} في الفاتحة {ذلك أدنى ألا تعولوا} في النساء فإنهما مخالفتان لغيرهما من فواصل سورهما ولكن ورد بهما النص. فالتزم المصنف بيان هذا النوع في سوره ومحاله، وقد سبق لنا التنبيه على بيان ما التزم الناظم بيانه من الفواصل المعدودة وأشباهها فارجع إليه إن شئت.
وإشكالها تجلوه أشكالها فكن.......بتمييزها طبا لعلك أن تبرى
اللغة: الإشكال بكسر الهمزة مصدر أشكل الأمر إذا التبس، والأشكال بفتحها جمع شكل بمعنى المثل والشبه وجلا الشيء يجلوه إذا أوضحه وكشف معناه والطب بفتح الطاء هو الماهر الحاذق في عمله، وتبرى مضارع أبرأه، يقال أبرأه الله من المرض إذا أ.اله عنه وهو مخفف بإبدال الهمزة ياء وسكن للروى.
الإعراب: وإشكالها مبتدأ وجملة تجلوه أشكالها خبره والضمير المضاف إليه في إشكال وأشكال يعود على الفاصلة، والضمير المنصوب في تجلو يعود على المبتدأ والفاء في فكن فصيحة وطبا خبر كن وبتمييزها متعلق به. «لعلك أن تبرى» جملة رجائية.
المعنى: هذا تقرير لما سبق من أن القواعد السابقة يترتب عليها حل مشكلات الفواصل فقرر هذا المعنى بأن الالتباس الذي قد يعرض للكلمة أهي فاصلة أم لا يزيله ويرفعه ويجليه أتم جلاء أمثال تلك الكلمة فإذا كانت مشاكلة لما هي فاصلة عرف أنها فاصلة ما لم يرد نص يخالف ذلك، وفي هذا التقرير تنبيه على
الاهتمام بهذه القاعدة، والتمرين عليها، ولهذا قال فكن طبا بتمييزها أي ماهرًا حاذقًا بتطبيق تلك القاعدة قاعدة المشاكلة ليظهر لك ما هو فاصلة وما لم يكن كذلك مما لم يرد فيه نص، لعلك أن تبرئ نفسك وغيرك من الشبه التي تتعلق بالفاصلة، ومن الجهل بالآي ورءوسها والله أعلم.
وما بين أشكال التناسب فاصل.......سوى نادر يلفي تمامًا كما البدر
اللغة: الأشكال جمع شكل وهو المثل والنظير «فاصل» حاجز من الفصل وهو الحجز بين الشيئين «يلفى» يوجد «تمامًا» تامًا والبدر القمر ليلة تمامه.
الإعراب: ما نافية. وبين أشكال التناسب خبر مقدم للمبتدأ المؤخر وهو فاصل. وإضافة أشكال إلى التناسب من إضافة الموصوف إلى صفته وهو وصف بالمصدر إما بتقدير مضاف أو بتأويله بالمشتق أي بين الأشكال ذوات التناسب أو الأشكال المتناسبة، وسوى بدل من فصال ونادر مضاف إليه وجملة يلفي صفة لنادر. وتماما بمعنى تام مفعول ثان ليلفي كما البدر. ما زائدة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من نائب الفاعل.
المعنى: ليس من الفواصل المتشاكلة في الحرف الأخير أو فيما قبلما المتساوية في الطول والقصر فاصل أي لفظ حاجز يخالفها في تلك المشاكلة والمساواة وهو معدود في الفواصل إلا ما هو نادر ثبت بالنص. وهو واضح وضوح البدر ليلة تمامه، وهذا بمنزلة العلة لما أفاده البيت السابق من أن الالتباس في الفاصلة يكشفه ويجلوه قاعدة المشاكلة فكأنه قال إشكال الفواصل ترفعه قاعدة المشاكلة لأنه لا يوجد بين الفواصل المتشاكلة والآيات المتساوية ما هو مخالف لها في ذلك إلا نادرًا وهذا النادر واضح كالبدر لا خفاء فيه. إذًا فقاعدة المشاكلة والمساواة ترفع الإشكال، ومثال ما ورد بين الفواصل المتشاكلة وهو مخالف لها {أنعمت عليهم} في الفاتحة عند بعضهم {فغشيهم من اليم ما غشيهم} بطه {ذلك أدنى ألا تعولوا} في النساء {ليروا أعمالهم} في الزلزلة إلى غير ذلك وسيأتي بيان ذلك كله في مواضعه إن شاء الله تعالى). [معالم اليسر:؟؟]

قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وبما تقرر حصل حَلُّ جُلَّ مشكلات الفواصل فإن قاعدة المشاكلة تكشفها أشد الكشف فيلزم الاعتناء بها والاهتمام بشأنها لأنها كالمعيار في هذا الفن لأن أكثر ما وقع فاصلة متشاكل ومتوازن إلا ما يقع نادرًا وهذا معنى قول الشاطبي:
فَهَذَا بِهِ [جُلُّ](1) الفَوَاصِلِ حَاصِلٌ.......وَفِيْمَا سِوَاهُ النَّصُّ يَأتِيْـكَ بِالفَسْـرِ
وإشْكَالها تَجْلُـوهُ أشْكَالُهـا فَكُـنْ.......بِتَمْيِبْزِهَـا طَبَّـا لَعَلَّـكَ أنْ تُبْـرِي
وَمَا بَيْنَ أشْكَالِ التَّنَاسُـبِ فَاصِـلٌ.......سِوَى نَادِرٍ يُلْفِي تَمَامًَا كَمَـا البَـدْرِ
أشار بهذه الأبيات إلى قول الداني في الأصل أن التشاكل في آي السور والتساوي بين الفواصل ليس بمبطل لما جاء نادرًا وورد مخالفًا لذلك خارجًا عن حكم بنائه ووزنه وذلك من حيث عد كل العادين باتفاق منهم وباختلاف بينهم آيات غير مشبهات لما قبلهن وما بعدهن من الآي في القدر والطول والشبه ومن ذلك عدهم في النساء {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} ، وفي المرسلات {لَوَاقِعٌ} وفي الزلزال {لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} ، وفي طه {مَا غَشِيَهُمْ} وفيها أيضًا {إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا} ونحو {وَلَا تَحْزَنَ} وغيرها انتهى).
[القول الوجيز:؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ( (1) في نسخة معالم اليسر ولوامع البدر (حَلُّ) بالحاء المهملة أي ما ذكر من القواعد حصل به حل مشكلات الطالبين في فواصل الآيات وكلاهما صحيح.
والفَسْر بفتح الفاء وسكون السين الكشف والبيان، والإشكال بكسر الهمزة مصدر أشكل الأمر إذ التبس، والأشكال بفتح الهمزة جمع شكل بمعنى المثل والشبه، وجلا الشيء يجلوه إذا أوضحه وكشف معناه، والضب بفتح الطاء هو الماهر الحاذق في عمله وتُبْرِي مضارع أبرأه يقال: أبرأه الله من المرض إذا أزاله عنه والمعنى اعتبر أيها الطالب بقواعد المشاكلة واهتم بها واعتنِ بتحصيل ملكة فيها حتى تكون بريئًا من الإشكال، ومعنى (يلفي) يوجد- تماما، تاما، والبدر: القمر ليلة البدر وفي هذه الأبيات تنبيه من الناظم على الاهتمام بقاعدة المشاكلة والتناسب. [ترتيب القاموس ج3 ص 490]). ). [التعليق على القول الوجيز:؟؟]


إشكال وجوابه
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (فإن قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين في كل ما عرف بالتوقيف من رؤوس الآيات إن آية كذا أولها كلمة كذا وآخرها كلمة كذا وأن هذه الآية تامة، ومن أين علمنا التوقيف فيها، لأنه لم يبعث لبيان مقاطع الآيات ومبادئها، كما أنه لم يبعث لبيان حقائق الأشياء، بل بُعث لبيان ما لنا وما علينا من الأحكام الشرعية.
أجيب: بأن التوقيف إنما علم من إشارات تلك الأحاديث لا من عباراتها، لأنها سيقت إما لبيان جهة هداية تلك الآيات، أو لبيان ما فيها من الخواص؛ فكونها آية تامة أو آيتين مستنبطٌ من الأعداد التي لم يُسق الكلام لأجل بيانها، لأن لكلمات القرآن أصلين مقصودين:
أحدهما: كونها هادية إلى طريق الجنة، وهو المقصود من إنزال الكتب.

والثاني: كونها دافعة لشدة شر الجن والإنس؛ لأن القرآن كما هو شفاء لمرض القلوب هو شفاء لمرض الأبدان؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: ((عليكم بالشفائين: العسل والقرآن)) وسَوْقُ الأحاديث إنما هو لبيان هذين الأصلين(1) لا لبيان مقاطع الآيات ومبادئها. انتهى من الشارح).[القول الوجيز:؟؟]

- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ( (1) المراد بالأصلين بالقاعدتين السابقتان وهمما: المشاكلة والتناسب والتعبير عنهما في البيت السابق بالأمرين، وفي هذا البيت بالأصلين للتفنن.
ويفهم من كلام الناظم رحمه الله أن العلماء تتبعوا هذه النصوص فوجدوا فيها كلها المشاكلة والتناسب فأما آية الكرسي فرأسها {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} ففيه المشاكلة لفواصل السور والمساواة نظرًا إلى أنها طويلة في سورة طويلة، وإن فيها ما يصلح ليكون فاصلة: وهو {القَيُّوم} ففيه المشاكلة ولكنه فقد المساواة، فكان موضع نظر واجتهاد للعلماء. فمنهم من تركه تمسكًا بظاهر النص ولفقده المساواة، ومنهم من اعتبره لأن هذا النص معارض بانعقاد الإجماع على عد نظيره في أول سورة آل عمران وهكذا في أية الدين وغيرها.). [التعليق على القول الوجيز:؟؟]


رد مع اقتباس